نص حوار رئيس الجمهورية جلال الطالباني مع التلفزيون المركزي الصيني (CCtv)
20/07/2011شبكة أخبار نركال/NNN/
حوارا مع رئيس لجمهورية جلال طالباني ، تناول آخر التطورات على الساحة العراقية والمنطقة فضلاً عن آفاق العلاقات العراقية - الصينية وتعزيزها، وفي ما يأتي نص الحوار:
اجرى الحوار: سان هو: نتشرف باجراء الحوار معكم في عاصمة العراق، بداية نود أن نتحدث عن العلاقات بين الصين والعراق ومعروف عنها بأنها علاقات متينة منذ 1958، هل بامكانكم الحديث عن آفاق هذه العلاقات في الآونة الاخيرة ولاسيما بعد 2003؟
الرئيس طالباني: العلاقات الصينية- العراقية الدبلوماسية مضت عليها اكثر من (50) عاما وخلال هذه الفترة ظلت علاقة جيدة ومتينة، ولكن العلاقات في نظري تعززت بعد تحرير العراق من الدكتاتورية وبعد ان قمنا نحن بزيارة على رأس وفد عراقي كبير الى الصين، وفي هذه الزيارة تم الاتفاق على مجموعة من القضايا وكذلك جمهورية الصين الشعبية قررت اعفاء العراق من ديون تبلغ اكثر من (11) مليار دولار وتم توقيع اتفاقيات اقتصادية ومالية أخرى وفتحت ابواب واسعة امام توسيع هذه العلاقات والعراق يشجع الشركات الصينية للقدوم الى العراق وكانت نتيجتها ان بعض شركات النفط الصينية وصلت والآن هنالك شركة تنتج يوميا (150) ألف برميل بمنطقة العمارة، وكذلك نحن نشجع التجارة مع الصين، التجارة مع الصين واقليم كردستان تجارة رائجة وهناك تجار صينيون الآن في السليمانية وفي كركوك، كذلك هنالك العديد من الكرد العراقيين في الصين الآن للتجارة، والآن العراق كبلد غني وبلد نام وبلد مهتم بتطوير حياته الاقتصادية والسياسية والثقافية، يتطلع الى اقامة علاقات واسعة مع الصين، سيقوم رئيس وزرائنا الاستاذ نوري المالكي بزيارة الى الصين ويحمل معه مقترحات لتعزيز العلاقات الصينية الصينية – العراقية في جميع المجالات وسيطلب استثمارات صينية واسعة في العراق بكردستانه ووسطه وجنوبه وكذلك وجود شركات صينية للعمل في قطاعات الغاز والنفط والكهرباء وكذلك المعادن وتعزيز التجارة وكذلك تعزيز العلاقات الثقافية والسياسية مع جمهورية الصين.
بين العراق والصين لاتوجد اية عقبة لتوسيع العلاقات وتطويرها بل بالعكس هنالك كل المستلزمات المادية والاجتماعية والسياسية لتعزيز هذه العلاقات، والقيادة العراقية راغبة رغبة أكيدة لتعزيز هذه العلاقة وحسب علمي أن القيادة الصينية ايضا راغبة بتعزيز هذه العلاقات مع العراق فلذلك نتمنى ان تكون زيارة الأخ المالكي الى الصين فاتحة صفحة جديدة لتوسيع العلاقات وخاصة في المجال الاقتصادي والاستثمارات الصينية في العراق.
المحاور: في الدستور العراقي هناك مادة حول شكل النظام في العراق وهو النظام الفيدرالي إلا أن هذا الموضوع واجه رفضا وسجالات كبيرا في الآونة الاخيرة من قبل بعض المسؤولين والاحزاب العراقية...، ما هي وجهة نظركم حول انشاء الاقاليم الفيدرالية في العراق ؟
-الرئيس طالباني: اولا، النظام الفيدرالي نظام دستوري أقر في الدستور العراقي الذي ينص على (العراق جمهورية ديمقراطية اتحادية برلمانية موحدة ذات سيادة واستقلال)، فالشعب الكردي مارس هذا الحق وأقام اقليم كردستان ضمن العراق الديمقراطي الفيدرالي، جرت المحاولة في الجنوب ايضا لاقامة كيان فيدرالي هناك وهذه المحاولة لم تنجح لانها لم تأت بأكثرية الاصوات المطلوبة لتأسيسها، في البداية الاخوة العرب السنة عارضوا الفيدرالية ولكن الآن عادوا هم يطالبون بالفيدرالية والآن هنالك نقاش شديد بين السياسيين العرب السنة، قسم منهم يدعو الى اقليم وقسم منهم لا يريدون الاقليم وهنالك اختلافات، كذلك في المنطقة الجنوبية هنالك اختلاف، مثلا المجلس الاعلى بقيادة سماحة السيد عمار الحكيم يدعو الى تطبيق الفيدرالية في الجنوب ايضا، ولكن هنالك من يعارض، فالآن الموضوع هو تطبيق الدستور، هنالك من يريد تطبيق هذه المادة الدستورية وهنالك من لا يريد.
