مملكة الإستبداد الديني - بين التنوع المخفي والرغبة المكبوتة
- حين إستهوتني فكرة تقمص دور ناقة الرسول
- الجبال هي الشئ الوحيد المتبقي من ذكرى محمد
- الإيرانيون الأعلى صوتا في تلك الديار
- الصلاة في المسجد النبوي للحفاظ على الوظيفة، وليس حبا في الله
المسافة بين المدينة المنورة ومكة تزيد على ال 440 كم وهي إمتداد صحراوي عميق وقاحل، موغل في الرمال، لكنه يحتفظ بعشرات من التلال التي تبدأ بالتفرق حال مغادرة المدينة التي تحتضن القبر الشهير لآخر الأنبياء محمد، وتزدهر بعديد المقامات الدينية المحمية من قبل هيئات دينية متشددة، كالمسجد النبوي الذي فيه قبور للنبي وصاحبيه أبي بكر وعمر، وقبر لفاطمة بنت محمد التي دفنت سرا بوصية لعلي بعد خلاف عميق على ولاية المسلمين بين فريق يراها لعلي بالوصية والوحي، وفريق يراها بالشورى حيث إستقرت على هذا بالفعل، لكنها أدت الى إنقسام يطبع حياة المسلمين الى يومنا هذا، والى القيامة كما هو واضح حيث تتعدد المذاهب وتنمو، وكل منها يرى الحق الى جانبه ويدافع عنه ويجد الملايين من الأنصار بإنتظاره.
من المواضع المقدسة أيضا الجبل الشهير ب(أحد) الذي هزم عنده المسلمون شر هزيمة بعد مخالفة عدد من الرماة أوامر النبي ونزولهم أرض المعركة طمعا في الغنائم، ولم يكونوا منتبهين لوجود أحد أشهر قادة المشركين في حينه خالد بن الوليد الذي أعمل فيهم السيف وقتل عددا كبيرا منهم قبل أن يتحول الى بطل أسطوري عند المسلمين بعد دخوله الدين الجديد، بينما لايزال الشيعة يرون فيه قائدا مارقا لم يؤمن حقيقة، وكان سببا في نكسات لاحقة للمسلمين، وهم يرونه رجلا شريرا كسر رباعية الرسول، وساعد في قتل الحمزة الرجل الجسور،ولاحق بجنوده المقاتلين اللائذين بجبل أحد، وعيرهم بالهزيمة وقال مفاخرا، يوم بيوم بدر، وربما كان ذلك مادعا الرسول ليمتدح الجبل ويقول، أحد جبل يحبنا ونحبه، وكان مناكفا لعلي على مدى سنوات طويلة مجانبا إياه لصالح خصميه اللدودين أبي بكر وعمر. وهناك جبل الرماة الذي سبب الهزيمة، ومقبرة الشهداء الذين دفنوا عند سفح الجبل لكن لاأحد يجرؤ على زيارتهم بسبب الحواجز، ووجود الرجال ذوي اللحى الطويلة والثياب القصيرة الذين يترصدون بزوار المملكة، ويكدرون عليهم ويضيقون ويمنعونهم من أداء طقوس يحلمون بها منذ الطفولة بحجة إنها بدع وضلالة. وهذا مايفسر ربما إنزواء الغالبية العظمى من المواطنين السعوديين الذين يتجنبون زيارة المسجد النبوي، وحتى الكعبة إلا في أوقات محددة بسبب التضييق. فالتحالف عريض وواسع ومتين بين سلطة الحكم الملكي، ومايسمى بالوهابية المتشددين الذين لهم حق المحاسبة والسجن، وحتى إقامة الحدود، وجلد الخارجين عن النصوص الدينية التي يرونها مقدسة لايجوز أبدا التجاوز عليها، وتقع المسؤولية في بعض الأحيان على الزوار والمعتمرين والحجيج لأنهم يفتقدون الى النباهة والحكمة ويقومون بأداء طقوس يراها هولاء خروجا عن الدين وتستوجب العقوبة ويكون الاجدر بالحجيج الإمتناع عن إستثارة هذه المجموعات التي