من يوقف عدوان دول الجوار على العراق
تتناقل وكالات الإنباء كل يوم المزيد من الأخبار التي تؤكد انتهاك سيادة العراق وضعف قدرته على رد اعتداءات كل الأطراف والاكتفاء بالتصريحات التي لا نجد لها صدى في الداخل أو الخارج بل تقابل بالاستهزاء من المواطن العراقي ومن دول الجوار التي تمعن بالاحتقار .وأخير هذه الملفات هو توغل القوات الإيرانية الإسلامية داخل الأراضي العراقية وتحديدا في منطقة جومان التي تقع في كردستان العراق بعد عمليات قصف عنيف ومنظم أدى لقتل وجرح العديد من العراقيين وتهديم منازلهم وتخريب مزارعهم وحرق بساتينهم وقتل حيواناتهم وكذلك أدى إلى تهديم القرى وتشريد المئات من الأسر في الوديان وهم يستغيثون ولا يجدون من يغيثهم لا من حكومة الإقليم العاجزة ولا الحكومة المركزية غير المكترثة ولا احد يلمس ردا سوى تصريحات خجولة لهوشيار زيباري يتوسل فيها بنظيره الإيراني لإيقاف القصف وكان الأمر هو مجرد مداعبة للحدود العراقية وليس جريمة دولية ترتكبها دولة ضد دولة أخرى لها سيادة ولها حدود معترف بها ولو حدث هذا الاعتداء على اصغر دولة في الخارطة لإقامة الدنيا ولم تقعدها وطالبت مجلس الأمن بالانعقاد الفوري .
الحكومة ما زالت لا تمتلك القدرة على الرد واحترام مشاعر الجماهير ويبدوا إن الانتهاكات مستمرة عبر كل الحدود العراقية وعلى كل المستويات فوزارة الري تتباكى لان سوريا ما زالت تحجب حصتنا من نهر الفرات ومع ذلك فان الحكومة تحاول إن تساند بشار وحكومته المنهارة بدلا من الاحتجاج عليها واستغلال هذا الظرف للمطالبة بحقوق العراق ودفع الجانب السوري لقطع علاقته بالإرهابيين والكف عن إيوائهم وما زالت حدودنا مع السعودية ممرا للمهربين والمجرمين وطريقا لكل العمليات الهادفة إلى زعزعة الأمن والتخريب الاقتصادي والى التجارة المحرمة .
ونعود إلى إيران ثانية فهي لم تكتف بهذا القصف الدموي بل مستمرة من إيقاف مياه نهر الوند لتخلق كارثة إنسانية لا مثيل لها في المنطقة أدت إلى تدمير البساتين والمزارع والقرى وشردت المئات وأدخلتهم في مجاعة وللأسف فان وسائل الإعلام العراقية تتحدث عن المجاعة في جنوب الصومال وتظهر معاناة شعبها في العديد من الفضائيات لكن كارثة أهالي خانقين لا احد يشير إليها إلا في البعض من السبتايتلات اليتيمة وكان هذه القضية فيها وجهات نظر وكذلك ما زالت مياه البزل المالحة تتدفق من الجانب الإيراني باتجاه البصرة والعمارة والكوت وقد تسببت بتدمير ملايين الدونمات من الأراضي الزراعية وكذلك تم قطع مياه نهر الكارون عن مياه شط العرب وعوضوها بمياه البزل وهذا فعل إجرامي بحكم القانون الدولي لم تفعله من قبل دولة في الشرق الأوسط حتى إسرائيل اللقيطة .
ولا يتوقف العدوان الإيراني عند هذه الحدود بل يستمر ليلا ونهارا من خلال إرسال أطنان من المواد المخدرة ولا يبالغ من يتحدث عن مفخخات واختراقات أمنية وكل هذه الأمور هي مصدر غرابة لان من المفترض إن إيران دولة إسلامية ولها توافق مذهبي مع العراق وهذه الأمور لا يمكن تفسيرها على أنها دفاع عن النفس ضد الوجود الأمريكي ، هذا ما يحدث مع الجارة إيران ولنا قضايا أخرى مع بقية الجيران .
ومازالت قصبة الكويت المغتصبة تمعن بالأذى لدولة العراق الأم من خلال دعم عمليات الإرهاب والفساد داخل العراق ونهبها المنظم من نفط الرميلة واستمرارها في بناء مبارك الذي سيقضي على آخر أمل للعراق في إن تكون له منافذ على المياه العميقة دعما لاقتصاده الوطني ومستقبل أجياله وما زالت هذه الإمارة السوداء تستقطع مليارات الدولارات من أموال شعب العراق كتعويضات عن أضرار وهمية لم تقرها لجان محايدة وأيضا تسمر الجهود لإبقاء العراق تحت الفصل السابع واعتداءاتها مستمرة باحتجاز الصيادين العراقيين داخل المياه الإقليمية العراقية وبعد ذلك الشكاوى على الخطوط الجوية العراقية مما أدى إلى احتجاز إحدى طائراتها ومدير مكتبها في لندن رغم إن العراق سدد أضعاف قيمة الطائرات المستهلكة وقضايا أخرى وجرائم منظمة لا يتسع هذا المقال لسردها .
إن الشعب العراقي اليوم بحاجة إن تكون له حكومة وبرلمان حقيقي تنجح في مطالبة الكويت بتعويضات كبيرة عن حربين تسببت بهما الكويت حيث جعلت من أراضي هذه الإمارة المغتصبة ممرا للقوات الغازية وقاعدة لتوجيه ضربات مدمرة خربت البنية التحتية العراقية وتسببت بقتل ملايين العراقيين وهذه الأضرار استنادا للقانون الدولي تستوجب التعويض والإدانة ولكن وللأسف الشديد مرة أخرى أصبحت الضحية هي التي تدفع التعويضات للجاني ومن مفارقات الدهر إن الكويت صارت دولة وتمارس اعتداء على دولة كبيرة عمرها 6 آلاف عام بينما عمر الكويت بضع ثواني من طول اغتصابها من العراق .
وفي الختام نقول متى يصحوا ساسة العراق ويدركون حجم الكارثة وتتحرك ضمائرهم من اجل إيقاف العدوان لحماية كرامة الشعب والبلاد .
firashamdani@yahoo.com