Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

نقطة تفتيش في العاصمة بغداد لمراقبة ما يرتديه الشباب - نساء يشكين وشباب يتذمرون من مضايقات تمس حرياتهم

30/06/2006

زمان/
شكت نساء عراقيات من الخطر المتزايد يوما بعد اخر والذي يواجههن اذا ظهرن من دون حجاب او قمن بقيادة سيارتهن، مؤكدات ان الخطر امتد الي ازواجهن واولادهن اذا ما ارتدوا سراويل الجينز او سراويل الرياضة القصيرة في العلن.
وقالت بان سيعد (موظفة 25 عاما) انها اضطرت لارتداء الحجاب بعد ان تم توزيع منشورات من قبل احدي الميليشيات في المنطقة التي تسكنها في حي الشعب يحذرون فيها الفتاة من الخروج الي الشارع وهي سافرة حيث سيكون مصيرها الموت، مشيرة (بعد ايام من توزيع تلك المنشورات قاموا بقتل فتاتين كانتا تسيران في الشارع بدون حجاب) موضحة (انا لست معارضة لارتداء المرأة للحجاب فهو سمة للمسلمة ولكن يجب ان يتم ذلك عن قناعة وبقرار شخصي).واضافت تغريد احمد (طالبة 22 عاما) الي انها ارتدت الحجاب بعد سقوط النظام السابق لان اهلها طلبوا منها لبسه بسبب الاوضاع الامنية وحالات الخطف التي تتعرض لها الفتيات، مطالبة الحكومة الجديدة التدخل لمنع مثل هذه التهديدات التي تمس الحرية الشخصية للمواطن العراقي.
منشورات مجهولة الهوية
واشارات شيماء عادل (28 عاما موظفة) الي ان اهلها طلبوا منها ان تضع غطاء علي رأسها عند خروجها من المنزل بعد سماعهم ان هناك جماعات مسلحة قامت بتوزيع منشورات تهدد فيها المرأة بالقتل اذا لم تلبس الحجاب او ترتدي بنطلوناً او تنورة قصيرة، مضيفة (لذا اصبحت ارتدي الحجاب وانا في الشارع وانزعه عند ما اصل الي مكان عملي وعند خروجي مع اهلي) موضحة (ان اكثر النساء يرتدين الحجاب في الوقت الحاضر لا عن قناعة وانما لتدهور الاوضاع الامنية وتعرضهن للمضايقات وربما الخطف او الاغتيال).وطالبت الحكومة (بضرورة وضع حد لهذه الاعمال التي تقوم بها جماعات مسلحة وربما تنتمي الي احزاب دينية) قائلة (نحن في زمن الحرية والديمقراطية كما يشاع لكننا اصبحنا مقيدين حتي في لبسنا وليس لاحد الحق في التدخل في حياتنا الشخصية).
وقال علي حسن (20 عاما) انه اضطر الي حلاقة شعره ولحيته (السكسوكة) وترك لبس السروال القصير (الشورت) بعد قيام احدي الميليشيات بتحذير الشباب عن طريق منشورات وزعتها في عدد من المناطق الي انهم سيقتلون اذا كان شعرهم طويلا او ارتدوا السروال القصير، واضاف الي ان زميلة اخته في الدائرة قالت انها شاهدت جماعة مسلحة تقيم سيطرة في احدي المناطق وقامت بانزال 3 شباب من سيارة كانت تقلهم لا تتجاوز اعمارهم الـ18 عاما واطلقت النار علي اقدامهم لانهم كانوا يرتدون السراويل القصيرة، متسائلا (لماذا هذا التدخل في حياتنا الشخصية اين الحرية التي يدعيها المسؤولون فنحن اعتدنا لبس تلك السراويل في ايام الصيف الحارة والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي) متسائلا عن سبب وقوف الجهات المعنية في الدولة مكتوفة الايدي تجاه مثل هذه التصرفات.وقالت ناهدة كاظم(موظفة 35 عاما) (ان الاسرة العراقية اصبحت تعيش في حالة هلع علي بناتها وابنائها جراء قوانين يريد بعضهم فرضها بالقوة ومنها فرض الحجاب علي البنات)، مشيرة (ان الحجاب زينة حقيقية للفتاة والمرأة ولكن لكي يحترم وتكون ممارسته بشكل حقيقي يجب ان يكون عن اقتناع وليس فرضا ويمكن ممارسة ذلك من خلال الآية الكريمة (بالحكمة والموعظة الحسنة).
