Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

موقع للبحث المحدد للصحفيين والباحثين

7 تشرين الثاني 2011
التقدم أمر ذو حدين، ففي الوقت الذي يمنح التقدم فرصاً كبيرة للحياة الفعالة المترفهة، فهو يفرض على الجميع مستوى جديد من المنافسة. المنافسة في الإستفادة من هذا الوضع الجديد الذي قدمه وفرضه التقدم على حياة الناس. إن من يتأخر في الإستفادة من ذلك التقدم فسيجد نفسه في حال أسوأ مما كان عليه قبل التقدم. ولذلك فالتقدم يفرض تحدياً جديداً ، يستفيد منه من يكون مستعداً له ومهتماً به، ولكن بالمقابل لن يكون تجاهله بلا ثمن.
ورغم ان هذه الحقيقة واضحة وبسيطة إلا اننا، لظروفنا أو لكسلنا ربما كنا أكثر الشعوب تجاهلاً لتحديات التقدم. وإن كان هناك عذر لمن لا يمتلك الوسائل، فليس هناك اي عذر لمن يمتلكها. وهنا أتحدث عن استخدام الصحفيين والكتاب للإنترنت وبرامج الكتابة مثل وورد بطاقاتهما الهائلة. فرغم أن هذا الشيء العظيم يقدم لكل من يريد، مصدراً لا ينضب للمعلومات وطريقة سهلة بشكل لم يسبق له مثيل للتأكد من المعلومة، وللإشارة إلى مصادرها، فأن الغالبية الساحقة من كتابنا مازال يكتب وكأن هذا الجهاز لم يوجد بعد. إنه مازال يستخدم الحصان والحمار لينافس السيارة. مازالت الغالبية الساحقة من المقالات، حتى التي تنشر على الإنترنت نفسها، خالية من المصادر والروابط، خالية مما يثبت صدقها وصحتها وحداثتها وقدرتها على التأثير وفرض مصداقيتها على القارئ.

لكن استخدام الحاسبة بكفاءة بحاجة إلى معرفة ووقت ، حتى لمن لديه القدرة المالية اللازمة لتحمل كلفتها. والبحث في الإنترنت ليس سهلاً تماماُ، عندما يكون الهدف محدداً، وعندما تكون الإدعاءات التي يحتويها المقال كثيرة وبعيدة عن القصة الرسمية المتداولة، أي أنها بحاجة إلى براهين أكثر. فيمكن للبحث أن يطول ساعات قبل أن يصل إلى أية نتيجة مرضية، وقد لا يصل.

وخلال سنوات عملي الصحفي التطوعي، لجأت إلى الكثير من الطرق والأفكار لتقليل هذا الجهد وهذا الوقت، إضافة إلى عملي كمبرمج. ويسرني أن اشارك القراء والزملاء الباحثين والكتاب ببعض تجربتي في حلقتين (تحذير: غالباً ما تتحول الحلقتان إلى ثلاثة أو أربعة)، هذه هي الأولى أقدم فيها فكرة صنعتها لنفسي في البداية لتسهيل البحث وفتح المواقع التي اتعامل معها بشكل متكرر، ثم فكرت في تطويرها شكلاً ومضموناً ووضعها على الإنترنت لكي يستفيد منها من يريد من الزملاء الكتاب والصحفيين وكذلك القراء الراغبين في البحث بين الحين والآخر.
وزاد حماسي لإكمال المشروع ما لمسته مؤخراً من انفصام إعلامي شديد ومتزايد بين الطوائف العراقية المختلفة واتساع هوة الثقة والمصداقية بينهم، وعدم وجود مشروع وطني لمجابتهتها ومحاولة وقفها، في الوقت الذي يبدو أن المشروع المعاكس، الهادف إلى توسيعها ، نشيط للغاية، ومصمم على الوصول إلى هدفه في تقسيم العراق.