أنا أعتقد أن طبيعة العراق وتكوينته من حيث القوميات والديانات والتكوينات المذهبية تتطلب النظام الفيدرالي الديمقراطي، لكن هذا متروك لارادة الشعب وارادة الناخبين، هل يريدون ممارسة هذا الحق ام لا يريدون؟
المحاور: فيما يخص موضوع انسحاب القوات الامريكية من العراق، هناك تقارير اعلامية عن توافق البرلمان العراقي على هذه المسألة، أملا في ابقاء (20) الف جندي في العراق بعد نهاية هذه السنة في حين اعلن البيت الابيض ايضا عن امله في تمديد فترة بقاء القوات الأمريكية في العراق، ما رأيكم في موضوع انسحاب القوات الامريكية أو إبقائها ؟
-الرئيس طالباني: أولا، هذا الخبر غير صحيح، من أن البرلمان العراقي قرر اي شيء بالنسبة لبقاء القوات الاميريكية، البرلمان العراقي الى الآن لم يدرس الموضوع، معروف ان العلاقات بين العراق وامريكا تحددت باتفاقية (صوفا) التي تنص على جلاء القوات الامريكية في نهاية هذا العام وكذلك لدينا (اتفاقية الاطار الستراتيجي) حول مبادئ العلاقات، الطرفان العراقي والامريكي متمسكان بهذه الاتفاقية التي تحدد العلاقات السياسية والتجارية والثقافية والتكنولوجية...الخ، أما موضوع بقاء القوات الامريكية في العراق، فأولا تمديد الاتفاقية غير ممكن لان تمديد الاتفاقية يحتاج الى موافقة ثلثي البرلمان وهذا لا يمكن الحصول عليه، أما هل يبقى عدد من القوات الامريكية للتدريب ام لا؟ فأنا ترأست قبل ايام اجتماعين للقيادات السياسية العراقية حضرهما جميع القوى السياسية الفاعلة، بعض وجهات النظر كانت واضحة وبعضها غير واضحة، مثلا، اتجاه التيار الصدري الذي لهم (40) نائبا في البرلمان هو الرفض القاطع لوجود القوات الامريكية، اتجاه القيادة الكردستانية هو بقاء القوات الامريكية بعدد محدود على الاقل في المناطق المتنازع عليها، اما البقية فمازالوا يدرسون هذا الموضوع، فأعطينا مهلتين للاحزاب السياسية العراقية ان يعطونا جوابا خلال المهلتين حول ما اذا كانوا يوافقون على بقاء عدد من القوات الامريكية وليس كل القوات، الامريكان ايضا لا يريدون بقاء كل قواتهم، والمقترح هو ان يبقى عدد من القوات الامريكية للتدريب، انا طبعا اريد ان اقول شيئا وهو انه بحسب تقارير الضباط والقيادات العسكرية العراقية فان القيادات العسكرية للقوة الجوية والبحرية والدروع والمشاة رفعوا تقارير الى رئيس الجمهورية والى رئيس الوزراء وفي هذه التقارير يقولون فيها انه لا يستطيعون حماية الجو العراقي والبحر العراقي والحدود العراقية بعد انسحاب القوات الامريكية، يقولون انهم يستطيعون حماية الامن الداخلي ولكن لا يستطيعون حماية الاجواء الجوية والبرية والبحرية، لدينا طائرات، الطائرات الامريكية التي اشتريناها لم تصل بعد واذا وصلت تحتاج الى فترة تدريب كذلك، بالنسبة للقوات البحرية ليست لدينا زوارق كافية لحماية البحر وهو بالنسبة لنا مهم جدا، لأن المصدر الوحيد الكبير للنفط العراقي هو البحر لذلك نحن اذا تعرقلت مسألة تصدير النفط ستؤثر على اقتصادنا، لدينا خط نفطي يمر عبر تركيا، هذا الخط غير كاف لتصدير النفط، نحن الآن ننتج اكثر من (3) ملايين برميل يوميا وخلال السنة القادمة ان شاء الله نصل الى (4) ملايين، حينذاك نحتاج الى خطين آخرين، نحن ننوي مد خط آخر عبر سوريا وتشغيل الخط القديم المار بسوريا المعطل الآن وكذلك خط النفط الى العقبة من خلال الاردن، حينئذ فقط نستطيع تصدير كميات النفط التي ننتجها في البلاد، وكما قلت، الخبراء العراقيون يعتقدون أن العراق يبقى بحاجة الى حماية جوية وبحرية وتدريب قوات العراق على الاسلحة التي اشتريناها من أمريكا، الاسلحة، الدروع، دبابات ابرامز وكذلك طائرات (F16) و(F18) التي قمنا بشرائها، اشتريناها من امريكا كلها حديثة بالنسبة للعراقيين، فنحتاج الى التدريب، وانا لاحظت خلال المناقشات بين القوى السياسية العراقية أن هنالك ميلا لبقاء عدد محدود من المدربين الامريكيين، أما بقاء قوات أمريكية كبيرة فليست هنالك رغبة جامحة، وكما قلت هنالك معارضة لبقاء هذه القوات من قبل بعض القوى.
