مقتل 15 من الشيعة والعثور على مزيد من الجثث ببغداد
23/03/2006بغداد (رويترز) - فتح مسلحون نيران أسلحة آلية على شيعة عائدين من أربعينية الحسين في بغدادامس الاربعاء مما أسفر عن مقتل 15 شخصا على الأقل وإصابة العشرات في أحدث هجوم في إطار العنف الطائفي الذي يُهدد العراق بحرب أهلية.
وقالت مصادر بوزارة الداخلية ان عدة عربات تعرضت بينما كانت عائدة من كربلاء جنوبي بغداد عقب الاحتفال بأربعينية الحسين لكمين في حي العامرية الذي يُعد معقلا للمسلحين السنة في غرب بغداد مما أدى الى مقتل 13 شخصا حيثما كانوا يجلسون أو بينما كانوا يحاولون الفرار الى شوارع جانبية. وفي وقت سابق قُتل شخصان وأُصيب العشرات عندما تعرضت حافلة وشاحنة كانا يحملان زوارا عائدين من الاحتفال للهجوم في حادثين منفصلين. وذكرت الشرطة أيضا أنها عثرت على ست جثث أُخرى على طرق ببغداد جميعها فيما يبدو لضحايا العنف الطائفي الدائر بين الأغلبية الشيعة وأقلية السُنة والذي يخشى بعض المسؤولين العراقيين أن يتسع نطاقه الى حرب. وهاجم مسلحون مركزا للشرطة العراقية بالقنابل وقذائف المورتر قبل فجر يوم الاربعاء مما أدى الى مقتل أربعة من الشرطة في المدائن جنوب شرقي بغداد في ثاني هجوم من نوعه خلال يومين. وقالت الشرطة انها اعتقلت نحو 70 من المشتبه بهم في مداهمات في البلدة بعد الهجوم. وكان الشيعة في طريق العودة الى ديارهم بعد يوم من الاحتفال بذكرى أربعينية الحسين. وقال رجل ذكر ان اسمه علاوي لرويترز من على سريره بالمستشفى بعد أحد الهجمات "كنا على الطريق السريع عندما توقفت أربع سيارات فجأة بالقرب منا وبدأت إطلاق النار." وقال حازم الأعرجي وهو مساعد بارز لرجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر للتلفزيون الرسمي ان هذا يظهر أن عليهم الرد بقبضة من حديد على الارهاب وأن عليهم أيضا التوحد وتشكيل حكومة بأسرع ما يمكن لان الناس في الشارع يمكن أن يعتبروا أنه لا توجد حكومة. وتسببت العطلات العامة هذا الاسبوع في تعليق اجراء المفاوضات بين زعماء الشيعة والسنة والاكراد بخصوص تشكيل حكومة وحدة وطنية تقول واشنطن انها ضرورية لتجنب حرب أهلية والسماح للقوات الامريكية بالانسحاب. وقال الرئيس الامريكي جورج بوش يوم الثلاثاء ان القوات الامريكية قد تبقى في العراق الى ما بعد انتهاء فترة ولايته في غضون ثلاث سنوات. وقال يوم الاربعاء انه لن يذعن للضغوط لسحب القوات قبل انتخابات الكونجرس المقررة في نوفمبر تشرين الثاني. غير أنه قال "انظروا..أنا رجل متفائل. أعتقد أننا سننجح. دعوني أضع الأمر أمامكم كما يلي..اذا لم أكن أعتقد أننا سننجح لكنت سحبت القوات." وقالت الشرطة ان أحد الشيعة ممن شاركوا في الاحتفالات قتل وأُصيب 22 عندما فتح مسلحون مجهولون النيران على شاحنة مفتوحة في جنوب بغداد يوم الاربعاء. وفي حادث آخر بنفس المنطقة قُتل شيعي وأُصيب 18 آخرون عندما تعرضت حافلتهم لنيران أسلحة آلية. وقالت الشرطة ان مسلحين نصبوا كمينا لدورية شرطة هرعت الى مكان أحد الهجومين وأطلقوا عليها قذيفة صاروخية وقتلوا اثنين من أفرادها وأصابوا أربعة آخرين. وغطى تصاعد العنف الطائفي منذ تفجير مرقد الامام علي الهادي في سامراء قبل شهر تقريبا على العمليات المسلحة للسنة العرب غير أن هجومين خلال اليومين الماضيين أشارا الى أن السلطات العراقية تواجه حربا على جبهتين. وقالت الشرطة ان العقيد احمد جبار الذي يقود وحدة شرطة خاصة كان من بين أربعة رجال شرطة قتلوا في الهجوم يوم الاربعاء على مركز شرطة المدائن. وأضافت ان معظم السبعين شخصا الذين اعتقلوا في حملة قوات وزارة الداخلية بعد الانفجار من السكان المحليين. ولم ترد تقارير عن سقوط جرحى أو قتلى بين المسلحين. ومن المعروف ان المسلحين يعملون انطلاقا من قواعد مستترة في المزارع ويبدو انهم يحظون بحرية شن هجمات متى أرادوا. وقالت الشرطة ان أشجار النخيل الكثيفة في أنحاء المدائن تجعل منها ملاذا خاصا. وفي حادث منفصل قالت الشرطة ان قنبلة زُرعت على جانب أحد الطرق انفجرت قرب سوق مزدحمة في منطقة البياع ذات الأغلبية الشيعية في جنوب غرب بغداد يوم الاربعاء وأسفرت عن إصابة ثلاث سيدات وفتاة. وكان مسؤول آخر في الشرطة قال في وقت سابق ان شخصا واحدا على الاقل قتل في الانفجار الذي قال انه نتج عن انفجار سيارة ملغومة. وكان بعض سكان المنطقة افادوا في وقت سابق بانهم شاهدوا عددا من الجثث المتناثرة في الشارع. وهاجم عشرات المسلحين يوم الثلاثاء مركزا للشرطة وسجنا في بلدة المقدادية شمال شرقي بغداد وقتلوا 22 شخصا على الاقل وأطلقوا سراح 30 سجينا. وأقر الزعيم الأعلى لايران آية الله على خامنئي يوم الثلاثاء بدء محادثات نادرة مع واشنطن بشأن العراق حيث يتزعم شيعة لهم صلات بطهران حكومة مؤقتة. ويأمل بعض المسؤولين العراقيين في ان تؤدي الاتصالات الامريكية الايرانية الى تخفيف المأزق السياسي الذي يرجع في جانب منه الى الخلافات بين الاحزاب الشيعية بجانب الخلافات التي تشمل الاكراد والعرب السنة. وبعد ثلاثة أشهر من الانتخابات البرلمانية مازالت الطوائف العراقية في طريق مسدود بشأن كيف يمكن ان تعمل حكومة وحدة وطنية وما اذا كان يجب ان يتزعمها رئيس الوزراء المؤقت ابراهيم الجعفري الذي رشحه الائتلاف العراقي الموحد الشيعي. وقالت مصادر سياسية عراقية انها تتوقع ان يجتمع السفير الامريكي لدى العراق زلماي خليل زاد مع ممثلي ايران في موعد مبكر قد يكون هذا الاسبوع. وتنفي طهران الاتهامات الامريكية بأنها تثير أعمال العنف الطائفية في العراق أو انها تقدم المكونات التي يستخدمها المسلحون في صنع القنابل التي تزرع على جوانب الطرق.