نرفض أقوالهم و ننبذ أفعالهم ففيها شر البلية. حاشا ان تكون فضل من ربّي

أن يتشفى المرء بمصائب أهله فتلك دلالة ليس لنا أن نقول فيها سوى ما يقال في مثل هكذا مناسبات ومواقف، فهي سمة الذين في قلبهم وضميرهم ووجدانهم وعقلهم خلل, شفاهم الله,ويظل هؤلاء إستثناء في كل زمان ومكان كما جرى العرف في كل اصقاع الدنيا،ولكن ان تظهر علامات الاصابة بمثل هكذا آفة على من كنا نحني لهم رؤوسنا اكراما واحتراما لتاريخهم السياسي والفكري، فتلك لعمري مصيبة المصائب،كون انتشار عدوى الاصابة بمثل هكذا مرض خطيرلاشك قابلة للانتشار بين افراد من اهلنا البسطاء الذين إعتادوا على الاخذ بالاقوال المعسولة دون غربلتها واختيار الصالح لطيبتهم التي تربوا عليها,ويتراصف الى جانب هؤلاء بشكل يثير الدهشة دعاة جدد إتخذوا من تصريح العمل القومي(كافة مسمياته ) شهادة حسن سلوك للتوظيف في مكاتب وجمعيات تديرها وتمولّها جهات سياسية يكفي أنها تخالفنا في العقيدة الدينية والقومية وحتى الوطنية.

من ضمن الذين نعنيهم هنا في حديثنا ،هم الذوات الذين كنا نحسبهم على اليسار الذي تنازل عن ديكتاتورية البروليتاريا وتبنى الفكرالديمقراطي العلماني الحر بوصفه نهجا انسانيا يتسق وطموحات الأنسان المشروعة, وبناء على طروحاتهم وادعاءاتهم تلك, حاولنا بإخلاص ان نمد لهم أيدينافي محاولة صادقة لبناء وطن معافى من أمراض التخندق الديني الطائفي والقومي العنصري, إلا اننا مع شديد الأسف إكتشفنا أن أولئك الموقرون يحاولون خداعنا بالقبول بمشروعات لا تنسجم وفلسفة اليسارالعلماني وواقع حال اهلنا اليوم في الوطن المطعون من جميع الجهات،حتى بدت الامور للمراقب المحايد وكأن هؤلاء المبجلين لا يهمهم من امور اهلنا سوى اعتلاء المنصات العالية بغية ظهور اسماءهم وصورهم الملوّنة في وسائل الاعلام.

ولنا في جماعة المنبر(الديمقراطي)الكلداني وممارساتهم المثال الاوضح و ليس الأوحد الذي يؤيد كلامنا ،فقد دخلت الجماعة ولا بأس, الساحة السياسية لكن بدعوى القومية بشكل انفعالي يثير الانتباه والريبة والشك في صدق نواياها الوحدوية،لا بل هناك الكثير من الاشارات التي تدلل على ان مشروع الجماعة أخذ هيئة شركة تساهمية بين مجموعة تبتغي الاثراء السريع والتشفي بوضع أهلهم من خلال استغلال فرصة سنحت لهم وربما لن تتكرر مستقبلا،ولا نظننا نغالي اذا قلنا فيهم ما يقول المثل الشائع:صمت دهرا ونطق كفرا ليتقدمهم منتفضا من بين ركام العنصرية العمياء والطائفية المذهبية القاتلة، بعض من يناظر في اللغة و التاريخ والجغرافية البشرية محاولا خلط الامور في مسعى يائس لجعل الجماهير في حيرة من أمرها أزاء هذا التقلّب والتذبذب.
طلعت علينا الجماعة بدايةً ً بشعارات وحدوية براقة،ورغم تلحّف تلك الشعارات بالنغمة القومية القاصرة التي اعترضنا عليها ليس من باب مفاضلة تسمية على أخرى انما تحرصا على ما قد تتركه مثل هكذا شعارات من رد فعل سلبي على من نحرص على كسب اصواتهم خدمة للمشروع القومي الوحدوي المنسجم ومجمل المشروع الوطني العراقي،الا ان الجماعة طلبت منا التريث في اطلاق الاحكام واستباق النتائج التي كنا نتلمسها سلفا.

