نعم ، لدينا شعب يمثله زوعا
هرمز طيرو hzdawood@yahoo.comانتهى العرس الأنتخابي في العراق ، وانتهت كذلك عمليات فرز الأصوات ، وحصلت كل قائمة على استحقاقاتها من المقاعد في البرلمان العراقي القادم ، وتبين أن الناخب قد ادلى بصوته للقائمة التي يرى فيها حلمه الذي سوف يتحقق ، فيما لو فازت قائمته ، التي من أجلها وضع أصبعه ( السبابة ) في السائل البنفسجي ، هذا الناخب الذي كان وعيه ، أو بتعبير أخر ، كان يملك وعيا ثقافيا واجتماعيا وسياسيا أكثر من وعي المرشحيين في بعض القوائم ، حيث حاول بعض اصحاب هذه القوائم على استدراج الناخب الى العواطف الطائفية والقبلية والمذهبية والمناطقية من جهة أو أستدراجه للتباهي بالماضي وباشكال تجريدية من جهة أخرى .
الواقع ، ويتطلع الى المستقبل بواقعية متحركة ، هذه الواقعية التي جذورها تمتد الى عمق التاريخ لكن الناخب " الكلدوأشوري السرياني " استطاع وبوعي غير مسبوق ، أن يرتفع الى المستوى والتي لا يمكن من تغيرها أو تشويهها ، بأقامة علاقات أو تحالفات مؤقته ، مرتبطة بأفرازات مرحلية ذات ابعاد محدودة ، وبمجرد الأنتهاء من هذا البعد ( الذي هو أساس تحالفهم الغير حقيقي) ومن أفرازاته، التي وبأعتراف الجميع ، هي أفرازات لحالات سيئة موجودة داخل البعض من أبناء شعبنا " الكلدو أشوري السرياني " ، عليه فأن هذا النوع من التحالف المبني اساسا على المصالح الذاتية والطائفية والفئوية الضيقة ، سيتفكك ويزول ، بزوال أسباب وجوده ، وهذا ما حدث وجرى ( لقائمة التجمع الوطني الأشوري ) في الأنتخابات السابقة والتي جرت في 30 / ك2 / 2005 ، وكذالك فأن الحالة هذه ستشمل قائمتي 752 و800 لأن تحالفهم مبني على ارضية هشه وله جذور ( مع كل الأسف ) مليئة بالحقد والكراهية وعدم الفهم لمعاني الديمقراطية ، وهذا واضح للقاصي والداني من خلال كتاباتهم قبل الأنتخابات ، وقد كنت متشائما من امكانية تغير هولاء لسلوكهم ، بعد الأنتهاء من عملية الأقتراع واعلان النتائج من قبل المفوضية العليا المستقلة للأنتخابات ، لان تغير الأنسان لسلوكه يحتاج الى الوعي المطلق ، لذا نرى أن الهولاء قد عادوا بالكتابة مرة اخرى ، بعد التزامهم بالهدوء ، نتيجة الدهشة التي اصابتهم من نتائج الأنتخابات ، لأنه كان لديهم حساباتهم الخاصة البعيدة عن واقع شعبنا ، أقول ، عادوا مرة أخرى بنشر أكاذيبهم ، والمحاولة في خلط الأوراق ، والهجوم الغير مبرر على الحركة الديمقراطية الأشورية " زوعا " فقد كان المطلوب من الهولاء بعد اعلان النتائج ، التداروس في الوضع " الكلدوأشوري السرياني " ما بعد الأنتخابات ، وايجاد الصيغ الملائمة للعمل المشترك ،وألتفاف كل الكيانات العائدة لشعبنا حول الحركة الديمقراطية الأشورية ، وتجاوزخلافاتهم والعمل يدا واحدة لأجل قضايا شعبنا ووحدته الحقيفية . واليكم نموذجان من هذا النوع من الكتابة السيئه التي لا تخدم شعبنا وأمتنا بقدر ما تخدم الأخرين .
أولآ : بتاريخ Jan / 15 / 2006 نشر السيد حبيب تومي في Ankawa . Com مقال بعنوان " نأمل أن لاتتورط حركة الزوعا في متاهات تقويض كنيسة المشرق " وقد ورد في المقال الكثير من الأخطاء السياسية والفكرية ، عليه ومن أجلا طرح الحقيقة ، فأنني سأحاول الرد على بعض النقاط وكما يلي :
1 ـ هنالك خطأ واضح في عنوان المقال ، وهذا يدل على أن صاحب المقال يجهل حتى لغة الأم ، فما بالك بقراءته السياسة عن الوضع السياسي للأم . فقد كتب ( نأمل أن لاتتورط " حركة الزوعا " كيف جمع السيد تومي بين كلمة " حركة " التي تعني بلغة الأم زوعا ، وكلمة " الزوعا " التي تعني باللغة العربية الحركة ) فقد كان الأجدر به حذف اما كلمة الحركة واما كلمة الزوعا ، وتكون الجملة ( نأمل أن لا تتورط الحركة الديمقراطية الأشورية " الزوعا " ... الخ ) .
