مناقشة حول العلاقة مع أمريكا
مقدمة
بعد نشر مقالي الأخير الموسوم (خطاب مفتوح إلى الدكتور حيدر العبادي )(1)، نشر العديد من القراء الكرام، من بينهم كتاب متميزين، ردوداً متباينة على دعوتي للمكلف بتشكيل الحكومة القادمة بإقامة علاقة إستراتيجية طويلة الأمد مع أمريكا، أغلبها مؤيدة. وهذه ليست المرة الأولى التي أدعو فيها إلى علاقة ودية مع الدولة العظمى، إذ بدأتُ بهذه الحملة أيام المعارضة لنظام البعث الصدامي قبل 2003م في صحيفة المؤتمر اللندنية آنذاك، وصحف المعارضة الأخرى. كما و نشرت في هذا الخصوص عدة مقالات في السنوات الأخيرة وحتى هذا العام(2014)، أدرج روابط البعض منها في الهامش.
ونظراً لأهميته، وجدت من المفيد العودة للموضوع ومناقشة بعض هذه الردود، وقد اخترت أربعة من العشرات، لأنها تمثل القاسم المشترك لمعظم التعليقات، سلباً أو إيجاباً، وهي تعكس موقف الشارع العراقي إلى حد ما. ومن بين هذه الردود المختارة، مقال للصديق إ.د. حسين حامد حسين بعنوان: (مداخلة مع مقال الدكتور عبد الخالق حسين)، المنشور على صحيفة الأخبار الإلكترونية(2)، وتعليق من الكاتب السيد كامل العضاض، على موقعه في الفيسبوك. وتعليق ثالث من السيد وداد عبدالزهرة فاخر/ رئيس تحرير جريدة السيمر، على موقع عراق القانون، وهم معارضون للخطاب مع الاختلاف في الدرجة واللهجة. كما واستلمت رسالة من صديق بتوقيع (شيوعي سابق) مؤيد للفكرة، ونظراً لأهميتها، أنقلها كملحق للمقال وأشكره على سماحه لي بنشرها.
لا شك أن العلاقة بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية موضوع شائك ومعقد ومثير للجدل. لذلك، فكل من يجازف بالدعوة لعلاقة ودية مع الدولة العظمى لن يسلم من الاتهامات الجاهزة بالخيانة للوطن، والعمالة لأمريكا وحتى لإسرائيل. وهذا المرض السياسي العضال هو من مخلفات الحرب الباردة التي انتهت بانهيار المعسكر الشيوعي لصالح المعسكر الغربي الديمقراطي وفق مبدأ البقاء للأصلح. ورغم العداء المستفحل بين التيارات السياسية العراقية والعربية المؤدلجة بالأيديولوجيات الشمولية (الشيوعي والإسلامي والقومي العروبي)، إلا إن هذه التيارات متفقة في عدائها المعلن ضد الغرب وبالأخص لأمريكا. ونتيجة لهذا الموقف التدميري انتهى العراق (وكذلك سوريا وليبيا)، بالخراب الشامل، مقارنة بالدول الخليجية التي لحد قبل 50 عاماً كانت عبارة عن صحارى قاحلة، وقرى ساحلية فقيرة لصيد الأسماك والمحار، تحولت إلى مدن عامرة وغابات من ناطحات السماء، تنافس في ضخامتها وجمالها وعمرانها أعظم عواصم الدول الغربية المتقدمة في العمران والجمال والمستوى المعيشي لشعوبها، كما وإنها أنشأت أكبر مزارع النخيل والأعناب في العالم. حدث كل هذا التطور والعمران خلال فترة قصيرة وبفضل العلاقات الوثيقة بين هذه الدول الخليجية والغرب.
مناقشة
أولاً: تعليق إ.د حسين حامد حسين بعنوان: (مداخلة مع مقال الدكتور عبد الخالق حسين).
