Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

نعم, ماذا يراد للعراق يا محمد ضياء عيسى العقابي؟ -1-

المقدمة: وجه السيد محمد ضياء عيسى العقابي رسالة مفتوحة موجهة لي ومنشورة في موقع الأخبار, كما قام السيد الدكتور عبد الخالق حسين بتعميمها, حيث طرح فيها السيد العقابي بعض الأسئلة التي تستوجب الإجابة والمناقشة, ثم عرض, كما في مقالات سابقة له, منجزات رئيس الوزراء نوري المالكي, التي تستوجب المناقشة أيضاً.
سأتجاوز الأسلوب الذي كتب به المقال, إذ لي معرفة ومودة سابقة بالسيد المهندس محمد ضياء عيسى العقابي تمنعني, حتى بدونها, عن ممارسة الأسلوب نفسه, في ما عدا العنوان الذي يحاكي عنوان المقال الذي كتبه حول مقالي الموسوم ماذا يراد للعراق؟ سأناقش القضايا الوارد في مقاله الموسوم : "ماذا يُراد للعراق يا كاظم حبيب ؟!!" يمكن مراجعة مقال السيد العقابي في موقع "الأخبار بتاريخ 14/3/2011.
وفي نفس اليوم نشر السيد الدكتور عبد الخالق حسين مقالاً مماثلاً من حيث الدفاع عن حكومة المالكي وإثارة الشكوك حول منتقديه وكأن مؤامرة مشتركة تدور في الأفق ضد المالكي, بعد توقفه لفترة عن الكتابة, حول مقالي المذكور نفسه. سأناقش القضايا التي طرحت في مقال الدكتور حسين بمقال خاص. يمكن مراجعة مقال الدكتور عبد الخالق حسين في موقع الأخبار أيضاً في 14/3/2011.

طرح السيد العقابي موضوعات كثيرة لا بد لي من مناقشة النقاط التالية:

1 . هل تخلى الصدريون عن ميليشيات جيش المهدي؟ وهل جمدت أو حلت فعلاً؟
2 . هل نظام المحاصصة الطائفية والقائم على الطائفية السياسية هو الصيغة المناسبة للحكم في العراق, أم النظام الذي يعتمد مبدأ الديمقراطية والمواطنة الحرة والمتساوية؟
3 . هل كانت مسيرة أياد علاوي ومن بعده إبراهيم الجعفري مسيرة لصالح الطائفية السياسية أم المواطنة المتساوية, وما دور الجعفري في ملء المؤسسات الأمنية بعناصر من المليشيات الطائفية الشيعية؟
4 . هل كان المالكي مستعداً للمساومة من أجل البقاء في الحكم ومهما كان الثمن؟
5 . هل كانت مسيرة الأسابيع المنصرمة, دع عنك مجمل السلوكية تعبر عن ديمقراطية المالكي والوضع العام في العراق أم عن سلوكية استبدادية نمطية؟
6 . ألا نلاحظ أن الحريات العامة في العراق في خطر وعلى عاتق الجميع تقع مسؤولية الدفاع عنها قبل أن نتحدث عن "بعد خراب البصرة".
7 . وهل كانت المظاهرات الشعبية ناتجة عن قوى بعثية وطغموية أم إن المتظاهرين كانوا من صميم هذا الشعب المعذب وما يعانيه من مشكلات أساسية؟ وهل معاقبة الحزب الشيوعي واعتقال الإعلاميين والصحفيين وتعريضهم للتعذيب هي الديمقراطية بعينها؟
8 . ومن المسؤول عن عمق الفساد الجاري في العراق؟ أليس النظام الدكتاتوري البعثي هو المسؤول عن كل ذلك رغم سقوطه قبل ثمانية أعوام؟ وما دور الحكومات العراقية المتعاقبة وقوى الاحتلال والشركات الأجنبية وقوى من الأحزاب السياسية الحاكمة في توسيع ذلك؟
9 . وهل ما أشرت إليه في مقالتي "ماذا يراد للعراق يجافي الحقيقة؟ ألا يعبر عن واقع معاش في العراق حالياً؟
وستتضمن المناقشة إجابات واضحة عن الأسئلة التي طرحها السيد العقابي وفق ما لدي من معلومات.

الحلقة الأولى
هل تخلى الصدريون عن ميليشيات جيش المهدي؟ وهل حلت فعلاً هذه المليشيات؟
كنت أتابع مقالات السيد ضياء العقابي خلال الفترة الأخيرة ودفاعه عن سياسات المالكي وإبراز "منجزاته" في كل مقالة يكتبها, وانتقاد من ينتقد سياسة المالكي بلغة هجومية على حسب المثل القديم يبدو وكأنه "ملكي أكثر من الملك نفسه" , ثم مطالبته قوى اليسار بتحقيق ثورة في فكرها وممارساتها وفق النهج الذي يتبعه في أعقاب مشاركة قوى اليسار في المظاهرات الشعبية احتجاجاً على الأوضاع السيئة التي تعيشها الغالبية العظمى من نساء ورجال العراق. وكان بودي أن أناقش ما جاء في مقالات السيد العقابي وغيره من الكتاب ممن استمرأوا واستمروا في الدفاع عن سياسات ومواقف نوري المالكي وحكومته وعجزوا عن رؤية المخاطر التي تحيط بالعراق وأوضاع الشعب. ولكني كنت اقول باستمرار لكل منا وجهة نظره ولكن يبقى الود والصداقة الاجتماعية بيننا, كما هي علاقة الاحترام المتبادل بين الأخ الدكتور عبد الخالق حسين وبيني رغم اختلافنا في بعض وجهات النظر بما فيها الموقف من سياسات المالكي.
