Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

من يقف وراء الفضائيات العراقية الصفراء ..؟

منذ سقوط النظام عام 2003 وحتى اليوم شهدت الساحة الإعلامية تشضيا هائلا للإعلام المركزي حيث انهارت وزارة الاعلام وتعددت الصحف وغابت الرصينة منها وحتى الإذاعات والقنوات الفضائية والمواقع الالكترونية أصبح من الصعب إحصائها وعدها وتنظيم أمورها ، ولكن للقضية بعدا آخر هو الأكثر خطورة لان الأمر ليس عيبا أو عجبا في تعدد المنابر الإعلامية وتنوع وسائلها وهذه الأمور مألوفة ومعتادة في ظل الأنظمة الديمقراطية لكن الغريب والسؤال المهم الذي يطرح نفسه ويحتاج إلى إجابة محددة ودقيقة تتوقف عليها معطيات مهمة وحسابات وطنية خطيرة إلا وهو من أين لكم هذه الملايين من الدولارات لإنشاء هذا الكم الهائل من الفضائيات والتي تكلف مبالغ ضخمة لا تستطيع إن توفرها دول مهمة تعترف بها الأمم المتحدة ..؟ .



نقولها دائما من أين لهؤلاء هذه الأموال التي تغذي هذه الفضائيات وبقية وسائل الإعلام .. وهنا تكمن العبرات وهذا كما يقولون ( مربط الفرس ) ، والسؤال الآخر المرتبط به يتمثل في الهدف أو الأجندة الخفية التي تقف وراء صرف الملايين على هذه الوسائل التي تحمل اسم العراق لكنها في الحقيقية تنفذ أجندات خارجية لأجهزة مخابراتية وربما منظمات إرهابية تهدف لأبعد ما نتصوره في ترويج إعلامي وسياسي وتبغي من ذلك غسيل الأدمغة والضمائر وتفتيت المجتمع العراقي من الداخل للاستمرار في الفوضى ( الخلاقة ) التي تمنع قيام وتشكيل دولة عراقية قوية وشعب موحد بل تعمل على تهجير الكفاءات والخبرات لنحتفظ داخل البلاد في العناصر المتصارعة والمفسدة التي تخلق بيئة قابلة للتفتت والانحطاط وهذا معناه أن يتحول العراق بلد الحضارات إلى مجرد مخزن كبير للنفط ومقبرة للأحياء وسوق للبضائع الرديئة المستوردة ووطن لشعب يأكل ولا ينتج .



هذه الأهداف وغيرها تحث الخطى من اجل تقسيم العراق إلى دويلات وكانتونات والى قوميات وطوائف ومذاهب وعشائر واسر وأشخاص وتجزئة النواة إلى آخر الأجزاء وهذه العملية تهيئ لها الأبواق الإعلامية المأجورة ولعل ما حدث منذ سقوط النظام خير شاهد على ذلك لان المطلوب إن يكون العراق وهو في أوج عظمته وكامل ثروته الحلقة الأضعف أمام اصغر إمارة مجهرية خليجية .



وهنا كان لابد من وجود برلمان حقيقي وشخصيات تمتلك رؤى إستراتيجية لإنضاج مشروع وطني عنوانه ( من أين لك هذا ) ويكون أول المستجوبين هم زعماء هذه المافيات الفضائية وفي مقدمتهم مشعان الجبوري وفضائيات صفراء أخرى تسير على نهج الركاض وشلته ونحن نتساءل عن مصادر تمويلها ومن يقف في الظل لدعمها وتبني خطابها .



إن إيقاف واجتثاث هذه السرطانات الإعلامية الخبيثة من الجسد العراقي يعد خطوة أولى لبناء عراق جديد خال من الأمراض التي أصيب بها نتيجة لظهور هذه القنوات المشبوهة التي تمارس دورها التخريبي باسم التعددية وحرية التعبير .



firashamdani@yahoo.com




Opinions