Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

ميادة تنعي دمشق

في الصباح وعلى غير ماإعتدت وبرغم إني لست من سماعي الغناء لكني ألتقطه إلتقاطا، وعلى وفق القول المأثور ( مكره أخاك لابطل) سمعت لأغنية تؤديها حمامة سورية يسميها أهل الغناء والموسيقى ميادة الحناوي ، هذه هي المرة الأولى منذ سنين طوال إستمعت للأغنية فيها ولم أكن أهتم سوى لفكرة الحب والفراق والألم في لحظة الوداع ،وحين يكون الزمان غير الزمان ،وحين يفارقنا الخلان، ويباعد بيننا وبينهم الحدثان فلانكون سوى مغنين بارعين نبكي ونتهجد ألما وحرقة دون أن يلتفت إلينا من أحد سوى المنبهرين بغنائنا، أو المولعين بالشدو والذين ينظرون للموسيقى كعلاج لأرواحهم المكلومة على الدوام ،ولاتجد الدواء سوى في البكاء والغناء والدموع.

هذه المرة سمعتها في ضحى يوم مختلف يقولون فيه، إن الطائرات والبوارج الأمريكية والغربية تستعد لنصرة المعارضة السورية على النظام ، وتخيلت دمشق القديمة تحترق، وبيوتها العتيقة تتهدم ويسقط منها ركام في بردى العطش ، وكأني بالجنود يهرولون ، وبالناس يهرعون الى أمكنة يبحثون فيها عن أمان لايجدونه حيث يختلط الحابل بالنابل بين حكم وشعب ومعارضة ومجاهدين وصواريخ وأميركان ووافدين من كل البقاع كل يقاتل على ليلاه فلايفلح أبدا، ولاينال إلا الندامة والخسران الكبير ، ويعود ، إن عاد ، يجر الخيبة والمعاناة والفشل ، ويتركون سوريا مدمرة مع مافيها من دمار سابق تهيأ لها خلال سنتين من حرب أناس مع بعضهم تذكروا كل شئ ونسوا سوريا التي تحترق بأيدي أبنائها وكل ينظر الى أخيه كأنه الشيطان والعدو المبين .

اليوم سمعت ميادة الحناوي تغني عن الحب والحبيب لكنني فسرت أغنيتها كأنها تنعى دمشق والشام ،كانت تغني.

كان ياماكان ..الحب مالي بيتنا، ومدفينا الحنان ،جانا الزمان، سرق منا فرحتنا ،والراحة والأمان...بالفعل فقد كانت سوريا مهبط الجمال والروائع في الشعر والأدب والموسيقى والحسن والقدود وكل ماتشتهيه الأنفس من لذة في الطعام والشراب والكلمات والبيئات ،سوريا الجبال الشاهقة والمراتع الهانئة التي لاتنتظر غير الربيع لتبهر به عيون السائحين من كل الأصقاع،وتنتظر معه الصيف أيضا حيث تتفجر كانثى بجمال لاينتهي ولاحدود له ولاقيود يسيح في الأرض يجذب الانفاس فتتصاعد وتكاد أن تنشق بها الصدور غير آبهة بتغير الزمان والإنسان لأنها لاتتغير ولاتتبدل ولاتغادر سحرها الخلاب ..لكن نوائب الدهر بالمرصاد والشيطان في الميعاد حلا بالبلاء والعذاب فشردا الأهل والصحاب وتركا البيوت والحارات والضيعات للخراب لايسكنها سوى الوحش وينعب فيها كل غراب ،ويالها من نهاية فقد إنتخى الجميع للحرب والضرب والقتل والتشريد وتفجرت براكين الطائفية والقومية وتدخل الأجنبي وصارت سوريا ساحة حرب تنتظر تدخلا أجنبيا للإجهاز على مابقي منها بعد أن خربها ودمرها وإنتهكها أبناؤها والأقربون ..

ميادة الحناوي تنعى سوريا، وتبكي دمشق، وتولول على حلب ،وداعا سوريا..

Ham83ada@yahoo.com







 

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
فواطم: قصة عن الهندسة وتمكين المرأة في العراق فواطم: قصة عن الهندسة وتمكين المرأة في العراق بينما تقود سيارتك جنوب العراق نحو مناطق الميناء في البصرة، لن يخطر على بالك بأن المنطقة تعاني من أزمة خطيرة في توافر المياه. تجعل هذه الأزمة شبكة محطات المياه الخاصة بأقضية خور الزبير وسفوان وأم قصر رمزاً للتخفيف من وطأة التغير المناخي ومثالاً للصمود نفاق السعودية في محاربة الإرهاب والتطرف الديني عبدالخالق حسين/ تتظاهر المملكة العربية السعودية وإعلامها الاخطبوطي الواسع الانتشار بعدائها الشديد لـ داعش والقاعدة وحزب الأخوان المسلمين، ولكل التحالف المدني الديمقراطي والتمسك برؤيته الواعدة جاسم الحلفي/ تشير الدلائل، مثلما هو متوقع، الى ان مفاوضات تشكيل الكتلة الاكبر ستأخذ وقتا طويلا، ارتباطا باشتداد الخلافات بين قادة الكتل لا تتركوا الحصان وحيداً! مرح البقاعي/ استتباعاً لمحاولاته في شقّ الصف والإيقاع بين مكونات الشعب السوري الواحد، بمقوماتها كافة، القومية والدينية والعرقية،
Side Adv2 Side Adv1