نداء الى كل السياسيّين .. عسى ولعل ّ !
21/ 10 / 2009بداية سلام الله عليكم أينما كنتم .. وبارك الله فيكم بما قدمتم .. ووفقكم فيما نويتم .. أن كان خيرا ًوبناء ً .. وأعمارا ً..
من فيكم لايعلم بحال العراق ؟ من فيكم لايحس بمعاناة شعب العراق ؟ من فيكم لايرى أين وصل
حال العراق ! أم أنكم لاتعلمون !! أو لاتحسّون ولا ترون ؟؟
خراب دمار أنعدام أمن وأمان .. أنعدام خدمات أرامل وأيتام ومعوقين نهب سلب وأنتشار ثقافة التخلّفّ والكراهية وأنعدام الحسّ الوطني .. وحدّث ولا حرج ؟؟
حين يصرح مسؤول كبير بأن البنى التحتية تحتاج الى مبالغ تفوق أمكانيات الدولة !!
أذن لماذا تفرّجتم وأعطيتم المجال لأن يصل الخراب والدمار الى هذه الدرجة ؟؟
ومن هو سبب الدمار أساسا ؟ أليست الأنتقامات والتصفيات وأختلاف الأجندات والأحقاد ..
والثأرات والتنافس على الكراسي والأمتيازات ؟! هي السبب في كل هذا ؟
مليشيات تابعه لكم وحمايات وحراس شخصيون وحملة سلاح لاينقادون لعرف أو قانون !
وبامتيازات ومميزات كانوا لايرونها حتى في احلامهم ! لأنهم من حزب فلان وطائفة فلان وجهة فلان وعلان .. وكل منهم ( يللا نفسي كما نقول بالعامية ) !!
وان لم يكن مايريدون وما يتماشى مع المصالح والمنافع والحصص والمحاصصات والتبعيات والعشائريات .. فسيكون الحال علي وعلى أعدائي !!
هل منكم من تنازل ولو قليلا عن أمتيازاته ؟ هل منكم من يقبل بنصف راتبه ؟ والله أعلم ماهي أرصدة البعض ؟ أو أين وصلت أستثمارات البعض ؟ طالما أن ليس هناك محاسبة أو قانون من أين لك هذا ياهذا ؟
لمرة واحدة راجعوا أنفسكم .. لمرة واحدة صارحوا أنفسكم قبل أن تصارحوا الغير وليس عيباً أن تنتقدوا أنفسكم وتراجعوها .. ماذا فعلتم وماذا قدمتم ؟؟ الجواب لاشيء !
التصريحات شيء وأرض الواقع شيء آخر , الأقوال دائما سهلة ولكن الأفعال هي المطلوبة , وليس عيباً أو انتقاصا ً لمن لايجد في نفسه القدرة على تحمل المسؤولية أو الأدارة أن ينسحب ويترك المجال لغيره .. للعمل وبكل روح رياضية وديمقراطية طالما كان الهدف خدمة البلد وخدمة المواطنين للسير في ركب العالم المتطور والمتحضر ؟
جربتم وخضتم التجربة .. لماذا لاتدعوا غيركم يأخذ فرصته ثم اليس الكل ينادي بالديمقراطية هذه هي اذن الديمقراطية وهذا هو الاعتراف بالآخر .. أم ان لكم ديمقراطية أخرى غير التي نعرفها ويعرفها الكل !!!
التغيير مطلوب وفي كل النواحي والمجالات خاصة وأن حال البلد .. وأي حال باقي للبلد ؟؟
خاصة وأن حال البلد قد أصبح خراب على خراب !! فعسى ولعل هناك من يستطيع التغيير وأن يرسو بالبلد على بر؟
وبالمناسبة خدمة الوطن ليست ألا أن نكون قياديين أو أمناء أحزاب أو برلمانيين ! لا أبدا ً..
فالكل بستطيع أن يخدم صغير وكبير حزبي ومستقل ديني وعلماني وكل من موقعه وحسب مسؤوليته .. وهكذا .
هل فكرتم في الجيل الصاعد ؟ الجيل الذي يعايش هذه الأوضاع كيف سيواجه الحياة وكيف سيقود ويبني ويعمر ويخدم ؟ هل تسائلتم أو سألتم انفسكم في هذه القضية المهمة والخطيرة والتي عليها يتوقف مستقبل العراق ككل ؟؟
ضمن كل ما حدث ويحدث من فساد ونهب وسلب وتفجيرات وأعتداءات وأختطافات .. كم مذنباً قدم للمحاكمة ؟ كم أرهابيا ً أو مشاركا ً في الأرهاب وبكل أشكاله قدم للمسائلة .. أوالمحاسبة ؟ والفساد المستشري في كل مرافق الدولة .. كم موظف أو مدير عام أو مسؤول
حوسب بالقانون .. لاأحد ثم لاأحد !!
والمحسوبية والمنسوبية كارثة أخرى حيث فلان أبن فلان وفلان نسيب فلان وفلان من الحزب الفلاني والطائفة الفلانية والجهة الفلانية وهلم جرا ...
والتجاوزات الكثيرة على مواد الدستور للتستر على فلان وحماية فلان الذين لايطبق عليهم القانون أو هم أعلى من القانون لابل هم القانون نفسه أذا صح التعبير !!
تحالفوا .. تحالفوا ولاتتخالفوا طالما أن الهدف واحد ألا وهو خدمة الوطن والمواطن والرقي بالبلد نحو الأفضل .. كم يحز في النفس أن يكون هذا حال العراق ؟! والمواطن العراقي !
كيف ستحل آلاف المشاكل ؟ مخلفات الأرهاب الأرامل والايتام .. أين الرعاية الأجتماعية أين حقوق المرأة ؟ أين حقوق الخريجين والعاطلين عن العمل ؟؟ أين وصل مستوى التعليم صفرا ً ان لم يكن تحت الصفر !!
في بلد الخيرات والثروات تموت الآمال والامنيات .. في بلد الحضارات أصبح التخلف في
كل المجالات ولو أستعرضنا كل الحالات والنتائج المشاكل في العراق للزمنا لذلك مئات من الصفحات !!
أين التجربة .. وأين العبرة ؟ تحاوروا .. تفاهموا طالما أن همكم هو العراق ؟
تناقشوا وتآلفوا ولابد من نتيجة بل نتائج لتنقذوا ماتبقى وقبل فوات الاوان !
وليكن القانون هو القانون وفوق الكل ودون استثناء .. لنحس فعلا أن هناك دولة ومسؤولين ومتابعين ومحاسبين .. ولتكن المتابعة والمحاسبة والمراقبة للمهمل والمقصر والمرتشي ..
والمخالف والمعتدي .. وليكن هناك تطوير وتحسين للخدمات والرعاية وفي كل القطاعات والمجالات .. ليحس الكل بالتغيير والتطوير نحو الافضل والاحسن ولنقول فعلا أن هناك عدالة وأنصاف ليأخذ كل ذي حق حقه في ظل الديمقراطية المنشودة مع تمنياتي بالتوفيق .
غسان حبيب الصفار
21/ 10 / 2009 / تركيا