من حافة التأريخ ... رسالة سومرية طريفة للحكام والبرلمانيين
قال البابليون .... حتى الكلب يكون حراً في بابل ..الكتابة المدونة التي أخترعها السومريين- قبل 5500 عام - أمتازت بأهمية عظيمة كونها الوسيلة لنشر القوانين والتشريعات و أخبار الديمقراطية الأولى التي أنتجت أول برلمان في العالم , كان أحدهم للشيوخ والآخر للشبان , وذكرت لنا أعتزاز الملوك بأنهم حراس العدالة في الأرض ,و أن الضعيف عندهم لايترك للقوي , أهم ما نقلته الينا الألواح كلمة - أمارجي - بالسومرية التي تعني - الحرية - عنواناً لوثيقة حقوق الأنسان التي أعتمدها المشرع والمصلح الأجتماعي أوركاجينا - 2355 قبل الميلاد - أحد أشهرملوك لكش - جنوب العراق - صاحب أقدم الأصلاحات الأجتماعية والأقتصادية في بلاد الرافدين .
وورد ذكر الكتابة في القرآن - وكتبنا له في الألواح - وأكد سبحانه , أن الكتابة أبلغ من التحذير, وأهيب في الصدور .
ولولا هذه المجاميع من الموروثات الكتابية التي نسميها الألواح المسمارية المكتوبة والأخبار المخلدة المخطوطة على الطين والفخار والحجر ,قليلها وكثيرها . لحرمنا من أعظم النفع الذي حفظ لنا مآثرحضارة بلادالرافدين , لينتفع به أهل العلم والحلم والصلحاء في الحكم , ولولاها لما تحركت همم الناس في طلب العلم .
وقد أستخدمت بعض الحضارات القديمة المعدن والعاج أو العظم كألواح للكتابة و بعضها أستخدم جلود الحيوانات و جلد الثعبان وشرائح الذهب والفضه وو..
وفي الصحائف أنشد العباس بن الأحنف .؟
صحائف عندي للعتاب طويتها ............... ستنشر يوماً والعتاب طويل .
عتاب لعمري لا بنان يخطه ............... وليس يؤديه اليك رسول .
ونقلت الينا الألواح حكايات ونوادر مضحكة كان الأولين يقصونها و يتندرون فيها بمجالسهم , ومنها حكماً يستفيدون منها في حياتهم .؟ منها..للفائدة والأعتبار..
أراد الفأر أن يهرب من النمس , فدخل جحر أفعى ..ولما رأى نفسه وجهاً لوجه أمام الأفعى ..بادرها الفأر المذعور قائلا... أرسلني الحاوي وهو يسلم عليك .؟ والحاوي حيوان تخاف منه الثعبان .؟
ومن الطرائف القديمه أيضاً, أن الحصان همس في أذن عروسته في ليلة عرسه , وهو على وشك أن يتزوجها..فقال .؟ عسى أن تلدي مهراً عداءاً مثلي , وعساهُ ألا يكون كالحمار يعاني من حمل الأثقال ..؟
...جلست البعوضة على ظهر الفيل , فقالت له ..هل أزعجتك بركوبي على ظهرك ..؟ أذا كان الأمر كذلك فأنني سأنزل عند أقرب مورد ماء , فضحك الفيل وقال لها .. من أنتي على أية حال ..؟ وسوف لا أعرف عندما تنزلين ..؟
وعلى أرض العراق القديم قال البابليون .. حتى الكلب يكون حراً في بابل .
أذاً .................لابد لنا أن نتنبه حيث صار هذا الكلام في الصميم .؟
بعد أن ساء حال كل الأمة ولحق بنا الضرر والمشقة وتحركت الخصومات وحمية الجاهلية .؟
فما أحوج الرؤساء والحكام والملوك والبرلمانيين الأقتداء وأخذ العبرة والأعتبار بأقوال وأفعال أجدادنا السومريين والأكديين والبابليين والآشوريين و المسلمين .
ماذا لوعملنا على الأخذ بالحكمة السومرية الرائعة - عندما تضاف يداً الى يد فأن بيت الأنسان يبنى - و- أن حياة بدون نور هل لها أكثر من الموت -؟
أن من واجب البرلمان تشريع القوانين والرقابة المخلصة الأمينة لتطبيقها, ومن واجب القادة والحكام الرعاية الأبوية لكل أفراد الشعب بحيادية وعدل ومساواة . ويشترك الجميع في حماية الدستور من الخروقات والفساد المالي والسياسي والأقتصادي والحزم في فرض الأمن للحفاظ على أرواح البشر والممتلكات العامة .
لأيجاد دولة وطنية موحدة تحقق عدالة السماء في الأرض و تهدف الى التقدم والأزدهار .
ورد في الطرائف البابلية أن كبير الكهنة -رجال الدين - في بابل , كان يصفع الملك صفعاً قوياً على خده , وأمام الشعب , بأمر من الآله في يوم محدد وهو الأول من نيسان من كل عام , من أجل أن يعترف بخطاياة و ذنوبة التي ربما أقترفها بحق المواطنين .؟؟؟
فمن هو المخول في زماننا لصفع البعض من ..ال .....و ال..... لما أقترفوه من مساوئ طيلة سنين أو عقود من حكمهم البائس .؟ بحق ملايين المواطنين .؟؟؟
وفق مبدأ و عقيدة الشريعة الآلهية .؟
أفتونا .. مأجورين .؟ أن أستطعم .؟
صادق الصافي - النرويج
sadikalsafy@yahoo.com