Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

نحـن الكـلـدان أصـيلة مشاعـرنا في الماضي والآن وفي القادم من الأزمان

أتـذكــّر إجـتماعاً للهـيئة التـدريسية في ثانوية القادسيّـتين / بغـداد عام 1979 بحـثـنا خـلاله قـضية طالب من الإتحاد الوطـني البعـثي كان يستحـق الفـصل من المدرسة وفـقاً لقانون المدارس الثانوية بسبـب تجاوزه عـلى مـدرّس داخـل الصف ، وكـنا نعـلم أنّ الطالب سـوف لن يُـفـصَل لأنه قـويّ الظهر مُسـلـّح الموقع . إبتـدأ المدير في شرح تفاصيل الحادث ثم قال : نحـن تربَـويّـون وعـلينا إحـتـضان الطالب كي لا يتسـكـّع في الشوارع ! فـما رأيكـم إخـواني المدرسين ؟ فـعَـمَّ السـكـوت بـينـنا . فـقال المـدير بقـهـقـهة مصـطـنعة : إنّ سـكـوتـكـم دليل عـلى رضاكـم أليس كـذلك ؟ فـكان السكوت أيضاً ، وهـنا أعـقـبْـتُ عـلى كـلامه وقـلتُ له : ليس السكـوت دليلاً عـلى الرضى دائماً وإنما قـد يكـون مؤشـراً عـلى التـذمّـر أيضاً ، فـقال : ماذا تقـصـد ؟ قـلتُ : أقـصد الذي قـلـتــُه ، وفي الخـتام لم يُـفـصل الطالب .
لقـد كان أكـثر العـراقـيّـين منـتـمين بالقـسائم إلى الحـكـومة السابقة الغاشمة ، لماذا ؟ لأنّ حـياتـَهم كانـت أسـيرة بـيـد الذئب الوحـشيٌّ حاكـمها ، فـما الذي كانوا سـيقـطـفـونه وهُـم عُـزّل لو صارعـوا نموراً في الغابة لا رحـمة في أنيابها ؟ أو إذا نطحـوا صخـوراً حادة حـوافــَّها ؟ .
– كان من بـين المرتبطين بـدوائر العـراق السابق عـدداً من المستقـلين قـليلين طيلة خـمس وثـلاثـين سنة ـــ ولكـن الذي جـعـل غالبـية شعـبنا لابل جـميعـهم يكـتبون بخـط أيـديهم العـبارة الكاذبة ( سائـر في خـط الحـزب والثـورة ) ! حـينما كان يُـطـلـَب مِنهم مراراً الإفـصاح عـن موقـفِهم ، هـو خـوفـهم عـلى حـياتهم ممّن يُحارب رغـيف خـبزهم ويُـهـدَّد مصير أسَـرهم بقـطع شـريان الدم عـن أكـبادهم ، فـيضـطر الجـسـد الضعـيف (ﭼـفـيان شـر) إلى الرضوخ دون قـيـد أو شرط والقـبول بما يُـملى ويُـفـرض عـليهم ، إسعافاً لحـياة أبنائـهم وأحـفادهم . وهـكـذا كانـت نـتائج خـزعـبلات الإنـتخابات والإستـفـتاءات في كـل مرة تـتـجاوز الـ 100% لصالح القائـد الضرورة والضرورات . وعـليه فإن تلك النـتائج لم تـكن هي ولا أمثالـُها اللاحـقات مؤشـِّـراً عـلى صدق الميول وحـرية الإخـتيارات وإنما تـدلّ عـلى كـوابـيس خـلف الكـواليس ورفـض مكـْـتوم في دواخـل النفـوس . نعـم ، نعـلم أنْ ليس بالخـبز وحـده يحيا الإنسان ، ولكـن الخـبزَ هـو أحـدُ مقـوّمات إستمرار الحـياة ، تلك كانـت بعـضاً مِن أسباب نـتائج كـثير من الإنـتخابات .
ومع التحـفــّظ عـلى الفـقـرة التالية : } قـرأتُ كـتابة عـلى واجهة مجـلة الصياد اللبنانية في أحـد أعـدادها في سـنة من سبعـينات من القـرن الماضي العـبارة : إذا كانـت البطن جائعة فـهي لا تعـرف معـنى الوطنية ، كـما سمعـتُ خـطاباً لأنور السادات وهـو يقـول : حـينما يـُحاصَر الإنسان فـقـد يضـطـرُّ – ليس فـقـط إلى تغـيـير خـطـطه وإنما – إلى تغـيـير مبادئه أيضاً { ، أقـول : إنّ لضرورات الحـياة أحـكام .
