Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

نص المقابلة التي أجرتها قناة العربية مع رئيس الجمهورية جلال طالباني

20/09/2010

شبكة اخبار نركال/NNN/
أجرت قناة (العربية) مقابلة مع فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني، ضمن برنامج (من سيحكم العراق؟) ، وفيما يأتي نص المقابلة :

"العربية: سيادة الرئيس جلال طالباني، بعد ظهور نتائج الانتخابات اعتبرتم ذلك بداية مرحلة جديدة للعراق ولكن بعد نصف عام لم يتحقق شيء ولم تتشكل الحكومة، لماذا؟
الرئيس طالباني: أولا، يجب تصحيح الفترة، وهي ليست نصف عام، يجب احتساب المدة من يوم صدور قرار تصديق المحكمة الدستورية على نتائج الانتخابات ومن ثم الاجتماع الأول لمجلس النواب العراقي، حيث يجب أن يكون الشخص نائبا رسميا وأن يحلف في البرلمان، لذلك نستطيع أن نقول إن المدة هي حوالي 3 أشهر، ولعدم تشكيل الحكومة الى الآن، برأيي هناك عدة أسباب: أولها هو أن التحالف الوطني لم يستطع حتى الآن تقديم مرشح واحد لمنصب رئاسة الوزراء، الآن يدرسون بصورة جدية الاتفاق على مرشح واحد لتشكيل الوزارة، النقطة الثانية أنه لا توجد في العراق قوة برلمانية تملك الأكثرية بحيث تستطيع أن تشرع بالاعتماد على قواها بتشكيل الوزارة، فلا بد للكتل الفائزة من الائتلاف التعاون فيما بينها من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية، والنقطة الثالثة هي التدخلات الاقليمية، هذه التدخلات الاقليمية لم تنجح في إقناع الكتل المختلفة للاتفاق على مرشح واحد، وفي ذلك في نظري جانب إيجابي، هو استقلالية القرار العراقي.

العربية: ألا ترون ذلك ياسيادة الرئيس، صراعا على المناصب؟
الرئيس طالباني: هو صراع على منصب رئيس الوزراء ولكن وراء هذا الصراع أهدافا ومشاريع وكذلك سياسات معينة.

العربية: لماذا يريد التحالف الكردستاني الاحتفاظ بمنصب رئاسة الجمهورية؟
الرئيس طالباني: هذا السؤال يجب أن يوجه الى التحالف الكردستاني الذي شكل تحالف الكتل النيابية الكردستانية وقدم ورقة تتضمن رؤاها للحكم المشترك في العراق، والمطالب الكردية، وضمن هذه المطالب الآن لهذه المرحلة الاحتفاظ بمنصب رئاسة الجمهورية.

العربية: باعتباركم شخصية كردية هامة، ماهي أهمية منصب رئاسة الجمهورية بالنسبة للكرد؟
الرئيس طالباني: أنا كرئيس جمهورية عندي مسؤولية معينة، وكشخص عندي مسؤولية أخرى، أنا أعتقد أن الاصرار في هذه المرحلة من طرف تحالف الكتل النيابية الكردستانية هو بسبب ما ذكر قبل ذلك، بأنه لا يجوز للكردي أن يتبوأ منصب رئاسة الجمهورية والكرد يريدون أن يبرهنوا أن الدستور العراقي ضمن المساواة الكاملة بين جميع العراقيين وأن العراقيين سواسية أمام القانون ولا يمكن للكرد أن يقبلوا التبعيض والتمييز الذي ساد في العهود الدكتاتورية مرة أخرى.

العربية: كثير من العراقيين يتساءلون إذا كان منصب رئاسة الجمهورية استحقاقا قوميا ورئاسة الحكومة أو البرلمان استحقاق طائفة ما، ما الفائدة إذاً من الانتخابات؟
الرئيس طالباني: أولا، ليس هنالك في الدستور العراقي ما يعتبر رئاسة الجمهورية استحقاقا قوميا أو رئاسة الوزراء استحقاقا طائفيا، الدستور العراقي يضمن المساواة الكاملة بين جميع العراقيين ويضع شروطا لمن يتبوأ منصب رئيس الجمهورية أو منصب رئاسة الوزراء، في هذه المرحلة الانتقالية في العراق تم نوع من اتفاق (جنتلمان) بين الكتل السياسية المختلفة أن يكون منصب رئيس الجمهورية للكرد ومنصب رئيس الوزراء للعرب الشيعة ومنصب رئيس البرلمان للعرب السنة، هذه إتفاقية مؤقتة مرحلية انتقالية، لأن الدستور العراقي لا يتضمن مثل هذه الاتفاقية والدستور العراقي يضمن المساواة بين جميع العراقيين وبالتالي بالامكان إذا كانت هنالك كتلة تملك الأكثرية البرلمانية أن تعين رئيسا عربيا وأن تعين هذه الكتل رئيس وزراء كردي أو تركماني أو آشوري، لذلك هذه الاتفاقية المؤقتة منوطة بالمرحلة الانتقالية فقط، وإن شاء الله تنتهي مع هذه الدورة الانتخابية.