هي في الحقيقة تشبه الى حد كبير الميليشيات المتطرفة المدعومة من الحكم. في مقبرة البقيع تكثر القبور التي دفن فيها مسلمون قبل أربعة عشر قرنا، ومنها ماسوي من يومين فقط، لكن الزوار الذين يخرجون من خلف المسجد النبوي يسارعون الى المقبرة الشهيرة المحاطة بجدار يشبه الجدران التي عملتها إسرائيل لتفصل الفلسطينيين عن تاريخهم العظيم، وتمنع النساء من الدخول، بينما تتواجد قوات عسكرية كثيفة يحمل غالب العناصر فيها هراوات غليظة للتعامل مع الحالات الطارئة، وحين السؤال عن سبب منع النساء ؟ يقال على الفور، لأنهن يلطمن ويبكين حين يرين قبور بعض أئمة الشيعة وأبناء النبي وزوجاته، وأهل بيته، وعدد من المعصومين من الأئمة عند الشيعة الإمامية الذين يتكاثرون في إيران وباكستان وأفغانستان والهند والعراق ولبنان والبحرين والكويت، وعدد من دول العالم بنسب متفاوتة، بينما لهم وجود جيد في المناطق الشرقية من المملكة، ووجود آخر في المدينة المنورة، كما في منطقتي (العوالي والنخالوة) اللتين يكثر فيهما الشيعة متخفين بطقوسهم، ويتعرضون لهجمات كان آخرها عنيفا كما يقول الشاب سائق التاكسي الممتعض جدا، ويردف مرددا عبارة ( خلي بالك هذا صحفي)، هاجم عدد من المتشددين مناطقنا من جهة أحد المساجد الشهيرة( قباء) وتصدى لهم شباب شيعة غاضبون، وكانت المرة الأولى التي يتدخل فيها أمير منطقة المدينة المنورة ليعقد صلحا بين الطرفين، ويدعو له أعيان المدينة وشيوخها، وكان ذلك من سنوات ونحن اليوم شبه منعزلون ونخضع لرقابة مشددة. بينما يعبر عدد من الشبان السنة الذين يضعون اليشماغ الأحمر والعقال، ويرتدون ثيابا بيضاء طويلة، ويحلقون لحاهم بإنتظام، ويشذبون شواربهم بطرق عصرية، ويتحلون بكرم بالغ عن إمتعاضهم من التطورات التي بدأت تؤثر على علاقتهم بأبناء بلدهم من الشيعة، وهم يرفضون الإحتكاك والعداوات غير المنضبطة، ويعتقدون إن الشيعة مواطنون جيدون كانوا يدرسون معهم ويعملون ويلتقون في المناسبات الكثيرة، ويلعنون التطورات التي حصلت في العالم الإسلامي وأدت الى مثل هذا الإنقسام الشنيع. يفاجؤنا شبان سعوديون بآراء لبرالية عميقة، ويتحدثون عن العلمانيين السعوديين واللبراليين، والذين لديهم أراء متناقضة، وغير ذات قيمة، لكنهم يخافون أن يدرجوا ضمن قائمة سوداء تضم ( الإخوان المسلمين، والشيعة، واللبراليين، وبعض المسميات الآخرى) ويعزفون عن كشف آرائهم بصراحة. يقول لبرالي منهم، لم نكن نميز لفترة قريبة بين الشيعي والشيوعي !. ويتساءل بعضهم عن جدوى التدخل بهذه الطريقة الكارثية في سوريا، وعن التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية، وإهدار الثروات النفطية في مشاريع غير ذات جدوى في الخارج، ويعجبون من العداء ضد إيران الجارة التي يعتقدون إنها أكثر نفعا لهم من صداقات تخسر فيها المملكة ولاتربح، مع إن هذه الآراء قد لاتكون دقيقة بنظر آخرين، لكنها تطرح على أية حال من مثقفين ومتنورين هم الغالب من الشعب السعودي المنقطع عن الرجال المتشددين الدينيين.
