مهرجانات إسلامية واعية..(ربيع الشهادة أنموذجاً)
ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين وفي خضم السجالات الفكرية والعقائدية المتلاطمة في داخل المنظومة العراقية الثقافية من جهة وفي الوسط العربي والغربي من جهة اخرى ، يكون لزاماً على المسلمين ان يبّرزوا ثقافتهم الاسلامية بصورة واقعية مخاطبين بها كافة العقول وبمختلف المستويات .احدى هذه الوسائل الثقافية لإبراز الشخصية الإسلامية وثقافتها هي (المهرجانات) وهنا يرد السؤال ، هل نحن المسلمون نستطيع إقامة مهرجان إسلامي واعي يتضمن قضية معينة نسعى الى الاحاطة بكافة جوانبها ونمتلك مقومات إيصالها الى المجتمع الاسلامي أولاً ومن بعدة المجتمعات الغربية ؟ يكمن الجواب في عدة امور منها : اولا: المهرجان .لابد ان يوفى حقه شأنه شأن أي عمل ثقافي آخر فلابد من التركيز على رسالة المهرجان والشخصيات المدعوة له من ناحية الكم والنوع وتهيئة كل المستلزمات لإنجاحه من ناحية الضيافة والاستقبال وتسليط الاعلام عليه عربياً وغربياً.
ثانياً: القضية . وهي مدار بحث المهرجان طيلة ايام انعقاده فانه اهم محور تجتمع عليه رؤى وافكار المهرجان لتتبلور بشكل ثقافي وعلمي مدروس ومتقن .
وبما اننا في اجواء مهرجان عالمي واسلامي ضخم كـ(مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي السادس) يتحتم علينا دارسة هذا المهرجان من عده جوانب فالصفات التي حملها المهرجان عالية المضمون وفائقة الدقة وهي العالمية والثقافية والسيرة الحسينية والاسلامية . فالمهرجان من اسمه لابد ان تتوفر فيه عدة فعاليات ثقافية كمعرض للكتاب وندوات ومؤتمرات وأمسيات ادبية وشعرية وهذا الشيء متحقق وبأجمل صوره في ربيع الشهادة والامر الاخر هو السيرة الحسينية واقصد المحور او المضمون فمن الجميل ان نرى مهرجانا يقلب صفحات التاريخ و يغوص في اعماق الكتب ليستخرج جواهر في الحسين (عليه السلام) و اصحابه وهنا نجد المحور حاضراً وبقوة لتجتمع حوله الافكار والاطاريح الحسينية من خلال المحاظرات القيمة ، ويرى المتتبع لمهرجان ربيع الشهادة السمة الاسلامية التي تضفي على المهرجان الكثير من الرونق والابداع ويخرج من الصفة الضيقة التي يود البعض ان يتقوقع فيها وينطلق الى رحاب الاسلام النقي الاصيل الخالي من التطرف والتعصب وهذا ما يراه الجميع جلياً في المهرجان ، ومن المميزات الاخرى هي ان هذا المهرجان يتميز بالثقافة الاسلامية الرصينة والكثير يعتقد ان المسلمين وبالاخص (الشيعة) ليس لهم سوى اللطم والبكاء فيأتي هذا المهرجان وفي وقت حرج ليثبت للعالم باننا اصحاب ثقافة انسانية وحضارة كبيرة ممتدة الاف السنين ، والامر الاخير الذي نجح فيه المهرجان هو العالمية واقصد بذلك خروجه من المستوى الضيق للمجتمع العراقي وتخطى الحدود ووصل برسالته الاسلامية الحسينية الى اصقاع الارض ليحمل في طياته نخبة خيره من الادباء والمثقفين والباحثين لتنسجم الثقافات وتتلاقح في رحاب الدوحة الحسينية بكربلاء المقدسة هذه الارض المعطاء التي اعطت للعالم بأسره اروع امثوله في القيم والمبأدئ والاخوة والتعايش السلمي وحرية التعبير .