نص خطاب السيناتور جون ماكين في يوم تقبل خسارة الانتخابات الامريكية
07/11/2008شبكة اخبار نركال/NNN/
المرشح الجمهوري السابق جون ماكين يقر بهزيمته ويهنئ الرئيس المنتخب
فينيكس، أريزونا/ وصف المرشح الجمهوري السناتور جون ماكين الانتخابات الرئاسية التي انتهت ليلة الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2008 بفوز منافسه الديمقراطي باراك أوباما بفارق كبير عليه، تلك الانتخابات بأنها كانت تاريخية.
وقال ماكين في كلمة ألقاها في حشد من أنصاره بولايته ليلة أمس: " هذه انتخابات تاريخية، وأنا أدرك مغزاها الخاص بالنسبة للأميركيين-الأفارقة وللفخر الخاص الذي لا بد وأنهم يشعرون به الليلة. ولقد آمنت دوماً أن أميركا تمنح الفرصة لجميع الكادحين المثابرين الذين يغتنمونها. والسناتور أوباما يؤمن بذلك أيضا."
وقال: "في الماضي، كانت أوساط كثيرة تعتبر مجرد دعوة الرئيس ثيودور روزفلت، قبل قرن، بوكر تي. واشنطن (الزعيم الأسود) لتناول العشاء في البيت الأبيض أمراً شائناً يثير السخط... أما اليوم، فإن أميركا بعيدة جداً عن التعصب الأعمى القاسي البغيض الذي ساد تلك الفترة من تاريخنا. وما من دليل على ذلك أفضل من انتخاب أميركي-إفريقي رئيساً للولايات المتحدة."
وقال ماكين: "ولم يعد هناك الآن أي سبب لأن لا يفخر كل أميركي بكونه مواطناً في هذا البلد، أعظم بلد على وجه الأرض. لقد أنجز السناتور أوباما أمراً عظيماً لنفسه ولوطنه."
وفي ما يلي مقتطفات من كلمة المرشح الجمهوري السابق ماكين:
أصدقائي، لقد وصلنا إلى نهاية رحلة طويلة. وقد قال الشعب الأميركي كلمته، وقال كلمته بوضوح. وقد حظيت قبل قليل بشرف الاتصال بالسناتور باراك أوباما لتهنئته على انتخابه الرئيس المقبل لهذه البلد الذي نحبه كلانا.
وفي منافسة بمثل ما كانت عليه هذه الحملة من الطول والصعوبة، فإن مجرد فوزه يستحق وينال احترامي لقدراته ومثابرته. أما كونه تمكن من الفوز من خلال بعث الآمال في صدور ملايين كثيرة جداً من الأميركيين الذين كانوا يعتقدون خطأ في وقت ما أن النتائج تكاد لا تؤثر عليهم وأن تأثيرهم على انتخاب رئيس أميركي يكاد يكون معدوماً فهو أمر أُكبره بشدة وأطريه لإنجازه.
لقد كانت هذه انتخابات تاريخية، وأنا أدرك مغزاها الخاص بالنسبة للأميركيين-الأفارقة وللفخر الخاص الذي لا بد وأنهم يشعرون به الليلة. ولقد آمنت دوماً أن أميركا تمنح الفرصة لجميع الكادحين المثابرين الذين يغتنمونها. والسناتور أوباما يؤمن بذلك أيضا.
ولكننا ندرك، كلانا، أنه ورغم أننا قطعنا شوطاً كبيراًً مبتعدين عن أعمال الظلم التي لطخت في يوم ما سمعة بلدنا وحرمت بعض الأميركيين من التمتع بجميع نعم المواطنية الأميركية، إلا أن ذكراها ما زالت قادرة على جرح المشاعر.
لقد أنجز السناتور أوباما أمراً عظيماً لنفسه ولوطنه.