كنت أحاول تقمص دور الناقة الشهيرة التي أقلت الرسول محمد الى المدينة من مكة، وقطعت مئات الأميال في الصحراء القاحلة، وكنت أتخيلني أتمايل معها وهي تنوء في الرمال لكنها كانت مأمورة كما وصفها راكبها العظيم حين حلت وسط يثرب وأختارت المكان الذي سيكون لاحقا البيت والمسجد والمثوى الأخير لهذا الرجل الذي غير وجهة التاريخ الى الأبد، وأدركت لم أحاط الله مكة بالرمال والصحراء، ومنع عنها الماء والزرع، وجعلها في واد مقفر، لاثروات فيه من البترول، ولا النفط، ولا الماء الذي هو مصدر الحياة، حتى الوحوش تأنف أن تأتي الى مكة لأنها مقفرة لاصيد فيها، هذه إذن أساليب حماية غير متوقعة لمن لايعرف الجهة التي يقصدها.
عند الوصول الى مكة بعد ساعات طويلة من السفر، يشعر المرء بالصدمة للوهلة الأولى، فهو لايرى الجبال التي تخيلها، ولا الرجال الذين يجلسون قرب الكعبة ليتآمروا على محمد، ولاالصبية الذين رموه ببقايا حيوانات جزرت للتو، ليس من الكعبة شئ يعيد الروح الى اللحظات الأولى، لاوجود لبيت خديجة، ولا للدار التي نام فيها علي ليفتدي النبي بروحه، ولادار الأرقم إبن أبي الأرقم، ولا البيوت القديمة التي تجدد عهد الناس بأيام الرسالة الأولى. فالعقيدة الوهابية لاترحم، وهي متطرفة الى حد إن إحد كبار رجال الدين أبى زيارة المسجد النبوي لأن عليه قبة خضراء، وهناك من حاول هدمها من المتشددين، ويبدو ذلك جليا من خلال إهانة مقبرة البقيع التاريخية وعدم الإهتمام بها، وكان يمكن لو حصل الإهتمام أن تدرج ضمن قائمة التراث العالمي، هي ومقابر بني هاشم في مكة وبعض المزارات كجبل الرماة وبعض الجبال التي في مكة وخاصة الغار الذي نزل فيه الوحي، والآخر الذي لاذ فيه الرسول أول الهجرة، ربما كان ذلك تفسيرا لمطالبات الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي حين طالب بتشكيل إدارة مشتركة لمكة!. هناك حملة لإزالة جبال مكة التاريخية، وبناء فنادق وأبراج تسوق مكانها بطرق حديثة لاتبقي شيئا من الجبال، هنا يقع جبل ثور الذي كان أول الأمكنة التي توارى فيها الرسول عن أنظار ملاحقيه من المشركين القرشيين، وسمي بالثور لأن أعلاه يشبه رأس الثور، والى مسافة يقع جبل النور الذي فيه الكهف الصغير الذي لايتسع لأكثر من شخص واحد، وهو مطل على الكعبة مباشرة، ولم يعد بالمستطاع تبينّه من وسط المدينة، أو قريبا من الكعبة بسبب العمران الكثيف، وتتحول مكة رويدا من قرية قفر ببئر واحدة يسمونها زمزم الى مدينة مليئة بالوافدين القلقين والخائفين من بعض حيث يضعون الكمامات التي يرشح منها الهواء خشية العدوى التي قد تصيبهم بمرض (كورونا) الشهير المنتشر في المملكة، ولاعلاج للحظة له برغم قيام (الرياض) بتوجيه الدعوة لشركات عالمية متخصصة لأنتاج أمصال مضادة، لم يعد من مكة يثير الخشوع سوى الجبال، فهنا (النور) وهناك (عرفات) وهذا (ثور) ، وتلك تلال تتناثر في البعيد. في تلك الجبال كان محمد يخرج ببعض طعام وماء قليل، وينفرد ليناجي ربه، منتظرا وحيه، وينظر الى الكعبة، ويتطلع الى الغد، كان الظلام سيدا لكن محمدا كان يستنير بالعناية الربانية، ووحي