العربية: ذكرتم كتحالف كردستاني أن تحالفكم مع الائتلاف الوطني تحالف تاريخي، ما الذي يجعله تاريخيا؟
الرئيس طالباني: للتحالف الكردستاني تحالف تاريخي مع الجميع، للتحالف الكردستاني تحالف تاريخي مع (العراقية) ومع (دولة القانون) ومع (الائتلاف)، فالتحالف التاريخي للتحالف الكردستاني ليس محصورا على كتلة من الكتل فقط.

العربية: لكن عادة، سيادة الرئيس، التصريحات التي تصدر عن التحالف الكردستاني تؤكد على التحالف مع الائتلاف الوطني أكثر من تأكيده على التحالف مع العراقية، بالتالي العراقيون يتساءلون: ما الذي كسب التحالف الكردستاني من تحالفاته القديمة حتى يستمر معها؟
الرئيس طالباني: أولا، تحالف الكتل النيابية الكردستانية قدم مذكرة تتضمن رؤى للحكومة المشتركة وللمطالب الكردستانية وقدم هذه الورقة الى جميع الكتل واعتبر أن الكتلة التي توافق على هذه الورقة هي الكتلة الأقرب إليها، وبالتالي لم يحدد مسبقا ما هي الكتلة التي ستتعاون معها، أما فيما ييتعلق بمكاسب التحالفات، فالكرد كسبوا كثيرا من التحالفات الوطنية في العراق، الدستور الحالي الذي يتضمن حقوق الكرد، الديمقراطية للعراق، في الاستقلال الوطني، في دستور ديمقراطي، في موضوع تأييد الفيدرالية، في موضوع حقوق القومية الكردية، في موضوع النفط والثروة الوطنية، كل هذه الحقوق المكتسبة في الدستور هي نتيجة تحالف الكرد مع هذه الكتل البرلمانية العراقية، الكرد بوحدهم لم يكونوا قادرين على الحصول على هذه الحقوق الدستورية.

العربية: ولكن حتى الآن لم يحدد الكرد لمن سيعطون صوتهم لرئاسة الوزراء؟
الرئيس طالباني: كما قلت، تحالف الكتل النيابية الكردستانية قدم ورقة وهذه الورقة نشرت والكتلة التي توافق عليها هي الاقرب إليها.

العربية: الورقة الكردستانية هل هي شروط أم مطالب؟
الرئيس طالباني: هي رؤى للحكم العراقي الذي يجب أن يكون شراكة وطنية حقيقية لايهمش فيها أي طرف من الأطراف ولا تهمل فيها أية كتلة من الكتل النيابية الفائزة، وهي أيضا رؤى لعراق ديمقراطي فيدرالي مستقل ومزدهر.

العربية: لكن هناك من يجد في بعض الكتل الاخرى هذه المطالب شروطا غير دستورية من ضمنها اعتبار الحكومة منحلة اذا انسحبت الكتلة منها، مثلا الفيتو الكردي على الوزارات السيادية وغيرها ماهو ردكم؟
الرئيس طالباني: اولا، الورقة الكردية ليست ورقة مقدسة قرآنية غير قابلة للمس والمناقشة، هذه الورقة تمثل رؤية كردستانية مطروحة على الجميع للمناقشة والاتفاق حولها ولكن يجب ان نفهم ان الاتفاقات المسبقة لاتتعارض مع الدستور، فاذا ائتلفت كتلتان في حكومة معينة واتفقتا مسبقا على أن انسحاب احدى الكتلتين من الائتلاف ينهي التحالف والحكومة فهذا شيء طبيعي، كثير من بلدان العالم عندما تتشكل فيها حكومة ائتلافية اذا انسحبت كتلة منها تنتهي الحكومة ولكن هذه ايضا مسألة قابلة للبحث والمناقشة.