أشكر الصديق الكاتب على أدبه الجم في الحوار، إذ يبدأ مداخلته بقوله: "لا اختلف مع رأي الدكتور عبد الخالق حسين على اهمية إقامة علاقة إستراتيجية طويلة الأمد مع الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن علينا ان نفهم أولا، هل ان الولايات المتحدة تمتلك نفس الرغبة والتطلع من جانبها الى مثل هذه العلاقة الإستراتيجية مع العراق؟"
فالأخ الكاتب يتفق معي في إقامة علاقة إستراتيجية طويلة الأمد مع أمريكا، ولكنه يشك في رغبتها في هذه العلاقة. أؤكد للأخ الكاتب أن أمريكا راغبة في هذه العلاقة، بدليل أن عدم موافقة الجانب العراقي في إبقاء عدد محدود من القوات الأمريكية في العراق في اتفاقية (SOFA)، هو السبب الرئيسي للموقف الأمريكي السلبي من حكومة المالكي، والذي كان من نتائجه هذه الأزمة الداعشية التي يعيشها العراق الآن.
ويسأل السيد الكاتب: "وما مقدار ثقة الولايات المتحدة بالنظام السياسي "الديني" في العراق وهي التي لا تثق بالانظمة السياسية الدينية حتى وان كان هذا النظام الديني ديمقراطيا ومعتدلا كما هو في العراق؟"
جواب: أعتقد من الخطأ اعتبار النظام العراقي الجديد بأنه نظام ديني، فهو نظام خليط يضم ممثلين عن مختلف الكيانات السياسية، منها دينية دون أن تفرض النظام الإسلامي مثل حزب الدعوة (الشيعي) والحزب الإسلامي (السني) وغيرهما، ومعظم الشركاء من الأحزاب الأخرى هي علمانية. فهل رئيس الجمهورية مثلاً يمثل نظام إسلامي؟ كما و أكد السيد نوري المالكي، مراراً خلال الثمان سنوات الماضية التي كان فيها رئيساً لمجلس الوزراء، أنه يسعى لبناء دولة مدنية ودولة القانون وليس دولة دينية، طبعاً مع احترام الأديان.
كذلك لا أعتقد أن أمريكا ضد الأنظمة الإسلامية، وإنْ تفضل عليها الأنظمة العلمانية الديمقراطية، بدليل أنها أيدتْ حكم الأخوان المسلمين في مصر ودافعت عنه. لذلك فأمريكا لا يهمها هل نظام الحكم في أي بلد هو إسلامي أو علماني، سني أو شيعي، بل كل ما يهمها هو مصالحها، ونحن لنا مصالحنا أيضاً. فلماذا لا نسعى نحن العراقيين وراء مصالح شعبنا، خاصة إذا ما التقت مع مصالح أمريكا؟
ثم يسأل الدكتور حسين: "وماذا عن ما تعتقده الولايات المتحدة من علاقة العراق بايران؟"
الجواب: في الآونة الأخيرة، شاهدنا أمريكا نفسها تسعى للتقارب مع إيران. وبالتأكيد لا مانع لديها في أن تكون للعراق علاقة سليمة مع إيران. فكل ما تريده أمريكا هو أن تسمح الحكومة العراقية بوجود قوات محدودة في العراق ليس غير، وكان علينا بقبول هذا الطلب لأنه في صالح شعبنا.
ويضيف الدكتور حسين: "والسؤال الاكثر اهمية هو ما السر وراء الدفاع والدعم المبالغ به من قبل الادارة الامريكة للاقليم، وعلى حساب الشعب العراقي باجمعه؟"
الجواب: لأن رئاسة الإقليم لعبت ورقتها مع أمريكا بأسلوب علمي صحيح يخدم مصلحة الشعب الكردستاني ومصلحة أمريكا. فالكرد لم يكونوا ناكرين للجميل الأمريكي في تحريرهم من أسوأ نظام همجي عرفه التاريخ، بل قابلوا الأمريكان بالورود، ولم يحتفلوا يوم رحيل آخر جندي من العراق نهاية عام 2011، ولم يعلنوا ذلك اليوم عطلة وطنية يعلنون فيها الأفراح، ولم يحرموا الشركات الأمريكية من عقد الصفقات النفطية وغيرها من المشاريع العمرانية والاقتصادية كما عملت الحكومة العراقية التي منحت العقود إلى شركات الدول التي وقفت مع صدام حسين، مثل روسيا وفرنسا والصين وحتى تركيا. وهذا هو سبب دفاع أمريكا عن الإقليم لحماية مصالحها وشركاتها في كردستان وأخذت موقفياً سلبياً من حكومة المالكي.