كنا دائما وما زلنا نشدد على ضرورة قيام كل جهد قومي خارج جدران مؤسسة الكنيسة وبعيدا عن الوصاية التي تعوّد رجالاتها فرضها على ضمير الانسان المؤمن بحسب قول الكتاب:اسمعوا كلماتهم لا تفعلوا افعالهم.ولكننا ورضوخا وإكراما لرغبة من نستأنس برأيهم ونسألهم المشورة، فعلا عملنا بنصيحتهم وقبلنا بمشورتهم لنتفاجأ بتبني اليساريين الى حد النخاع لشرور تلك الأقوال المقرونة بالأفعال و التي خرجت من رحم رجل دين معروف بطائفيته المذهبية ودعواته القومية المتناقضة التي صارت تدفع بعنف بأتجاه الفرقة،حيث بدأ الرجل مشواره على الساحة كداعية عنيد الى ضرورة وحدة اهلنا القومية(كما ستشاهدونه على الرابط ادناه ) . http://www.youtube.com/watch?v=6kLH4gPldQM
ولكن ما ان رقيَ الى الرتبة الاسقفية وعلق الصليب الذهبي على رقبته حتى تغيرت الامور وتبدل موال الوحدة الذي كان يحلو له ان يتغنى به كل عشية وضحاها الى موال اخر يقول بعكس ما كان يروج له ويبشر بين المؤمنين،فصاريبدو كمن كلف بتمثيل دورمن اخذ على نفسه عهدا بأفشال اي مشروع وحدوي،لا بل ان الامر عنده تجاوز منبر الكنيسة التي يتحمل قادتها ( كل كنائسنا) الجزء الأكبر من أسباب تشرذم هذا الشعب , وإلا كيف يسمح لمطران خارج العراق بإستخدام صلاحيات رتبته الكهنوتية ( المرسومة لرعية كاليفورنيا او ديترويت) ليعلن نفسه بصفته حامي الحمى الغيور على ابناء سهل نينوى وهو عاجز عن إستعادة غرفة واحدة في مدينته تلكيف التي تركها أهلها و لم يعد لهم أي صوت يحسب فيها(في الرابط ادناه يجد القاريئ الكريم كيف تبدل الموقف واللهجة التي تكلم بها:

http://blip.tv/file/2246461?filename=Ashur-MarSarhadJammoSpeech707.wmv

الا أن الطامة الكبرى ,هي في الأسانيد التي يعتمدها مطراننا الجليل في محاربة الوحدة القومية معتمدا الخلط المتعمد- وبنية غير بريئة قطعا - بين الانتماء الديني المذهبي الطائفي والأدعاء القومي المتقلّب،تلك الاسانيد التي يمكن لطفل في المرحلة الابتدائية ان يردها عليه كونها واهية و لا تصلح للاستهلاك الانساني مطلقا،ولكي تتضح الصورة لكل اهلنا ويكون الجميع على بينة من بعض طروحات رجل الدين الجليل هذا نقول:ان سيادته يشكك ان يكون ابناء تلكيف وابناء باطنايا(البعد بينهما ثلاثة اميال) على سبيل المثال منتمين الى نفس القومية،لان اللهجة السريانية المحكية في تلكيف تحوي على بعض الالفاظ غير المستخدمة في اللهجة المستخدمة في باطنايا او تللسقف والعكس بالعكس، وهكذا في بقية قرى وقصبات ومدن الناطقين بالسريانية سواء في العراق او سوريا او ايران او اي مكان اخر من العالم يشكل فيه اهلنا تجمعا بشريا،وعتبنا هنا باسف هو على اليساريين هؤلاء خصوصا تبنيهم لهكذا مشروع لا ينسجم مطلقا وما نعرفه عن الفكر اليساري الذي تتلمذ عليه البعض منا على ايديهم،لاننا وكما علمّونا ان جدلية التاريخ والجغرافية لا تقرأ من ذيلها كما يريد سيادة الاسقف والمزمرين معه من القوميين الجدد ان يفرضوا علينا،،انما تقرأ وفق الاسس الحقيقية التي تقوم عليها،ويوم ندعوا الى الاخذ بتلك الاسس فأننا سوف نكون من المجحفين ان نحن دعونا الى سلخها من مفاهيم الاسباب والمسببات،وان فعلنا ذلك يعني اننا نريد القفز من فوق استار الواقع العالية جدا بقدم عرجاء بالكاد نجرها وراءنا اثناء المسير،وهذا مؤكد نرفض العمل به ما دام هناك انسان واحد يثق اننا ما زلنا نمتلك ولو القليل من فطنة العقل.

كما هو شائع ومعروف ان للمسألة القومية والعمل بها شروطا يجب ان تتحقق قبل بدء الشروع في العمل عليها،وحين نقول هذا لا ننكر على اليساريين او العلمانيين الجدد العمل في هذا المضمار (كن أمميّا ودافع عن قوميتك .لينين)شريطة احترام تحقق تلك الشروط والضوابط التي تفرضها المسألة القومية علينا جميعا ،كوننا نؤمن بأن المسألة القومية مخاض انساني على الجميع احترامه،إذن نحن نرفض على اليساريين استغلال هذه المسألة في حضرة الطائفي لصالح مكسب ضيق وفي هذا الوقت الحرج جدا من تاريخ وطننا للظرف العصيب الذي يمر به.

