من هم المستكردون ؟؟؟
نقرأ بين الفينة والأخرى مقالات تحمل بين طياتها مصطلحات كبيرة المعنى ولا نعرف إن كانت هذه المصطلحات مفهومة ومعنونة الى الإتجاه الصحيح من فبل كتّابها أم إنها كلمات إعتباطية تشحذ كتاباتهم، ومن بين المصطلحات الكبيرة التي نسمعها ونقرأها مصطلح "المستعربين" و "المستكردين"فلقف برهة لتأمل هذه المصطلحات، ما معنى المستكرد ،،،؟ من هو المستكرد،،،؟ كيف يتعامل المستكرد مع هويته القومية الاصلية،،،؟ ماهي أعمال المستكرد إتجاه قوميته،،،؟ وأخيراً كيف نستكرد آشوريتنا!!!؟
إنها أسئلة كثيرة علينا إدراكها قبل أن نستعمل مصطلح الإستكراد الذي أصبح هذا المصطلح ماركة مسجلة يروجها بعض مثقفينا وكتّابنا الأعزاء.
قبل أن ندخل في عمق الموضوع علينا أن نعرف لماذا وبأية مصلحة يستعمل هذا المصطلح، فهناك بعض كتّابنا الأعزاء يقفون على رؤوس أصابع أقدامهم عندما يسمعون بأنه هناك آشورياً يعمل مع الأكراد،،، وهناك البعض الأخر يشحذون أقلامهم ضد كل من يقول حقيقة ما يجري في شمال العراق من اعمال هائلة في مساعدة ابناء شعبنا الآشوري بكل طوائفه ومذاهبه ،،، وهناك من يكتب ويستعمل المصطلح الإستكرادي لكي يكّون له رصيدا آشورياً قوياً، ولكن علينا أن نفهم معنى الإستكراد قبل ان نستعمله.
إنني شخصياً مع فكر وإيمان جبهة إنقاذ آشور (SAF) و تجمع آشور الوطني (ANA) في طريقة تعاملهما مع الحقوق القومية للشعب الآشوري، بالرغم من محاولة بعض البائسين والمفلسين لتحزيب وتسييس هذه الجبهة وضمها الى تنظيماتهم البائسة ولكن بسواعد آشورية مخلصة لشعبها لا تزال تعمل هذه الجبهة بكل إخلاص في حقل الامة الآشورية، وما من فضائية آشور سات / استراليا خير دليل على ما أقول.
مرة اخرى اقولها بأنني مؤمن بأهداف الجبهة ولكن ذلك لا يستكردني ولا يستعربني إذا قلت وكتبت بأنني أعترف بأقامة أقاليم عربية وآشورية وكوردية دون إلغاء اي طرف في المعادلة العراقية مهما كانت نسبته او عدده وللعلم إنني مع العراق الموحد وافضله تحت قيادة موحدة.
آشورياً هناك أشخاص يعملون من أجل الشعب الاشوري، واليوم نعلم جميعاً بان هناك شخصاً واحداً إستطاع أن يغير ديموغرافية القرى الآشورية من قرى تحتوي على عائلة الى ثلاثة عوائل آشورية الى قرى تزيد على مائة عائلة،
شخصاً واحداً إستطاع مساعدة أبناء شعبنا الهارب من جحيم نار الطائفية في وسط وجنوب العراق
شخصاً إستطاع أن يجمع شعبنا وهو بأمس الحاجة الى إتحاده
شخصاً واحداً منع كارثة لا محال من وقوعها في الوسط الآشوري
وإن كان هذا الشخص سبباً في إفلاس تنظيماتنا السياسية فالحق أقول لكم بأنه لم يكن لنا تنظيمات سياسية بالأصل.