****
ثانياً، تعليق الكاتب السيد كامل العضاض على موقعه في الفيسبوك (رابط المقال في الحوار المتمدن في الهامش):
يقول الأخ العضاض: "دعوة السيد عبد الخالق لخلاص العراق من داعش والتقسيم والفشل هي بمنح أمريكا قواعد عسكرية وإقامة حلف متين معها. والسؤال هو، هل تعوز امريكا قواعد في الشرق الأوسط؟"
الجواب: نعم، أمريكا لا تعوزها قواعد في الشرق الأوسط، ولكن طالما هي التي ترغب بهذه القواعد في العراق، وهذه الرغبة هي في صالح العراق لتدريب جيشه والمشاركة في حمايته من الإرهابيين الدواعش وغيرهم، فليكن وما الضير في ذلك؟ ماذا يضر العراق لو سمحت حكومته بكيلومتر مربع من صحرائه الواسعة لأمريكا لبناء قاعدة فيها؟ لذلك كان على العراقيين أن يستفيدوا من هذه الفرصة الذهبية، والتخلي عن العناد والمكابرة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
ثم يسأل السيد الكاتب: "الم تؤمِّن أمريكا مصالحها البترولية في العراق في عقود لعقود؟"
الجواب: كلا، لم تؤمِّن هذه المصالح لعقود وعقود، فمنذ ثورة 14 تموز عام 1958، وعلاقات العراق مع الغرب وبالأخص مع أمريكا بين مد وجزر. وبسبب هذا التأرجح في المواقف ومشاكل الحرب الباردة، وانحياو العراق إلى روسيا السوفيتة خسرنا ثورتنا الوطنية، ثورة 14 تموز المجيدة وقيادتها الوطنية المخلصة. لذلك كفى عناداً ومكابرة، وكفى دماراً.
يسأل السيد كامل العضاض: "ماذا تريد أمريكا من العراق؟ حتى الكرد وضعتهم تحت جناحها ومكنتهم من إقامة دولة داخل دولة".
الجواب: أحيلك إلى جوابي على سؤال الأخ الدكتور حسين أعلاه في هذا الخصوص.
السيد كامل: "ألا تملك أمريكا أكبر سفارة، تقترب من حجم قاعدة في قلب بغداد؟"
جواب- وجود سفارة كبيرة في بغداد لا يضمن المصالح، فمعظم العقود النفطية ذهبت إلى الشركات غير الأمريكية وحكومتنا كانت وما زالت تتباهى بذلك وهي التي خسرت.
السيد كامل: "هل تريد إعلان بغداد الإعتراف بإسرائيل؟"
جواب: كلا، أمريكا لم تفرض على أحد الاعتراف بإسرائيل، فالسعودية وغيرها من الدول الخليجية لها علاقات ودية حميمة مع أمريكا ولم تعترف بإسرائيل لخد الآن علناً على الأقل.
السيد كامل: "السيد عبد الخالق يعرف أن داعش صناعة أمريكية، هل نجحت قبلها القاعدة لفرض الهيمنة الأمريكية؟ في اي مجال عادى عراق ما بعد الغزو الأمريكي الولايات المتحدة؟ هل جيش جيوش ضد مصالحها وحليفتها إسرائيل؟ ليقل لنا السيد عبد الخالق ما هو المطلوب بالضبط؟ تقسيم العراق؟ مسحه من الخارطة؟ ندعوه لتنويرنا، وهم كثيرون من يوجهون النصائح هذه الأيام للسيد العبادي، رئيس الوزراء المكلف؟؟!!"
جواب: ذكرتُ في عدة مقالات أن (داعش)، مثل أمها (القاعدة)، صناعة أمريكية وبأموال سعودية وبأيديولوجية وهابية تكفيرية وضباط بعثيين. تستخدمه أمريكا لضرب كل حكومة تقف ضد مصالحها في المنطقة، أو على الأقل لن تتدخل لمساعدة تلك الحكومة في حالة تعرضها لعدوان داعش كما حصل مع حكومة المالكي. لذلك فالمطلوب منا أن نكون أذكى من السعودية والبعثيين، ونكسب أمريكا إلى جانب شعبنا. أما هتافات وشعارات مقتدى الصدر (كلا كلا أمريكا)، فلن تجلب لهذا الشعب المبتلى غير المزيد من الدمار وسفك دماء الأبرياء والقتل المجاني. فالمطلوب بالضبط من الحكومة العراقية يا أخ كامل هو إعادة كتابة الاتفاقية الإستراتيجية العراقية الأمريكية (SOFA)، بحيث تسمح بوجود قوات أمريكية محدودة في العراق، كما هو الحال في الكويت وغيرها من الدول الخليجية.
