نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي: الوعي الشعبي في المجتمع العراقي بدأ يتطور بعيداً عن الطائفية ويتصاعد باتجاه المشروع الوطني
12/11/2009شبكة اخبار نركال/NNN/
أكد نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي انه "لا يمكن لاثنين أن يختلفا في أن نتائج غزو العراق 2003 كانت كارثية بكل المقاييس"، موضحا " لقد دفع بلدي كلفة باهظة ما كان من اللازم أو من الضروري أن يدفعها الشعب العراقي لمجرد تغيير النظام الحاكم آنذاك" .
واضاف فخامة النائب، في محاضرة ألقاها، الأربعاء 11-11-2009، في جامعة بلجي باسطنبول، "لقد أزيح النظام عن سدة الحكم لكننا في مقابل ذلك خسرنا الدولة العراقية، والأمن الوطني، والمؤسسة العسكرية، والتماسك الاجتماعي، والهوية الوطنية المشتركة، والسلامة الإقليمية، وأمن الثروات الوطنية، ومكانة العراق الإستراتيجية على المستوى الإقليمي والعربي والدولي"، مضيفاً "لقد دفع العراق ثمن خطأين سياسيين استراتيجيين كبيرين ارتُكِبا إلى جانب الغزو العسكري الأول هو هدم الدولة من أساسها وليس الاكتفاء بإسقاط النظام، وما نتج عن ذلك من تقويض وانهيار التماسك الاجتماعي والثاني هو المضي في الخطأ بمحاولة فرض نموذج للعملية السياسية الديمقراطية غير مناسب وحتى قبل إعادة بناء الدولة كخيمة للديمقراطية وإطارٍ للتماسك الاجتماعي".
وبخصوص العملية السياسية التي أعقبت سقوط النظام أشار نائب رئيس الجمهورية إلى أن "العملية السياسية التي تم اعتمادها منذ اليوم الأول للغزو استهدفت فرض عراق مجزء مفكك، عراق مكوِّنات اجتماعية عِرقية ومذهبية ودينية ولم تستهدف بناء عراق موحدٍ يضم أعراقاً وأدياناً ومذاهباً وثقافات"، مؤكداً أنها " لم توظف التنوع لصالح وحدة العراق وتماسكه بل استخدمت التنوع كأداة لتكريس الفُرقة والانقسام ".
فخامة النائب أوضح أن "العراق خسر الكثير مادياً وبشرياً وضاعت عليه فرص حقيقية وزمن كان بالإمكان أن يُوظف في التنمية والأعمار "، قائلاً " كان ذلك ممكناً لو أن إزاحة النظام السابق لم تقترن بتقويض بنيان الدولة وتفكيك مؤسساتها السيادية وعلى رأسها الجيش والأجهزة الأمنية، وضرب التماسك الاجتماعي من خلال اعتماد عملية سياسية فئوية تتبنى النهج الطائفي وتقسِّم العراقيين إلى مكوِّنات مذهبية وعِرقية ذات أهداف سياسية متباينة " .
وأكد نائب رئيس الجمهورية أن "الوعي الشعبي في المجتمع العراقي بدأ يتطور بعيداً عن الطائفية ويتصاعد باتجاه المشروع الوطني"، مبينا أن "الطائفية في الخطاب والموقف باتت تشكل إحراجا كبيراً لأصحابها"، مشددا في الوقت ذاته على أن "غالبية النخب السياسية بدأت تتبرأ من ذلك"، معربا عن أمله في أن "يتواصل هذا التطور ليحل المشروع الوطني محل المشاريع الطائفية لدى الجمهور".
عن: المركز الصحفي لرئاسة جمهورية العراق.