العربية: سيادة الرئيس، لمن ستعطون صوتكم لرئاسة الوزراء: علاوي، المالكي، أم عادل عبدالمهدي؟
الرئيس طالباني: أنا كرئيس للجمهورية أقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين الذين تربطني بهم جميعا علاقات نضالية وصداقة عتيدة وجديدة، لقد عملنا معا بأخوة وتفاهم وتعاون ضد الدكتاتورية وتعاونا فيما بعد لاقامة العراق الجديد لذلك فهؤلاء الاخوة المرشحون كلهم من اصدقائي وكرئيس للجمهورية لابد ان اقف على مسافة واحدة من جميعهم، اما تحالف الكتل النيابية الكردستانية فهو سيقف مع من يوافق على الورقة التي قدمها لهم.

العربية: هل هذه الورقة فقط هي لمصلحة وطنية عامة ام لمطالب تخص الكرد ؟
الرئيس طالباني: كلا، هي لمصلحة وطنية عامة اولا، وترتبط بكيفية الحكم في العراق، هذه الورقة تطالب بحكومة شراكة وطنية لاتهمش فيها اي كتلة او قوة او مكون من مكونات المجتمع العراقي، وتصر هذه الورقة على الديمقراطية وتنفيذ الدستور العراقي الذي صوت له أكثر من (12.5) مليون عراقي وتتضمن هذه الورقة مشاريع ازدهار وتقدم العراق وبالتالي هي ورقة عراقية وحيث إن العراق يضم العرب والكرد فهي ورقة عراقية كردية ايضا.

العربية: بعض المطلعين على هذه الورقة ينظرون على أنها محاولة ضغط في وقت صعب او استغلال هذا الوقت للحصول على مناصب، ما هو تعليقكم ؟
الرئيس طالباني: أنا اقول إن هذا البعض مغرض ولم يفهم حقيقة الورقة الكردية، وقد يكون لبعض من هذا البعض اتجاهات شوفينية معادية للكرد.

العربية: هل هناك اشياء ومطالب اساسية لاتفاوض بشأنها ؟
الرئيس طالباني: لا توجد مسألة لايوجد تفاوض بشأنها كل المسائل قابلة للتفاوض.

العربية: حتى رئاسة الجمهورية مثلا، والمادة 140؟
الرئيس طالباني: حتى منصب رئاسة الجمهورية، لكن المادة 140 لايمكن التفاوض حولها لانها مادة دستورية وهي تختلف عن منصب رئاسة الجمهورية، منصب رئاسة الجمهورية مسألة غير دستورية ويمكن البحث حول ان لا يكون للكرد لكن المادة 140 مادة دستورية ومن يخالف هذه المادة يخالف الدستور العراقي وبذلك يخالف إرادة (12.5) مليون عراقي الذين صوتوا لصالح الدستور وهذه المادة، لذلك هاتان مسألتان مختلفتان، رئاسة الجمهورية منصب بالامكان ان نتفق على ان يكون للتركمان مثلا او لا، بالنسبة للكرد فهم متمسكون بالدستور ونحن نعتقد ان من شروط التعاون مع اي كتلة ومستلزماته هو التمسك بالدستور العراقي وهو المرجعية لنا جميعا.

العربية: لكن هناك انتقادات من ان بعض المطالب في الورقة الكردية غير دستورية ؟
الرئيس طالباني: هذه مناقشة ومن له انتقادات فليتفضل يناقشها معنا، ومرت اسابيع على تقديمنا لهذه الورقة لماذا لم يناقشوها علنا في الصحافة ولماذا لم يردوا عليها بكتاب رسمي بينما انا شخصيا سمعت من دولة رئيس الوزراء الاستاذ نوري المالكي انه يوافق على القسم الاكبر من هذه الورقة ولا اعتراض لديه، وكذلك الانطباع الذي اخذه وفد الكتل النيابية الكردستانية كما بينوها في تقرير لبرلمان كردستان انهم وجدوا تفهما لهذه من لدن رئيس الوزراء الاستاذ نوري المالكي.