لـقـد كـتبَ أدباؤنا الكـلـدان قـبل أيام وأيام من الزمان ، مقالات بليغة ومحاضرات قـيّمة إستـنـهـضَتْ الأحاسيس والوجـدان ، وألهـبَتْ مشاعـر الأهـل وأُفـحَـمتْ الخـلان بالمنطـق بالكـيل بالميزان ، لا مِن أجـل التباكي عـلى أصوات مغـلوبيّ الأمـر أو إنـتـقاد الجـيران ، بل لكي تـضع نصبَ العَـينـَين أموراً كـثيرة في الحـسبان ، فالـدهـْـر يوم ويومان .
فـنحـن في الألفـيّة الثالثة الغـزيرة بالمستجَـدات ( التكـنولوجـية والفـلسفات ) نعـرف أنّ نــُظــُماً وأفـكاراً وقِـيَماً ومفاهـيمَ وممارسات ، طرأتْ وصارت واقـعاً ملموساً في حـياتـنا اليومية بالذات ، وستـشـهـد الساحة العالمية تغـيُّـرات ومتغـيِّرات ونحـن العـنصر البشريّ الواعي والمتـفـهّـم نـدرك أنّ عـلينا مُـواكـبة العـصر بروح متـفـَـتــّحة ، نقــُرّ بما لـَـنا وما عـلينا والشراكة في الحـياة هاجـسـنا عـلامة للتآخي والسلام في داخـلنا ، وديمومة للأواصر الإنسانية التي تربطـنا . وهـذا لا يمنعـنا مِن بناء دار تــُقـيم فـيه أسرتـنا مجاورة ليس فـقـط لأخـينا بل لهـذا إبن عـّـمّنا وذاك جارنا ، وتلك خالتـنا وكل معارفـنا ، أليست الأرضُ أرضَ الله واسعة لجـميعـنا ؟
فـنحـن الكـلـدان شريحة عـريقة في الجـسم البشريّ جـسمنا ، نمتـدّ في أعـماق الدهـور وإلى الحاضر مِن أيامنا ، شـعـورنا كيانـنا ، واقـعـنا إسمنا ، تأريخـنا تراثـنا ، أرضنا آباؤنا ، واليوم ريشـتـنا تكـتب أحاسيسَـنا ، وترسم أفـكارنا صُـوَراً تــُـنشـَر أمام الملأ حـولـنا ، وتـبعـث بإشعاعاتـنا نوراً يضيء غـياهـب الظـلمة عـنـد مَن لا يعـرفـنا ولكـن ( وكما ذكـرتُ في مناسبة سابقة ) ليس بناءَ برج بابل ثانية في ذهـنـنا ، ولا التخـطيط لسبْي بابليّ آخـر هـدفـنا ، وإنما الإعـتـزاز بـوجـودنا غايتـنا ، والحـفاظ عـلى (مَن نحـن) وردة ، زنبقة أو أقـحـواناً يـضيف عـطراً إلى أجـوائـنا وزينة في حـديقة الأقـوام البشرية بـينـنا .
أيها الخـلان : مَن نحـن ومَن أنـتم ؟ إنـكم تسكـنون في داخـل قـلوبنا وليس جـمْعُ الأعـداد وطرحُها أسـلوبَـنا ، فـهل لـديكـم عـنـد حافة ضميركم مكان لنا ، كي نصبح مُستــَوحِـدين وَحـدَويّـين موَحِّـدين فـتقـبلونـنا ؟ إنـنا في هـذا كـلامِنا ، لسنا نستجـدي أحـداً بل إنه رجاؤنا ، ولن نطأطئ رأسَـنا بل إنه شموخـُـنا ، ولا نشعـر بالهَـوان أو التعالي بل كـلنا قـوة لجـميعـنا ، ولنـتــّعِـظ مِن أقـوال مسيحِـنا : مَن ينكـر إسمي أمام هـؤلاء مِن أبنائـنا ، سأنكـر وجـوده أمام الآب في سمائـنا ، وهـكـذا نحـن لنا مبـدؤنا كما قاله ربّـنا ، في السماء كـنا أم عـلى سطوح أرضـنا ، فإن كان هـذا خــَيار مَن نحـبّـهم ، سنـترك لهـم خـَيارَهـم ونملك الحـرية في التعـبـير عـن آرائـنا ، ويـبقى الكـلـدان راية خـفاقة تـَرفـعُ إسـمَـنا ، في العـراق ، عَـبر البحار والأجـواء أو أينما حَـلّ جـسُمنا وروحُـنا .