يتربص به، وملائكة يحيطونه من كل ناحية، بينما لاوجود لبئر زمزم الشهير الذي جعله الله هدية للزوجة الشابة الحائرة( هاجر) التي كانت تبحث عن ماء لطفلها الصغير وهو يتلوى عطشا في واد غير ذي زرع، فهناك بعض ( الترامز وحاويات المياه الصغيرة) موزعة هنا وهناك، ثم يقال، إنها من زمزم. تذكرت ماكتبه صديق لي على الفيس بوك من أشهر حيث يقول، إن إبراهيم أراد أن يتحسب للعداوة المرتقبة بين اليهود والعرب، فتآمر على إسماعيل وخدعه بأنه مكلف بذبحه بالسكين كقربان مطلوب من الله. لكنه فشل في النهاية، وكان سبق أن حاول ذلك للمرة الأولى حين تركه مع أمه الشابة في الوادي المقفر عله أن يموت، لكن البئر أفسدت المؤامرة على مايبدو! الصديق لم يقل لنا، كيف توقع إبراهيم تلك العداوة، فحاول قتل إسماعيل؟ هل هو علم رباني، أم هي من تخاريف نوستر أداموس، أو خزعبلات الفيسبوك اللعين؟
حين بحثنا عن مطعم ( ريدان ) الشهير بمكة، كانت الصلاة دخلت للتو في وقتها، وكانت النظرات قاسية نحونا من بعض ذوي اللحى والثياب القصيرة الذين يلوكون أعوادا يسمونها ( المسواك) ويبصقون بسببها في الأرض بين حين وآخر، مررت بسرعة على مكتبة، وكنت بشوق لأبتاع واحدة أو أكثر من الصحف، إشتريت (الأهرام المصرية، والحياة) بريالين لكل واحدة، وحين أعطيت البائع المصري خمسة ريالات، وطلبت منه جريدة بالريال المتبقي قال متخوفا، متوديناش في داهية ياعم، دلوقتي المطوع يشوفنا ويعمل لنا مشكلة. روح الله يخليك.. في مطعم (ريدان) طلبنا (الكبسة) وهي أكلة سعودية شهيرة تتكون من (الرز واللحم) وكنت تناولتها قبل مجيئي مكة في المدينة برفقة صديق سعودي صحفي رائع ومتحضر جدا تخاله تعلم في السوربون، ولم يعش في البلاد الصحراوية تلك، دون أن يكون ذلك إنتقاصا بتلك البلاد فهي عظيمة على أية حال. كانت (الكبسة) لذيذة للغاية سوى إن المشكلة المفجعة وقعت حين تكفلت بدفع ثمنها! كان المبلغ 60 ريالا، لم يكن كبيرا، لكنه كان كبيرا على واحد مثلي.
يبدو إن الحجيج تختلف معهم المعاملة ليس بسبب شراستهم وحسب، إنما بحسب الدولة التي ينتمون لها والحكومة التي ترعاهم. في الكعبة، وبينما كان الحجيج يطوفون عند مغيب الشمس، وقبيل الصلاة هبت عاصفة محدودة وتسببت بتمزيق الرداء الأسود حول الكعبة، وظهر الشق الشهير الذي فتح للسيدة فاطمة بنت أسد حين جاءها المخاض بعلي بن أبي طالب، بينما كانت تلوذ بأستار الكعبة، ودخلت فيها ثم خرجت بعد وقت حاملة الرضيع الجبار( حكاية شق جدار الكعبة رواية ليست شيعية، متفق عليها بين المسلمين) حين تطلع الإيرانيون الى الستار وهو يمزق بفعل الريح صرخوا، وكانوا بالألوف ( لبيك ياعلي) وأهتزت الكعبة بدوي الصوت، لم يفعل الآخرون من بقية العالم شيئا، وإستمروا بالطواف، بينما حاول كثر تصوير الواقعة، ولم يفعل المطوعون لهم شيئا على الإطلاق، فالإيرانيون شرسون ومشاكسون ومحميون، يجلسون كيف شاوءا، ويقيمون طقوسهم العبادية بطريقة منظمة، بينما يتبعثر العراقيون يمنة ويسرى ويتجادلون، ولاعلاقة لهم لابنظام ولابترتيب، كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة.
