Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

من هو يسوع المسيح

جزء 3

ألاحداث التالية في العهد القديم ترمز للخلاص في العهد الجديد:
العهد القديم العهد الجديد
1. خروف الفصح المسيح المصلوب
2. الحية النحاسية ، من ينظر اليها يشفى من يؤمن بالمسيح المصلوب يخلص
3. المن التناول
4. غرق جيش فرعون هزيمة الشيطان
5. فرعون لم يغرق الشيطان لم ينتهي حتى الان
6. عماليق يحارب الشعب الشيطان مازال يحارب المؤمنين بالمسيح
7. عبور البحر الاحمر المعمودية
8. الخيمة في وسط الشعب المسيح في وسط كنيسته
9. ترحال الشعب 40 سنة حياتنا على الارض
10. عبور الاردن الموت
11. موسى لايدخل ارض الميعاد الناموس لايمكنه ان يخلص
12. يشوع يدخل ارض الميعاد الخلاص بالمسيح
13. اسحق يحمل الحطب المسيح يحمل صليبه
14. اسحق ذبيحة المسيح صلب
15. رجوع اسحق قيامة المسيح

شرح بعض الرموز :
1. خروف الفصح / المسيح المصلوب
( يراجع سفر الخروج الفصل الثاني عشر )، وسأتناول ايتين فقط من سفر الخروج على سبيل المثال لا الحصر :
( خروج 12: 2 ):" هذا الشهر يكون لكم رأس الشهور ، وهولكم أول شهور السنة." ، الشهر الاول يوافق شهري آذار ونيسان والمسمى أبيب ( تثنية16: 1 ) والذي سمي نيسان في التقويم اللاحق للجلاء وهي بابلية الاصل . وكلمة ابيب تعني سنبلة ، والمسيح هو حبة السنبلة التي سقطت في الارض لتأتي بحصاد كثير ، فالمسيح مات من أجل خطايانا حاملا إياها في جسده على الخشبة آخذا في جسده عقوبة الموت واللعنة عنها . ومن جهتنا ، فنحن متنا اولا بالخطايا والذنوب موتا حقيقيا واقعيا بالروح :" مع اننا كنا أمواتا بزلاتنا ، أحيانا مع المسيح ( بالنعمة نلتم الخلاص )"
( أفسس 2: 5) . ثم بالايمان بالمسيح آمنا بصليبه وبموته عنا بالجسد ، حيث الجسد هو جسد البشرية الذي يمثلني ويمثل كل ذي جسد . فإذا انا مت مع المسيح وفيه بالجسد وأكملت العقوبة واللعنة معه .
( خروج 12: 11) :" وهكذا تأكلونه: تكون أحقاؤكم مشدودة ونعالكم في أرجلكم وعصيكم في أيديكم، فتأكلونه على عجل فإنه فصح للرب ." وفي (مرقس 14: 12) :" وفي أول يوم من الفطير ، وفيه يذبح حمل الفصح ، قال تلاميذه : الى اين أن نمضي فنعد لك لتأكل الفصح؟ "
يقول يوسيفوس المؤرخ أن عيد الفصح وعيد الفطير كانا يعتبران معا عيدا واحدا ممتدا لمدة ثمانية ايام وكانت هذه الايام الثمانية تدعى بصفة إجمالية : " أيام الفطير" فكان في اللغة الدارجة: " اول ايام الفطير " يعني يوم ذبح خروف الفصح الذي يسبق ايام الفطير السبعة . اليهود كانوا يأكلون خروف الفصح ، أما نحن نتناول جسد المسيح ودمه ومتطلعين للرحيل الى سماء المسيح ، أورشليم ، وترك هذا العالم . والاحقاء المشدودة تشير الى ترك شهوات الجسد وملذاته ، والنعال في الرجل يشير للخروج من هذا العالم المليء بالاشواك لخدمة الله. أما العصا في اليد دلالة على قوة الله التي يعطيها لخادم الرب لسيند عليها في رحلته على الارض والى السماء .