لقد كنت مهموماً حقاً حين نشرت المعلومة التي وصلتني وتيقنت منها بالحدود الممكنة وثقتي بالمصدر من جهة, ومعرفتي سياسات وسلوك زعيم وقوى التيار القيادية والذي يقلدونه, وليس الكادحين البسطاء الملتفين حولهم, من جهة أخرى, أنصب تفكيري على طرح الاستفسار لكي أجلب الانتباه للمعلومة والتحري عن مدى صحتها ومن أجل أن نتمعن بما حصل في العراق خلال الأعوام الثمانية الأخيرة على أيدي المليشيات الطائفية المسلحة ومنها جيش المهدي وعصائب الحق وفيلق بدر وهيئة علماء المسلمين, إضافة إلى قوى القاعدة والبعث الصدامية المجرمة, مع حقيقة وجود كثرة من أعضاء ومؤيدي حزب البعث من "التوابين" من أتباع المذهب الشيعي أو غير التوابين من أتباع المذهب السني في صفوف المليشيات الطائفية الشيعية والسنية المسلحة. وفي الوقت الذي كان الشعب يتطلع إلى بناء عراق جديد على أنقاض الفاشية الدموية, بدأت قوات التحرير من نظام وشخص الدكتاتور صدام حسين وقوات الاحتلال في آن واحد, في بناء نظام المحاصصة الطائفي السياسي, كما بدأ في الوقت نفسه نشاط كبير للميليشيات الطائفية المسلحة سنية كانت أم شيعية. ورغم تراجع نشاط هذه المليشيات, فإنها كبنيات تنظيمية ما تزال قائمة ومستعدة في كل لحظة للحضور في شوارع وأزقة ومدن العراق, وهو ما أسعى ويسعى غيري للتصدي له ورفضه.
من متابعتي المستمرة لقوى التيار الصدري وميليشيات جيش المهدي وتحرياتي الشخصية وعشرات المقالات التي كتبتها حول هذا التيار خلال السنوات المنصرمة يمكنني الإشارة إلى بعض الملاحظات التي أرجو أن تقرأ بهدوء ويجري التفكير بها لأنها ليست من عندياتي, بل هي من خطب وتصريحات قيادات التيار وزعيمه وولي الفقه فيه:
1. إن زعامة هذا التيار الدينية تتسم بالتطرف الديني والتشدد المذهبي والتعصب والتمييز الطائفي السياسي, وهي تقترب في بعض أوجهها الدينية المتزمتة من المدرسة النزعات الوهابية المنطلقة من أرضية المذهب الحنبلي. وقد برهنت على هذا الموقف خطب وتصريحات وأقوال كل من كاظم الحسيني الحائري ومقتدى الصدر. وإذ يمكن إيراد الكثير من المقتطفات, أكتفي بما يلي:
" آية الله كاظم الحسيني الحائري: يا أبنائنا الكرام لا تقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذا الهجوم الشرس، واعلموا إن المجرمين من أزلام صدام والنواصب (أي أتباع المذهب السني عملياً وكل من يناصب أهل البيت العداء, ك. حبيب) بلاء مبرم لا بد من إزاحتهم عن الطريق، وكلما طالت أعمارهم ازداد فسادهم، ولا تخافوهم، واعلموا إن كيدهم إلى بوار ." (موسوعة الرشيد أخذ المقتطف في 15/3/2011.)
بيان لمقتدى الصدر في 4/12/2006: "أنا على يقين من أن قوى الظلام المتمثلة بالاحتلال وتابعيها من النواصب والبعثيين لا ينفع به وثيقة ولا عهد ولا مدينة منورة ولا سامراء المقدسة فلا عهد لهم عند الله ، ويريدون التحكم بنا ولكن هيهات أن نخضع لهم." (المصدر السابق نفسه).
2 . إن زعامة هذا التيار تلتزم بممارسة سياسة دينية متطرفة في تحريمها للكثير من الأمور وفي الموقف من المرأة وممارسة العنف واستخدام السلاح لمواجهة مناهضي فكرها أو توجهاتها الدينية, وهي تسعى لتسلم السلطة لبناء دولة دينية طائفية استبدادية. وفي ضوء ذلك شكل منذ البدء الجناح العسكري والذي أطلق عليه جيش المهدي, وهي ميليشيات طائفية سياسية مسلحة. وقد تشكلت ميليشيات جيش المهدي باعتبارها الجناح العسكري للتيار الصدري في حزيران/تموز من العام 2003. ونواة هذه الميليشيات المسلحة هي التي قتلت بعد سقوط النظام الدكتاتوري في التاسع من نيسان 2003 عبد المجيد الخوئي في صحن الأمام علي بن أبي طالب في النجف. لقد مارست ميليشيات جيش المهدي إرهاباً حقيقياَ في العراق في بغداد والوسط والجنوب وفي كركوك, وخاصة الحويجة بين 2003-2008. كما اتهمت هذه الميليشيات بتنفيذ عمليات قتل على الهوية مع القاعدة وهيئة علماء المسلمين وقوى البعث الصدامية, ومعها ميليشيات أخرى. وشاركت في التعذيب الوحشي للمعتقلين ونظمت محاكمات خارج القانون في النجف وفي مناطق أخرى واختطفت الكثير من البشر وهربتهم إلى إيران ليقتلوا هناك, كما اعتصمت هذه المليشيات في صحن الأمام علي بن أبي طالب وتسببت وساهمت بارتكاب جرائم بشعة, إضافة إلى الخراب الذي اصاب الصحن والقبب أو المنارات.
