Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

منافقون أم مثقفون في حضرة البغدادية

دأبت البغدادية على نهج ( خالف تعرف ) ظنا منها بان هذا الأسلوب هو الإبداع والتميز وليس إثارة رخيصة تسيء للإعلام وتؤذي الوطن والمواطن .
وبعيدا عن الإجراءات التي اتخذتها بخجل هيئة الإعلام والاتصالات لغلق مكاتبها لتكون ذريعة جديدة تطبل لها هذه القناة وتعد ذلك انتصارا إعلاميا كبيرا مثل ما فعلها قبلها مشعان الجبوري عندما أغلقت قناته الإرهابية زوراء وبانتظار إلقاء القبض عليه و غلق قناة التزوير( الرأي ) .
نقول إن هذا السلوك الإعلامي يتنافى مع المعايير الدولية لحرية التعبير ، وحتى الذين ارتفعت أصواتهم في مجلس النواب دفاعا عن البغدادية فان هؤلاء انطلقوا من أجندات معروفة ومن ذات الأسلوب الذي اعتمدته هذه القناة نفسها ( السير عكس الاتجاه ) .
إن دفاع البغدادية عن نفسها حق مشروع لان ليس هنالك في هذا العالم من يعترف بخطئه حتى لو ارتكب أعظم خطيئة في الكون ويبقى يكابر وتأخذه العزة في الإثم .
الغريب في ضجة البغدادية المفتعلة ظهور طيف من الإعلاميين والمحسوبين على المثقفين وهم يمتلكون الانتهازية السياسية بامتياز كبير ، ففي الوقت الذي يهاجمون فيه هذه القناة من خلال جلساتهم الخاصة ومكاتبهم الرسمية ويحرضون على غلقها تراهم ضيوفا في هذه القناة يصرخون ويردحون ويدافعون عن الحرية المغدورة والشرف المنتهك ويا عجبي من هؤلاء فلا نعرف لهم لونا ولا دينا ولا قضية ولا ندري هم مع من وضد من ..؟
ولا نعرف أيضا سر الاندفاع والاسترخاء في أحضان البغدادية وتساؤلنا هل أنهم أيضا سقطوا في فخ( خالف تعرف )أم إن لهم أجندات لا تعرف النفوس الطيبة والعقول النظيفة ولا تخمن أهدافها وحقيقة نواياها ، ولا ندري كيف نجد احدهم يكتب في صحيفة مستشار رئيس الوزراء وهي صاحبة الموقف الواضح من البغدادية وتراه في الوقت ذاته من المدافعين عن القناة الخشلوكية .
انه زمن عجيب جعل المحسوبين على المثقفين يرتدون أكثر من قناع وأصبحت الازدواجية التي تحدث عنها علي الوردي حين وصف شخصيتين متناقضتين كان أمرا سهلا لأننا نجد اليوم الانتهازيين في عراق ما بعد 2003 لهم وجوه وأقنعة بعدد أعداد الكتل الأساسية في العملية السياسية مع أقنعة احتياطية تستخدم تكتيكيا في الظروف الاستثنائية والطارئة للتقرب من كبار المسؤولين أو شخصيات تظهر فجأة في المشهد السياسي .
وختاما نقول إن الإنسان وخاصة الأديب هو موقف ، ويحز في أنفسنا هذه الأيام وقبلها إن يكون لدى بعض النخب المثقفة آراء متعددة ومتناقضة في آن واحد و لعله مرض العصر الذي أصاب هذه الشريحة المهمة في المشهد الثقافي وهي لعنة نسال الله إن يبرئهم منها .
firashamdani@yahoo.com

Opinions