المحاور: بعد ثماني سنوات على حرب عام 2003، كيف تحركت الحكومة العراقية لإعادة بناء العراق وما هو دور الصين في هذا المجال؟
-الرئيس طالباني: العراق كما تعلمون بلد غني، غني برجالاته وبكوادره وبثرواته، نحن نملك كل الثروات الكبيرة، نملك النفط والغاز ونملك ايضا معادن عديدة بما فيها اليورانيوم، الذهب، الفضة، النحاس، الحديد والمنغنيز... والخ، كلها غير مستعملة وغير مستخرجة، ايضا نملك مصدرا آخر للثورة، وهو السياحة الدينية، لدينا اماكن اسلامية مقدسة شيعية وسنية، لدينا النجف الاشرف وكربلاء والكاظمية وسامراء وكذلك لدينا الامام الاعظم في الاعظمية والشيخ عبدالقادر الكيلاني في بغداد، فسنويا بإمكان الملايين من المسلمين ان يأتوا الى العراق، العام الماضي مثلا اكثر من (5) ملايين زاروا العراق، فاذا تتحسن الظروف ممكن أن يرتفع العدد الى (10) ملايين او (15) مليونا، وهذه ايضا ثرورة كبيرة للعراق.
العراق إذاً بإمكانه أن ينهض من كبوته ويعيد بناء أمجاده ويعيد بناء وطنه، وهناك حقيقة بأننا ورثنا بلدا خرابا مهدما، كل شيء في هذا العراق كان مهدما والآن نحن بحاجة الى خطة منظمة ووضع خطة خمسية لاعادة بناء العراق من جديد، كذلك نحن بحاجة ايضا الى الاستثمارات الاجنبية ومنها الاستثمارات الصينية، نحن نحتاج الى الصين لتأتي وتستثمر في العراق في جميع المجالات، والصين الحمد لله، عندها زيادة في النقد الاجنبي فبامكانها أن تستثمر مليارات الدولارات في العراق في جميع المجالات، في النفط، في الغاز، في المعادن، في الكهرباء، في اعادة المساكن وفي بناء العراق، ولكم خبرة ايضا في هذه المسائل، فكل هذه المجالات مفتوحة وخاصة أن الشعب العراقي يكن احتراما للشعب الصيني، والقيادة العراقية تشجع الوجود الصيني في العراق، لذلك الصين تستطيع أن تلعب دورا كبيرا في اعادة اعمار العراق، فالعراق كما قلت بحاجة الى كل شيء لأنه بلد مخرب ويجب أن نبنيه من جديد، في بعض الاماكن يجب ان نبدأ من الصفر لإعادة الاعمار.