3. إن ميليشيات جيش المهدي ما تزال قائمة ويؤكد وجودها مقتدى الصدر ذاته إذ يعتبرها جيش عقائدي يمثل قوى المهدي المنتظر, وبالتالي فهو وكيل المنتظر الذي يقود عنه هذا "الجيش ", وبالتالي فليس من حقه تجميده أو حله. يقول مقتدى الصدر بهذا الصدد ما يلي:
"النسبة الكبرى منه (المقصود هنا جيش المهدي, ك. حبيب) تحت السيطرة، لو صح التعبير، ومطيعون ومخلصون ومؤمنون وواعون إن شاء الله وقادرون حتى على تحرير العراق مع بعض المقومات الأخرى إن شاء الله شيئا فشيئا. وأنا لست.. أصلا في موارد سابقة قلت أنا مو من حقي أن أجمد جيش المهدي لأن عنوان جيش المهدي عنوان عقائدي، الإمام المهدي يعني، وكل مسلم يجب أن يكون طائعا للإمام المهدي، المصلح خلينا نسميه، إذا الإمام المهدي تعبير شيعي، المصلح، لكل دين من الأديان هناك يسمى شيء يظهر في آخر الزمان مصلح. إحنا هذا الجيش هو جيش هذا المصلح إن شاء الله، سيكون في نهاية الزمان إن شاء الله ظهور له وسنكون إن شاء الله إذا إحنا موجودين وقادرين نفسيا وإيمانيا وجسديا وعسكريا على أن نكون من جنده فجميعنا من جنده إن شاء الله، فهو عنوان عقائدي لا يمكن حله.
غسان بن جدو: إلى ذلك الحين فهذا الجيش جيش المهدي هو قائم تحت قيادتكم، أليس كذلك؟
مقتدى الصدر: إن شاء الله." (من لقاء صحفي بين غسان جدو ومقتدى الصدر, راجع الملحق في نهاية المقال).
4 . كانت الميليشيات الصدرية وما تزال تمارس مهمتين هما:
المهمات العسكرية خارج نطاق القانون, ومهما سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية, وأن يختزلها مقتدى الصدر إلى مهمات عسكرية وثقافية.
وهذا التوزيع ليس من عندياتي أيضاً, فهو مأخوذ من تصريحات مقتدى الصدر في العام 2010. ويمكن القارئات والقراء الإطلاع عليه في الملحق أيضاً. علماً بأن المرجعيات الدينية الشيعية, ومنها مرجعية السيد السيستاني تؤكد بأن القوات المسلحة هي بيد الدولة وتخضع لقوانين الدولة. قال الشيخ جلال الصغير, وهو المعروف بتزمته الديني والطائفي, ما يلي بهذا الصدد: " في تصريح صحفي أمس الثلاثاء إن رأي المرجعية كان يؤكد منذ البداية على ضرورة أن تكون السلطة والقانون بيد الدولة ولا سلاح خارج إطار القانون.
وتساءل الصغير ان المرجعية الدينية لم تُسأل عندما تم تشكيل جيش المهدي حتى يتم التوجه إليها لأخذ رأيها في حالة حله مؤكدا بان من أسس جيش المهدي عليه ان يحله. ولفت إلى إن رأي المرجعية في أزمة النجف واضح باأها طلبت من جيش المهدي تسليم الأسلحة إلى الحكومة مشيرا إلى إن الهدف من هذا الأمر هو لإطالة الوقت والتحجج بحجج معينة" (راجع: موقع المعهد العربي الإلكتروني. أخذ المقتطف في 16/3/2011).
جاء جواب مقتدى الصدر عن سؤال غسان الجدو حول مشاركة تياره في الانتخابات وهل هذا يعني تخليه عن بقية الخيارات كما يلي:
"مقتدى الصدر: كنا ولا زلنا، أنت سؤالك لطيف وهناك أيضا شفنا التفاتة لطيفة أنه أنا أول مرة أدعو لانتخابات بلساني إن صح التعبير، سابقا لم أدع لها، إلا أن هذا لا يعني أن الخيار الوحيد هو السياسة وليس الخيار الوحيد لتحرير العراق هو السياسة لكن لا أريد أن أتقوقع في مجال واحد وهو المقاومة العسكرية، أنا سميتها المقاومة السياسية، هناك مقاومة عسكرية تمشي بحالها مقاومة سياسية تمشي بحالها ومقاومة شعبية أيضا كما في 9 نيسان مظاهرة مليونية قد تكون أو كانت مليونية الله العالم وأنها كل سنة تطلع هذه أيضا أسميها من هذه الناحية المقاومة الشعبية ومقاومة عسكرية ومقاومة سياسية هي دخولنا وانخراطنا في العملية الانتخابية عسى أن نحصل على إيصال -ليش نحصل على كراسي؟ الكراسي لفظ مو لطيف- نوصل بعض المؤمنين إلى كراسي البرلمان لكي يكونوا بابا لخدمة العراق واستقلاله وتحريره وإلى آخره واستتباب أمنه.
غسان بن جدو: يعني هل أفهم من ذلك بأنكم معنيون بخيارين يعني خيار العملية السياسية ما تسميه بالمقاومة السياسية وخيار العمل المسلح ما تسميه بالمقاومة العسكرية؟
مقتدى الصدر: كله مفتوح، ما دام نحن نقول..
غسان بن جدو (مقاطعا): هذان الخياران هما جزءان في صلب الآن..
مقتدى الصدر: (مقاطعا): مع الخيار الشعبي، لا مقاومة ولا سياسة من دون الخيار الشعبي، أنا أعتمد على شيئين، الله والشعب، إذا شعب ماكو وإذا قاعدة شعبية ماكو لا تنجح المقاومة ولا تنجح العملية السياسية، اثنيناتهم تسطر بأنامل شعبية لا أكثر ولا أقل." (راجع الملحق في نهاية هذا المقال).
