مقرات الحزب الشيوعي ومحافظة سهل نينوى وحكايتي مع الدار الحكوميه
لقد بلغ السيل الزبى وطفح الكيل يا ساسة العراق , لم يعد بقاء الشعب مكتوف الأيدي أمرا طبيعيا, أنظروا إلى اي حضيض هبط الطائفيون,تركوا كل المجرمين والمفسدين والحراميه ليتوجهوا الى قمع المتظاهرين المسالمين , واليوم الى إرهاب حزب الشهداء والفقراء والمثقفين , ذهبوا ليهددوا الشيوعي المعذب بغلق مقرات حزبه جهارا أمام مرأى ومسمع الجميع ,أي بطولة هذه يا سيادة الرئيس؟ و لصالح من هذا العمل وليكن السبب ما يكن ؟ إستحوذت أحزابكم على كل شئ وانتم ممعنون في إهانة الانسان العراقي الملتزم و ترهيب مناضليه الوطنيين, بينما شعاراتكم بالتعدديه والشراكه وحكومة الوحده الوطنيه تصدع الرؤوس من شدة زورها وبهتانها.أمام كل هذه الأعمال والممارسات التي تقوم بها سلطة الأحزاب الحاكمه , ورغم كل الكوارث التي لحقت بالكلدواشوريين السريان حالهم حال الشيوعييون, لم ينسوا وطنيتهم بالفعل وليس بالقول , وخطابهم المعتدل خير دليل على ما نقول ,ومع تأكيد ممثليهم بأن تحقيق ضمان أمن أهالينا وتحسين أحوالهم هو سبب المطالبه بإستحداث المحافظة لكن مساعي تسويف طلبهم على قدم وساق , لم نسمع أحدا منهم إدعى بعربسـ ولا بكردسـ ولا بتركمانسـ ولا بكلدواشورسـ ولا بشبكسـ (تانيتها), بل عراقيه صرفه ,موقف كهذا هو في قمة النبل والإلتزام ويستحق الإحترام لكن من يقرأ ومن يسمع .
في آخر مقال لنا (كيف ترى محافظة سهل نينوى النور) ,تطرقنا حول ضرورة فتح ملف خاص يضم وثائق وبحوث وخرائط معززه بنصوص قانونيه ودستوريه تدعم هذا الحق,ولا ننسى, فإن العقليه المولعه بالطائفه والمذهب والهائمه في تحقيق حلمها القومي ما زالت هي التي تتحكم في مصير البلاد والعباد , لذا فإن ما ينتظرفكرة المحافظه من عوائق وعثرات مفتعله يتطلب التهيؤ لها قانونيا لدحضها مبكرا.
عندما نقول بأن المحافظة لن تكون مسيحيه ولا مسلمه ولا كلداشورية ولا شبكيه, ليس لاننا لا نريدها كذلك ولابسبب خشيتنا من زعل أحدهم , بل هذا ما يحكيه واقعها الديمغرافي المتنوع ,والذي يدعي خلاف ذلك فهو يتغافل او يتجاهل واقع المنطقة الذي يحكي عن نفسه و عن عدم قبوله لأي صبغه أحاديه, لذلك نؤكد لدعاة الحرية والديمقراطيه , ان إستحداث هذه المحافظة و تحسين احوال سكانها هي الوسيلة المثلى للحفاظ على نموذجية لحمتها الموزائيكيه ولتمتين علاقات ساكنيها
مع اهالي مدينة الموصل و اربيل ودهوك ,ناهيك عن توفير فرص الإستقرار والتطور أسوة ببقية المدن العراقيه ,كما انها ستوفر مناخا نموذجيا لمزيد من الحريات التي سلبتها الانظمه والتيارات المتطرفه,أم اننا بانتظار اوامركم لإخلاء دورنا كما فعلتم بالشيوعيين؟ .
في الحقيقه, إن ما يثار من حجج وهميه , كتلك التي يخترعها المسؤولون ويعتمدون عليها في إصدار أحكامهم المسبقه سواء على مطلبنا في المحافظه او في قضيةإخلاء مقرات الشيوعيين , فهي إفرازات طبيعيه لتفاهات الصراعات اللاوطنيه التي تديرها وتؤججها كتلهم السياسية الكبيره ( السنيه /الشيعيه / العربيه / الكرديه)التي أغرقتها فئويتها في الإستقتال إما من أجل يوتوبيا الطائفه الفاضله او من أجل خارطة الحلم القومي المقدس .
أمام هذه الإنفراديه يحار الانسان متسائلا, كيف سيتسنى للمحسوبين على أهل الذمة(النصارى) و على الموصوفين بالاقليات تنفس الصعداء بينما قبضة الطغيان تطال مقرات أنقى وأنزه تيار وطني شهده تاريخ العراق؟ إنه زمن أغبر فعلا ,يتخمونا بسفسطاتهم حول الديموكراسي( باليونانيه) لكنهم يخوضون معارك ديموا الكراسي( بالعربيه) لصالح التسلط المذهبي والتوسع القومي على حساب الآخرين ؟ويبقى الخبر اليقين عند الذي سيتمخض عن نهضة الشارع الحاليه التي يقودها الشباب بعد أن أثبت ساستنا الطائفيون بأنهم قد هرموا وهم عاجزون عن هضم ما يريده الفقراء والمظلومين وعن ما تتطلبه الحياة العصريه .
