مناهضة العنف ضد المرأه
نعيش في شهر صفر من كل عام ذكرى الأيام الأليمة التي عاشتها السيدة زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب عليهما السلام ، تلك الأيام التي سيقت فيها سلام الله عليها مع قافلة السبايا من النساء والأطفال من كربلاء إلى بلاد الشام ، هذه الرحلة الأليمة التي تعرضت فيها النساء إلى أقسى حالات الاضطهاد والتعذيب النفسي والجسدي ، ليعطي هذا الفعل المخزي صورة واضحة عن حقيقة الثقافة التي أريد لها أن تكون ثقافة الإسلام تلك التي فرضها السلطان الأموي على الحياة العامة في البلاد الإسلامية بعد الانقلاب على الممثل الشرعي للخط النبوي الشريف المتمثل بالإمام علي ومن بعده الإمام الحسن والحسين عليهم جميعا أفضل الصلاة والسلام.
وعلى أهمية وكثرة المراسيم الحزينة التي يقيمها المسلمون في شتى بقاع العالم حزنا على هذه الفجائع التي تعرض لها البيت النبوي في كربلاء لكن العالم ينتظر منا أكثر من مجرد الاحتفال ومراسيم الحزن ، العالم ينتظر منا أن نعالج المشاكل الحالية التي تواجهها الإنسانية من خلال الدروس التي أفرزتها ملحمة كربلاء ، التي كانت مسرحا لصراع الحق المتمثل بالإمام الحسين وآل بيته ، والباطل المتمثل بيزيد والبيت الأموي .
ولا يخفى أن الدروس والعبر بحاجة لمن يوضحها للناس ويتقن الأسلوب الامثل لإظهار دقائقها وتفاصيلها وكيفية الاستفادة منها ، ومن هنا كان لمبادرة المغفور له السيد عبد العزيز السيد محسن الحكيم رضوان الله تعالى عليهما أهمية عظيمة في جعل يوم الأول من صفر يوما إسلاميا لمناهضة العنف ضد المرأة.
هذا الدرس العظيم الذي افرزه لنا السيد الحكيم هو واحد من أعظم دروس الملحمة الحسينية في كربلاء ، بل انه أعظم المفاصل العاطفية التي لازمت ثورة الحسين وخلدت ذكرها وزادت من تعاطف الناس معها.
وتأييدا لهذه المبادرة الإنسانية قرر مركز سامراء الدولي جعل الأول من صفر يوما إسلاميا لمناهضة العنف ضد المرأة ، وسيتحرك المركز في نشاطات مكثفة يقيمها في أوربا لترسيخ ثقافة (مناهضة العنف الموجه ضد المرأة) لتوصيل رسالة إسلامية خالصة توضح المكانة التي حازت عليها المرأة في الثقافة الإسلامية وحقيقة التوجه الرسالي - النبوي الذي أحاط المرأة بعناية لم تلقاها في كل الحضارات والمجتمعات في التأريخ .
مركز سامراء الدولي
للدراسات والبحوث الاستراتيجية
26 / 12 / 2011 ألمانيا
Sammra.germany@gmail.com