5 . لا يمكن أن يغفر مقتدى الصدر لنوري المالكي على ما قامت به القوات المسلحة العراقية في العام 2008 إزاء ميليشيات جيش المهدي التي عاثت في العراق قتلاً وتخريباً وفوضى لا مثيل لها. وهو ما يزال يحمل رغبة عارمة في الانتقام منه وممن شارك في تلك العمليات من عسكريين ومدنيين. ولكن مشاركته في الحكومة الحالية جاء بفعل عوامل عدة أشير إلى بعضها في ما يلي:
أ . الضغط الذي مورس على زعيم التيار الصدري من المرجعية الدينية في قم ومن آية الله العظمى كاظم الحائري.
ب . وضغط مماثل من أتباع التيار الصدري المشاركين في العملية السياسية والذين فازوا في الانتخابات الأخيرة بسبب المكاسب التي حظوا بها خلال الفترة المنصرمة.
ج . رغبة مقتدى الصدر والتيار الصدري في عدم الانعزال عن الوسط السياسي العراقي وعن عدد من الوزارات التي يمكنه الاستفادة منها لتعزيز وجوده وتأثيره على المجتمع وتأمين روافد مهمة لمعلومات ميليشيات جيش المهدي عند الحاجة.
د . تعزيز إمكانياته في الترويج لأفكاره المتخلفة والمتزمتة في المجتمع العراق, كما في موضوع المرأة أو الحلاقة النسائية أو الغناء والموسيقى والرقص والرسم والنحت أو في موضوع الحجاب والبارات وما إلى ذلك.
هـ . التصدي من داخل الحكومة ومجلس النواب لأي قرار يمكن أن يتخذ بتطوير الحريات الديمقراطية وحقوق المرأة والذي يمكن أن يتعارض مع توجهاته الدينية والطائفية.
حين وصل نوري المالكي إلى السلطة وجد نفسه معرضاً للسقوط ما لم يتخذ إجراءات حازمة وبالاتفاق مع القوا الأمريكية وتشكيل الصحوات في محافظات الأنبار وصلاح الدين على نحو خاص. وكان موقفاً حكيماً منه ساهم في تقليص العمليات الإرهابية الإجرامية. وكن الموقف سليماً وحصد تأييداً عند تشكيله لقائمة دولة القانون. ولكنه لم يتواصل ولم ينجر مهمات أخرى لكي يستطيع ان يعزز ما تحقق بل تراجع العمل وعادت العمليات الإرهابية على العراق وأن كانت بمستويات اقل.
يقول مقتدى الصدر بشأن الموقف من حكومة المالكي والمالكي ما يلي:
مقتدى الصدر: أنا أتصور أن الحكومة كانت وباعتبارها أبوية للجميع كانت يجب عليها أن تحتوي الجميع، ليس بالحروب وليس بالقتال، أنا سبق أن قلت لرئيس الوزراء السابق، التيار الصدري..
غسان بن جدو: السابق من يعني؟
مقتدى الصدر: الدكتور إبراهيم الجعفري، قلت له إن التيار الصدري مجرد أن تحتويه ولو بالقليل تضمنه يكون تحت لوائك وفعلا ضمنه.
غسان بن جدو: هذا سابقا.
مقتدى الصدر: هذا سابقا، المالكي لم يقتنع بذلك الشيء، المالكي تصور أن هناك من سيدعمه بعد أن يسقط التيار الصدري تصور أنه هو انتصر على التيار الصدري، التيار الصدري مجرد أن صارت حروب معه سواء باستهداف مباشر أو غير مباشر -لأنه هو ينفي أنه كانت هذه حرب ضد التيار الصدري- رأسا أنا قلت يجمد جيش المهدي لمدة كذا أو من دون مدة وانتهت الحرب لمجرد التجميد، ليس هو انتصر على الإرهاب ولم ينتصر على جيش المهدي ولم ينتصر على القوى التي كانت معارضة للحكومة، أبدا، لا بالموصل ولا ديالى الإرهابيين ولا افرض بالجنوب اللي هو يسمى جيش المهدي، لم ينتصر على أي أحد منهم، هو يتوهم الانتصار لكن لا انتصار في البلد والدليل على تفجيرات الأمس كانت موجودة وقبل أربعة أيام وخمسة أيام ". (راجع الملحق في نهاية هذا المقال).
إن في فم مقتدى الصدر غصة وهو ينتظر الفرصة للانتقام من المالكي بل ومن إذلاله, والمالكي لم يدرك ذلك حتى الآن أو لا يريد ان يدرك ذلك وبالتالي يراهن على التنازل له بدلاً من ممارسة سياسات أخرى.
ومرة أخرى أقول بأن ميليشيات جيش المهدي لا تزال موجودة في واقع الحال, وان كانت لا تحمل السلاح ليل نهار, بل تمتلكه, ولكنه مهيأ في كل لحظة حين يطلب منها أن تحمله عل كتفها وتنزل إلى الساحة لاستخدامه.
إن وجود تشكيلات ميليشيات جيش المهدي لا أدعيها أنا بل يعترف بوجودها مقتدى الصدر ذاته. وعلى تصريحاته وخطبه أعتمد في ما قلته وأشرت إليه في هذه الحلقة.
وبعد كل هذا, هل تخلى الصدريون عن ميليشيات جيش المهدي والعنف؟ على السيد العقابي أن يتيقن بأن الجناح العسكري للصدريين لم يتخل عن سلاحه, بل يمتلك ما يكفي عند الحاجة. وإليكم الملحق الذي يتضمن بعض خطب ومقابلات مقتدى الصدر الصحفية.
