Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

من يحمي المسيحيين من الذئاب البشرية ؟

الأنسان .. هذا الكائن الفريد بقي لغزاً يطلق في وصفه شتى المسميات . انه كائن اجتماعي ، وحيوان ناطق ، وحيوان سياسي ، وحيوان صانع الآلة ، وحيوان متديّن ... وفي الحقيقة إنه فيزيولوجياً كائن حيواني . لكنه استطاع بتفوق مداركه وعقله ان يتخطى المرحلة الحيوانية ويعبر جسر المرحلة الأنسانية ، بإبداعاتها وثقافاتها ، وحينما وضع حدوداً فاصلة بين الجسد والذهن ، وبتعبير آخر بين الحياة المادية والحياة الروحية ، فكان لكلا الحقلين المساهمة الفعالة في التطور الثقافي والحضاري في المسيرة الأنسانية .
إن الماديون وضعوا اسس وركائز التطور العلمي والتقني ، وها هو المجتمع البشري قد قطع شأواً عظيماً في كل حقول العلم والمعرفة ، وبدا كل شئ متيسراً للأنسان بفضل التقدم العلمي الذي أحرزه في مطاوي القرون الثلاثة الماضية .
اما الجانب الروحي فقد صاغ الفلاسفة واللاهوتيون المفاهيم الدينية التي تمجد الفضيلة والمحبة والتعاون بين البشر ، وهكذا ساهموا الى حد كبير في المحافظة على المجتمع البشري انسانياً ، وكبح جماح الأنحطاط والعودة الى جذور الطبيعة الحيوانية للأنسان .
المجتمع البشري له قواعد محددة يتمسك بها لكي يتحرر من ظلم وظلام الغابة ويعيش في نور سيادة القانون والمساواة والأديان والعقوبات وقواعد الأخلاق والشرف والكرامة والتسامح والمحبة ... الخ . رغم ان بعض الحيوانات كالقردة كما يظهر في ألأفلام لها بعض القواعد في الطعام وفي التزاوج ، إلا انها لا ترقي الى مرحلة الحالة الأنسانية من التطور .
لكن المعضلة تكمن في : ان الأنسان إذا أهمل القواعد التي تضبطه إن كانت قوانين سماوية او وضعية فإنه ينحدر الى درك بمستوى أسفل من مجتمع القردة والحيوانات الأخرى .
في العراق اليوم يسود نظام الغابة ، إذ لا حكومة تحكم ولا قانون يطبق ، والقوي يأكل الضعيف ، وتسرح الذئاب البشرية معلنة هيمنتها على المجتمع العراقي . والشاطر( يدبر أمره بيده ) كما يقال .
المسيحيون من كلدان وسريان وآشوريين وأرمن ، يعملون تحت العلم العراقي ويخدمون العراق ، وهم السكان الأصليين في العراق وساعدوا المسلمين حينما فتحوا العراق من أجل مياهه وثرواته ، وأعتقدوا ان المسلمين سيكونون أرحم من الساسانيين المحتلين ، لكن مع الأسف خاب ظنهم .
وفي ضوء هذا الواقع العسير الذي نعيشه اليوم ، نتساءل :
ما العمل ؟
الأحتمال الأول :
ــ هل نشكل ميليشيات مسلحة من أبناء شعبنا ؟ وتكون هذه الميليشيات مستقلة لا ترتبط بأية جهة .
والأجابة قد يكون هذا القرار متأخر بسبب نزوح أعداد كبيرة من أبناء شعبنا لا سيما الشباب وسيكون من العسير تكوين ميليشيات في هذه الظروف .
الأحتمال الثاني :
ــ هل نشكل ميليشيات مسلحة ترتبط وتتعاون مع الميليشيات الأسلامية القائمة ، إن كانت ميليشيات مقتدى الصدر او ميليشيات عزيز الحكيم ، أو ميليشيات التابعة للمجاهدين السنة . إن هذه الفكرة قد تكون اكثر واقعية من الفكرة السابقة .
الأحتمال الثالث :
ــ ان تبنى منطقة آمنة للمسيحيين في سهل نينوى وتقوم الحكومة العراقية بالتعاون مع حكومة أقليم كردستان ، وكذلك تصرف المبالغ التي يخصصها السيد سركيس آغاجان لبناء الكنائس والقاعات والخدمات ، وتخصيصها حصراً ببناء مجمعات سكنية بغية أيواء النازحين من المناطق العراقية الساخنة ، مع تقديم مساعدات مهمة للنازحين دون تفرقة .
ومن اجل هذه النقطة ينبغي تجهيز شبابنا البواسل بأسلحة من أجل الدفاع عن هذه المناطق ، وبالتعاون مع بيشمركة حكومة أقليم كردستان .
الأحتمال الرابع :
ــ السعي مع جهات دولية ، من أجل توفير أرض للمسيحيين العراقيين ، إذا ان هروبهم من العراق كان بسبب تدخل القوات الدولية في العراق ، وأن تتوفر هذه الأرض في أحدى المقاطعات الأمريكية ، او في اوستراليا او في إحدى الدول الأوروبية . فإذا قامت دولة أسلامية في العراق فمن المستحيل ان يستطيع المسيحيون أن يعيشوا في ظل مثل هذه الدولة .
إن الحكومة العراقية مشلولة لا تستطيع ان تمد يدها لمساعدة مواطنيها ، وقواتها الأمنية مخترقة من قبل الأرهاب بكل اشكاله . وإن الشئ الرئيسي الذي يشغل حكومتنا هو بقائها في الحكم ، والأسفادة من كعكة النفط قدر الأمكان ، ولا يدخل في برنامجها أمن المواطن إن كان مسيحياً او مندائياً او سنياً او شيعياً او كردياً او يزيدياً او أرمنياً ، إنها محصورة في دائرة المنطقة الخضراء لا أكثر .
علينا نحن المسيحيين أن نتحمل المسؤلية ونفكر بطريقة : أن الحكومة غير موجودة وعلينا ان نطرق أبواباً أخرى ، وجدراناً نستند عليها ويأتي في مقدمة هذه الأسانيد شبابنا من أبناء شعبنا ، إنهم الطود الشامخ الذي يمكن الأعتماد عليه لكن بعد ان نلبي طلباتهم وما يحتاجون اليه في مهمة الحماية .
حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.com Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
محامي صدام: القوات الأميركية تحقق في مقتل العبيدي عمان: فارس شرعان اكدت هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين ان القوات الاميركية في العراق تواصل التحقيق في ظروف وملابسات اغتيال الرجل الثاني في الهيئة خميس العبيدي وكيل الدفاع عن صدام حسين وأخيه غير الشقيق برزان التكريتي مقتل وإصابة 11 شخصا بتفجير انتحاري وسط الموصل شبكة اخبار نركال/NNN/الموصل/ ذكر مصدر في شرطة نينوى ان مدنيا قتل وأصيب عشرة آخرون بتفجير انتحاري وسط مدينة زعيم جماعة على صلة بالقاعدة يأمر باستئناف التفجيرات في العراق رويترز/ أمر زعيم جماعة دولة العراق الاسلامية باستئناف حملة التفجيرات ضد قوات الامن العراقية في رسالة بثت في موقع للاسلاميين على شبكة الانترنت يوم الثلاثاء قوة الرد السريع في الجيش العراقي تأمن منطقة القبلة شبكة اخبار نركال/NNN/ البصرة ، العراق / اعلنت القوات المتعددة الجنسيات ان جنود العراقيون من قوة الرد السريع الاولى بدا بتنفيذ تفتيش ناجح
Side Adv2 Side Adv1