نداءٌ عاجل أنقذوا نصب الحرية..أنقذوا الراية
هاشم عبود الموسوي(*)أيها الشرفاء من العراقيين.. أيها الأحرار في كل العالم .. أيها المثقفون العراقيون.. أيها العلماء.. أيها المهندسون، أيها المخلصون لوطنهم من المسؤولين في كل الهيئات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية.. أناديكم وأتوسل إليكم.. أنقذوا الراية التي تحملونها في ساحة المعركة.. أنقذوا نصب الحرية في بغداد.. فهو آخر ما تبقّى لكم إن كنتم تحبون بغداد. بغداد التي نزعت خمارها، واستباح كبريائها أقذر من في الأرض.
نصب الحرية أهم من المنطقة الخضراء، وأقدس من قُدس الأقداس.. أنقذوا سيدة مدن العالم، أبقوا رمزها حياً.. إذا سقطت الراية من أيدينا، فكلنا خاسرون.
يا أيها الشعراء.. يا من تغنيتم بأمجاد بغداد.. أشهروا أصواتكم هذه المرة.. من أجل رمز وجودكم.. برأوا ذمتكم.. مدن العالم تناديكم.. رموز المدن العريقة تناديكم، وتستصرخ ضمائركم...
برج إيفل في باريس، ونافورة جنيف، وأكروبولس أثينا، وجامعة موسكو، وتمثال الحرية في نيويورك، وساعة بيج بين في لندن، وكنيسة الذكرى في برلين... كلها تناديكم، أن أبقوا على رمز تراثكم، وعصارة حضارتكم.
نصب الحرية في بغداد، هو النخلة المُسمّرة في مدينتنا، وهو بوابة عشتار، وهو مسلة حمورابي، وهو جدارية انتصارات أور وبابل وأشور، وهو الميديّة الجبلية تلبس حلتها الجميلة، لتعلن انتمائها... هو البوصلة، وهو القبلة التي نتوجه إليها عندما نعود من كل المنافي ومدن الضياع، حالمين أن تكون صلاتنا الأولى في ساحة التحرير، وأمام محراب بغداد... عند أقدام نصب الحرية.
اللهم اشهد أني قد بلّغت.