البعـض لم يَـطــّـلع عـلى البليغ من العـبارات وَهُـمْ يحـتـلون المقاعـد الأمامية في القـيادات ، ولم يُـتيحـوا لأنفـسهم فـرصة التعـرف عـلى معاني كـثير من المصطلحات ، ولشـدّة مشاعـرهم القـومية الذائبة بالولاء لأصحاب السيادات ، باتوا لا يميّـزون بـين المـذاهـب والقـوميات ، والأنـكى مِن ذلك ينغـلقـون عـلى أنفـسهم ولا ينـوَوْنَ تـَعـَـلـُّم بضعة كـلمات . فـقـد كـتبتُ يوماً إلى رفـيق يـطـفو بجـسمه عـلى سطح البحـيرات بنجّادة القـناني الفارغات ، وإسمه ( جـميل ) بلـُغـتِـنا وقـلتُ له بالعـربـية العامّية والفـصحى هـذه الفـقـرات :
1 ـ إرجَـعْ شْـوَيّـا لِـوَرا ، و شوف بكـتاب الـ حُـضـْرا ، اللي يقــْرو بكـلّ الكنائس المشرقـية وكـنيستـكْ الموقـرة ، صفـحة 364 النشيـد التاسعْ مالْ يوم الجـمعة لـْـعَـصرْ ، اللي مْألــّـفـيه بالقـرن الرابع الميلادي يَعـْـني سنة 300 + شْوَيّا ، وْ أقـرأ - قالا دْ تـشْـعا دْ رَمْشا د عـْـروتا ـ البـيتْ الأوّل يـﮔـولْ : هالينْ كُـلـْهـينْ ﮔــْـدَشْـلــَنْ وْلا طــْعـيلــَنْ ...... وْ البـيتْ التاسع يـﮔول : إيرَمرْمَخْ مارْ مَـلـْكا.... تــْهَـرْ كـَـلــْـذاييه كـَـذ قــَـيْمينْ .... ( إنــْبَهَـرَ الكـلـدانيّون حـين قاموا.... ) . وصاحـبنا لم يسأل أسياده مَن هم هـؤلاء الـكـلـدانيّـون ؟ ولم يسأل نفـسَه لماذا ذ ُكِـر إسم الكـلـدان ولم يُـذكـَر غـيره ؟ هـذا في القـرن الرابع الميلادي حـيث لا سولاقا ولا كاثوليك ولا البابا أوجـين أو غـيره ، بل كـنيسة المشرق ومؤمنيها الـذين إنبـهـروا مِن قـسوة منـظر شـُهـَداء المسيح يومذاك !.
ملاحـظة : أطـلب بشُكـر وإمتـنان مِمَّـن له تـفـسير لهـذا الـنـَص ويلغي إسم الشعـب الكـلـداني كـأمّة في التأريخ وكـمؤمنين في كـنيسة المشرق العـظيمة أنْ يأتـنا به ولا يـبـخـل عـلينا .
2 ـ الخـتم الشخـصي لـ مار شـمعـون النـسطوري (( مْـحـيلا شمعـون ﭘـَـطــْرَك دْ كـَـلـْـدايـيه )) ! تــُرى هـل كان الـﭘـَـطــْرَك مار شمعـون مزدوج المـذهـب يجـمع بـين المذهـب الكـلـدانيّ - حـسب تـفـسير البعـض - مع مذهـبه النسطوري الحـقـيقي في آن واحـد ؟ وليسأل كل قارئ نفـسه : لأية جـماعة من المؤمنين كان شـمعـون بطريركاً ؟ ولا تـنسوا أنّ الخـتم يتـضـمّن كـلمة ( كـَـلـْـدايـيه ) وهي إشارة إلى جـمع لشـَعـب ، وليس ( كـلـدايا ) للمفـرد المادّي أو المعـنوي ، وهـل نحـتاج إلى جـهـد ذهـني لفـهـمها وتحـليلها ؟ إنها كـلمات بسيطة سَـلِسة يسهـل إدراكـها . فـلـَو كانـت معادلة كـيمياوية كـنا نوازن طرفــّيها ، أم معادلة جـبريّة من الدرجة الثانية نوجـد جـذرَيها .