كذلك يصح القول في اولئك البعض الذين افنوا احلى سنوات عمرهم في الحزب الشيوعي العراقي: اننا لا ننكر عليهم او على غيرهم تبني فكر قومي تقدمي يجدون فيه ما يحقق طموحاتهم ،لكننا نطالبهم ان يدخلوا البيت من بابه المشرع وليس عن طريق النوافذ الضيقة كما فعل المنبريون فيضطرون الى حشر اجزاء ابدانهم ببعضها لتسهل عليهم عملية الانزلاق من بين قضبان النافذة الحديدية ومن ثم يشرعون في البكاء والعويل لان اقدامهم او اياديهم قد اصيبت بأذى.

المثير للأسف في سلوكيات البعض من هؤلاء القوم ورغم ان دخولهم البيت كان على طريقة دخول اللصوص الى البيوت،هو ان دموعهم صاروا يذرفونها بغزارة في حضرة من يسعى الى تهميش دورهم القومي ،وهذا يعني ان كل عويلهم ونواحهم هو من اجل غايات اقل ما يقال فيها:انها غايات من اجل تحقيق اهداف من كلفهم بهذه المهمة تلتقي مع تطمين عقد نفسية مستعصية يعانون منها، فتجارب الشعوب التي سبقتنا في ممارسة النهج الديمقراطي علمتنا ان نطالب بحقوقنا القومية من اولئك القادة الذين يمارسون هم حقوقهم القومية بالاسلوب الديمقراطي العقلاني وليس عن طريق استغلال الظرف القسري غير الطبيعي المفروض على مجمل العملية السياسية في الوطن برمته لاسباب مهما كانت،اضافة الى ذلك، ان الذي له حقوق خاصة كما يدعي،عليه نزول الساحة والنضال من اجل تلك الحقوق وليس بطريقة الاسترحام والاستجداء المثيرة للشفقة والقرف والتقزز.

معروف جدا ان الحاكم العامل بالنهج الديمقراطي الذي يضمن حقوق جميع المواطنين لا يُستعطف من اجل احقاق حق هو اوضح من قرص الشمس في رابعة نهار تموزي،انما يُطالب بأحقاق ذلك الحق ،هذا اولا،اما ثانيا وهو الاهم والأنكى كما نرى،فهو اصرار هؤلاء على اقحام المذاهب الدينية في طروحاتهم وزج اسماء القيادات والرموز الدينية الطائفية في خطاباتهم من اجل الدغدغة الرخيصة لمشاعر البسطاء،اما ثالثا وهو الاخطر كما نفهم ونؤمن،فهو انطلاق جل هذه الاصوات من خارج حدود الوطن،وهذا مؤكد يفرض علينا ان نتحقق من مدى صلاحية هكذا دعوات ومدى مواءمة نغمتها مع مجمل العملية السياسية الوطنية،فنحن نثق اننا جميعا ابناء هذا الوطن واي كانت انتمائتنا الدينية والقومية وعلينا من الواجبات مثل ما لنا من الحقوق،ولعل ما حصل ويحصل مؤخرا من انقسامات وتنابزات وانسحابات واتهامات وفضائح مالية في المؤسسات الكلدانية او في الجهات التي ترعى البعض من هذه المؤسسات لهو خير دليل على ما نقول،حتى وصل الامر بأحد الفكهاء الى القول:اخشى ما اخشاه هو ان يخرج الجماعة من هذه المعمعة بدون حقوق تقاعدية بعد ان الفوا خشخشة اوراق العملة الخضراء الحديثة الطبع ذات الرائحة الزكية.

