مناشدة لوضع دراسات لمعالجة نصب الحرية
28/01/2008شبكة اخبار نركال/NNN/بغداد/بولس تخوما/
ناشدت أمانة بغداد الجهات الفنية والتراثية والتشكيلية والفنانين والمبدعين والمثقفين والهيئات التي تُعنى بتراث العاصمة ومنها وزارة الثقافة الى العمل المشترك والتعاون البناء معها لوضع الدراسات والحلول والمعالجات المناسبة لإنقاذ النصب واللوحات الفنية في قلب العاصمة من الخطر الذي يهدد هذه المعالم لاسيما نصب الحرية ولوحة الفنان (فائق حسن) .
وذكر المكتب الإعلامي لأمانة بغداد ان أمانة بغداد ستتعاون بشكل جدي مع الجهات التي يهمها التراث والأرث الحضاري لهذا البلد وستعمل مع الفنانين والمهندسين والمعماريين من أصحاب الخبرات من أجل إنقاذ نصب الحرية (وسط بغداد) للفنان الراحل (جواد سليم) والذي يعد أهم معلم تراثي وفني ليس في العراق فحسب بل في المنطقة العربية من الانهيار جراء كثرة الإنفجارات الإرهابية التي تشهدها المنطقة التي يقع فيها التمثال وتحديداً في ساحة التحرير وسط بغداد وتعرضه لعصف هذه الإنفجارات والإرتجاجات ما أدى الى حصول تصدع وتشقق في قاعدته التي يرتكز عليها تُنذر بإنهياره في أي لحظة .
ويُعد نصب الحرية الذي أقيم عام (1960) للفنان الراحل (جواد سالم) أحد أهم الآثار والمعالم الفنية على مستوى الوطن العربي إذ يجسد مسيرة تراث الحضارة الإنسانية في وادي الرافدين حيث العراق منذ بلاد سومر وحتى ثورة الشعب الوطنية والتحررية في عراق اليوم وهو يتألف من (14) مفردة أوقطعة فنية كل منها يرمز الى حقبة من تأريخ العراق الحضاري والسياسي كما أنهُ يعتبر من بين أبرز المعالم الفنية الموثقة عالمياً .
وأضاف المكتب ان جدارية الفنان (فائق حسن) التي تقع عند ساحة الطيران في الجهة الاخرى لنصب الحرية تعرضت هي الاخرى الى تشققات أفقية وعمودية بدأت واضحة عليها والسبب هو ذاته (كثرة الإنفجارات) التي وقعت في المنطقة ماجعل هذه اللوحة الفنية تدق ناقوس الخطر بضرورة التحرك لإنقاذها بإعتبارها واحدة من أهم اللوحات الفنية في العاصمة وتعد رمزاً من رموز تراثها وإبداعها الفني .
وأوضح المكتب ان أمانة بغداد تنفي بشدة لما روج في الآونة الأخيرة في أن سبب حصول التشققات والتصدعات الحاصلة في قاعدة النصب الى الحوض المائي الكبير للنافورات التي أنشأت تحت النصب بين ركيزتيه الأرضيتين ... مؤكداً ان حوض مياه النافورات تم إنشائه على وفق معايير ومواصفات هندسية عالية الدقة أخذت بعين الإعتبار ثقل التمثال البرونزي وقاعدته الضخمة وبصورة وآلية تمنع تسرب المياه الى جوف الأرض بل ان السبب الرئيس والمؤكد هو الإنفجارات الهائلة التي حصلت في المنطقة التي يقع فيها النصب وتعرضه للعصف والإرتجاجات التي تُحدثها هذه الإنفجارات التي أحدث تشققات في القاعدة التي يرتكز عليها النصب .
وأشار المكتب الى ان أمانة بغداد ستكون أبوابها مفتوحة لكل من يريد ان يسهم في إنقاذ وصيانة هذا النصب واللوحات الفنية من خلال وضع الحلول والمعالجات المناسبة للنهوض بواقع هذه المعالم الإنسانية المميزة مشدداً على ان أمانة بغداد لن تدّخر جهداً وستسخر كل إمكاناتها وطاقاتها الفنية والهندسية والمعمارية تجاه تراث العاصمة والحفاظ عليه كون هذا النصب إشارة من إشارات التعبير عن الهوية الواقعية ورمزاً شامخاً من الرموز التي تحتفي بها العاصمة بغداد .
وبيّن أن أمانة بغداد لديها إسهاماً فعالاً في تطوير وتأهيل كل ما هو تراثي وفني في العاصمة وفي مقدمتها شوارع (المتنبي ،الرشيد ،ابونواس) إضافة الى صيانة عدد من التماثيل واللوحات الفنية وفي مقدمتها تمثال (الأم) للفنان (خالد الرحال) وتمثال (عبد المحسن السعدون) في ساحة النصر في شارع السعدون وتمثال (عنتر بن شداد) بمنطقة الأعظمية .