لابد للقارئ الكريم ان يتساءل عن علاقة ما يجري بحكاية الدار الحكوميه ,إليكم الحكايه باختصار , ولكم ان تقارنوا:
قصة محافظة سهل نينوى وتهديدات مقرات الحزب الشيوعي ,عادت بذاكرتي الى ألقوش ثمانينات القرن الماضي , يومها كنت وزوجتي موظفان كلانا يتقاضى بحدود 155 دينارا شهريا, ندفع منها خمس وسبعين للإيجار ,عملا بنصيحة أحد المحبين ,وبإعتباري مواطن موظف, قدمت طلبا لادارة الناحية علـّها تسعفني بدارحكوميه أنسب إيجارا ً , بعد مرور سنتين على طلبي, سمعت بان دارا ستخلو , ولكي أضمن الدار , كلفت أحد المعروفين بعلاقاته مع المسؤولين المحليين وسيطا لي لشرح
وضعي لهم وتبيان أحقيتي بالدار , أجابني الوسيط (رحمه الله) بانه سوف يفعل ما بوسعه.
مرت أيام وأنا على اتصال مع شاغل الدار الذي أخبرني بان الدار المجاوره له ستفرغ ايضا ونصحني بمقابلة مدير الناحيه , ذهبت لمقابلة المدير, وكأني داخل الى محكمة عرفيه يرتدي رئيسها الزيتوني , مهما يكن ,بعد تعريف نفسي وشرح حالتي , طلبت منه تسهيل الامر في تخصيص إحدى الدارين لي .
بدأ المدير رده البليد بوصف وضع الدار بالمزري والمهدم وبحاجته الى تصليحات ووقت وأتعاب ومصاريف كثيره حتى يكون صالحا للسكن , وعندما ابديت استعدادي لتحمل مصاريف ترميمه , وإذا به يقاطعني قافزا من شماعة عدم صلاحية الدار الى نبش وضعي السياسي وكأني بصدد الترشيح للبرلمان, قائلا: " اول شي انت تطالب بدار حكوميه متناسيا بأنك عنصر غير مرغوب فيه بنظرالسلطه والحزب ,ولدينا معلومات بان إسمك من ضمن قائمة بأسماء (مخربين) شيوعيين أصدر مجلس قيادة الثورة في نهاية السبعينات قرارا بمنعهم من السفر, ناهيك عن انك ساهمت بتوزيع و إلصاق مناشير الشيوعيين مؤخرا ,مما يدل أن موقفك من الحزب والثورة غير سليم , و رغم كل ذلك تريد دارا محليه!! ليكن في علمك , عندنا من هو افرض منك بالدار, ولكن صدقني عندمت تصحح مواقفك من الحزب والثوره تعال من عيني , حينها سيحق لك حتى إستملاك الدار" .انتهى كلامه.
أجبته: الا يكفي كوني موظف كي احصل على الدار, ان كانت المشكله في التصليحات, فانا مستعد وعلى حسابي الخاص , أما لو كان هناك فعلا من هو افرض مني فسأنسحب راضيا , لكني لا أعتقد أن هناك من هو افرض مني ولو ثبت ذلك سابارك له الدار وأنسحب. اجابني متهكما : نعم هناك من هو أحق منك, وخلاص انتهى الموضوع !!.
لم يدر بذهني أن الوسيط الذي كلفته بمساعدتي قد تفتقت شهيته و نسق أمره مع الناحيه والمنظمه الحزبية كي يستحوذ على الدار لنفسه ,على أية حال غادرت الناحيه تاركا امري للأيام , في المساء تمشيت الى بيت الوسيط العرف ( رحمه الله) للتأكد مما سمعته وعن الدار الثانية علــّني أحظى بها .
سبحان الله, لم يكـّذب المرحوم ما سمعته من مدير الناحيه بل أكد قائلا: " إن الدار التي تريدها غير صالحه للسكن وتحتاج الى تصليحات ومصاريف تفوق طاقتك , مضيفا : يا أخي عدا ذلك , الأمن والمنظمة الحزبيه ومدير الناحيه الذي هو عضو فيها , كلهم ليسوا مرتاحين من مواقفك السياسيه ,بالنتيجه ستعطى الدار لشخص آخر, و لكن حسافه ان تذهب الدار لشخص آخر, ألا ترى الأفضل أن أسكن انا فيها!!
أما بخصوص الدار الثانيه , فلا تتعب نفسك لأنها سجلت باسم ( ابو فلان) كونه بعثي ومقرب من مدير الناحيه " انتهى كلامه .
لم يسمع مني سوى اعلان إستهجاني لسلوكه و ندمي على تكليفه , ثم غادرت بيته بدون في امان الله .
وهل يا ترى إنتهى الأمرعند هذا الحد ؟
شاعت قصة الدار وانتشر امرها في البلده , تلقــفها ضابط الأمن الذي أرسل أحد افراده بطلبي لمقابلته, ولكن هذه المره ليس من أجل التحقيق والوعيد كما عودونا , على اية حال, ذهبت الى الضابط الذي أظهر اسفه المصطنع لما سمعه حول الدار ثم ابلغني بأنه مستعد ان يضمن الدار لي رغما عن أنف مدير الناحيه والفرقه الحزبيه ,و وعدني ايضا برفع منع السفرالصادر بحقي , لكـــــــــــــــن بشرط أن أتعاون معه في حفظ امن المنطقة حسب تعبيره, اي ان اعمل عميل و مخبر عنده كي أحصل على الدار, حينها لمت نفسي على خيبتي , لأني أعلم انني في دولة يديرها أمثال هؤلاء لا يجوز لي المطالبه باي حق قبل الخنوع لمشيئتهم, المهم غضب الضابط وخاب ظنه عندما إعتذرت بحجة اني بصدد الإنتقال الى بغداد,لكنه إختتم كلامه قائلا: لا تنسى أحنا اللي يقرر جواز نقلك من عدمه ! ثم غادرت الميدان بخفي حنين,,,,,,,,,
الوطن والشعب من وراء القصد