نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي: نفاذ الصبر الشعبي يضع السياسيين أمام مسؤولية إنهاء الجدل وانجاز مهمة تشكيل الحكومة
29/09/2010شبكة أخبار نركال/NNN/
أكد نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي أن "المشهد السياسي يتطور باتجاه معالجة الإشكالية الراهنة، فنفاد الصبر الشعبي يضع السياسيين أمام مسؤولية إنهاء الجدل وانجاز مهمة تشكيل الحكومة."
وقال فخامته، في حوار أجرته معه صحيفة الزمان، إن "قوى الإرهاب المختلفة صعدت من عملياتها في محاولة لفرض أجنداتها على المشهد الجديد،" مشددا على ضرورة "إنهاء الأزمة السياسية وبلورة مشروع وطني تضامني حقيقي يكبح المشاريع الإرهابية والتخريبية."
وفيما يلي نص الحوار:
الزمان: ما هي رؤيتكم للمشهد السياسي العراقي في ظل تبدل التحالفات؟
فخامة النائب: هناك حراك سياسي نوعي ناتج عن الضغط القوي لعامل الوقت. والمشهد السياسي يتطور باتجاه معالجة الاشكالية الراهنة، فنفاد الصبر الشعبي يضع السياسيين أمام مسؤولية إنهاء الجدل وانجاز مهمة تشكيل الحكومة.
الزمان: ترددت في الآونة الأخيرة أنباء عن استعداد إياد علاوي للتنازل عن رئاسة الحكومة في مقابل تشكيل حكومة برئاسة عادل عبد المهدي؟ وهل يعني هذا عدم تمسك علاوي برئاسة الحكومة للمساهمة في حل الأزمة السياسية في العراق ؟
فخامة النائب: القضية ليست قضية تنازل أو تمسك، بل هي قضية استحقاق وطني يتمثل في هدف مركزي هو تشكيل فريق حكومي منسجم ذو برنامج فعال يعبر بصورة مثلى عن ارادة الناخب العراقي. وما تردد في الاعلام يفتقر إلى الدقة، إذ إن كتلة العراقية لا زالت تعتقد أن حل الأزمة السياسية يكمن في رفع الظلم الذي لحق بها ليحرمها من استحقاقها الانتخابي والدستوري.
الزمان: في ظل المحاولات المستمرة لإجهاض نتيجة الانتخابات العراقية ما هي خططكم للتصدي لسلب إرادة الناخب العراقي باختيار القائمة العراقية لتشكيل الحكومة ؟
فخامة النائب: رؤيتنا في معالجة الموقف تعتمد الحوار والاعتدال والعقلانية للمحافظة على الوئام الوطني كثابت محوري وبوصلة أساسية. وسيكون لنا موقف مناسب بالتأكيد للتعامل مع التطورات.
الزمان: في ظل توافد القوى السياسية العراقية على طهران ما هو الدور الذي تلعبه إيران في تشكيل الحكومة العراقية ؟
فخامة النائب: ايران لاعب أساسي في المنطقة. والكتل السياسية العراقية تدرك دور طهران في المشهد العراقي، ولكنها ليست جميعاً تستجيب للرغبات الإيرانية؛ لذلك لم تستطع ايران تحقيق المزيد.
الزمان: وهل سيؤدي الإنسحاب الأمريكي من العراق إلى ضعف التأثير الأمريكي على العملية السياسية ؟
فخامة النائب: بعد انسحاب الوحدات القتالية الأمريكية فإن الذي ينظم العلاقة مع الجانب الأمريكي اليوم هو (اتفاقية سحب القوات الأجنبية) و(اتفاقية الإطار الاستراتيجي) الموقعتان بين العراق والولايات المتحدة. وقد تقلص التأثير الأمريكي إلى حد كبير عشية توقيع هاتين الاتفاقيتين وهذا ليس أمراً جديداً.
الزمان: وما هي الأسباب التي أدت إلى زيادة وتيرة العنف ومن يقف وراءها؟
فخامة النائب: المشهد السياسي العراقي اليوم يرسم اعادة التشكيل على أساس انتخابات آذار 2010 وانسحاب القوات الأمريكية، وبالتالي فإن قوى الارهاب المختلفة صعدت من عملياتها في محاولة لفرض أجنداتها على المشهد الجديد. وعليه، ينبغي إنهاء الأزمة السياسية وبلورة مشروع وطني تضامني حقيقي يكبح المشاريع الإرهابية والتخريبية.