التعليق الثالث من الصديق وداد عبد الزهرة فاخر / رئيس تحرير جريدة السيمر، أنقله نصاً وبالكمال والتمام : (عبد الخالق حسين يتحدث بدون تخويل باسم الشعب العراقي، وهو حق غير مكتسب اطلاقا وتجاوز على مشاعر العراقيين الذين يعرف الصغير والكبير منهم حجم المؤامرة الامريكية على العراق من خلال تشكيل داعش ودعمها وتوجيهها لسوريا ثم العراق. والحديث يطول اصلا. ثم ان العراق جزء من امة العرب ويتأثر بما يحصل في كل جزء عربي ونضال جميع القوى المناهضة لإسرائيل في فلسطين المحتلة وانتصارها انتصار للعراق ايضا لان اسرائيل جزء من المخطط الارهابي الامريكي الذي يصفق له عبد الخالق حسين. فابراهيم السامرائي او ابو بكر [البغدادي] قد تدرب باسرائيل. والمقال برمته دعاية واضحة لإعادة الاحتلال الامريكي الشامل للعراق الذي بدأت مظاهره تطل علينا من جديد حيث دخل من شباك داعش الذي افتعله بعد ان خرج من الباب.) أنتهى
الجواب: يا أخ وداد أنا مثلك، وكأي مواطن عراقي، في الداخل أو الخارج، مخول من الشعب العراقي من خلال الدستور الذي صوت عليه عام 2005 حيث أتاح لي ولك ولكل العراقيين حرية التعبير والتفكير. فلماذا تريد أنت مصادرة هذه الحرية وتحرمني منها؟ أما إذا كنت تقصد بـ(تخويل باسم الشعب) كأن أقوم باستفتاء الشعب على كل مقال أنشره، فهذا شرط تعجيزي مستحيل تنفيذه إطلاقاً، ولتوقف الناس عن الكتابة والنشر. والتخويل الشعبي الذي تعنيه كذلك ينطبق عليك، لأنك أنت أيضاً لم تحصل على هذا التخويل الشعبي لكي تحاول منعي من هذا الحق. وفي النهاية لنترك الأمر للقراء ليحكموا بأنفسهم، إما أن يأخذوا به أو يرفضوه. إذ كما جاء في القرآن الكريم: "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ".
الاستنتاج:
أقول لأولئك الذين مازالوا يرون الوطنية مرادفة لمعاداة الغرب وأمريكا، ويرددون هتافات بائسة مثل (كلا كلا أمريكا)، و(الموت لأمريكا) و (الرأسمالية المتوحشة)...الخ، وتحرضون على العداء للغرب، أنكم تقودون شعبكم نحو الهاوية. فنتيجة لهذه العقلية التدميرية انتجتم صدام حسين، وجلبتم الدمار الشامل لشعبكم، وكفى ضحكاً على الذقون، فكما قالت الكاتبة السعودية الشجاعة، وجيهة الحويدر: (استغفلونا ونحن صغاراً)، فلم نعد نصدقكم بعد.
يجب أن يعرف هؤلاء أننا نعيش في عصر العولمة، وصار كوكبنا عبارة عن قرية كونية، والمشكلة الوطنية أو المحلية هي مشكلة دولية، فالإرهاب في أي مكان هو إرهاب يهدد كل مكان. فداعش ليست مشكلة عراقية أو سورية فحسب، بل مشكلة دولية. وأنا أكتب هذا المقال، وعلى بعد بضعة مئات من الأميال مني يعقد في مقاطعة ويلز البريطانية، مؤتمر قمة حلف الناتو الذي حضرته 28 دولة من بينها أمريكا و بريطانيا، إضافة إلى ملك الأردن ورئيس أوكرانيا (يعني 30 دولة)، لمواجهة مشكلتين أساسيتين تهددان السلام العالمي. المشكلة الأوكرانية، ومشكلة داعش في العراق وسوريا. لذلك، سواءً كان داعش والقاعدة صناعة أمريكية أم لا، فقد انقلب السحر على الساحر، وبدأ داعش يقطع رقاب الصحفيين الغربيين بمنتهى الوحشية والهمجية. ومن مصلحتنا توظيف هذا الاندفاع الدولي ضد داعش لمصلحتنا.