المحاور: ما هي الخطة التي سيتم اتباعها من قبل الحكومة العراقية بصورة ستراتيجية لاستقلال الصناعات النفطية في العراق ؟
-الرئيس طالباني: انا الآن لا استطيع ان اعطيك التفاصيل ولكن وفق الخطوط العامة خطتنا ان الاستثمار يكون عن طريق عقود، الشركات تؤجر للاستثمار، نعطيها حق الايجار بحيث تبقى الثروة النفطية ثروة عراقية ثم نحاول ان نبني مصافي ثم نحاول ان نستفيد من الغاز الذي ينبثق من آبار النفط، ففي العراق في كل آبار النفط الغاز يشتعل ويذهب هباء، نريد ان نستفيد من هذا الغاز ايضا الذي يصدر من الآبار النفطية وبالتالي نريد ان نجعل الصناعة النفطية صناعة وطنية من الانتاج، الاستخراج الى التصفية، وان يكون لدينا مصاف كافية لتلبية الاحتياجات ونطمح أن نوصل انتاج النفط العراقي الى حوالي (10) ملايين برميل في اليوم ولدينا امكانيات واسعة حقيقة بعد توقيع عقود العام الماضي مع (12) شركة بما فيها شركة صينية، عقدنا اتفاقات، بإمكاننا توقيع عقود أكثر ايضا وكذلك لدينا الغاز وبإمكاننا أن نستثمره وكل ذلك يساعدنا على اعادة بناء العراق وبناء البنية التحتية للمجتمع العراقي بحيث نتجه الى الصناعات المعدنية المفيدة في العراق والصناعات الاخرى التي تتعلق بحياة الشعب، بالزراعة وبالتنمية، طبعا لا نطمح أن ننافس الصناعات العالمية، صناعات أمريكا او الصين او المانيا، لكن نطمح أن تكون لنا صناعات معينة ترتبط بالزراعة وترتبط بحياة الشعب وترتبط بالضرورات اليومية، لذلك يمكننا أن نقول إن العراق يتجه نحو نهضة سريعة في جميع الميادين.
المحاور: شهدت شوارع بعض الدول ومنها العراق تظاهرات تدعو الحكومات لتقديم الخدمات الاساسية والمعيشية، ما هي الخطوة الحكومية بشأن تحسين معيشة الشعب العراقي ؟
-الرئيس طالباني: لنأخذ مشكلة الكهرباء مثلا، حتى نبني محطة كهربائية كم نحتاج، سنة أو سنة ونصف، والآن نحن نسعى وخصصنا مليارات الدولارات لبناء المحطات الكهربائية ويمكن أحد اهداف زيارة رئيس الوزراء الى الصين هو تشجيع الصين لبناء محطات كهربائية عديدة في العراق، العراق بحاجة الى عشرات محطات الكهرباء، او مثلا، الخدمات الاخرى التي تحتاج الى وقت، وخاصة الكهرباء مهم بالنسبة للعراق وللاستثمار.
هنالك شيء آخر، نحن نظامنا فيدرالي، كل المحافظات لها ميزانيتها الخاصة فالمحافظات اذا لم تصرف ميزانيتها لا تقع المسؤولية على عاتق الحكومة المركزية بل تقع عليها، فعليها ان تصرف ميزانيتها، فأحيانا هناك محافظات لا تستطيع صرف كل ميزانيتها وطبعا يبقى الناس مستائين لذلك يطالبون بتغيير الادارات والتظاهر للمطالبة باعادة الانتخاب...الخ.
هناك نقطة مهمة وهي أننا في بداية ممارسة الديمقراطية، لم نتعلم بعد ان نمارس الديمقراطية بشكل سليم وبشكل مسؤول، لذلك تحدث تجاوزات احيانا، انا شخصيا أشجع التظاهرات وأتدخل لأي اعتقال ضدهم لان ذلك حق دستوري وانا كرئيس جمهورية مسؤول عن حماية الدستور ومسؤول عن تطبيق الدستور ومسؤول عن مراقبة الاجهزة الحكومية لتنفيذ الدستور، فأي خرق للدستور استطيع أن أتدخل، لذلك عندما يعتقل مواطنون أتدخل مباشرة لإطلاق سراحهم.
المحاور: للعراق دول مجاورة، فكيف تعلقون على علاقات العراق مع هذه الدول اضافة الى كيفية تسوية النزاعات في المستقبل ؟
-الرئيس طالباني: علاقاتنا السياسية مع جميع الدول جيدة، علاقاتنا السياسية مع تركيا جيدة ولدينا اتفاقية تحالف ستراتيجي ولدينا اكثر من (40) اتفاقية موقعة بين الطرفين في المجال التجاري والاقتصادي، مثلا، العلاقات التجارية مع تركيا العام الماضي بلغت (10) مليارات دولار، فقط في منطقة اقليم كردستان حجم التجارة مع تركيا تجاوز (7) مليارات دولار، وكذلك العلاقات السياسية مع ايران جيدة وكذلك العلاقات السياسية مع الكويت جيدة، هنالك مشاكل في موضوع المياه، هناك انهار تنبع خارج العراق وتدخل العراق ولكن هذه الانهار دولية، هذه الانهار بنظرنا تخضع للقوانين الدولية، الدول صاحبة المنبع تعتقد انها هي تملك حق التصرف بالنهر حتى هنالك نظرية في تركيا تقول (الله وهب العرب النفط ووهب الاتراك المياه) ونحن لا نوافق على هذه النظرية، نحن نعتقد ان هذه انهار دولية تخضع للقانون الدولي ولنا حصتنا من هذه الانهار.