علينا مواجهة الواقع، لا نستطيع خدمة امتنا الآشورية في الخيال،،، ولكن مواجهة الواقع لا يعني أن نتخطى الخطوط الآشورية الحمراء،،، مبادئنا الآشورية فوق كل شيء،،، يجب أن يكون إيماننا بآشورية الأرض ،،، وآشورية اللغة،،، وآشورية الهوية،،، إيماناً لا يقبل المساومة
بعد أن نشرنا ،،، رجل المصاعب في مواجهة المتاعب،،، عرفنا بإننا اصبنا العديد ممن يدعون بالآشورية أقوالاً فقط وقد أصبنا المتحزبين في الصميم،،، فلنرجع الى الوراء قليلاً ولنتفحص التاريخ القريب،، ماذا كانت أعمال تنظيماتنا السياسية على أرض الواقع، سأقولها لكم وبكل صراحة،، تناحر الاحزاب الآشورية فيما بينها، حيث المعارك الداخلية والإنقسامات الهائلة في حزب بيت نهرين وصل مستواها الى حرب القرن، وحرب الحركة والوطني أدت الى تنازلات سياسية آشورية سخية للأكراد وكان احد نتائجها إرتماء الوطني في أحضان الأكراد بدلاً من إحتوائهم من قبل الحركة،
والجدير بالذكر بأن الحزب الوحيد الذي بقى على المباديء الآشورية والذي لا يزال يعمل بإخلاص وتضحية من أجل امته وتعامله شفافياً وصادقاً مع الآحزاب الآشورية وجديراً بتمثيل الآشورية هو حزب خلاص آشور (فورقونو)
أحوال شعبنا تسوء كل يوم،،، الهجرة على قدم وساق،،، إنضمام أبناء شعبنا الى التنظيمات الوطنية من العرب والاكراد في تصاعد مستمر، فلنسأل أنفسنا ونرى واقع القرى الآشورية اليوم، ونحكم بعيداً عن التحزب الأعمى،،،
من هو ذلك الفلاح الآشوري الذي يعمل ليل نهار في حقل الامة الآشورية ؟
من هو ذلك البناء الذي بنى القرى الآشورية دون مقابل ؟
من هو ذلك الراعي الصالح الذي جمع أبناء شعبنا المشتت في قرى أبائنا وأجدادنا ؟
من هو ذلك المرشد الذي أطلق العنان للعلم الآشوري المقدس عبر الأثير ؟
من هو ذلك الجندي المجهول الذي كان السبب الرئيسي في ظهور المدارس الآشورية (السريانية) والتي استغلت تلك المدارس بصورة بشعة لتمرير الأجندات السياسية لبعض تنظيماتنا السياسية ؟
وهناك المئات لا بل الاف الاعمال الجبارة التي خدم بها شعبنا الآشوري بكل مذاهبه وطوائفه دون أن يفرق بين نسطوري وكلداني وسرياني ومشرقي.
فلنسأل أنفسنا وكتّابنا الأعزاء، هل الذي يقوم بهذه الأعمال العظيمة الشريفة التي لم يسبق لها مثيل مستكرداً أم مستعرباً؟ أم إنه من صلب الآشورية والإبن البار لها؟
قد تفسر هذه الاعمال القومية التي تخدم شعبنا ألاشوري خطأً من قبل بعض الذين يحسبون أنفسهم أذكياء ويقرأؤون المستقبل ونشطاء آشوريين بأن هذه الاعمال هي الخطوات الأولى نحو التكريد الجماعي للشعب الآشوري، وإذا سألنا عن هؤلاء الأذكياء تراهم يعيشون علة على المساعدات الحكومية في بلدانهم المهجرية
والجواب لهؤلاء الفطاحل أتركه عند تلك الأرملة الآشورية التي تركت بيتها في وسط وجنوب العراق ووجدت لها ولعائلتها مؤاى وبيت وطعام في القرى لآشورية بدلا من الهجرة التي طالما حلم بها بعض قياديي الأكراد،
والجواب يكون عند مئات العوائل التي سكنت القرى الآشورية التي كانت شبه فارغة في أراضي آشور
والجواب يكون عند ذلك الشاب والشابة الآشورية الذين لهم مؤسسات ثقافية وفنية ورياضية وتربوية آشورية بدلاًمن الإنخراط في المؤسسات الكوردية
فلنكون واقعيين، والتاريخ يشهد للمقاومة الآشورية البطلة ضد الإبادات الجماعية والفرمانات والمذابح والتهديدات المتكررة والأغراءات المسمومة والهجمات البربرية للطامعين بأرض آشور التي كانت اعتى واقوى من اليوم ورغم كل هذه الصعاب ظل الآشوري آشورياً ولم يستكرد او يستعرب.
اليوم هناك ضوء في نهاية النفق المظلم ،،، هناك بصيص أمل يلوح في الافق ،،، فلنعطي الفرصة لمن يستحقها ولا نحاول ان نحاربه وهذا أقل الإيمان وفي حقل الامة الآشورية لنقتدي بالمثل القائل:
إن لم تستطع أن تكون وردة ،،، فلا تكن شوكة