نادي الكتاب يحتفي برواية مواسم الاسطرلاب لعلي لفتة سعيد
في أمسية أقامها نادي الكتاب في كربلاء احتفاءً بصدور الطبعة الثانية من رواية (مواسم الاسطرلاب) للروائي والقاص علي لفتة سعيد التي استمرت لأكثر من ثلاث ساعات شهدت العديد من المداخلات النقدية التي أكدت على ان هناك روايات مقموعة لم يتمكن كتابها من إصدارها في حينها او لم تكتب إلا بعد ان تم التغيير في عام 2003
في هذه الامسية التي قدمها القاص أحمد الجنديل قال ان رواية ( مواسم الاسطراب ) للقاص والروائي علي لفتة سعيد تعد نموذجا للرواية العراقية الحديثة على صعيد البناء والرؤية ، فقد امتازت بهيمنة الخيال القائم على الصورة البلاغية من خلال منظومته اللغوية الرشيقة ، وعلى صعيد المضمون والرؤية الى الاحداث التي تضمنتها الرواية من خلال الوحدة التكنيكية التي قامت عليها.. موضحا ان أحداث الرواية حركت بانسيابية عالية ، واستطاعت أن تدمج المعقول باللامعقول في اطار لغوي وفني نادرا ما نراه عند الروائيين العراقيين والعرب، والروائي اختار الطريق الأصعب في كتابة الرواية من حيث تشظي الحدث داخل جسد النص ، أو من حيث توظيف عنصر الوصف والحوار وخلق الصورة البلاغية ، وخرج منها برواية تستحق الاهتمام والتقدير
وقرأ سعيد ورقة عن زمن كتاب الرواية والمراحل التي مروا بها بقوله. لم يكن ما مررنا به شيئا عابثا او عابرا.. كان الجميع في حالة استيقاظ مخدر والشخير يتصاعد من الاستكانة لأصوات الحروب والحصار وللوضع العام والهتافات التي تصنع مجدا له حد الرصاص والموت ..الوقت كان يتجه من السواد الى السواد وكانت الجدران لا تستقبل ظلالنا برغم ان الارصفة تمنحنا هدوء الانتظارات والشوارع تتسكع في دواخلنا.. وأضاف ان هذه الرواية انبثقت فكرتها من تكرار الحروب لنبني مجدا ليس لنا في جنح بعوضة لتبدأ رحلة مضنية في اجابة على سؤال ( من يصنع الدكتاتور ) لأجد نفسي امام معضلة ان الكتابة المباشرة تعني الموت المحتم فكان الذهاب الى حكاية شعبية معروفة ( ابو مراية ) لأمازج ما بين هذه الحكاية الشعبية وما بين الواقع الذي نعيشه ليستمر زمن الكتابة تسع سنوات لان الاجابة على السؤال تشبه الدخول الى منجم ولا تدرك ما يصادفك من خوف ورعب وهواجس ولان الكثير من الاصدقاء نصحوني بعدم نشرها إلا اني قدمتها ثلاث مرات الاولى الى وزارة الثقافة لمشروع الرواية الذي أقامته الوزارة وأعيدت لي بتوصية عدم اخراجها من قبل الشاعر حميد سعيد والثانية قدمتها الى لجنة التعضيد في الوزارة ذاتها للحصول على موافقة طبعها على حسابي الخاص وكان خبيرها الناقد حسب الله يحيى الذي اعتذر عن نشرها وبعهد سقوط النظام كتب مقالا نشرته جريدة المدى وقال فيه ان الرواية صائتة متسائلا ان كان علي لفتة سعيد مستعدا لدفع حياته ثمنا لعمل روائي وانتظرت ان التقي سعيد لاعتذر منه فاحترم خوفي وخجلي لان الرواية تتجاسر على الطغيان لتكون كلمة الناقد حسب الله تظهيرا للطبعة الاولى التي صدرت عام 2004
وقدم الناقد والقاص جاسم عاصي مداخلة نقدية اكد فيها انه كان شاهدا على كتابة الرواية في زمن النظام السابق أنه لاشك ان علي لفته سعيد كان يمتلك شجاعة كبيرة وهذه الشجاعة ليست في الكتابة ، فكلنا كتبنا عن الدكتاتور ولنا اجتهاداتنا في كتابة النص الذي نريد لكن الشجاعة انه استطاع رغم تحذيري له بأنه ربما تقع عند خبير تقليدي بحيث يفضحك امام الرقيب الفكري كما نعلم بان في الشؤون الثقافية والصحف هناك رقيب فكري ، فالشجاعة تكمن بانه قدمها الى دائرة الشؤون الثقافية التي هي تابعة لوزارة الثقافة وهي لها شبكة من المتخصصين والخبراء جلهم يتعارضون مع الحداثة لكن الصدفة التي خدمت علي لفته سعيد ان الخبير كان حسب الله يحيى الذي ينتقد اي نظام مهما كان عادلاً ففيه هاجس ان يبقى مخالفاً للأنظمة فقرأها واعتذر عن تقييمها لأنها قد تورطه مع الحاكم منوها الى ان الروائي عالج وبأسلوب تغريب الواقع والوقائع بما يتيح له التعبير بسعة أكثر دون الوقوع في المواجهة المباشرة عبر لغة اراد لها ان تكون انشائية تقترب من روح الشعرية حيث ترك انثيالاته مسيطرة في الكثير من المشاهد.