وفيما يتعلق بموضوع الكويت، الكويت تعرضت الى عدوان صدامي غادر، فصدام حسين قام بعدوان غادر على الكويت رغم ان الكويت قدم له مساعدات سخية في حربه ضد ايران وصدام حسين نهب الكويت واشعل آبار النفط وألحق أضرارا كبيرة بالكويت وطالبت الكويت العراق بالتعويضات والامم المتحدة اقر هذه التعويضات ونحن ندفع لهم التعويضات الى الآن، وهناك مسألة الحدود، نحن نوافق على الحدود البرية واقررنا ذلك وفق العلاقات الدولية والقوانين الدولية والاتفاقات السابقة، نحن اقررناها وانا شخصيا ابديت الاستعداد للكويت بان اقدم لهم رسالة جديدة الى الامين العام للامم المتحدة لنؤكد لهم احترامنا للاتفاقيات السابقة حول الحدود البرية، تبقى هنالك مشكلة البحر، نحن نعتقد انه يجب ان يكون هنالك نوع من التعاون الاخوي بين الكويت والعراق من اجل ان يكون العراق له حق ايضا في الاستفادة من منبعه من النهر او البحر، يكون مشتركا، وانا آمل ان نتوصل الى حل بشأن هذه النقطة ان شاء الله قريبا.
المحاور: ما هو رأيكم حول التقلبات السياسية في الدول العربية مثل البحرين وتونس ومصر وليبيا، وكذلك التيار الديمقراطي في المنطقة العربية ؟
-الرئيس طالباني: كل بلد له خصوصية، البحرين جزيرة صغيرة شعبه عربي ولكن مذهبه شيعي والشعب الشيعي البحريني يتبع الى النجف الاشرف، فالنجف الاشرف في العراق هو مركز شيعة العالم اي فاتيكان الشيعة في العالم، فلما قاموا في البحرين بمظاهرات اصدر البرلمان العراقي قرارا بتأييدهم والحكومة العراقية اصدرت بيانات لتأييدهم، هذا الموقف ادى الى توتير العلاقة بيننا وبين البحرين وبيننا وبين السعودية التي ارسلت قوات الى البحرين، نحن في العراق وانا شخصيا بذلت جهودا كبيرة من اجل تحسين العلاقات مع المملكة العربية السعودية وكانت علاقاتنا جيدة مع البحرين الى ما قبل المظاهرات ونحن نعتقد ان العراق يجب ان تكون له علاقات حسن جوار واخوة وتعاون مع الدول العربية وخاصة مع السعودية والكويت والدول العربية في الخليج، فيما يتعلق بما حدثت في هذه البلدان، مصر شعبه عظيم وذو حضارة، ذو ثقافة، استمر الحكم الدكتاتوري هنالك عشرات السنين وكان الرئيس حسني مبارك يحاول توريث ابنه مما ادى الى استياء الشعب المصري وقاموا بانتفاضة شعبية واسعة تريد الديمقراطية والحقوق المدنية والسياسية للشعب المصري، نحن طبعا في العراق نتعاطف مع الشعب المصري ونتعاطف مع الديمقراطية، نحن بدأنا بالديمقراطية في المنطقة العربية، العراق اول دولة عربية اقامت الديمقراطية واقامت التعددية الحزبية، عشرات الصحف تصدر يوميا من اقصى اليمين الى أقصى اليسار، عندنا احزاب عديدة، عندنا اتجاهات سياسية مختلفة وهناك فضائيات عديدة... والخ، فالعراق كان في طليعة المسيرة الديمقراطية في المنطقة، لذلك العراق يؤيد الديمقراطية في العالم العربي ولكن لا نريد التدخل في شؤونها، نحن نختلف عن الآخرين، نحن نؤيد حق الشعب الليبي مثلا في تقرير مصيره، انا شخصيا لا اؤيد تدخل الطيران الخارجي ليغير على الشعب الليبي لفرض ارادة معينة، فهذا لا يجوز، نحن نعتقد ان الشعب الليبي هو الذي يقرر مصيره كذلك الشعب التونسي هو الذي يقرر مصيره وكذلك الشعب المصري، نحن طبعا مهتمون بمصر بصورة خاصة لان مصر دولة عربية كبيرة مهمة تأثيراتها على العالمين العربي والاسلامي خطيرة جدا، لذلك يهمنا ان يسود مصر نظام ديمقراطي برلماني ويكون للشعب المصري فعلا دوره في هذا النظام، ونتمنى ان ينال الشعب المصري مثل هذا النظام.
المركز الصحفي لرئاسة جمهورية العراق.