Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

منطق مشجع قطري: أن نُشرك لاعب أجنبي أفضل من أن يحتلنا أجنبي!!

عاش الجمهور الرياضي العراقي (يا.. يعيش). أقول: عاش الجمهور الرياضي العراقي.. بل الشعب العراقي عموما خلال الأيام القليلة الماضية أوقاتا عصيبة من الترقب المصحوب بريبة وتوجس، لا بسبب عدم اطلاعه على بنود الاتفاقية الطويلة الأمد المزمع عقدها بين العراق والولايات المتحدة، ولا بسبب قانون انتخابات مجالس المحافظات الذي إذا لم يتم إقراره قبل نهاية الشهر الجاري فلن تكون هناك انتخابات بل انتحابات، ولا بسبب عدم إقرار قانون النفط والغاز حتى الآن.. بينما المجلس الموقر على أبواب عطلته الصيفية، ولا بسبب تفكيره (أي الشعب، وليس المجلس) بالكيفية التي ستُنفق بها ميزانية السبعين مليون دولار القياسية، ولا.. ولا.. ولا.. (ورجاءً لا يروح تفكيركم بعيد.. فهذا المقال رياضي بحت).. إنما انتظارا ليوم الأربعاء التاسع من تموز موعد إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم عن قراره النهائي بشأن الدعوى المرفوعة من الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم على اللاعب البرازيلي الأصل القطري الجنسية مارسيو باسوس دي البوكويرك (عندي صورة من هوية أحواله المدنية)!!، والمعروف فنياً.. أقصد رياضيا، بـ (إيمرسون).. والتي من شأن نجاحها (أي الدعوى)، لو تم إحقاق الحق، أن يتأهل منتخبنا للجولة الأخيرة الحاسمة (التي يبدو أنها خضعت لثقافة الحواسم) من تصفيات آسيا المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2010 في جنوف أبريقيا (ليس خطأ مطبعي)!.. ما يعني فرحة جديدة للعراقيين.. وصورة متجددة من صور وحدتهم وتلاحمهم.
لكن الريبة والتوجس كانا (أو كانتا.. لستُ متأكدا) في محلهما (أو محليهما)، حيث خرج دخان أسود قاتم جدا هذه المرة.. من نافذة الفيفا الذي قرر (رد الدعوى العراقية مع الإبلاغ بإمكانية رفع القضية إلى المحكمة الاتحادية في الاتحاد الدولي).. وذلك بحسب فضائية العراقية الرياضية التي كانت أول وسيلة إعلامية تنشر الخبر الذي دعاني فورا لكتابة هذا المقال.

عودٌ على بدء
اللاعب إيمرسون ارتكب ثلاث مخالفات: الأولى: تغيير اسمه عند تجنسه بالجنسية القطرية، والثانية: تغيير مواليده من 1978 إلى 1982 (ربما للتأخر قدر الإمكان عن آداء الخدمة العسكرية حسب اللوائح القطرية.. وعيني هيه شلون خدمة.. خمس كواكب)!!، والثالثة: خوضه مباراة رسمية مع منتخب شباب البرازيل.. ما يعني، حسب لوائح الفيفا، عدم جواز تمثيله لمنتخب بلد آخر حتى لو تجنس بجنسيته.

