Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

نشكركم ... ونحن نغادر مطرودين !

 

ونحن نغادر مدينتنا الموصل مطرودين وقد أذلنا حاملي راية الاسلام الجديد ، نغادرها لأول مرة في التاريخ ، لابد لنا في هذا الموقف ان نقدم شكرنا لأهلنا فيها ، أهلنا الذين كنا نعتقد بأنهم سيحمونا كما كانوا يفعلون ، وسيقفون بوجه عتاة مجرمي القرن الحادي والعشرين ويقولون لهم ان هؤلاء هم الأصلاء وهم الذين اسسوا هذه المدينة ، كنا نطمئن النفس في ان لنا جار عزيز ، وابن محلة شهم ، واخوان تبرز اخلاقهم يوم الشدة ..لكننا خذلنا ونحن نغادر ، خذلنا ونحن نسحب أجسادنا سحبا نحو المجهول ، خذلنا ونحن نترك كل تاريخنا وقبور آبائنا وأجدادنا ورموزنا وآثارنا وكل شيء عزيز علينا .

وداعا نقولها ، لمحلات الساعة والجولاق والدندان وباب لكش وباب الجديد وباب الطوب ، وداعا لجامع النبي يونس والني شيت و(جيمع الكبيغ) ، وداعا للسرجخانه وسوق العتمي والقناطر وجسر العتيق وعبدو خوب ..، وداعا لقصر المطران وكنيسة مسكنته وعين كبريت ..، وداعا لشارع الفاروق وشارع نينوى والدواسة ..، وداعا لعبد الباسط ابو السندويج ، وطرشي الشفاء وشارع النجفي .. وداعا لكم جميعا فستفتقدونا في الاعياد والمناسبات ، ستفتقونا في الأفراح والأحزان ..

وداعا ، قبور أهلنا ونحن نغادركم مطرودين من مدينتنا ،واعذرونا ان لم نعودكم صباح العيد .. وداعا رفاة جدي ألياس ، وعمي القس ميخائيل ونانا حياة وخالي يوسف ، وداعا اخوالي ابراهيم وميخائيل حداد الذين امتدت لي الصحافة منهما ، وداعا عمي اسطيفان عزيزة شهيد العائلة الأول .. وداعا رفاة الشيخ بشير الصقال .. وداعا حضيرة السادة والجماسة ودير مار كوركيس ، وداعا جسور مدينتي وجدرانها وملاعبها ، وداعا جامعة الموصل والمجموعة الثقافية ومحلات اللحم بعجين والجرزات .

وعذرا أصدقائي واخوتي القدامي المتجددين ، عذرا د. سمير حديد ، د. سيار الجميل ، د. ابراهيم العلاف ، ابا الطيب سعد البزاز ، وكل صحبتنا واولاد محلتنا ومدينتنا النجباء ..واعذرونا عن التقصير ، ان كنا قد قصرنا في حقكم وحق أخوّتنا وأهلنا ومدينتنا ..فقد مرت مئات بل آلاف السنين ونحن نعيش سوية نقدم عرقنا وجهدنا لمدينتنا .. وبالتالي وكما ترون نطرد منها ونذل أمام الجميع .. هكذا أخرجنا عتاة داعش القتلة من بيوتنا ومحلاتنا ( وعوجاتنا) ومن مدينتنا .. نعم .. وداعا لكم وشكرا ، ونحن نرحل بذل مطرودين من الأرض التي رويناها بدمنا !

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
(ابدا، مرة اخرى) نزار حيدر/ هذه العبارة، والتي تعني (ابدا، مرة اخرى) في إشارة الى عدم التكرار، المأساة هنا، تواجهك في صدر مبنى الهولوكوست اليهودي أزمة المركزي: من يتبنى "حرية السوق"، يتخلى عن حريته صائب خليل/ رغم أنه من الصعب على المواطن العراقي أن يفهم التعقيدات الإقتصادية المتعلقة بقضية قانون الامتيازات الخاصة كاترين ميخائيل/ بغداد (الفرات نيوز) - باركت النائبة عن دولة القانون هدى سجاد للسلطة التشريعة اقرارها قانون التقاعد الموحد لما يقدمه من خدمة ما بين البيضة والدجاجة تتراوح تسميتنا ما بين البيضة والدجاجة تتراوح تسميتنا لان البيضة والدجاجة لهما جذور تمتد الى اعماق التاريخ لذا حين نتحاور في شأن اسبقيتها ندخل في حلقة مفرغة ... الا ان تسمياتنا رغم كونها هي الاخرى تمتد لالاف السنين الا ان ذلك لم يكن هو السبب لدخولنا في الحلقة المفرغة بل لان هذه التسميات فرضت علينا من الخارج وحين اردنا التشبث فيها وكأنها (التسمية) اهم من مصير شعبنا المسكين دخلنا هذه الحلقة ... فتاريخ العراق وشعبه وحضارته عريق يمتد لالاف السنين اما الفكر القومي فلم ينشأ الا قبل بضع مئات من السنين ... بموجب الدراسات العلمية سنقول كانت بلاد النهرين مسكونة بالبشر قبل السومريين ولان السومريين انشأوا الحضارة لذا يبتدأ التاريخ من عندهم ، فالسومريون هم سكان العراق الاصليين والذين يقولون انهم جاءوا من مكان اخر كانت لهم غايتهم لان هذه النظرية جاءت بعد فشل النظرية القائلة بان الاكديين
Side Adv1 Side Adv2