وتحدث شاب عن عملية اغتيال وقعت في الشارع التجاري لمنطقة السيدية كان شاهد عيان عليها وتمثلت بتعرض عدد من الرياضيين منهم مدرب المنتخب الوطني لكرة المضرب حسين احمد رشيد واثنان من اللاعبين حيث اجبرهم المسلحون علي الترجل من السيارة فترجل اثنان فيما رفض الثالث النزول وذكر ان المسلحين قاموا باطلاق النار علي الثلاثة في الرأس وبعد اتمام العملية قاموا برمي جثة الرجل الثالث الذي بداخل السيارة فوق رفاقه.
واوضح الشاهد ان الدوافع وراء عملية الاغتيال ارتداء الرياضيين الثلاثة سراويل قصيرة مشيرا الي قيام مجموعة قبل أيام بتوزيع منشورات في السيدية تدعو ابناء الحي الي عدم ارتداء السراويل القصيرة.
حرية مشروعة
وقال عبد الله صالح (22 عاما) من سكنة منطقة البياع (بعد كثرة سماعنا لحوادث حصلت لشباب كانوا يرتدون سراويل قصيرة او يقومون بقصات شعر مختلفة اصبحنا نخشي ذلك وحتي بالنسبة الي اللحية يجب ترتيبها علي شكل معين هذه الحالة جعلت اكثر الشباب يتجنبون ارتداء السراويل القصيرة وتغيير قصات شعرهم) موضحا نحن (لا نعرف الجهة التي تقوم بذلك حتي الآن وماهي اهدافها من ذلك هل لجعل البلاد دولة اسلامية بالعكس الدولة الاسلامية والاسلام نادي بالسلام والحرية المشروعة التي لا تقوم باذي الخرين ولاتجبر الشخص علي السير هكذا ولبس هذا وترك هذا بل هو دين مبني علي السلام والحرية المتاحة للآخرين سواء بالنسبة للشباب ام النساء وليس من خلال الفرض عليهن لبس الحجاب وكذلك عدم قيادة السيارة وعدم ارتداء الجينز وحتي بالملابس بالنسبة لنا كشباب منعنا من الجينز في الكليـات وغيرها من الاماكن!).
فيما قالت عضو رابطة المراة العراقية دخيال الجواهري لـ(الزمان) (لقد شهد تاريخنا المعاصر وفي مراحل متباعدة او متقاربة صراعا ومعارك بين انصار تحرر المرأة والدعوة الي السفور وبين الرجعيين من خصوم المرأة ممن يريدون لها الانكفاء والانطفاء. ويتذكر الكثير من القراء تلك السجالات التي دارت بين الشعراء والادباء وما بين فريقين، قسم ينتصر للمرأة ويدافع عنها، وقسم يثقل كاهلها وبما لا ينسجم مع طموحاتها وتطلعاتها. ولعل بعضهم يتذكر قصيدة الشاعر الزهاوي الشهيرة التي مطلعها.
اسفري فالحجاب يا ابنة فهر
هو داء في الاجتماع وخيم
كل شيء الي التجدد ما ض
فلماذا يقر هذا القديم
لا يقي عفة الفتاة حجاب
بل يقيها تثقيفها والعلوم
واذ تدور عجلة الزمن .. ويشتد الصراع من جديد بين اتباع القديم والجديد.. وترتفع اصوات لتسلب المرأة حقها فيما يؤهلها ويميزها، وفي ما يجعلها قادرة علي العطاء والتفــوق وممارسـة حريـاتها وحقوقها.
أقول .. إن التضحيات الجسام التي قدمتها المرأة العراقية وهي تقارع الظلم والطغيان والاحتلال لن تثنيها عن مواصلة المسيرة وتحقيق ما تحلم به من اجل عراق ديمقراطي فيدرالي موحد عراق ينعم فيه المواطن بكل ما هو حضاري ومتجدد).
Opinions