إنني أضع بين يد القارئ والصحفي أداة تسهل عليه البحث، ولا تقدمه له مجاناُ. وليس فيها شيء جديد تماماً، وإنما استعمال أكثر كفاءة وتحديداُ لما هو موجود.
خلاصة الموضوع هو أنني عندما كنت اكتب مقالاتي، كثرما كنت اتساءل عن موقف جهة معينة من قضية معينة. الإنترنت جهاز ممتاز، لكن من الصعب ان تسأله: ما راي اليسار العالمي بقضية فلان، أو ما هو موقف الحكومة العراقية من قضية كذا. سيعطيك البحث في كوكل أجوبة مختلطة، ربما أكثرها عديمة الأهمية أو بعيدة عن ما تريد، وتغرق أبرة الأجوبة التي تبحث عنها في أكوام من القش غير المفيد وغير المقصود.

لكن في كوكل إمكانيات أخرى، وهي أنك تستطيع أن تطلب منه أن يقوم بالبحث في مواقع محددة بعينها. مواقع تمثل بالنسبة لك رأي تلك الطائفة أو ذلك الإتجاه السياسي. إلا أن تنفيذ ذلك الأمر ليس سهلاً من الناحية العملية، فهو يتطلب منك أن تدخل عناوين تلك المواقع في كل مرة تبحث فيها عن شيء من هذا القبيل، وأن تضع بين أسماء المواقع عبارات مناسبة. وحدوث أي خطأ في ذلك ربما يفشل البحث.
إذن لماذا لا أضع كل مجموعة من تلك المواقع تحت أحد الأزرار، بحيث أنني كلما اردت البحث عن رأي جهة معينة في قضية معينة، أضغط على الزر الخاص بتلك المجموعة بدلاً من زر كوكل المعروض في موقعه فيأتيني بحث مصفى يخص تلك المجموعة؟ هذه كانت الفكرة الأساسية : البحث المتخصص بجهات معينة كل على حدة. وعلى هذا الأساس صممت الصفحة التي اعرضها عليكم هنا. وقد أضفت إلى الفكرة تجميع مواقع بحث مختلفة لتقليل الوقت والجهد. فلو أردنا أن نبحث عن شيء في كوكل فإننا نفتح كوكل أولاً، لكن لو أردنا البحث عن شيء في يوتيوب، فيجب فتح يوتيوب أولاً، فلا يمكن البحث في يوتيوب من خلال كوكل مباشرة. كذلك لو اردنا استخدام كوكل للبحث عن معنى كلمة أو إيجاد مرادف لها، لتطلب الأمر مرحلتين غالباُ، ولو أردنا ترجمة عبارة من لغة لأخرى لتوجب فتح موقع كوكل للترجمة (أو غيره) ثم ترتيب تسلسل الترجمة (من اللغة أ إلى اللغة ب) ثم استخدامه. ألن يكون أسهل وأسرع لو توفر لنا مكان نضع فيه كلمات بحثنا، سواء كان ذلك البحث عن صورة في كوكل أو عبارة معينة أو فلم في يوتيوب؟ هذه كانت الفكرة الإضافية للموضوع.
وعندما تريد البحث عن أمر ما تعلم أنه حدث خلال فترة محددة سابقة، فعليك أن تذهب إلى البحث المتطور لكوكل ، لتخبره بالفترة التي تريد البحث بها، ألا يمكن القيام بذلك مباشرة من الصفحة الأولى التي ندخل فيها المعلومات؟ كذلك إن أردنا البحث عن كل كلمات العبارة أو "أية كلمة" منها أو "العبارة كماهي" وكلها خيارات موجودة في الصفحة المتطورة من البحث لكوكل، لكن من الأسهل أن تكون موجودة مباشرة في نفس الصفحة الاولى التي نفتحها للبحث.... هذه الأفكار كلها أنتجت هذه الصفحة، إضافة إلى تطويرات حدثت لاحقاً، مثل إمكانية عرض أسماء المواقع واختيار بعضها احياناً، فليس من الضروري اننا نريد البحث فيها كلها. وهناك صفحات لا نريد البحث فيها بل فتحها. فمثلاً كنت اتضايق من أن بعض المواقع تشترط أن تدخل مقالتك بنفسك إلى مكان النشر، فإن كان لديك العديد من مثل هذه المواقع تنشر فيها مقالاتك، كان عليك أن تدور في تلك المواقع وتفتحها وتفتح صفحة إدخال المقالة .. وكلها تتطلب وقتاً وبعض البحث الممل المتكرر. هذه أيضاُ يمكن ان تحدث بنقرة واحدة على الزر المناسب.