2 ـ نعم ، في اعقاب سقوط النظام الدكتاتوري في 9 / نيسان / 2003 ، نزل مسلحو الحركة الديمقراطية الأشورية من مقراتهم في اقليم كردستان العراق الى سهول نينوى ( التي هي طفولة شعبنا وأمتنا الرائعة ) وقد كان نزولهم من أجل حماية شعبنا هناك من القتل والسرقة التي كان يمارسها البعض ، وكان من الطبيعي أن يرحب أبناء أمتنا في هذه القرى بقدوم ابطال الحركة ، لأن احاسيسهم ومشاعرهم كان بأن الحركة هي جزء منهم وهم جزء من الحركة ، وقد ذكر السيد تومي بأن الساحة السياسية كنت شبه خالية من اية تنظيمات سياسية ، ولكنه لم يذكر لنا ، لماذا كانت الساحة السياسية شبه خالية ، ولماذا لم ينزل مسلحو باقي الأحزاب ( التي يتعاطف معهم الأن ) الى سهول نينوى العظيمة .
2 ـ أن موقف الحركة الديمقراطية الأشورية من كنيسة المشرق الأم ( كنيسة الشرقية القديمة ، كنيسة الكاثوليكية الكلدانية ، كنيسة المشرق الأشورية ، كنيسة السريان الكاثوليكية والارثوذكسة ) هو أن جميع هذه الكنائس المباركة هي كنائسنا جميعا ، وأن الحركة لا تفرق بين كنيسة واخرى ، ولا تتدخل في شوؤنهم الأدارية ، لا من القريب ولا من البعيد ، وأن هذا النهج واضح من خلال الخطاب السياسي للحركة الديمقراطية الأشورية منذ تأسيسها في 12 / نيسان / 1979 ولحد الأن . أما حول تائيد الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية للتسمية المركبة " الكلدوأشورية " وبعد ذلك سحب هذا التائيد ، فأن اعتقادي الشخصي ، بأن هذا السؤال يجب أن يوجه الى الكنيسة الكلدانية ، لأن الجواب حتما سيكون عندهم ، أما من جانب الحركة ، فأن الحركة الديمقراطية الأشورية ، كانت ولا تزال تؤمن وبشكل مطلق ، بأننا أبناء شعب واحد بكافة تسمياته ، وما هذه التسميات ( الكلدانية السريانية الأشورية ) ما هي ألا تسميات لمكون واحد نفخر ونعتز بها جميعا ، ولم تحاول الحركة على تمرير تسمية على حساب تسمية أخرى ، لا في قانون أدارة الدولة ولا في مسودة الدستور العراقي .
3 ـ لقد حاول السيد حبيب تومي في أقحام الحركة الديمقراطية الأشورية في الاحداث المؤلمة التي حدثت في ( كنيسة المشرق الأشورية ) وبما أنني لا أرغب في الدخول أو الحديث عن هذه المواضيع الحساسة ، ألا أنه صدر بيان من اللجنة المركزية للحركة بهذا الخصوص ، حدد فيه موقف الحركة من الأحداث ، وهو موقف ثابت لا يتغير بتغير الظروف ، لأن موقف الزوعا كما قلت ، هو في عدم التدخل في الشوؤن الأدارية الداخلية للكنيسة ، وذلك لأن الحركة الديمقراطية الأشورية تؤمن ( وهي حركة علمانية ) بفصل السلطات .
ثانيا : بتاريخ Jan / 18 / 2006 أي بعد ثلاثة أيام المقالة اعلاه ، نشر السيد تيري بطرس في Ankawa . Com ايضا ، مقال بعنوان ( الرجاء اعلامي ، هل لنا دولة يقودها زوعا ) ، فالمقال ومن القراءة الاولى ، فيه الكثير من المغالطات وتشويه الحقائق ، لأنني اعتقد بأن مهمة المثقف في المجتمع ( اذا كان من امثال الهولاء يعتبرون انفسهم بأنهم مثقفيين ، وأنا اشك بذلك ) هي في نشر ثقافة التسامح والصدق وقول الحقيقة والنقد الموضوعي ، ولكن الذي نقرأه ونسمعه من الهولاء ، ليس الا التلاعب بالألفاظ ، ونشر الأكاذيب ، والكتابة بأسلوب الهدف منه ، هو خلق البلبة الفكرية لدى أبناء شعبنا ، خدمة لمشروعهم الطائفي والحزبي الضيق .
عليه فأنني ساقوم ادناه بالرد على بعض الملاحظات التي ذكرها السيد تيري في مقاله اعلاه وذلك من أجل ذكر الحقيقة ، الحقيقة التي نؤمن بها ، والتي هي من معطيات الواقع .