الفصح تعني الكلمة هنا " ذبح الخروف " وفي الحقيقة كان اول فصح عُمل هو ذبح الخروف في مصر ، الذي بواسطة دمه فُدي شعب اسرائيل من الهلاك بيد الملاك المهلك .افخارستيا المسيح لم تكن دموية ولم يكن فيها لحم بأي نوع . وهذا هو ترتيب المسيح ليكون بالخبز والخمر ذبيحة جديدة، لا بدم حيوان بل بدم ابن الانسان ، ذبيحة جديدة فصحية فيها الخبز هو جسد المسيح والخمر هو دمه ، في مفهوم الفصح الالهي السمائي الجديد غير الدموي . والمعروف ان ترتيب هذا العشاء واعتباره فصحا كان اهم تدبيرات المسيح التي اعتنى أن يكملها قبل الصليب ( لوقا 22: 15 ) باعتبارها عشاء الوداع وتأسيس سر الكنيسة الذي ستحيا به حتى يجيء . وبذلك يكون المسيح قد اكل الفصح مع تلاميذه ، واكمل بموته على الصليب الفصح الذاتي .
ومن الجدير بالذكر ان المسيح جلس وسط التلاميذ حول المائدة الارضية التي تمثل اول صورة لأول كنيسة على الارض .وكانت تمثل جسد المسيح حقا ، يحييه الحب الذي أحب به المسيح تلاميذه كإخوة في عائلة سمائية هو الاكبر ، ويحتضن تلاميذه ويطلب من الزمن أن يلتقط له صورة تذكارية تعبر عن أقدس يوم في حياة ابن الانسان مع تلاميذه .إذ لما كسر الخبز أعطى قائلا : هذا هو جسدي . وللخبزة المكسورة قوة وجلال الصليب والجسد المائت عليه . فحينما صنع العشاء صنع الفصح بآن ، حتى حينما نكسر الخبز نستحضر الصليب والجسد والمسامير والحربة . وهتف بالتلاميذ والزمن يسجل : اصنعوا هذا لذكري:" ثم اخذ خبزا وشكر وكسره وناولهم إياه وقال: هذا هو جسدي يبذل من اجلكم . اصنعوا هذا لذكري ." ( لوقا 22: 19 ).
بإرادة الفدية ذبح نفسه حيا ، وملأ كأسه دما ، وأعطاه لتلاميذه ليشربوا عهده الجديد ويذكروه كلما شربوا :" وصنع مثل ذلك على الكأس بعد العشاء فقال :هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يراق من أجلكم ."
بهذا ننتهي بحقيقة لاهوتية غاية في الاهمية وهي اننا حينما نشترك الجسد والدم نحن نأكل المسيح كقوله وبالتالي نتحد به بالسر الفائق :" من اكل جسدي وشرب دمي ثبت فِيَّ وثبتُ فيه ".
( يوحنا 6: 56 ) . فالافخارستيا عمل وتقديس إلهي يخص الانسان الجديد الروحاني يرفع عنه ثقل الخطايا ويمده بضمير عدم الخطايا للفرح والشكر الدائم ، كما يمده بالغذاء الروحي والنور والحق والحياة ودوام الثبوت في الرب ويسنده في غربته على الارض الى أن يكمل ويمضي الى موطنه السمائي .
الخلاصة ان ذبيحة الناموس العظمى هي " الفصح " التي كانت محور الصلاة والطقوس التي تشير الى مركز الخلاص السري أي " خروف الفصح " ، جعلها انجيل يوحنا رسم افتتاح لعهد النعمة في انجيله ، وذلك حينما أشار المعمدان الى المسيح قبل أن يبدأ عمله :" هوذا حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم ."( يوحنا 1: 29 )، وهكذا كان فصح العهد القديم ينتظر استعلان سره في المسيح .

