ملاحظات لا بد منها حول اساسيات الكوتا
يا أبناء شعبنا الكلداني البطليا أبناء شعبنا العراقي الصامد
أيتها القِوى المُحِبَّة للديمقراطية والحرية في العالم
الكل يعلم بأن الأنتخابات هي صيغة ديمقراطية تُعبِّر عن رأي الفرد في مَن يختاره ليكون ممثلاً عنه في المجلس البرلماني ،من أجل أن يوصل صوت تلك الشريحة من المجتمع أو ذلك المكون إلى أعلى سلطة في البلد .
مما لايخفى على الجميع بأن العراق مكون من فسيفساء جميلة جداً من القوميات والمذاهب ، وقد تقاسمت العراق صيغ مختلفة متعددة معتمدة على ركنين اساسيين من الأنتماء وهما :
1 – الأنتماء القومي
2 – الأنتماء المذهبي
بالنسبة للأنتماء القومي فقد تم تقسيم البرلمان العراقي إلى القوميات التالية : ــ
العرب / الأكراد / التركمان / الصابئة / الإيزيدية / المسيحيين ( الكلدان السريان الآشوريين ) .
وهنا يقع الخطأ القاتل الذي يجب أن لا يوافق عليه أي عراقي مهما كان إلمامه بالتأريخ سطحياً ، وذلك بسبب ورود كلمة " المسيحيين " ضمن التقسيمات والأنتماءات ذات المدلولٌ القومي ، وهذا أمر مرفوض لأنه منافٍ للحقيقة ، فأما أن يتم التقسيم على أساسٍ ديني أو على اساس قومي، لذلك يجب أن يصححوا ليقولوا بدلاً من كلمة " المسيحيين توضع " الكلدان والسريان والآشوريين .
والنقطة الثانية هي : ـــ دمج القوميات التأريخية لشعب عريق كان جذر العراق وعليه بنيت حضارته .
لم نسمع ولم نقرأ بكل كتب التأريخ بأن هناك شعب ثلاثي ألأسم ( الكلدان السريان الآشوريين )، هذه التسمية هي أستصغار لقوميات عملاقة تركت بصماتها الواضحة على أسس الحضارة الإنسانية جمعاء ، وهي تهميش وإلغاء وتذويب لهذه المكونات الأساسية في المجتمع العراقي، وما زالت آثارها شاخصة في العراق، ودول العالم أجمع تحكي لكل الأجيال قصة هاتين الحضارتين " الكلدانية والآشورية " .
نداء إلى المفوضبة العُليا للأنتخابات البرلمانية في العراق
على السادة المسؤولين في هذه المنظمة ولجنة صياغة الدستور العراقي، والأمم المتحدة وممثليها في العراق، تصحيح تلك المغالطة التي أتبعوها في توزيع مقاعد الكوتا وساروا عليها وما زالوا ، ونقترح أن يكون التصحيح على الوجه التالي : ــ
3 مقاعد للكلدان
2 مقعد للآشوريين
1 مقعد للسريان
وبهذا نضمن حق جميع مكونات الشعب العراقي في التمثيل في البرلمان العراقي ، لأنه ليس من المعقول أن نبعد مكون يأتي في التسلسل الثالث من بين القوميات التي يتكون منها الشعب العراقي ويمثل نسبة عالية من المسيحين تصل بحدود 80 % أو أكثر قليلاً .
2- في المجال المذهبي
لو تكلمنا عن هذا المجال فحريٌ ينا أن نكون واضحين ودقيقين في أختيار التسمية المذهبية وعدم مزجها بالتسمية القومية ، فعندما نقول : السنة والشيعة يجب أن لا نخلط معهم العرب والأكراد ، لأن في العرب مَن هُم سنة، ومن هم شيعة، ويحصلون على مقاعد مضاعفة بهذه التسميات ، ولكن يجب أن نذكر أيضاً الكاثوليك والنساطرة والأرثوذكس لكي نكون واضحين ودقيقين ، وهذه هي مكونات الشعب العراقي ومذاهبه منذ أكثر من ألف وخمسمائة عام ولحد الآن .
أيتها القِوى الشريفة
إن عدم حصول الكلدان على مقعد في البرلمان العراقي له تأثيره الكبير على مدى مصداقية ونزاهة الأنتخابات ، ونحن هنا نذكر بأن هناك محاولات كثيرة حيكت ضد الكلدان وأُجبرت شعبنا من القرى والقصبات الكثيرة المنتشرة في سهل نينوى من التصويت لقائمة معينة ، وكذلك تأثير بعض الأحزاب السياسية المتنفذة والقِوى المؤثرة المدعومة من الخارج في سبيل إخراج الكلدان من هذه المعادلة غايتهم تذويب هذا المكون الأصيل الوطني الحر الشريف من الساحة السياسية العراقية ومن ثم إفراغ العراق منه.
إننا في الوقت الذي نستنكر فيه تدخل تلك القِوى واستغلالها للموقف الضعيف وغير المستقر للمواطن الكلداني بشكل خاص والعراقي بشكل عام ،فإننا نطالب بإعادة النظر من جديد في كيفية تحديد الكوتا ونرفض الكوتا المخصصة للمسيحيين لأن هناك كلدانيين عراقيين مسلمين وتوضح ذلك في نتائج التصويت ، كما نطالب المسؤولين بإعادة النظر في تشكيلة البرلمان، لأن البرلمان غايته وجود ممثلين لكافة مكونات الشعب العراقي وليس التقسيم على اساس أستغلال المكونات الصغيرة وتهميشها،وبعكسه فإن العملية الأنتخابية تكون قد فقدت صفتها الديمقراطية وأبتعدت عن مسار الحرية والتقدم .
الاربعاء، 21 نيسان، 2010