مقتل 13 في انفجار سيارة ملغومة قرب بغداد
14/04/2006بغداد (رويترز) - لقي 13 شخصا على الاقل حتفهم عندما انفجرت سيارة ملغومة قرب بغداد وقتل مسلحون شقيق زعيم سياسي بارز من العرب السنة لكن ظهرت علامات على تحقيق بعض التقدم للخروج من المأزق السياسي في العراق. وجاء الانفجار الذي وقع مساءً في منطقة تقتطنها أغلبية شيعية بعد يوم من مقتل 29 شخصا في انفجار مماثل في بلدة شمالي العاصمة وبعد أسبوع من هجوم انتحاري ثلاثي على مسجد شيعي في المدينة أسفر عن سقوط ما يصل الى 90 قتيلا. وتثير اراقة الدماء الطائفية المتزايدة مخاوف من نشوب حرب أهلية بين الاغلبية الشيعية والاقلية السنية ودفعت بالفعل أكثر من 60 ألف شخص للفرار من منازلهم في ارجاء البلاد. وقتل مسلحون محمود أحمد شقيق طارق الهاشمي الذي يتردد اسمه كمرشح لتولي منصب رئيس البرلمان العراقي الجديد لكن لم يتضح على الفور الدافع وراء الاغتيال. وواجه الزعماء السياسيون العراقيون طريقا مسدودا فيما يتعلق بتشكيل حكومة عراقية جديدة منذ الانتخابات البرلمانية في ديسمبر كانون الاول الماضي رغم ضغوط الولايات المتحدة لتشكيل حكومة وحدة وطنية وتحذيرات بعض الدول العربية من انزلاق العراق الى حرب أهلية. لكن ظهرت يوم الخميس علامة على حدوث انفراجة محتملة. وقال الائتلاف العراقي الموحد الشيعي انه سيحضر جلسة البرلمان المقررة يوم الاثنين متخليا عن مطالب سابقة بضرورة اتفاق كافة الاحزاب والكتل السياسية على رئيس البرلمان ورئيس الوزراء والرئيس قبل حضوره جلسة البرلمان. وقال رضا جواد التقي العضو الكبير في الائتلاف العراقي الموحد لرويترز ان الائتلاف قرر المشاركة في جلسة البرلمان التي تعقد يوم الاثنين سواء تم التوصل لاتفاق حول الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان أم لا. ويواجه الائتلاف الشيعي وهو أكبر كتلة في البرلمان ضغوطا قوية من السنة والاكراد للتراجع عن ترشيحه لابراهيم الجعفري لتولي منصب رئيس الوزراء. ويأتي الفراغ السياسي الذي كشف عن وجود انقسامات داخل الكتلة التي كانت موحدة في وقت تتصاعد فيه اراقة الدماء التي تخشى واشنطن أن تؤدي الى تفجر حرب أهلية وتعقد سحب القوات الامريكية قبل انتخابات الكونجرس الامريكي التي ستجرى في نوفمبر تشرين الثاني القادم. وقال التقي ان مسؤولين من الائتلاف سيعقدون اجتماعات مكثفة مع الكتل السنية والكردية لبحث رئاسة الوزراء ومناصب رئيسية أخرى في محاولة لكسر الجمود قبل جلسة البرلمان يوم الاثنين. واقترح بعض الساسة أن يقرر البرلمان المكون من 275 مقعدا مصير الجعفري في جلسة الاثنين اذا لم يقرره الائتلاف الشيعي. وقالت مصادر سياسية ان الفصيلين المتنافسين داخل الائتلاف وهما حزب الدعوة الذي يتزعمه الجعفري والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق يعقدان اجتماعات منفصلة منذ يوم الاربعاء أملا في التوصل الى اتفاق. وللائتلاف بوصفه أكبر كتلة في البرلمان العراقي الحق في ترشيح رئيس الوزراء واختار الجعفري ليشغل المنصب لفترة ولاية ثانية في فبراير شباط الماضي بعد اقتراع داخلي هزم فيه مرشح المجلس الاعلى للثورة الاسلامية بفارق صوت واحد. وقالت مصادر ان الائتلاف العراقي الموحد أرسل وفدا الى النجف حيث مقر اية الله العظمى علي السيستاني والذي يعتقد أنه الرجل الاقوى نفوذا في العراق طلبا لمساعدة المؤسسة الدينية الشيعية. لكن إبدال الجعفري قد يؤدي الى انقسامات داخل الائتلاف الشيعي بينما يحتاج العراق الى قيادة موحدة للتعامل مع العنف وتهدئة التوترات الطائفية. ويدفع الوضع الامني المتدهور المزيد من العراقيين الى الفرار من بيوتهم. وارتفع عدد الذين فروا من بيوتهم الى المثلين ليبلغ 60 ألفا في أقل من شهر بعد أن كان يزيد قليلا عن 30 ألفا في أواخر مارس اذار الماضي. وأجبر مسلحون الكثيرين على ترك بيوتهم تحت التهديد بالرحيل أو القتل في محاولة لاخراج الطوائف الدينية المختلفة من احيائهم. ومن المفارقة أن بغداد أكثر محافظات العراق خطورة هي الجهة التي يقصدها الكثير من عائلات النازحين.