أكتفي بهذا القدر بشأن التيار الصدري ومن يرغب بأكثر من ذلك يمكنه أن رجع إلى مقالاتي عن التيار الصدري في موقع الحوار المتمدن الإلكتروني.

15/3/2011 كاظم حبيب

انتهت الحلقة الأولى وتليها الحلقة الثانية بعنوان: هل نظام المحاصصة الطائفية والقائم على الطائفية السياسية هو الصيغة المناسبة للحكم في العراق, أم أن النظام الذي يعتمد مبدأ الديمقراطية والمواطنة الحرة والمتساوية هو المطلوب للعراق؟
الملحق
من خطب وتصريحات ومواقف مقتدى الصدر المسجلة
تأسست ميليشيات جيش المهدي في حزيران 2003 سأحاول تناول تطور الموقف:
فالمعطيات المتوفرة لدي هي ليست مقالات لي ولا لغيري بل هي تصريحات وخطب ولقاءات صحفية لمقتدى الصدر, وبالتالي لن أتدخل في أثبات أو نفي شيء لكي يطلع السيد العقابي وكافة القارئات والقراء على موقف مقتدى الصدر من ميليشيات جيش المهدي على امتداد الفترة المنصرمة وإلى يومنا هذا
مقتطف من لقاء صحفي بين قناة الجزيرة (غسان جدو) ومقتدى الصدر في العام 4/8/2008
غسان بن جدو (متابعا): هل تؤيدها؟ هل تؤيد مقاومة مسلحة ضد القوات التي تسميها بأنها محتلة؟
مقتدى الصدر: ضد المحتل نعم، ضد غير المحتل لا.
غسان بن جدو: لأن العراق الآن تصفه بأنه محتل، ولأنك وصفت المحتل...
مقتدى الصدر (مقاطعا): يجب تحريره.
غسان بن جدو (متابعا): المحتل بأنه أميركي إذاً هل أنت مع أعمال مقاومة مسلحة من أجل تحرير العراق من القوات الأميركية المحتلة كما تصفها طبعا؟
مقتدى الصدر: بشرط ألا تضر بالشعب العراقي.
غسان بن جدو: سآتي إلى هذه النقطة، أنا أتحدث عن موقف سياسي عام بهذه الطريقة، هل أنتم معها؟
مقتدى الصدر: نعم.
غسان بن جدو: بشكل صريح وواضح؟
مقتدى الصدر: نعم، بصريح..
غسان بن جدو (مقاطعا): بشرط ألا تضر بالشعب العراقي، ما الذي تعنيه؟
مقتدى الصدر: بعدها هذه ما بها تقية.
غسان بن جدو: ما الذي تعنيه عدم الإضرار بالشعب العراقي، ما الذي تعنيه؟
مقتدى الصدر: مثلا ألا تكون الحروب في المدينة تكون خارج المدينة، كمثال أولي إجا في بالي، يعني لا تضطر بنفس الشعب العراقي. مثلا أن يكون الهدف المخصص هو المقصود لا أن يتضرر به الآخرون لو صح التعبير وهكذا من الأمور التي هم المقاومين أعرف بها مني.
غسان بن جدو: بالنسبة لتحويل يعني قضية جيش المهدي الآن، نريد أن نفهم أن جيش المهدي هناك الآن صورة..
مقتدى الصدر (مقاطعا): تحويل؟
غسان بن جدو (متابعا): لا عفوا سآتيك. صورة غامضة عن جيش المهدي، طبعا جيش المهدي أنشأتموه بعد.. منذ خمس سنوات، وأعداده يبدو أنها كبيرة، لست أدري يعني أرقامها بالتحديد ولكن يبدو أنها كبيرة، هناك حتى من يتحدث عن مليون شخص، ربما. حقيقة فهمنا نحن في الخارج بأنكم أعلنتم حل جيش المهدي، لستم معنيين بجيش المهدي لأن جيش المهدي أصبحتم غير قادرين على السيطرة عليه.
مقتدى الصدر: هو مسيطر عليه، والنسبة..
غسان بن جدو (مقاطعا): أوضح لنا هذه النقطة لو سمحت.
مقتدى الصدر (متابعا): النسبة الكبرى منه تحت السيطرة، لو صح التعبير، ومطيعون ومخلصون ومؤمنون وواعون إن شاء الله وقادرون حتى على تحرير العراق مع بعض المقومات الأخرى إن شاء الله شيئا فشيئا. وأنا لست.. أصلا في موارد سابقة قلت أنا مو من حقي أن أجمد جيش المهدي لأن عنوان جيش المهدي عنوان عقائدي، الإمام المهدي يعني، وكل مسلم يجب أن يكون طائعا للإمام المهدي، المصلح خلينا نسميه، إذا الإمام المهدي تعبير شيعي، المصلح، لكل دين من الأديان هناك يسمى شيء يظهر في آخر الزمان مصلح. إحنا هذا الجيش هو جيش هذا المصلح إن شاء الله، سيكون في نهاية الزمان إن شاء الله ظهور له وسنكون إن شاء الله إذا إحنا موجودين وقادرين نفسيا وإيمانيا وجسديا وعسكريا على أن نكون من جنده فجميعنا من جنده إن شاء الله، فهو عنوان عقائدي لا يمكن حله.
غسان بن جدو: إلى ذلك الحين فهذا الجيش جيش المهدي هو قائم تحت قيادتكم، أليس كذلك؟
مقتدى الصدر: إن شاء الله.