ثبوت المخالفة
أقرت اللجنة القضائية الأولية المشكلة (بفتح الشين أو تسكينها.. لا فرق) في الفيفا هذه المخالفة، .. ورغم أن 8 من أصل 11 عضوا (وبالفصحى القواعدية: ثمانية من أصل أحد عشر عضوا) في هذه اللجنة وافقوا على اعتبارا منتخب قطر خاسرا المباراة صفر ـ 3. فقد صدر قرار اللجنة الصارم القاطع الماحق.. مكتفيا بمعاقبة اللاعب شخصيا، دون معاقبة الاتحاد القطري، وتمثلت العقوبة بحرمانه من اللعب لمنتخب قطر مستقبلا.. (أوي.. شنو هالقساوة.. عابتلك)!!.
إذن.. المخالفة واقعة وصريحة وقد أقر بها الفيفا.. لكن عقوبتها أيضا حسب اللوائح، ينبغي أن تمتد إلى الاتحاد القطري الكروي.. فيتم اعتبار منتخبه خاسرا المباراة صفر ـ 3 (ومو مشكلة من اللي جاب الأهداف الثلاثة)!!.
وهكذا.. قدم الاتحاد العراقي الكروي استئنافا قام الفيفا بإحالته إلى اللجنة المنظمة لنهائيات كأس العالم في سابقة، هي الأخرى، جديدة من نوعها، وبمعنى آخر.. (فيكة). وكان القرار بالأمس.. رد الدعوى. علما أن هذه الدعوى، أي اللائحة الجديدة كانت الثالثة وقد أعدها محامين (وليس محامون: لأن أعد.. فعل ماضي مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي.. أي الدعوى، والمحامين مفعول به. وبتخريجة نحوية أخرى: المحامين: مفعول به متقدم، والدعوى فاعل متأخر، وأصل الجملة: أعد الدعوى محامين).. وشنو هاللغوة الزايدة.. أقول: إن الدعوى أعدّها محامون من سويسرا وألمانيا (يعني مو من ماليزيا وسنغافورة وتايلند) إلى الدائرة القانونية في الاتحاد الدولي.. وإن العراق دفع قيمة الاعتراض (بالدولار الأميركي وليس باليورو) لكي يكون هذا الاعتراض دستوريا.. أي شرعيا!!.

معلومات
الكيفية التي اكتشف بها الاتحاد العراقي الكروي مخالفة اللاعب القطرازيلي (إيمرسون) كانت كالآتي: فقد سبق لهذا اللاعب أن لعب في الدوري الياباني، وهو بالتالي معروف لدى الصحفيين الرياضيين اليابانيين.
وفور مشاركته مع منتخب قطر في التصفيات الآسيوية، فقد اكتشف أحد هؤلاء الصحفيين هذه المخالفة.. وقام بتسريب المعلومة إلى صحفي صيني زميل له (لأن الصين كانت ضمن مجموعة العراق وقطرازيل)، وقام هذا الأخير بنقلها إلى الاتحاد الصيني لكرة القدم الذي قدم بدوره اعترضا (على.. صينية.. من ذهب)!!.. على الأمر.
وهذا ما يُفسر التأخير الذي حصل في تقديم الاعتراض العراقي، حيث اعتمدت اللجنة القضائية الأولى للفيفا في قرارها على المادة 13 من اللوائح الدولية والتي تتحدث عن (آلية تقديم الإعتراض وأسبابه الموجبة والمقنعة لقبوله من الطرف المعترض، على أن يكون آخر موعد لتقديم الطلب هو 24 ساعة بعد نهاية المباراة).
لكن هذه المادة (المشؤومة) تتعلق بالمخالفات الأكثر بساطة: بالغلط: إشراك لاعب موقوف لحصوله على إنذراين، بالغلط: إشراك لاعب بغير رقم قميصه المعروف والثابت، بالغلط: إشراك لاعب غير مدرج في قائمة تلك المباراة.. وما إلى ذلك من هذا الغلط غير المقصود. إما أن تكون المخالفة كبيرة بهذا الحجم (X X X L)، فهي تندرج تحت بنود المادة السابعة التي تَرُبع.. عفوا: تنص على: (أن يكون جميع اللاعبين مواطنين في بلدهم وخاضعين لقانونها، وأن يكونوا مؤهلين للاختيار بموجب الأنظمة الأساسية والتنظيمية المعمول بها في الفيفا، ولا يجوز لأي لاعب أجنبي أن يشارك مع منتخب وطني إذا كان قد لعب مع منتخب وطني آخر، وكل فريق مذنب في زج لاعب غير مؤهل يعد خاسرا المباراة ويكون الفوز والنتيجة للفريق الخصم).. فماذا بعد هذا؟؟.
هل هو تأثير رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم القطري محمد بن همام؟؟.. مقرونا بـ (تغليس) الجوزيف بلاتر الدولي على الأمر.. خشية فقدانه دعم الهمام في الانتخابات الفيفوية المقبلة!!.
ثم.. وعلى طريقة (خليفة خلف الله خلفي خلافي المحامي): هل (كبيرة) الفيفا على خُلق؟؟!!. أنا أتمنى أن يكون على خُلق.. هذه المرة على الأقل.. لأنها الثالثة.. والثالثة ثابتة!.