لا يختلف اثنان على ان اية مؤسسة ثقافية او سياسية تحتاج الكثير من الدعم المادي والمعنوي لكي يكون لنشاطها مفعول يذكر بين الجماهير،ولو اخضعنا كافة المؤسسات الكلدانية العاملة في الساحة العراقية دون استثناء الى هذا المبدأ، من المؤسف أننا سنتبين انها مدعومة من جهات ضبابية الملامح،ولنأخذ( جمعية الثقافة الكلدانية) مثالا وليس حصرا:
يُستدل من اسم الجمعية على انه بأمكان كل مهتم بشأن هذه الثقافة الانتماء اليها بغض النظر عن نسبه القومي والديني،وتنحصر نشاطات هكذا جمعية بالاهتمام بثقافة الاسم الذي اختارته لنفسها،وغالبا ما تنحصر تلك النشاطات في المجالات الثقافية حصرا،كأقامة الندوات والمهرجانات وما الى ذلك من فعاليات ثقافية حصرا،اما ان يكون للجمعية نشاط سياسي مؤدلج لتؤيد حكم ذاتي هنا وترفض إدارة ذاتية هناك فتلك مسألة تحتاج الى الكثير من التوقف عندها ،ان يكون لاحد اعضاء الجمعية نشاط سياسي شخصي فهذا امر مقبول،ان تتبنى الجمعية فكرا سياسيا محددا ايضا امر مقبول،لكن ان تنزل جمعية ثقافية الساحة بصفتها منافس في انتخابات سياسية بحتة، فهذا مخالف لكل شرائع الثقافة والسياسة،وهذا بالضرورة يفرض علينا وبشدة ان نضع علامة استفهام كبيرة جدا امام اسم هكذا جمعية،وهذا يعني ان الغاية من انشاء هكذا جمعية لم يكن اصلا للترويج للثقافة الكلدانية انما واجهة لتشويه المسمّى سواء كان قوميا او مذهبيا وإستغلاله ليتم خلفه تنفيذ غايات واهداف اخرى على القائمين على الجمعية توضيحها لنا.
تقول أخر الأخبار:ان القوى الكلدانية طالبت برلمان اقليم (كردستان) بتثبيت اسم الكلدان كقومية مستقلة تختلف عن الاشوريين والسريان.والمتتبع للشأن القومي الخاص بأهلنا سوف لا يحتاح الى الكثير من الجهد لكي يعرف من هي هذه القوى ولا تخفى عليه الاسباب التي دفعتهم الى تبني هكذا مشروع إنطوائي بائس،كما سوف لن نتفاجأ مطلقا اذا حصلوا على ما يريدون رغم عدم مشروعية هذا المطلب الإنعزالي اصلا , لانه يتناقض ورغبات الجماهير وطموحاتها،خاصة وان النهج المعمول به اليوم يتخذ من نظرية:عدو عدوي صديق نهجا.
لنا في انتخابات البرلمان العراقي الاسوة الحسنة وانتخابات مجالس المحافظات التي تمت قريبا،ولو نحينا انتخابات البرلمان جانبا وتناولنا انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة،فأننا سنجد ان هذه الجماعة التي تسمى نفسها قوى كلدانية، لا تمثل في حقيقة الامر سوى جماعة تنفذ اجندة غير كلدانية لا تخدم مصلحة أهلنا العليا مطلقا،ففي هذه الانتخابات ووفق كل الاعيب السياسة كان يفترض ان تفوز قائمة الرافدين بمقعدي نينوى وبغداد،ولكن ولاسباب لا يغفلها حتى الأعمى فازت قائمة عشتار،وكانت القائمة التي اتخذت من اسم الكلدان سندا يدعمها، قد فشلت في تحقيق الحد الادنى من الكسب الجماهيري،وهذا يعني ان الجماهير ترفض رفضا قاطعا كل طرح إنعزالي و من ضمنهم الذين يسمون انفسهم بالقوى الكلدانية،ولو تتبعنا مناطق نفوذ هذه القوى الكلدانية وجماهيريتهاعلى الساحة السياسية داخل الوطن،فأننا سوف لن نجد لها ما يناسب صخبها،اذن مناطق نفوذ هذه الجماعة هو خارج حدود الوطن وفي مشيغان وكاليفورنيا مع بعض الاصداء المبحوحة في اوروبا الغربية واستراليا بالذات, حالهم حال أي داعية سياسي غرق بالتسمية الأشورية و بروح المتعصب المنغلق ،وهذا دليل على ان المشروع الإنعزالي الذي يستقتلون من اجل تنفيذه ترفضه الجماهير رفضا قاطعا.
لا نقول جديدا اذا قلنا:ان جل قيادات المؤسسات السياسية والثقافية الكلدانية الحديثة لم يعرف عنهم تاريخا يشهد لهم بالعمل القومي،وكل الذي عرف عنهم هو انخراطهم في التنظيمات السياسية والثقافية الاخرى التي لا تمت للكلدانية كقومية او مذهب بصلة،وتبنيهم لهذه التسمية اليوم لا نجد فيه سوى تنفيذا لمشروع سوف يقضي على البقية الباقية من اهلنا في الوطن،اما بالهجرة او الذوبان في القوميات الاكبر ،فها هم اليوم وبسابق ارادة يجرون التطوع للقيام بدور حصان طروادة من اجل انجاح تنفيذ خطط الغير القاضية بالاستحواذ على ما تبقى لنا من ارض وتشتيت البقية الباقية من اهلنا.
قارن عزيزي القاريئ بين ما ورد من كلام في الرابطين أعلاه ونترك لك الحكم.

الوطن واهله من وراء القصد.