2. الحية النحاسية ، من ينظر اليها يشفى/من يؤمن بالمسيح المصلوب يخلص
" فأقبل الشعب على موسى وقالوا : قد خطئنا ، إذ تكلمنا على الرب وعليك ، فصل الى الرب فيزيل عنا الحيات . فصلى موسى لاجل الشعب . فقال الرب لموسى : اصنع لك حية لاذعة واجعلها على سارية ، فكل لديغ ينظر اليها يحيا . فصنع موسى حية من نحاس وجعلها على سارية . فكان اي إنسان لدغته حية ونظر الى الحية النحاسية يحيا ." ( عدد 21: 7-9 )
قصة سقوط الانسان بدأت بالحية التي استطاعت ان تسرب الخطيئة القاتلة للانسان . وقد افلح الناموس ( التوراة ) على يد موسى أن يصور بالرمز الخلاص للانسان . وبسبب تمرد الشعب أطلق الله عليهم الحيات المحرقة في البرية ، ولما ادركوا خطيئتهم رفع موسى الحية النحاسية على سارية لكي كل من يرفع نظره إليها يشفى ولا يموت . وهكذا تنبأ موسى بصورة عملية عن المسيح الذي سيقتل الخطيئة مع الحية بالجسد عندما يُرفع على الصليب ويفوز بالشيطان تحت رجليه ليسحق قوة رأسه المدبرة للخطيئة .
فلكي نفهم سر رفع الحية النحاسية في البرية ، يلزم أولا فهم الحقيقة التي قام عليها هذا الرمز قديما . أي موت المسيح على الصليب وما تم بسببه من الخلاص والحياة من موت محقق ، هو الذي يشرح معنى رفع الحية النحاسية في البرية ، حيث اكد المسيح :" وكما رفع موسى الحية في البرية فكذلك يجب ان يرفع ابن الانسان لتكون به الحياة الابدية لكل من يؤمن ."( يوحنا3: 14و15 ) ، لانه بدون سر الحياة التي تمت بموت المسيح على الصليب ، يبقى مَثـَل الحية النحاسية المرفوعة في البرية لغزا يستحيل حله .
المنظر هنا يعود ويصور المسيح مرفوعا ( في لغز ) لأن ميعاد الصليب لم يَحِن بعد . فكل من يرفع قلبه بالايمان إليه ينجو من الهلاك وتكون له الحياة الابدية ، لان هلاك عدم الايمان بالمسيح يغلق على الانسان في حضن الحية القديمة ابليس والى الهاوية :" ما رجائي ؟ إنما مثوى الاموات بيتي وفي الظلام بسطت مضجعي . قلت للفساد : أنت أبي وللديدان : أنتِ أمي وأختي .إذن اين رجائي ؟ رجائي من يراه ؟ معي تنزل الى مثوى الاموات ألا ننزل معا الى التراب ؟" ( ايوب 17: 13-16 ).
3. المن / التناول
يراجع سفر الخروج الفصل(الاصحاح) 16 واقتبس الاية 35 :" وأكل بنو إسرائيل أربعين سنة ، الى أن وصلوا الى ارض عامرة ، أكلوا المن الى حين وصلوا الى حدود أرض كنعان . وكان العُمِرُ عُشْرَ الإيفَة." ( عُمِرُ ) هو مقياس يساوي تقريبا 2,29 – 4 ليترات .
اطلق بيت اسرائيل اسمه "منا " بسبب تساؤلهم " مَنْ هو " وكان المن يؤكل كما هو او يطبخ او يطحن ويخبز ولكل نوع مذاق وطعمه كرقائق بعسل وكقطائف بعسل ( خروج 16: 31 ) .
المن السماوي النازل من السماء أعال إسرائيل وأمدهم بالحياة في قفر التيه اربعين سنة ، فكان في ظاهره رعاية من السماء بإعجاز بالغ لشعب أعزه الله وأكرمه بأن يطعمه هكذا خبز السماء . فكان المن رمزا لما سيأتي . وأوضح تعبير لذلك أن نزول المن من السماء توقف عندما دخل بنو إسرائيل أرض كنعان وأكلوا من ثمر الحنطة . وثمر الحنطة ( الخبز ) كان واضحا أنه اشارة الى كلمة الله . فالمن توقف لما أكلوا من الحنطة التي هي الخبز . وها هوالمسيح يقدم جسده الالهي باعتباره أنه هو الخبز الحقيقي . . فإن كان العهد القديم كان قائما بالمن ؛ فالعهد الجديد قائم بالخبز الحقيقي . والعهد القديم وإن كان قائما بالناموس ؛ فالعهد الجديد قائم بكلمة الله الحية .
الانجيلي يوحنا يستعلن في الانجيل سر التجسدالإلهي للابن الذي نزل من السماء ليعطي جسده على الارض خبزا للحياة من يأكل منه لايموت بل تكون له الحياة الابدية :" اباؤنا أكلوا المن في البرية ، كما ورد في الكتاب : أعطاهم خبزا من السماء ليأكلوا . فقال لهم يسوع : الحق الحق اقول لكم : لم يعطيكم موسى خبز السماء بل أبي يعطيكم خبز السماء الحق لان خبز الله الذي ينزل من السماء ويعطي الحياة للعالم . فقالوا له: يارب ، اعطنا هذا الخبز دائما أبدا . قال لهم يسوع : أنا خبز الحياة. من يقبل إلي فلن يجوع ومن يؤمن بي فلن يعطش أبدا ." ( يوحنا 6: 31-35 ) ، فالمن كان عطية الاب السماوي حاملا معه فيه سر بذل الابن في جسد يغتذى عليه الانسان في العالم كله لينال به وفيه الحياة الابدية . فالمسيح يقدم نفسه للعالم كطعام حقيقي ، فالشبع من المسيح هو شبع إلهي سمائي لايؤول الى جوع دنيوي قط ، والارتواء من المسيح هو ارتواء الروح بالروح . فينبوع المسيح ينبوع سمائي الهي ينسكب بجملته في احشاء الانسان لينبع فيه ومنه ، هذا وعد المسيح وعمل الروح الذي يجري الان امام عيوننا وطوبى لمن يرى ويسمع .

يتبع جزء 4
Opinions