1 ـ في الأنتخابات التي جرت في 15 / ك1 / 2005 خاض شعبنا الأنتخابات بثلاث قوائم وهي ( قائمة الرافدين 740 ، قائمة النهرين وطني 752 ، قائمة المؤتمر الأشوري العام 800 ) وقد كانت النتيجة التي تمخضت عنها الأنتخابات الديمقراطية ، هي فوز قائمة الرافدين 740 بمقعد واحد في البرلمان العراقي ، لذا يعتبر وبشكل طبيعي وديمقراطي ، أن مرشح ( قائمة الرافدين 740 ) هو ممثل شعبنا في البرلمان بصفته القومية اولآ ، لأن الأصوات التي حصل عليها ، هي اصوات الناخبين من أبناء شعبنا " الكلدوأشوري السرياني " وبالأضافة على ذلك ، فهو ممثل للشعب العراقي بصفته الوطنية ، لأننا جزء أصيل من هذا الشعب .
أما الذين فازوا بعضوية البرلمان بأصوات خارج عن أصوات شعبنا ، فهم ايضا جزء من أبناء شعبنا، ونكن لهم كل الأحترام ونبارك تواجدهم في البرلمان العراقي ، لكنهم ليسوا ممثلي لشعبنا في البرلمان ، وهذه بديهيه ولا تحتاج الى التفكير ولا الى التنظير .
2 ـ بكل مقايس الديمقراطية ، تعتبر الحركة الديمقراطية الأشورية " زوعا " هو ممثل شعبنا في العراق وليس في ( ايران ، سوريا ، لبنان ، روسيا ، جورجيا ، ارمينيا ) ، حسب ادعاء السيد تيري ،لأن شعبنا في ايران وسوريا لهما ممثلين في البرلمانين الأيراني والسوري ، منتخبين من قبل شعبنا هناك ، ونتمنى أن يحدث ذلك في روسيا وجورجيا وأرمينيا ولبنان وفي كل البلدان التي يتواجد فيها شعبنا . أما في العراق ، حيث مارس شعبنا " الكلدوأشوري السرياني " خلال العقدين الاخيرين ثلاث مرات حقه الطبيعي في أنتخاب ممثليه وكما يلي :
A ـ انتخاب ممثلي شعبنا في البرلمان الأقليمي لكردستان العراق لعام 1992 ، حيث فازت الحركة الديمقراطية الأشورية بنسبة 80 % من أصوات الناخبين لأبناء شعبنا .
B ـ في الأنتخابات التي جرت في 30 / ك2 / 2005 فازت الحركة ( قائمة ذي الرقم 204 ) بنسبة 76 % من أصوات شعبنا .
C ـ في الأنتخابات الأخيرة والتي جرت في 30 / ك1 / 2005 فازت الحركة الديمقراطية الأشورية وبالائتلاف مع المجلس القومي الكلدوأشوري السرياني في الأنتخابات بعد حصول قائمة الرافدين 740 على أصوات شعبنا وبنسبة 85 % .
D ـ كانت الحركة الديمقراطية الأشورية هي ممثل لشعبنا في المجلسين ( مجلس الحكم ومجلس الوزراء ) اثناء فترة بول بريمر ووزارة الدكتور اياد علاوي وبالأضافة الى وزارة الدكتور ابراهيم الجعفري ، وذلك كأستحقاق أنتخابي .
E ـ كان صوت الحركة هو صوت " الكلدوأشوري السرياني " في كافة المؤتمرات التي عقدتها المعارضة العراقية اثناء حكم الطاغية ( مؤتمر بيروت ، مؤتمر صلاح الدين الأول ، موتمر فينا ، مؤتمر نيويورك ، مؤتمر لندن ، مؤتمر صلاح الدين الثاني ) وكذلك حصلت الحركة على اعتراف رسمي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية " اقوى دولة في العالم " بكونها فصيل من الفصائل العراقية المعارضة . واخيرا ، مثلت الحركة الديمقراطية الأشورية شعبنا في مؤتمر القاهرة للمصالحة ، وبدعوة رسمية من قبل السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية .
وبعد كل هذا السرد ، يبقى السؤال الذي يمكن أن يطرح دائما ، هل أن الحركة الديمقراطية الأشورية التي حصلت على ثقة شعبنا ( الكلدو أشوري السرياني) وعلى المكانة الرفيعة لدى عموم الشعب العراقي ، جاء نتيجة قيام الحركة بأنقلاب عسكري ، أم أن هذه الثقة وهذه المكانة هما نتيجة المعاناة الطويلة ، والتضحيات الكثيرة ، والعمل الشاق لأكثر من ستة وعشرين عاما .
وأخيرا ، فأن الحركة تفتخر بنضال جميع الحركات التحرر الوطني في عقدي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي ( حيث حاول السيد تيري الأستخفاف منها ) . وكذلك فأن الحركة وعبر جميع الوسائل الأعلامية التي تمتلكها من ( السمعية والمرئية والمقرءة) لم ولن تستخدم كلمة " قائد لشعبنا ، بل أنها تستخدم استحقاقا انتخابيا هو " ممثل لشعبنا " حصلت عليه نتيجة الأنتخابات الديمقراطية ، وكما تفعل باقي القوائم .
مرة أخرى نقول ، أن تطور الأنسانية مبني ، أخر الأمر ، على مقاومة الشر ، على حد تعبير م . ن . دهالا وهو ( مفكر وقس هندي ) وأتمنى أن تقاوموا الشر الذي يتعشعش في نفوس البعض .