نص خطاب الدكتور اياد علاوي رئيس القائمة العراقية
06/10/2011شبكة اخبار نركال/NNN/
فيما يلي نص خطاب الدكتور اياد علاوي رئيس القائمة العراقية، بتاريخ 6/10/2011.
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الشعب العراقي الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد عبرت نتائج الانتخابات النيابية عن قوة الوحدة، وعمق الوعي لدى العراقيين الكرام.
ومع إن الانتخابات جاءت بنا أولاً، إلا إن الانسدادات في طريق تشكيل العراقية للحكومة باتت واضحة بتظافر إرادات سياسية داخلية وإقليمية ودولية معلومة. لا حاجة لتكرار مَنْ تُمَثلْ هذه الإرادات.
تنازلنا عن استحقاقنا في تشكيل الحكومة نزولاً عند مصلحة البلاد التي لم تكن لتغيبَ عنا في أحلكِ الظروف، مقابل الاتفاق على شراكة حقيقية في إدارة الدولة وعلى رأس ذلك اتخاذ القرار السياسي والاستراتيجي ذلك الاتفاق الذي تم إبرامه على طاولة السيد مسعود البارزاني وفي اجتماعات متواصلة لاحقة في بغداد تمخض عنها تسعة محاور مهمة جداً في موضوع الشراكة الحقيقية.
بعد مرور ما يقارب السنة على ذلك الاتفاق لا تزال هذه الشراكة غائبة، والتنصل عنها سمة تتجدد في مواقف قيادة دولة القانون وممارساتِها، ولا يزال الانفراد في اتخاذ القرار حاكماً لإدارة السلطة بما يضع علامات استفهام كبيرة حول حقيقة الديمقراطية والتعددية السياسية وحرية التعبير والتداول السلمي للسلطة ومستقبل الوضع السياسي في العراق.
هذه السياسات الارتجالية في بيئةٍ من الفساد القاسي والعميق وهو ينخر جسد بلدٍ مشلولٍ يعتاش على ريع النفط دون القطاعات الأخرى، تَسيرُ بالعراق نحو هاويةِ خطيرة لا سمح الله.
إن الأمن في تدهور خطير، والاستقرار متزعزعٌ، والاقتصاد في تراجع والبطالة مستشرية ومساحات الفقر في تزايد والخدمات متدنية أو متوقفة، والفساد المالي والإداري أصبح هو القاعدة وليس الاستثناء وعلاقات العراق الدولية والإقليمية متوترة وغير واضحة، في غياب تامٍ لأية خطط واقعية وطويلة الأمد، بل واعتماد المعالجات الترقيعية والسريعة.
كل ذلك وضع العراق في موقع ضعيف يُغري القاصي والداني من الدول التدخل في أوضاعه الداخلية بشكل أصبح ينفر منه العراقيين ويزيد من خطورة الأوضاع في العراق.
بناء على ما تقدم، ولتنصل من يدعي الشراكة عن روح الشراكة الحقيقية وتخليه عن الالتزام بالاتفاقات والتوافقات وغياب حسن النوايا، وتقديراً لمصلحةِ العراق العليا، وتلمساً لرغبة مراجع الدين الكرام، أعلن مرة أخرى حيث أعلنت ذلك قبل أشهر عدة من أنني أرفض أن أكون في رئاسة مجلس السياسات أو عضواً فيه، رغم إن هذا المجلس هو من الاستحقاقات الانتخابية وقاعدة الشراكة الوطنية فضلاً عن إن إقراره جاء مستنداً إلى التوافقات السياسية والتي جاءت بالحكومة الحالية. ولن اقبل لبلادي بان شعبنا لا يزال يرزخ تحت وطأة الطائفية السياسية والجهوية المقيتة والرعب والاعتقالات العشوائية وقوانين المخبر السري والإرهاب والاجتثاث السيئة الصيت وتزايد الجوع والفقر وانعدام الأمن والخدمات والإنفراد في القرار السياسي فضلاً على ذلك لهذا فأننا لا نريد أن نكون شهود زور على المعاناة التي يمر بها شعبنا الكريم وبهذه المناسبة أُطالب التحالف الوطني والتحالف الكردستاني وسائر الكتل وخاصة دولة القانون بالعمل على تحقيق كل مفردات الشراكة في التوازن الوطني وإلغاء الطائفية السياسية والشراكة في القرارات الإستراتيجية وإقرار النظام الداخلي لمجلس الوزراء وتنفيذ وثيقة الإصلاح السياسي والشراكة الواقعية في الملف الأمني والعسكري وإلغاء القوانين المسيسة فوراً كالاجتثاث والإرهاب والمخبر السري.
وبنفس الوقت فإنني لن أتخلى عن التزاماتي تجاه العراق وشعبه الكريم لحين تحقيق الكرامة والرفاهية له وسأواصل العمل في صفوف العراقية، وحركة الوفاق الوطني العراقي، هذه الحركة المناضلة التي وقفت بوجه الدكتاتورية منذ عام 1975، متواصلاً مع جماهير شعبنا الكريم من خلال مجلس النواب الموقر وقيادته الحكيمة وفي وسط جماهير الانتفاضة في سوح التعبير السلمي عن الرأي مستمراً برفضي لمسار الذل والعار الذي لحق بالعراق وفي بناء الدولة الوطنية المدنية، دولة العدالة والمساواة والقانون والحريات، دولة من كل العراقيين والى كل العراقيين.
والله ولي التوفيق
والله هو الناصر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اياد علاوي
رئيس كتلة العراقية
السادس من تشرين الثاني 2011