ترى السعودية وغيرها من الدول الخليجية ليس من مصلحتها أن ينافسها العراق لتكون له علاقة إستراتيجية حميمة مع الدولة العظمى. لذلك نجد وسائل إعلام هذه الدول تحرض الشعب العراقي ضد أية علاقة مع أمريكا وتعتبر وجود عدة آلاف جندي من القوات الأمريكية في العراق إساءة للسيادة الوطنية العراقية. فاستجاب لهم أعوانهم من أمثال أتباع مقتدى الصدر وفق مبدأ "شيِّم البدوي وخذ عباته"! في الوقت الذي نرى هذه الدول تتسابق فيما بينها لكسب ود أمريكا التي قواعدها العسكرية تملأ أراضيها.
فأية سيادة بقيت للعراق وثلثه محتل من قبل شذاذ الأفاق من مجرمي داعش، وما تعرضت له الأقليات الدينية من مجازر يندى لها جبين الإنسانية؟ في الحقيقة إن حاجتنا لأمريكا اكثر من حاجتها إلينا.
فأيهما أفضل للعراق وأقل إساءةً للسيادة الوطنية أو(قميص عثمان): إحتلال داعش لثلث مساحة العراق وارتكاب المجازر الوحشية ضد شعبه، أو منح أمريكا كيلومتر مربع واحد تقيم عليها قاعدة عسكرية، تقوم بتدريب الجيش العراقي وتساعده على محاربة الإرهاب؟ أيهما أفضل ؟ أفتونا يرحمكم الله!!!
يجب أن يفهم هؤلاء أن عصر الضحك على الذقون قد ولى وإلى الأبد، وأن كل ما أنتجته الحضارة من علوم وآداب وفنون وأيديولوجيات يجب وبالضرورة أن تكون في خدمة الإنسان وليس العكس. ولذلك فالأيديولوجيات الشمولية قد انتهت في مزبلة التاريخ.
abdulkhaliq.hussein@btinternet.com
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
روابط المصادر:
1- عبدالخالق حسين: خطاب مفتوح إلى الدكتور حيدر العبادي
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/?news=680
2- أ. د. حسين حامد حسين: مداخلة مع مقال الدكتور عبد الخالق حسين ...
http://alakhbaar.org/home/2014/9/175896.html
ـــــــــــــــــــــ
ومن يرغب في قراءة المزيد من التعليقات أرجو فتح الروابط التالية:
1- رابط المقال على موقع الحوار المتمدن
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=431099
2- رابط المقال على موقع عراق القانون
http://www.qanon302.net/in-focus/2014/09/04/30844
3- - رابط المقال على موقع شبابيك
http://www.shababek.de/pw3/?p=5072
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
روابط مقالات ذات صلة:
1- عبدالخالق حسين: نحو علاقة عراقية- أمريكية متكافئة
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/?news=570
2- عبدالخالق حسين: لماذا يحتاج العراق إلى الدعم الأمريكي؟
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/?news=630
3- عبدالخالق حسين - لولا أمريكا...
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=59875
4- سالم مشكور: «البطل» و«الحليف» وواشنطن!
http://alakhbaar.org/home/2014/9/175835.html
ملحق
أدناه رسالة من أحد الأصدقاء، وهو شيوعي سابق، بعثها لي معقباً على مقالي (خطاب مفتوح للدكتور حيدر العبادي)، ونظراً لأهميتها ولأنها مكملة للمقال، فقد سمح لي مشكوراً بنشرها وبتوقيع (شيوعي سابق).