مستقبل جيش المهدي وأهدافه
غسان بن جدو: طيب هذا الجيش عندما تقولون سترتبونه، ترتبونه إلى ماذا؟ ما الذي يعني ترتيب جيش المهدي؟ هل أحسستم مثلا أن هناك انفلاتا داخل جيش المهدي أن هناك أطراف لا تستطيعون السيطرة عليها لأنه ممتد بشكل كبير فربما تقوم ممارسات لا علاقة لكم بها، ماذا؟
مقتدى الصدر: وإنما يحتاج إلى تطوير، كل شيء يحتاج إلى كمال، أنا رأيت أن جيش المهدي يحتاج إلى كمال من بعض الجهات الثقافية العسكرية الاجتماعية الدينية التقرب إلى الشعب العراقي فأنا كل هذه الخطوات سأقوم بها.
غسان بن جدو: وما هو هدفه الإستراتيجي جيش المهدي؟
مقتدى الصدر: تحرير العراق، حاليا يعني؟
غسان بن جدو: نعم.
مقتدى الصدر: حاليا تحرير العراق، والدفاع عن الشعب العراقي في حال الأزمات لو صح التعبير والعراق في أزمة وهو محتل فيجب تحرير العراق.
غسان بن جدو: آه بوضوح تقول يعني جيش المهدي هدفه..


مقتدى الصدر (مقاطعا): الدفاع عن العراق.
غسان بن جدو: وتحرير العراق.
مقتدى الصدر: هذا لا ينكر ولم أنكره ولا أنكره.
غسان بن جدو: ولا تزال مستمرا فيه.
مقتدى الصدر: ولا أزال، ولو لم أكن موجودا، لو قتلت أو مت أو اعتزلت أو انعزلت أو أي شيء من هذه الأسباب أيا كانت يبقى هدف جيش المهدي هو تحرير العراق، ما لها علاقة.
(موقع قناة الجزيرة الفضائية).
مقتطفات من نص لقاء قناة الجزيرة الفضائية في العام 10/4/2010
"غسان بن جدو: على كل حال هي حيثيات ما بعد الانتخابات ومسار سياسي متكامل وحتى أحيانا معقد ومركب وتدخل فيه كثير من التحالفات والتكتيكات، هذا جزء أساسي من محور لقائنا ولكن ربما كمدخل رئيسي سماحة السيد الآن أنتم أعلنتم لأول مرة وبشكل صريح ومباشر دعوتكم الناس للانتخاب والاقتراع، في السابق أنتم شاركتم كتيار صدري أولا ثم مع التيار الصدري سواء في الانتخابات البرلمانية أو مجالس المحافظات، هل يعني هذا بأن التيار الصدري والسيد مقتدى الصدر يعني يعلن انضمامه الكامل للعملية السياسية وابتعاده عن أي خيار آخر مخالف داخل العراق؟ لأنه الآن إجابتك الآن تحدثت أنه حتى من أهداف هذه الانتخابات ليس فقط خدمة الناس ولكن تتحدث حتى عن التحرير، هل معنى هذا أن العملية السياسية أصبحت هي الخيار الإستراتيجي الرئيسي للتيار الصدري ولكم؟
مقتدى الصدر: كنا ولا زلنا، أنت سؤالك لطيف وهناك أيضا شفنا التفاتة لطيفة أنه أنا أول مرة أدعو لانتخابات بلساني إن صح التعبير، سابقا لم أدع لها، إلا أن هذا لا يعني أن الخيار الوحيد هو السياسة وليس الخيار الوحيد لتحرير العراق هو السياسة لكن لا أريد أن أتقوقع في مجال واحد وهو المقاومة العسكرية، أنا سميتها المقاومة السياسية، هناك مقاومة عسكرية تمشي بحالها مقاومة سياسية تمشي بحالها ومقاومة شعبية أيضا كما في 9 نيسان مظاهرة مليونية قد تكون أو كانت مليونية الله العالم وأنها كل سنة تطلع هذه أيضا أسميها من هذه الناحية المقاومة الشعبية ومقاومة عسكرية ومقاومة سياسية هي دخولنا وانخراطنا في العملية الانتخابية عسى أن نحصل على إيصال -ليش نحصل على كراسي؟ الكراسي لفظ مو لطيف- نوصل بعض المؤمنين إلى كراسي البرلمان لكي يكونوا بابا لخدمة العراق واستقلاله وتحريره وإلى آخره واستتباب أمنه.
غسان بن جدو: يعني هل أفهم من ذلك بأنكم معنيون بخيارين يعني خيار العملية السياسية ما تسميه بالمقاومة السياسية وخيار العمل المسلح ما تسميه بالمقاومة العسكرية؟
مقتدى الصدر: كله مفتوح، ما دام نحن نقول..
غسان بن جدو (مقاطعا): هذان الخياران هما جزءان في صلب الآن..
مقتدى الصدر: (مقاطعا): مع الخيار الشعبي، لا مقاومة ولا سياسة من دون الخيار الشعبي، أنا أعتمد على شيئين، الله والشعب، إذا شعب ماكو وإذا قاعدة شعبية ماكو لا تنجح المقاومة ولا تنجح العملية السياسية، اثنيناتهم تسطر بأنامل شعبية لا أكثر ولا أقل.
غسان بن جدو: نعم هذا دقيق لكن أنا أتحدث الآن عن كخيار إستراتيجي..
مقتدى الصدر: إيه، إيه..
غسان بن جدو: الخياران مع بعضهما؟
مقتدى الصدر: نعم، نعم مع بعضهما.
غسان بن جدو: تؤكد لي هذا الأمر.
