نصر الله فحل توت بلبنان هيبة
ما زالت المنطقة العربية ترزح تحت نير الأفكار المتطرفة وتسمح لبعض الفرق أو الفئات والمنتفعين بان يتولوا أمرها ويتكلمون بلسان أبنائها. ولا زال الكثير من قادة تلك الحركات يعانون من عقليات مختلة وأمراض نفسية كثيرة بدءا من الحماقة وجنون العظمة إلى الأنانية وإلغاء حق الآخرين. ففي السابق طالما صفقنا لصدام وهو يجرح حكام الخليج بشتى العبارات السيئة بالرغم من حكمتهم في استغلال ثروات بلدهم وتسخيرها لرفاهية شعوبهم ولا زالت الكثير من الدول العربية والأحزاب والحركات السياسية تصفق لفحل التوت "نصر الله"بعد أن استبدل مصطلحات مثل المفاجأة وتحرير فلسطين والأبعد من تل أبيب بكلمة واحدة هي الصمود . ما زال الكثيرون يكذبون على أنفسهم ويتحدثون عن الخسائر التي ألحقها حزب نصر الله "فحاشه لله أن يحصر نفسه في تنظيمات بشرية وإلا لكان قد خلقنا جميعا بلحية غزيرة وبنطق خفيف لبعض الحروف"ويتمادون في التكلم عن خسائر إسرائيل متناسين لبنان الذي كان قبل أيام معدودة مصدر فخر للعرب في مجالات عديدة واليوم قد تحول إلى أشبه ما يكون بخرائب بعد أن فقد سياحته ويخسر يوميا الكثير من أبنائه العراة أمام تفوق إسرائيل الجوي هذا فضلا عن الخسائر المادية التي تجاوزت لحد ألان 2 مليار دولار والتي قد يحتاج لبنان إلى ألف دولة مانحة ليجمعها إذا توقفت الحرب .لماذا لا نسمح كشعوب متخلفة للتيارات العقلانية وللسياسة الهادئة بأن تطفو على السطح وتناضل من اجل انتزاع الحقوق ونسعى بدل ذلك وراء عمائم فارغة لا تقدم ولا تؤخر لا ترسم ولا تخطط فقط تصرح وتغامر على حساب الآخرين . في الأمس القريب خرج ملايين اللبنانيين إلى الشوارع وكأنهم توقعوا إلى ماسيئول إليه التدخل السوري- الإيراني في بلادهم وطالبوا بإيقافه ودفع أحرارهم في سبيل ذلك حياتهم ثمنا لكلمتهم الرافضة للوصاية والتدخل .
لماذا تصر العديد من التيارات السياسية على استخدام أجنحتها العسكرية رغم كونها متأكدة بأن ما تمتلكه من إمكانيات ليس سوى دبوس صغير في مواجهة مليون سيف ورمح؟
هل ما زالت الشعوب العربية مجبرة على دفع المزيد من التضحيات ثمنا لبهرجة هذا وتفاخر ذاك أم إن الأرض العامرة لا تملك حظوة في عيون أصحابها للتفكير بمليار حل يبقيها عامرة بدل حل واحد سيحولها إلى خراب شامل . وليت المشكلة تنتهي هنا فأبطالنا المغامرون يمتازون عن أبطال العالم بإصرارهم على الكذب بتحقيق النصر رغم الضربات التي يلحقها بنا الأعداء وبدل التنحي عن الساحة ثمنا للفشل أو حتى الانتحار كما فعل العديد من القادة عندما خسروا رهاناتهم العسكرية والسياسية نجد أبطالنا متشدقين بأسطورتهم وبخلودهم دون الارتكاز في ذلك على أسس عملية وليتهم اكتفوا بالحفاظ على دولتهم مستقلة وآمنة وابعدوا الغرباء عنها ليستحقوا أن نقول عنهم رغم عدم جدواهم حتى في ذلك"فحل التوت بالبستان هيبة"ولكنهم دائما يسعون إلى اختبار عضلاتهم الضعيفة ويكشفونها أمام النسور الجارحة فيصبح لبناننا وعراقنا... والى أخره من بساتيننا وكل ما فيها فرائس لمن يأكل ولا يشبع .