Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

من هم المستفيدون من (الاحتلال)؟

طوال ست سنين، عاشت ملايين العراقيين، وعاش العراق كله تحت كراهية العرب العاربة والعرب البائدة، وتحت رحمة سيوف وسكاكين الأصوليين المهزومين تاريخيا منذ ألف عام،
أباح جميع هؤلاء وألئك قتل العراقيين وتدمير العراق-المكروه تاريخيا وجغرافيا من جيرانه الستة، ومن إخوته في (الدم) والدين..
والعذر هو أن العراق (تحت الاحتلال)، فأهله كلهم عملاء وكذلك نفطه ونخيله وأنهاره واهواره..هجم المتأخرون ألف عام عن التاريخ البشري، فاعدوا للعراقيين ما استطاعوا من قوة ومن رباط الخيل..فارهبونا طوال ست سنين، وجففوا حتى أنهارنا...لأننا تحت الاحتلال!..الذين جاءوا الى حكم العراق بقطار أمريكي منذ ثلاثين عاما، تخلصوا من عار قطارهم بوصم العراقيين بالدبابة الأمريكية..! والدبابة هم الذين جاءوا بها الينا ولسنا نحن.فهم الذين سمحوا للدبابة بالاقتراب أكثر مع غزوهم الكويت، فدخل الأمريكيون إلى الكويت (محررين) وكانوا مرحبا بهم من اغلب الأنظمة العربية، بل هي قاتلت إلى جانبهم. الجميع رحبوا بتحرير الكويت من صدام ولم يرحب احد بتحرير العراقيين منه.الجميع يريد صداما للعراقيين ويرفضون لهم سواه!
ومع حرارة تحرير الكويت ثار العراقيون-اربع عشرة محافظة من سبع عشر، لكن ثورته اجهضت من قبل الامريكيين انفسهم وبتحرض من الجوار، الذي كان يريد العراق شريرا مكروها مع صدام وضعيفا مهزوما معه!
كان العراقيون الذين دحرت انتفاضتهم بقسوة وبتفرج (محايد) من العرب والمسلمين والعالم كله، قد يئسوا من أي امل.حتى جاء الاحتلال فعلا، استفادت منه ايران أولا لأنها تخلصت من عدو حاربها وحاربته طوال ثمان سنوات، كما أملت نفسها بالاستفادة من حكام العراق الجدد، واغلبهم من الشيعة والاكراد الذين كانوا (عملاءها) قبل أن يتحرروا..فصار حلم الإمبراطورية الإسلامية-الفارسية من العراق إلى سوريا فلبنان وفلسطين قيد التحقق..!
واستفادت سوريا التي سخرت حدودها (طريق حرير) لتمرير (المجاهدين) كورقة ضغط تفاوضية مع الولايات المتحدة واسرائيل..بدماء عراقية رخيصة!
ونزولا من الدول الى الافراد، فقد تحول الصداميون من قتلة مطلوبين-رجال الامن والمخابرات وفدائيي صدام وجيش القدس..الى مجاهدين وطنيين مقاومين للاحتلال، ضد الامريكيين الغزاة و(عملائهم) وتحول مجرمي ابي غريب الذين اطلق سراحهم قبل الغزو-احدهم زنى بابيه! الى مقاتلين مع (المقاومة الشريفة) علما ان اغبلهم ما كان يستطيع العودة الى قريته ولا الى مدينته لانهم مطلوبون من الناس وحتى من اهلهم بجرائم قتل واغتصاب..فوجدوا حاضنة كل من فيها (ملثم) فتلثموا مع المتلثمين، بعدما وجدوا مالا سخيا وسلاحا وواجهات (دينية) ساترة بل وجدوا فضائيات عراقية وعربية تنقل بشاعتهم الى العالم كله.القتلة كلهم ارتدوا رداء الدين الفضفاض وصارو يستقبلون في عواصم العرب والمسلمين استقبال المجاهدين(احدهم كان ضابط مخابرات وابنه ضابط امن) والزرقاوي فلسطيني-اردني كان موجودا قبل السقوط في الارض العراقية، وكان صعلوكا في مدينة الزرقاء الاردنية يتردد على البارات الرخيصة، قبل ان يتم تجنيده، بعد ان تعرفت علية امراة من مدينة الزرقاء على صورته في التلفزيون، علقت وهي تنعي حظ العراقيين) ياه!احمد فضيل الخلايله، صار امير على العراقيين)
وسترت الواجهات الدينية-الشيعية والسنية-الكثير من فدائيي صدام ورجال الامن الصغار وحتى بعض ابطال المقابر الجماعية، الذين ظلوا يقاتلون مع النظام حتى قبل سقوطه بيوم، فصار بعضهم ضباط شرطة وجيش بل ان بعضهم وصل الى البرلمان في الانتخابات الاولى الطائفية، وصارت اصواتهم اعلى من اصوات النواب الذين لا سلاح وراءهم!
والبعثيون الصغار حمتهم الواجهات الدينية كذلك، فاستمروا في وظائفهم بعدما اطالوا لحاهم، وبعدما تحولت زوجاتهم من رفيقات الى (علويات) فهم اذن مدينون للاحتلال بارواحهم ووظائفهم لان الامور لو سارت بطريقة اخرى لما بقي الذي بقى ولا جرى الذي جرى.ورب ضارة نافعة!

Opinions