مقتدى الصدر: أؤكد لك هذا الأمر وبقاء الاحتلال معناه عقلا بقاء المقاومة ومعناه شرعا بقاء المقاومة، لو احتل بلدي لقاومت لو احتل بلدي لحررته، هذا ماشي هذه قاعدة عقلية ونقلية لا مجال لنقاشها.
غسان بن جدو: ومعناه شرعا وعقلا؟
مقتدى الصدر: وعقلا.
غسان بن جدو: وعمليا، معناه عمليا ماذا؟
مقتدى الصدر: وعمليا إن شاء الله نسعى إلى تحريره بكافة الطرق.
غسان بن جدو: طبعا هذا الكلام سماحة السيد بكل صراحة قد يكون أيضا جديدا في توقيته الآن..
مقتدى الصدر: لا ليس جديدا.
غسان بن جدو: أنا أعلم كثيرا بأنكم في السابق أعلنتم أكثر من مرة دعمكم للمقاومة المسلحة وفي الوقت نفسه لم تكونوا قد دعوتم بشكل صريح للانخراط بالعملية السياسية والمشاركة فيها، الآن تشاركون في العملية السياسية وفي الوقت نفسه خصوصا ونحن في الذكرى السابعة لغزو العراق تدعون إلى المقاومة المسلحة، لماذا أقول لكم هذا الكلام؟ لأن من انخرطوا في العملية السياسية في العراق ومعظم الأطراف بنسبة 99% تقول بشكل صريح إن العملية السياسية هي الخيار الإستراتيجي ولا بديل لها وأي أعمال أخرى تسميها أعمال عنف وربما حتى أعمالا إرهابية، الذين قاطعوا العملية السياسية ولا يزالون يقاطعون العملية السياسية وهذه الانتخابات يقولون بشكل صريح وواضح لا خيار إلا العمل العسكري، بمعنى آخر عندما تقولون الآن الجمع بين المسألتين هل يعني هذا بأنه سيكون لكم علاقات مع الجانبين مع الطرفين؟ وكأننا نشهد الآن أن هناك فجوة بينكم كتيار صدري ومن يستخدمون أساليب العمل المسلح المقاومة المسلحة.
مقتدى الصدر: أنا عملت جاهدا إلى أن أفصل ما بين المشروع المقاومة العسكرية ومشروع المقاومة السياسية حتى لا أحد يكون مضرا بالآخر، مرات العملية السياسية تضر بالمقاومة شيئا ما ومرات العملية المقاوماتية العسكرية تضر بالعمل السياسي، أنا حاولت أفصل بيناتها عدا التنسيق الذي لا بد منه بين أي كيانين، إلا أنه أنا أترك العملية السياسية؟ لم ولن، لا سابقا، أنا أقول لك يعني قصة إن صح التعبير على أنه أحد الأشخاص السياسيين في العراق ذهب إلى إحدى دول الجوار -وبحينها قبل أربع سنين في الانتخابات الماضية التي لم نزج أنفسنا بها علنا- الشخصية غير العراقية من إحدى دول الجوار قال له التيار الصدري ومقتدى بالنص هم حصل مقاومة عسكرية هم حصل سياسة هم حصل قاعدة شعبية، أنتم كل شيء ما حصلتم! إيه ليش؟ إذاً كنت ولا زلت أنا أسعى إلى هذا الشيء، من الجهة الشعبية أنا جهة شعبية ولست جهة حزبية لو صح التعبير أو تقوقع معين أو جهة معينة، والجهة العسكرية أنا لا زلت أعمل بها أنا مو خائف لا من أميركا ولا من غيرها، المقاومة العسكرية تستمر لكن بشرطها وشروطها، أنا مثلا قلت إبعاد المدن عن المقاومة، عدم الإضرار بالمدن عدم الإضرار بالممتلكات الشعبية وهكذا. الآن علنيا صار فقط هذا اختلف أنه قبل دخولنا بالعملية السياسية لم يكن واضحا، الآن الدخول بالعملية السياسية واضح وأنا سأتعامل مع السياسيين تعاملا سياسيا وأتعامل مع غير السياسيين تعاملا غير سياسي.
غسان بن جدو: شو يعني تعامل سياسي مع السياسيين ماذا يعني؟ يعني الدخول بالتكتيك و..
مقتدى الصدر: هو يطول كلامه بس اختصار أن الناس تتعامل معنا تعاملا سياسيا، أمثل لك مثالا، أنا قبل أكثر من سنتين وكانت محاصصة نسميها طائفية ورفضت هذه المحاصصة السياسية ولأسباب تدخل أميركا بالوضع الوزاري بالعراق، أجاني وزير الزارعة يقول لي أميركا أي وزير الزراعة الأميركي أعطاني سكر ستمائة مليون حتى يعني أعمل بها مشاريع في العراق.. (راجع: موقع قناة الجزيرة الفضائية في 10/4/2010)
وتابع الحوار كما يلي:
مقتدى الصدر: ولا أزال، ولو لم أكن موجودا، لو قتلت أو مت أو اعتزلت أو انعزلت أو أي شيء من هذه الأسباب أيا كانت يبقى هدف جيش المهدي هو تحرير العراق، ما لها علاقة.
غسان بن جدو: تسمح لي أن أقول إن هذا الكلام قد يثير غرابة العديدين، نحن الآن نتحدث معك..
مقتدى الصدر (مقاطعا): قد يثير غرابة الأميركي فقط، ما أتصور العديدين.
غسان بن جدو (متابعا): أنا أتحدث معك الآن والقناعة العامة الموجودة في الخارج أنكم ستنعزلون و.. وستبتعدون عن كل شيء..