لكن الذي شجعني أكثر على تطوير الصفحة وتقديمها على الإنترنت للجميع هو الإنفصال المتزايد بين الطوائف العراقية. إنفصال جغرافي متزايد وأنفصال إعلامي متزايد، تم ترتيبه بحيث يقتنع كل جزء بما يرفضه الآخر رفضاً قاطعاً. لكل وسائل أعلامه الخاصة التي لا يقرأ أو يشاهد او يسمع سواها. وسائل صار كل همها جمع الأدلة ، الصحيحة منها والخطأ، لإثبات تفوق جماعتها أخلاقيا وحضاريا ووطنية، على الجهة الأخرى التي يتم عنها جمع كل ما يسيء إليها ونشره. إنفصال وانقسام متزايد لا يمكن التنؤ بنتائجه الخطيرة وقد كتبت أكثر من مقالة حول ضرورة أن يلحق العراقيون أنفسهم ويعيدوا لمجتمعهم لحمته واتصاله، إتصاله ماديا بشكل مباشر، وإعلامياُ حيث تصل نفس الرسالة إلى جميع المكونات، وليس رسائل متناقضة تصل كل منها إلى مجموعة معينة، تسهم في تفتيت المجتمع. وكان آخر ما كتبته عن الموضوع تشبيه للوضع مع حالة خنادق الحرب العالمية الأولى، وضرورة الوصول إلى الثاني والحديث معه.


وإضافة إلى ما ذكرت من فوائد تسهيلية للصفحة المعنية، فأنها يمكن ان تسهم في وقف توسع تلك الهوة، عندما نقدم لكل طرف، طريقة بسيطة لمعرفة موقف الطرف الآخر من قضية معينة. وهذا ما شجعني على إتمام هذا المشروع ودفعه من مستواه الشخصي الفائدة إلى العام وعلى وجه السرعة، وعسى أن يكون مفيداً كما آمل منه في هذا الإتجاه. وبالطبع ليس من المستحيل أن يستفيد منه المغرضون أكثر من الطيبون، وتصبح الأداة، تسهيل للبحث عن أسباب الفرقة والنزاع مما هي محاولة لتفهم الآخر. وهذا يعتمد على تقبل الطيبين من الناس للفكرة واستعدادهم للإستفادة منها.

أخيراً أترككم مع الصفحة معتذراً عن الإطالة، وأرجو أن تنال رضاكم وأن تكون مفيدة لكم، مع تنبيهي أنها ماتزال في مرحلة الطفولة وأن أمامها الكثير من ا لتطوير. وهذه الصفحة نسخة مخصصة تقريباً للعراقيين بكليتها، مع وجود الندية لتكوين نسخ تهتم بالقضايا العربية والعالمية المختلفة . كذلك لا شك أنها تحتوي بعض الثغرات والأخطاء، ربما في اختيار المواقع وإهمال أخرى أهم منها. وفي هذا آمل من المستفيدين من الصفحة تجهيزي بمقتراحاتهم وتنبيهي على الأخطاء والنواقص التي فيها، وصولاً إلى شكلها المتكامل الفعال في خدمة الإعلام الوطني ووحدة المجتمع وتآلفه. ارجو لكم وقتا ممتعاً ومفيداً.

صفحة البحث: http://searchin.org/iraq1

حرب الخنادق الأهلية في العراق / صائب خليل
http://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=56518

Opinions