السعودية تتغير، ولايمكن القول أبدا، إنها نسخة معدلة لنجد والحجاز، هناك تحالف بين السلطة المالكة ورجال الدين، يحكم الأمراء القصور، ويسيطر المطوعون ومايسمى بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الشارع، غير عابئين بنظرات الكره التي يسلطها عليهم المواطنون والمقيمون الأجانب والعاملون في المملكة من العرب وغيرهم، ففي أوقات الصلاة لاتجد من مواطني المملكة من السعوديين أحدا لافي الكعبة، ولافي المسجد النبوي إلا ماندر، بينما يخصص لهم يوم نهاية الأسبوع للزيارة والعمرة في مكة، وهم في الغالب يعملون في أماكن خاصة، أو يسكنون في بيوت مرفهة، أو يتسوقون، ويتوجه الى الصلاة المتدينون من ذوي اللحى الطويلة والثياب القصيرة، ومنهم المطوعون وأعضاء في الهيئة، ورجال في الشرطة، ويكتظ المسجد النبوي بآلاف العمال الجائعين والمرهقين الذين يريدون أن يتموا الصلاة بأية طريقة ليفروا من المسجد كأنهم آلات صماء، تختلف عن الزوار القادمين لأيام والمتلهفين للصلاة والتنقل بين أروقة المسجد، وأغلب المقيمين من دول إسلامية يخافون أن يطرودوا في حال لم يحضروا الى المسجد، أو أن ينكل بهم من رجال الدين المتوحشين، فيصلون حفاظا على أرزاقهم لاحبا في الله.
السعوديون يكافحون للإنفلات عن عقال رجال الدين المتزمتين، ومن السلطة الحاكمة التي تفرض عليهم شروط عيش قاسية، وتكبلهم بقوانين صارمة برغم ماتبدو عليه تلك السلطة من كرم مع الشباب، وتقدم لهم المساعدات المالية وتحاول التخفيف عنهم، لكن ذلك لايقنع كفاية، فليس من تعددية في الرأي والفكر، وليس من صحافة حرة، بل إن الصحف التي تصدر في مدن تطبع تحت رقابة مشددة في مدن بعينها، وهي في الغالب صحف تتبع لنظام شمولي، ولاتعنى بالديمقراطية وتعددية الآراء والأفكار، ولاتتيح للعاملين فيها أن يقوموا بواجباتهم على أتم وجه، وصار عديد من الصحفيين يتركون عملهم، ويفضلون أعمالا تجارية أخرى، فليس من حرية، ولامردود مالي ملائم على الإطلاق.
ماتخفيه التلال المثيرة للخشوع، والرمال التي تحتل المملكة، سر علينا أن ننتظره دون الحاجة لتوقع ماسيكون عليه، فالأيام القادمة حبلى بالتطورات والمفاجآت السياسية والعقائدية والإقتصادية خاصة المرتبطة بالنفط والإسراف الزائد في إنتاجه وتصديره مايحرم الأجيال القادمة من مداخيل مالية تحتاج إليها في بلد يصرف نسبة عالية من ميزانيته على تحلية مياه البحر، ولاوجود لأراض زراعية مع غياب الأنهار والبحيرات والخزانات الطبيعية وشحة المطر، وعدم صلاحية الصحراء للزراعة، ويعلم السعوديون إن نهاية المملكة كوجود رائد وقوي مرتبط بالكميات التي تحتفظ بها الأرض، وحين يتم إستخراج كميات النفط بطريقة ترضي الغرب، وتفقر السعوديين لايكون من أمل حقيقي في مستقبل أفضل..