أخيرا وليس آخرا
قد يقول قائل: كنا (بضم الكاف).. نتمنى أن يأتي التأهل على أرض الملعب.. يعني في الميدان، فلماذا هذا التشبث باعتراض قانوني وبقرار منتظر يشبه مسألة النجاح في المتوسطة والإعدادية والكلية (بكسر الكاف).. بقرار؟.
هذا صحيح إلى حد كبير.. لكن المسألة طبيعية وحدثت في السابق مع منتخبات عديدة وفي بطولات مختلفة، لا بل أننا عانينا منها مرتين بحرمان منتخبنا للناشئة من البطولة الآسيوية، وحرمان الأولمبي من بكين، وربما ستُحرم كافة المنتخبات العراقية وليس الكروي فقط، ولأسباب لا ترتقي إلى ملابسات هذه القضية. فلماذا (عليهم غفور رحيم وعلينا شديد العقاب)؟. وما هذه الازدواجية والكيل بمكيالين؟!.. وهل أصيب الاتحاد الدولي بأمراض العالم الثالث.. عشر، من محسوبية ورشاوى و(شيلني وأشيلك)!!.
ومن هنا.. أيتها السيدات أيها السادة (رجاءً: التصفيق ممنوع)!.. سنبقى نتشبث بالأمل بانتظار رفع الدعوى إلى المحكمة الاتحادية العليا في الاتحاد الدولي لكرة القدم (لا أدري لماذا صرت كلما أذكر عبارة الاتحاد الدولي.. أتذكر النعجة دولي.. بغض الطرف وصرف النظر.. عن النجمة الأميركية التي حملت هذه النعجة اسمها)!!.

آخرا
لا بد لي أن أختم المقال بعنوانه الوارد أعلاه وعلى الواجهة: فقد آلمني كثيرا ما قاله أحد المشجعين القطريين قبل فترة بشأن الاعتراض العراقي، وذلك في مكالمة هاتفية ضمن برنامج رياضي مباشر على قناة الدوري والكأس القطرية، عندما قال: (أن نُشرك مع منتخبنا لاعب أجنبي.. أفضل من أن يحتلنا أجنبي)!!.
لهذا المشجع أقول: نحن يحتلنا الأجنبي رغما عن إرادتنا وبقرار من مجلس الأمن. وأنتم يحل هذا الأجنبي نفسه وعلى الرحب والسعة.. بين ظهرانيكم، بإرداتكم وبدون قرار من مجلس الأمن.. ولن أشير إلى قاعدة السيلية لأن الحليم تكفيه الإشارة!!!.
وقبل أن أتيح لكم الفرصة للعودة إلى المقالات الأخرى في هذا الموقع الموقر.. أود أن أخبركم أنني بصدد تأليف قصيدة عصماء (من الشعر العمودي) بهذه المناسبة الفيفوية وهذا القرار التـ..... هريجي، وقد تفتحت قريحيتي بالبيتين الأولين:

تدفقَ في البـطـحـاءِ بعد تبهطلِ
وقعقعَ في البيداء غير مزركلِ
وســار بأركانِ العقيش مُقرنصاً
وهام بكل القارطات بشنكــلِ

ملحوظة: القصيدة كاملة.. في مقال لاحق.. إن شاء الله.
Opinions