الزمان: تضاربت أراء المسؤوليين العراقيين حول قدرة القوات العراقية على حفظ الأمن بعد الانسحاب فما هي حقيقة الموقف ؟
فخامة النائب: حفظ الأمن الوطني ليس ملفاً عسكرياً فقط بل هو ملف سياسي واقتصادي وثقافي أيضاً. وينبغي السعي لتحقيق معادلة محلية وإقليمية ودولية تحفظ أمن العراق بمفهومه الشامل. كما إن ادارة الملف الأمني بحاجة إلى مراجعة حقيقية وشاملة، اضافة إلى دراسة وضع القوات المسلحة والاجهزة الامنية ومواصلة تأهيلها بما يتناسب مع حاجة البلاد للاكتفاء ذاتياً في مواجهة التحديات الامنية في الحاضر والمستقبل.
الزمان: وهل تتوقعون اندلاع حرب أهلية أو تقسيم العراق عقب انسحاب تلك القوات ؟
فخامة النائب: أقول بثقة إن العراق لن يقع في براثن الحرب الأهلية كما إن حقائق الوحدة الوطنية التي يجسدها شعبنا بتلاحمه تبدد شبح التقسيم. لكن هذا لا يعفي السياسيين من مسؤولية بلورة إرادة سياسية وطنية متضامنة تحفظ التماسك الاجتماعي وتمضي في مشروع بناء الدولة.
الزمان: بعد نشر أنباء الأتفاق على قيام الحكومة العراقية بدفع مبلغ 400 مليون دولار لعوائل أمريكية تأثرت نفسيا بسبب الغزو العراقي للكويت هل تعتقدون أن تلك الخطوة يمكن أن تسهم في رفع العقوبات عن العراق ؟
فخامة النائب: لو تسنى للعراق استمرار الالتزام الأمريكي بحماية أرصدته من دعاوى التعويضات لما كان هذا الإجراء ضرورياً. كما إن رفع الحصانة الأممية عن الأموال العراقية في نهاية 2010 تطلب إجراء تسوية مالية مع المدعين كخطوة حمائية لتفادي سحب تعويضات ضخمة من أموال (صندوق تنمية العراق). والبعد السياسي لهذا الإجراء يتمثل في فتح باب التسويات للقضايا المتعلقة بخضوع العراق للبند السابع، وتكريس التزام الولايات المتحدة بمساعدة العراق على الخروج من تحت طائلته. وفي كل الأحوال فإن اتفاقية التسوية لن تكون نافذة إلا بعد مصادقة مجلس النواب الجديد عليها.
الزمان: ما تقييمكم للخطة الأمريكية التي طرحت مؤخرا بتقليص صلاحيات رئيس الوزراء ضمن ائتلاف حكومي ؟
فخامة النائب: أعتقد إن ما يجب الحوار حوله هو "توصيف" صلاحيات مؤسسات الحكم وليس "تقليص" أو "توسيع" صلاحيات دستورية لمناصب معينة. وهذا يشمل مؤسسة مجلس الوزراء وغيرها.
الزمان: وما هو تعليقكم على طلب القذافي من الأمم المتحدة إعادة التحقيق في الغزو الأمريكي للعراق ؟
فخامة النائب:: ما نطلبه من أشقائنا العرب هو مساندة العراقيين لبناء مستقبلهم في ظل تحديات تتجاوز امكاناتهم الذاتية.
الزمان: ما تقيمكم للدور العربي ودور جامعة الدول العربية في العراق ؟
فخامة النائب: التحرك العراقي نحو العرب يسير بوتيرة أقوى وأسرع من الانفتاح العربي على العراق. ولا زال أمام أشقائنا العرب فعل الكثير.
الزمان: في النهاية ما هي فرص عقد القمة العربية القادمة في العراق في ظل استمرار تدهور الوضع الأمني ؟
فخامة النائب: الفرصة ما زالت قائمة، وهي مسؤولية مشتركة بين العراق والدول العربية، إذ يمكن لعقد هذه القمة أن يكون قصة نجاح عربية. ونحن حالياً نعمل على تهيئة البيت العراقي سياسياً ولوجستياً لاستقبال القادة العرب. وبانتظار أن تؤدي الدول العربية دورها في إنجاح القمة المرتقبة من خلال الانفتاح الحقيقي على العراق واحترام خيارات العراقيين وحقهم في بلورة وإنضاج تجربتهم.
المركز الصحفي لرئاسة جمهورية العراق.