هذه أوقات عصيبة لبلدنا. وإنني أتعهد له الليلة بالقيام بكل ما يمكنني لمساعدته في قيادتنا عبر هذه التحديات الكثيرة التي نواجهها. وإنني أحث جميع الأميركيين الذين أيدوني على الانضمام إلي، ليس فقط في تهنئته، وإنما أيضاً في تقديمنا لرئيسنا المقبل نوايانا الحسنة وجهودنا المخلصة للعثور على سبل توحد صفوفنا للتوصل إلى التراضي الضروري لتجسير خلافاتنا والمساعدة في إحياء ازدهارنا والدفاع عن أمننا في عالم خطر وتوريث أبنائنا وأحفادنا وطناً أقوى وأفضل من الذي ورثناه. فنحن أميركيون أشقاء مهما كانت خلافاتنا. وأرجو أن تصدقوني عندما أقول لكم إنه ما من علاقة أعتز بها أكثر من هذه.
ومن الطبيعي، من الطبيعي الشعور الليلة ببعض خيبة الأمل. أما غداً، فيجب علينا تخطي ذلك والعمل معاً للمضي قدماً ببلدنا مجددا.
لقد كافحنا، ناضلنا بأقوى ما يمكننا. ورغم أننا قصّرنا (عن بلوغ الهدف)، إلا أن الفشل هو فشلي لا فشلكم. وأنا أشعر بامتنان عميق لكم جميعاً للشرف العظيم الذي أسبغتموه علي بدعمكم لي وبكل ما قمتم به في سبيلي. وكنت أتمنى لو كانت النتيجة مختلفة يا أصدقائي.
كان الطريق صعباً منذ بدايته، ولكن دعمكم وصداقتكم لم يتزعزعا أبدا. وأنا عاجز عن التعبير عما أشعر به من دين إزاءكم. وأنا ممتن بشكل خاص لزوجتي، سندي، وأولادي، ووالدتي العزيزة... وجميع أفراد عائلتي، ولجميع الأصدقاء القدامى والأعزاء الذي وقفوا إلى جانبي خلال النجاحات والنكسات الكثيرة في هذه الحملة الطويلة. لقد كنت دوماً رجلاً محظوظاً ولكنني لم أكن محظوظاً في أي يوم بقدر ما كنت عليه لكل ما غمرتموني به من محبة وتشجيع. إن الحملات الانتخابية كثيراً ما تكون أصعب على عائلة المرشح مما هي على المرشح، وقد صدق ذلك في هذه الحملة. وكل ما أستطيع تقديمه كتعويض عن ذلك هو محبتي وامتناني والوعد بسنوات قادمة تكون أكثر هدوءا.
إنني لا أعرف أمراً آخر كان يمكننا القيام به لمحاولة الفوز في هذه الانتخابات. وسأترك أمر تقرير ذلك للآخرين. إن كل مرشح يرتكب أخطاء، وأنا واثق من أنه كان لي نصيبي منها. ولكنني لن أصرف لحظة من المستقبل في التأسف على ما كان يمكن أن يكون. لقد كانت الحملة، وستظل، أعظم شرف أسبغ علي في حياتي، ولا تملأ قلبي سوى مشاعر الامتنان على هذه التجربة والامتنان لأبناء الشعب الأميركي لمنحهم إياي فرصة منصفة للتعبير عن آرائي قبل اتخاذ قرارهم بأن شرف قيادتنا خلال الأربعة أعوام المقبلة يجب أن يذهب إلى السناتور باراك أوباما وصديقي القديم السناتور جو بايدن.
لقد كنت اليوم مرشحاً لأعلى منصب في البلد الذي أكن له حباً عظيما. وما زلت الليلة خادم هذا البلد. وهي نعمة كافية لأي كان، وإنني أشكر أهالي أريزونا عليها.
والليلة، أكثر من أي ليلة سابقة، لا أكن في قلبي سوى كل المحبة لهذا البلد ومواطنيه، سواء دعموني أو دعموا السناتور أوباما. وإنني أتمنى التوفيق للرجل الذي كان خصمي السابق وسيصبح رئيسي. وإنني أطلب من جميع الأميركيين، كما فعلت في الكثير من الأحيان خلال هذه الحملة، عدم اليأس بسبب الصعوبات الحالية، وإنما الإيمان، دوماً، بوعد وعظمة أميركا، إذ إنه لا يوجد ما هو محتم هنا.
إن الأميركيين لا يتوقفون (عن المهمة قبل تحقيقها) أبدا . إننا لا نستسلم أبدا. إننا لا نختبئ أبداً من التاريخ. إننا نصنع التاريخ.
شكراً، وبارككم الله وبارك الله أميركا.