مقتدى الصدر (مقاطعا): تكتيك. لا لا، تكتيك هذا، إن شاء الله لا يثنينا ولا يثني عزيمتنا عن تحرير العراق. يعني شيء عقائدي هذا لا تتصوره..
غسان بن جدو (مقاطعا): غير العقائدي، يعني نتحدث الآن عمليا، يعني تعرف ماذا تقول..
مقتدى الصدر (مقاطعا): يعني فوقا عن الأسباب الأخرى هو شيء عقائدي ومرتسخ في العقل وفي القلب لا نميل عنه أبدا ولا أحد يتصوره. أنا هنا أنادي الشعوب والحكومات والمحتل نفسه أنه لا تتصور قد يوم من الأيام أن أتنازل عن تحرير العراق. صحيح أنه قد يكون هناك نواقص في المقاومة تحتاج إليها، الآن قلت لك أكو صار تطور في المقاومة إن شاء الله ينسد هذا النقص
غسان بن جدو: طيب عفوا سماحة السيد هل تدرك بأن هذا الكلام كلام خطير وهذا يعني بأن أكثر من طرف ربما سيلاحقكم ربما سيحاول اغتيالكم؟
مقتدى الصدر (مقاطعا): شخصيا؟
غسان بن جدو: نعم.
مقتدى الصدر: أنا خوفي على الشعب العراقي، عامة الشعب العراقي، أنا دائما في حالة ترقب لو صح التعبير، هذا ليس بجديد.
غسان بن جدو: يعني هل تدرك بأن هذا الأمر الآن يضعكم في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية والإدارة الأميركية والقوات الأميركية في العراق؟
مقتدى الصدر: أميركا تعرف أنني أقاومها ولكن بالطرق المشروعة التي لا تخرق قانونا، وأطالب الأمم المتحدة بالاعتراف بمشروعية المقاومة التي لا يجوز أن ننكرها عقلا وشرعا
"مقتدى الصدر: لا، هو مو مواجهة. أميركا تعرف أكثر مني ومنك أنه أنا لا زلت أقاومها، لكن بالطرق المشروعة التي لا تضع لي، أو لا تضع لها خرق قانوني ضدي، أنا ما مخترق القانون لأن المقاومة معترف بها عقلا وقانونا. وأنا من هنا حتى أطالب الجامعة العربية وأطالب الدول الإسلامية المؤتمر الإسلامي، أطالب الأمم المتحدة بالاعتراف بمشروعية المقاومة والمقاومة لا يجوز أن ننكرها عقلا ولا شرعا أصلا، مو الشرع الإسلامي أي شرع أنزل سماوي لو صح التعبير.
غسان بن جدو: هناك حديث أو إشارات بأنكم تنوون تحويل جيش المهدي إلى حركة سياسية، هذا الكلام..
مقتدى الصدر: قلت لك إنه هذا اللي حدث الالتباس، إن المقاومة مو فقط عسكرية، مرات عسكرية مرات شنو؟ ثقافية اجتماعية كذا، الآن أجد أن جيش المهدي، جيش الإمام المهدي سلام الله عليه يجب أن يلتفت إلى التكامل العلمي التكامل الثقافي لفترة معينة حتى يقوم نفسه ويستطيع ترتيب نفسه وهي تسمى المقاومة الثقافية. كما قلت لك إن هناك حرب صليبية ثقافية ضد الإسلام فيجب أن نحن كمدافعين عن الإسلام أن نحاربها بحرب ثقافية مواجهة لها.
غسان بن جدو: طيب ما ذكر عن ارتباك داخل التيار الصدري وحتى جيش المهدي وعن انشقاقات، يعني ما دقتها؟ يعني هناك من انشق عنكم..
مقتدى الصدر: نا أعتقد شقشقة هدرت ثم قرت.
غسان بن جدو: بمعنى؟
مقتدى الصدر: يعني أنه فد شيء إلى أيام محددة وإن شاء الله كل يرجع إلى الآب أو الأصل إن شاء الله، كلهم يرجعون حبيبي. حدث وكتعبيرك انشقوا رجعوا إجوا اعتذروا وبابي مفتوح وقلبي مفتوح لهم وأنا محب للجميع، لكن أنا هذا اللي قلت لك أنا أريد أن أبعد العِمّة والحوزة عن السياسة، عن التحزب، فقط هذا. (راجع : المصدر السابق نفسه, 10/4/2010).
وإلى القارئات والقراء الآن بعض تصريحات مقتدى الصدر وكاظم الحائري حول النزعة الطائفية التي تسيرهما, علماً بأن مقتدى الصدر كان من مقلدي كاظم الحسيني الحائري:
بيان في 4/12/2006 ( انا على يقين من ان قوى الظلام المتمثلة بالاحتلال وتابعيها من النواصب والبعثيين لا ينفع به وثيقة ولا عهد ولا مدينة منورة ولا سامراء المقدسة فلا عهد لهم عند الله ، ويريدون التحكم بنا ولكن هيهات ان نخضع لهم ).
* ( فاننا يمكن ان نشارك في مطاردة الارهابيين والصداميين والنواصب التكفريين من بيت الى بيت ).
*( تريد امريكا ان تسلم الامن والسياسة في العراق الى الارهابيين ) .
كاظم الحسني الحائري: يا ابنائنا الكرام لا تقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذا الهجوم الشرس ، واعلموا ان المجرمين من ازلام صدام والنواصب بلاء مبرم لابد من إزاحتهم عن الطريق ، وكلما طالت اعمارهم ازداد فسادهم ، ولا تخافوهم ، واعلموا ان كيدهم الى بوار.


Opinions