3 ـ نــُشِر مقال في مَجَـلـة / SYDNEY Assyrian Academic Society- 1992 كـتـبَه البروفـيسور عـبـيـد أسـتاذ الشرقـيات بجامعة سدني ، يَـذكـُرُ فـيه قائـمة بأسماء مطارنة ، أحـدهم إسمه ﮔـورﮔـيس كان قـد أ ُرسِل سنة 1490 م إلى النساطرة الكـلـدان ! أليست تلك السنة قـبل سولاقا ؟ فـمَن كان أولـئـك الكـلـدان ؟ لا ، و ﭼـْماله نساطـرة ! .
4 ـ مِن هـذا الرابـط : http://www.st-adday.com/HTML/Chaldean Church/Relationship with The Holy See.htm
أقـتـطـعُ مقـطعاً للإطــّلاع : (( في سنة 1445 عـندما إقـتـنع المطران المشرقي في قـبرص بإنحراف التعاليم النسطورية أرسل صورة إيمانه إلى البابا مطلقا عـلى نفـسه لقـب مطران الكـلدان . وقـد أجابه البابا بكـتاب يمنع فـيه إطلاق لقـب نساطرة عـلى كلدان قـبرص... فـكانت تلك هي المرة الأولى التي يطلق فـيها لقـب الكـلدان عـلى مسيحـيي كـنيسة المشرق المتحـدين بالكـرسي الرسولي )) . إذاً فـنساطـرة قـبرص و مسيحـيي كـنيسة المشرق كان إسمهـم كـلـداناً قـبل الإرتباط بالفاتيكان .
5 ـ ثم ما رأيكـم بـمبـدأ : الأسـبقـية لِـمَن كان في الساحة منـذ عام 625 ق . م . وبقي في الصورة إلى سـنة 539 ق . م . حـين تـنحّى عـن الساحة ولكـن إسمه بقي متلألئاً متميّـزاً ؟
لكـن الرفـيق الموقـر جـميل لم يُـجــِبْ عـلى تساؤلاتي ، ربما تـرفــّعاً منه فلا يليق به النـزول إلى مستوى بساطة أسـئـلتي ، أو تهَـرّباً فـتجـنــّب المنازلة بالكلام المنطـقيّ في ساحـتي ، دام هـو وللجـميع تحـيّـتي ، ونحـن الكـلـدانيّـون معـكم يا إخـوتي .
Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
مغاوير الداخلية تحرر الدبلوماسيين الروس الاربعة راديو دجلة/اعلن الناطق العسكري للقيادة العامة للقوات المشتركة العميد قاسم الموسوي عن تحرير الدبلوماسيين الروس دوي انفجار في البصرة التي يزورها الصدر البصرة، بغداد: قال شهود عيان إن دوي انفجار ضخم سمع اليوم بالقرب من مزار شيعي في مدينة البصرة جنوب العراق. ولم يتضح على الفور سبب الانفجار الذي يأتي فيما تشهد البلاد اعمال عنف طائفية، رسالة مفتوحة الى رئيس أساقفة كركوك بتاريخ 2 /23 /2008 نشر موقع عينكاوة خبراً حول تشكيل مجلس لمسيحيي كركوك بمبادرة من سيادتكم الموقرة، وبعد الاطلاع على ما جاء في بيان تأسيسه من قبل لجنة الاعلام في المجلس، يتبين من تعريف المجلس كونه صيغة كنسية وذو طبيعة شمولية، وخاصة عند قراءتنا للكنائس الخ محامو الموصل يعتصمون احتجاجا على اعتقال عدد من زملائهم شبكة أخبار نركال/NNN/الموصل/ نظم محامو الموصل اعتصاما في قاعة استئناف نينوى احتجاجا على اعتقال عدد من
Side Adv2 Side Adv1