نص كلمة رئيس الجمهورية في مؤتمر الشباب العراقي
30/04/2011شبكة أخبار نركال/NNN/
فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني كلمة إلى مؤتمر الشباب العراقي، الذي عقد تحت شعار المستقبل لنا بحضور أكثر من مئتين شاب عراقي، وألقى الكلمة نيابة عن فخامته مستشاره الأقدم الدكتور لطيف رشيد، الذي وجه دعوة إلى مجموعة من الشباب الحاضرين للقاء فخامة الرئيس لعرض أفكارهم وتصوراتهم والمشكلات التي تواجههم من اجل العمل على تيسيرها، وفي ما يأتي نص الكلمة:
"بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة الحضور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مناسبة طيبة يوفرها مؤتمركم هذا لتحية الشابات والشبان العراقيين وهم يضعون مبادئ أساسية ومهمة من خلال العمل الذي تعكف عليه النخبة الكريمة التي يجمعها هذا المؤتمر.
إن شعار المستقبل والثقة به وبقدرات الشباب على أن يكون المستقبل لهم ومن خلالهم للعراق هو مبدأ مهم يؤكد الثقة والطموح كما يؤكد الإصرار العملي لبلوغ الطموح عبر إرادة وتخطيط وعمل تنهضون به من أجل البناء والتقدم.
كما أن اعتماد الحوار والنقاشات كصيغة عمل في المؤتمر من أجل التوصل إلى نتائج مفيدة هو الآخر مبدأ مهم وأساس من مبادئ العمل في الحياة المدنية الديمقراطية، لا يمكن من دونه تجميع الجهود وتوحيدها وتفاعلها لصالح بناء المجتمعات والدول في هذا العصر الذي تنمو فيه لغة الحوار والعمل المشترك والإرادات الديمقراطية على حساب لغة الإنفراد والإستبداد والإقصاء التي تضمحل وتتراجع وتنحسر في عالمنا الحديث.
إن طاقات الشباب هي الرصيد الحيوي لأي مجتمع في بنائه وتطويره..ومن حسن الحظ أن مجتمعنا العراقي هو مجتمع شاب وذلك بفعل أن الشباب يشكلون أغلبية في المجتمع العراقي، وبما يعني أن الإمكانية البشرية للعمل والنهوض متوفرة من خلال سعة القاعدة الشبابية في العراق.
وبقدر ما تكون هذه النتيجة مهمة ورصيدا للمجتمع، فإنها تضع مسؤوليات متبادلة بين القطاع الشبابي من جهة وبين جهات التخطيط الحكومي من جهة أخرى..ففيما يبدو مطلوبا من الشباب أن يكونوا بمستوى المسؤولية التي ينتظرها المجتمع منهم في مجالات العمل والبناء والحرص على تثبيت ركائز النظام الديمقراطي ومؤسساته، فإن الجهات التخطيطية الحكومية تبدو هي الأخرى مطالَبة بالعمل على استيعاب الطاقات الشبابية وتهيئة جميع مستلزمات النهوض والعمل أمامها ووضعها في دائرة الإهتمام في كل المشاريع والبرامج التي تخطط لها الدولة وتسعى لتنفيذها.
لقد كان دور الشباب حيويا خلال هذه السنوات الثماني من عمر تجربتنا الديمقراطية، سواء في حماية الدولة والمجتمع من شرور الإرهاب وتطوعهم لخدمة أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية وتقديمهم التضحيات الغالية على طريق مقارعة الإرهاب والعنف والجريمة، أو في إسهامهم الحيوي في بناء الديمقراطية وتعزيز مؤسسات الدولة بالطاقات والخبرات التي اختصرت الزمن.
وأمام الشباب، بعد هذا، مسؤوليات أكبر لتعزيز دورهم وتطويره وبما يضمن استفادة المجتمع من أقصى طاقاتهم..ولعل مؤتمرا مهما مثل مؤتمركم هذا هو من الوسائل اللازمة لتزويد السلطات الحكومية والبرلمانية وأصحاب القرار والرأي العام بتصوراتكم وآرائكم بشأن السبل الأكثر فاعلية لتحرير طاقاتكم وقبل هذا توفير المستلزمات المطلوبة من الدولة لتحرير تلك الطاقات.
أشكركم، وأشكر السيدة صفية طالب السهيل والجهات المنظمة على هذه الدعوة الكريمة..وأتمنى لأعمال مؤتمركم النجاح بما يخدم أهدافكم الوطنية ويفيد المجتمع من طاقاتكم وخبراتكم المهمة..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"