العربية: ما الذي خرجت به زيارة الدكتور عادل عبدالمهدي الاخيرة قبل ايام الى كردستان من تصور ونتائج؟
الرئيس طالباني: أريد أن أوضح شيئا، اولا عادل عبدالمهدي وجلال طالباني صديقان قديمان منذ اكثر من 30 عاما وخلال هذه الفترة الطويلة زامل بعضهم البعض في الملمات والشدائد والأفراح والأتراح وبالتالي اللقاءات بين طالباني وعبدالمهدي لقاءات طبيعية أخوية لا تفسر بأي سبب سياسي، ثانيا للاستاذ عادل عبدالمهدي بيت في منتجع دوكان فهو يأتي بين حين وآخر لقضاء عطلته كما للاستاذ طارق الهاشمي بيت ايضا في منتجع دوكان وهو يأتي اليه بين حين وآخر، فزيارة الاستاذ عبدالمهدي كانت زيارة بمناسبة العيد وزار الاخ الاستاذ الرئيس مسعود بارزاني ثم جاء الى دوكان وانا ذهبت من السليمانية الى دوكان للالتقاء به وتباحثنا طبعا في جميع المسائل كالعادة.

العربية: كمرشح من مرشحي الائتلاف الوطني هل كان مستعدا مثل السيد نوري المالكي لتلبية مطالب الورقة الكردية ؟
الرئيس طالباني: هذا السؤال يجب ان يوجه الى الاستاذ عادل عبدالمهدي، وانا لم اكن ضمن وفد الكتل النيابية الكردستانية الذي قدم هذه الورقة، فانا ايضا اسمع في الاخبار وايضا السؤال يمكن ان يوجه الى مسؤولي هذا الكتل مثل الدكتور روز نوري شاويس الذي كان يترأس وفد الكتل النيابية الكردستانية في بغداد، انا كرئيس الجمهورية ملزم بالاحتفاظ على مسافة متساوية مع جميع الكتل لكن عندما استقيل من رئاسة الجمهورية او لا يتم انتخابي او عندما اتقاعد، حينها سيكون لي رأي خاص اقوله ولكن الان علي واجبات ومسؤوليات دستورية.

العربية:اذا كان منصب رئاسة الجمهورية مسألة غير دستورية هل يمكن الحديث حول ما اذا كان التحالف الكردستاني سيرضى بمنصب رئاسة مجلس النواب ؟
الرئيس طالباني: كما سمعت بان هذا المنصب لا يرضيهم ولكن اذا بحثنا عن المناصب فلماذا لا يعطى منصب رئيس الوزراء للكرد مثلا؟ انا اود ان اقول إن الكرد الشيء الوحيد الذي لا يمكن ان يقبلوا به هو التمييز واعادتهم الى مواطن من الدرجة الثالثة او الثانية، الكرد مواطنون درجة اولى في العراق لهم جميع حقوق العراقيين وبالتالي الكرد العراقيون المتمتعون بحقوقهم الدستورية يصرون على هذه الحقوق ومن اجل كيفية تنفيذ هذه المطالب يمكن اجراء الحوارات والنقاشات واتفاقات جانبية وغير جانبية.

العربية: الى أي حد يؤثر التدخل الخارجي في تشكيل الحكومة؟
الرئيس طالباني: انا كرئيس الجمهورية وكمواطن عراقي ناضل من اجل الديمقراطية واستقرار الوطن في العراق اعرب بهذه المناسبة عن سروري وفرحي الشديد واعتزازي لان التدخلات الاقليمية لم تنجح في اقناع الكتل المختلفة على اختيار مرشحيها الى الان، لقد سمعنا كثيرا ان الطرف الفلاني يريد المرشح الفلاني والى الان لم يجر اتفاق على هذه المسألة وهذا يعني ان استقلالية القرار العراقي المنشود هي استقلالية حقيقية.

العربية: هل لك أن تسمي من هو صاحب التأثير الاكبر الان في اعاقة تشكيل الحكومة من الاطراف الاقليمية ؟
الرئيس طالباني: أنا اعتقد انه لاتوجد دولة ذات تأثير اكبر، الجميع لهم تأثير ولكن التأثيرات محددة، والوقائع برهنت انها ليست حاسمة.

العربية: سيادة الرئيس، لو احتفظتم بمنصبكم في الدورة المقبلة ما الذي تسعى له بشكل مختلف ؟
الرئيس طالباني: انا سأمارس دوري وفق الدستور العراقي وسأسعى لمواصلة الدور الذي سبق ان لعبته، دور الموحد والمسهل للقاءات، الدور الذي شرفني به أحد أكبر رجال الدين في العراق بأني صمام الامان للعراق والعراقيين وسأكون كذلك عامل الخير والوئام بين الكتل المختلفة وأسعى الى خلق حكومة شراكة وطنية حقيقية في قراراتها وتنفيذ واجباتها وسيكون تعاوني مع رئيسي البرلمان والوزراء بشكل واضح وأكيد."

المركز الصحفي لرئاسة جمهورية العراق. Opinions