نص الرسالة:
الى الصديق الدكتور عبداالخالق حسين
تحية عراقية واتمنى ان تكون بوافر الصحة والعافية
اتفق تماما مع كل ماورد في مقالك الرائع واشيد بشجاعتك وصراحتك، وسبق لي قبل عدة اشهر اني وعدتك ان ارسل لك رسالة بهذا الخصوص وأرى ان مستقبل العراق مرهون بمدى قوة العلاقة مع الغرب وبالذات مع الولايات المتحدة الامريكية ذات الفضل الكبير علينا بتحرير بلدنا من الاستعمار البعثي النازي. وأضيف الى مقالك ان يسعى العراق للانضمام الى حلف الناتو اسوة بتركيا لأنه سيكون الضمانة لأمن العراق عسكريا وأمنيا واقتصاديا وثقافيا. قوة اقتصاد تركيا يأتي من تحالفها مع الغرب وعضويتها في الناتو، وبالتالي الاستثمارات الغربية الهائلة في تركيا. في حين تفتقر الى النفط والغاز كما يمتلكه العراق. برأيي ايضا منح الشركات الامريكية والبريطانية وبقية الدول التي دعمت حرب تحرير العراق الأولوية والتسهيلات للإستثمار، وبعدها الدول الاخرى للعمل بالعراق مكافئة لدورها في تحرير العراق. وأتصور بعد ذلك سنسحب البساط من تحت دول الخليج، دول البداوة والتخلف والإرهاب، وحتى سلاطين تركيا بعد ربط مصالح الغرب وبالذات امريكا وبريطانيا في العراق. ولذلك فان الغرب سيكون مجبراً على حماية العراق من شرور هذه الدول وغيرها. فمثلا ستمنع اي من هذه الدول بالتدخل في شؤون العراق لان ذلك سيعرض مصالحها في العراق للخطر ثم تستطيع امريكا والغرب بالضغط على تركيا بعدم قطع المياه عن نهري دجلة والفرات، وهناك كثير وكثير من الامور الذي سيستفاد العراق من تحالفه مع امريكا صناعيا وزراعيا وعلميا وثقافيا.
ياأخي
هل هؤلاء بدو الخليج اكثر دهاءً وذكاءُ منا ؟؟؟؟ القواعد الامريكية والبريطانية وحتى الفرنسية منتشرة في كل بقعة من اراضي هذه الدول واقتصادها وأمنها مرتبط ومرهون باقتصاد الغرب بشكل وثيق؟؟؟؟ يا دكتور يجب علينا التخلص من الشعارات الثورية والفنتازية التي دمرتنا من خلال معاداة الغرب ودفعنا ثمنا باهظا.
سؤالي: هل الدكتور العبادي له القدرة ان يخطو هذه الخطوة الشجاعة وإنقاذ العراق ؟؟؟؟
اشك في ذلك!!! لان ملالي التخلف في طهران لا يسمحون بأي موطئ قدم للغرب، وبالذات للولايات المتحدة الامريكية في العراق اطلاقا. لاعتبارات تعرفها انت اكثر مني وإيران لها سطوة كبيرة على الاحزاب الدينية الشيعية، لنكن واقعين، وهذا تحالف ديني وطائفي كما كنا نحن الشيوعين سابقا، كان ولائنا المطلق للسوفيت بحكم الآيديولوجيا الواحدة. اتمنى من كل قلبي ان ينفذ الدكتور العبادي ما نحلم به، وينقذ العراق من هذه الفوضى، ويكون رجل العراق التاريخي؟؟
اما بخصوص مطالب قائمة حثالات البعث وشروطهم التعجيزية للمشاركة في الحكومة ومنها الغاء المسائلة واجتثاث البعث، فهذا مطلبهم الاول والأخير، ومهمتهم الاساسية لعودة البعث وضرب العملية السياسية من داخلها وهم يمثلون الواجهة السياسية للبعث، وداعش والنقشبندية، والتنظيمات الارهابية الاخرى تمثل الجناح العسكري الارهابي للبعث، لان قادة هذه التنظيمات وأمرائها هم من قيادات الجيش السابق وضباط المخابرات والأمن الخاص للنظام البعثي المقبور. من هو ظافر العاني، ومنه صالح المطلق، ومنه الكربولي، ومنه علاوي، ومنه النجيفي، ومنه طارق الهاشمي وسلمان الجميلي وغيرهم من الحثالات؟؟ تاريخهم السياسي وتصريحاتهم تؤكد بعثيتهم من خلال دفاعهم عن النظام المقبور من على شاشات التلفزة، ورفضهم للتغيير الذي حصل في العراق. ولذلك يجب عدم التنازل عن الغاء قانون اجتثاث البعث ولكن يجب ان يشمل البعثيين سواء من المكون السني او الشيعي، او أي مكون آخر وبدون انتقائية. بصراحة هذه الانتقائية سمحت للبعثيين الشيعة ان يخترقوا الاحزاب الدينية الشيعية ويتصدرون المشهد السياسي، وهنا تكمن الخطورة من خلال اختراق البعثيين للاجهزة الامنية والعسكرية والمؤسسات المهمة للدولة والقيام بأعمال ارهابية خطرة. اكثر مستشاري المالكي كانوا بعثيين ومن اجهزة المخابرات الصدامية في حين يمتلك حزب الدعوة كوادر مناضلة ومثقفة ومهنية تم تهميشها والاستعانة بهؤلاء البعثين والبعثيات. صحيح لا يمكن ابعاد كل البعثيين، لكن يجب عدم السماح لهم بتصدر المشهد السياسي. هؤلاء خطرين ويُشك في إخلاصهم مهما كانوا صادقين خوفا من الخطوط المائلة والاختراقات، ونحن اصحاب تجارب مع النظام البعثي ودوره التخريبي وعمليات الاختراق الامنية والتجسس. ولذلك اتمنى ان لا يلغى قانون اجتثاث البعث.
اشاركك الرأي بخصوص ان لا يكون الشيعة ملوك اكثر من الملك بخصوص المقاومة والقضية الفلسطينية، واعتبرها تجارة سياسية مارستها الانظمة العربية السابقة وبالذات التيار القومجي العروبي بشقيه الناصري والبعثي وحتى اليسار، وعفى الزمن على هذه التجارة وأصبحت من الماضي، ولن تخدم المكوَّن الشيعي. ويجب عدم الإنجرار وراء مشاكل ملالي طهران وصراعهم وصدامهم مع الغرب. اعتقد هذا لا يخدم الشيعة في كل مكان بمعاداتهم للغرب ولن يكسبوا شيئا. دائما اتحاور مع بعض الاصدقاء والمعارف من الاسلاميين الشيعة وأقول لهم ، أما كان من الاجدر للنظام الايراني ان يدعم الاصلاحيين مثل خاتمي وغيره والتقرب من الغرب وبالذات مع الولايات المتحدة الامريكية وبناء علاقات استراتيجية كما يفعل بدو الخليج وكسبها بدل العداء لها؟؟ ماذا ستكسبون من هذا العداء؟؟ وادعموا الاصلاحيين لتوسيع الديمقراطية وعدم التدخل في شؤون الدول الاخرى وبناء نموذج ديمقراطي حقيقي بمنطقة الشرق الاوسط والعالم الاسلامي والانتقال للمجتمع المدني العلماني بالتدريج...!!! والتخلي عن هذا التهريج الأيديولوجي والخرافات التي عفا عليها الزمن. والشعب الايراني يمتلك عمق حضاري افضل من شعوب المنطقة، ودولة غنية بمواردها الطبيعية والبشرية وقادرة خلال عقدين ان تتجاوز حتى ماليزيا وتكون مركز اشعاع في المنطقة وشعوبها التي ستنهض وتحطم هذه الانظمة المتخلفة..؟؟
منهم من يؤيد هذا الموقف ومنهم المؤدلج حتى النخاع يرفض ذلك ويعتقد ان النظام الحالي افضل نظام بالعالم في العراق حاليا.
طبعا الآمال الشعبية تنتظر تشكيل الحكومة وعودة مئات الآلاف من المهجرين لديارهم ومنهم اهلي واقربائي الذين تركوا املاكهم وبساتينهم وبيوتهم من قضاء المقدادية والتجأوا الى المناطق الكردية كأربيل وخانقين ومدن آخرى خوفا من عصابات داعش. يوميا اتصل بهم وهم ينتظرون الفرج للخلاص من دواعش البعث. قد اطلت عليك حديثي
اتمنى لك الموفقية والصحة تحياتي
شيوعي سابق
3/9/2014
--
في حالة عدم الرغبة باستلام رسائلنا يرجى الضغط هنا
--
في حالة عدم الرغبة باستلام رسائلنا يرجى الضغط هنا