Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

نكسة رمضان الأمنية تقطع شوارع بغداد بطوابير من الزحامات

 شبكة اخبار نركال/المدى/

اعتادت العاصمة بغداد بعد كل خرق أمني أن تعيش حالة من  الإجراءات والتشديدات التي تؤدي  إلى زحام شديد لا يمكن احتماله إلا من العراقيين بعد ان تعودوا على مسيرة حياتهم البائسة مع التغيير على كل ما هو محبط. المواطن يتذمر كل يوم ويسخط على الحكومة جراء تلك الزحامات التي تزداد بعد كل (زوبعة انفجارية ) تخطف ارواح العشرات من الابرياء الذين لا ذنب لهم الا انهم من هذا البلد، الزحامات التي تزداد بوجود عشرات السيطرات الامنية التي تسهم في تفاقم مشكلة الزحام التي تتفاقم بعد كل اختراق امني مع ادراك ويقين الجميع  بأن وجود تلك السيطرات هو عبارة عن تحصيل حاصل فضررها اكبر من نفعها برأي المواطن البسيط ناهيك عن جزم بعض المسؤولين بعدم جدواها ومنفعتها بعد ان برهن وبالدليل القاطع فشل اجهزة كشف المتفجرات المزيفة ،ولكن ما تزال تلك الاجهزة تحتل عمل السيطرات بعد ان تعذر وجود البديل ليزداد الوضع الأمني سوءاً وحل المشكلة لا يحتاج الى معجزة بحسب رأي المواطنين ،وإنما إلى إرادة حقيقية تشترك فيها جميع الجهات السياسية المتناحرة على المناصب والمكاسب  وكذلك القادة الأمنيين المتصدين لحماية أمن المواطن.

ساعتان في السيطرة

المواطنون عبروا عن تذمرهم بسبب الزحامات والانفجارات وعدم مبالاة الحكومة في حماية ارواحهم. موظفون من حي الجهاد ناشدوا (المدى) بإيصال اصواتهم الى الحكومة بعد ان وقعوا فريسة الزحامات اليومية ،حيث بينوا ان خروجهم الى العمل يبدأ من الساعة السادسة صباحا لتبدأ الرحلة من حي الجهاد متجهين صوب سيطرة المطار الاولى من جهة ساحة عباس بن فرناس حيث وصلنا الساعة السابعة الا ربعا وعدد السيارات يقترب من العشرين عجلة ، ومع ذلك كان دور العجلة التي نستقلها بالتفتيش في الساعة الثامنة والنصف وجل ما كان يفعله رجال الأمن هو قوله للسائق: (افتح الصندوق ، ترجل من السيارة ، انت ومن معك ، عندك سلاح ، منين جاي، وين رايح، افتح الأجزاء الداخلية للعجلة) ثم يقول: أعيدها الى مكانها وهكذا تتم عمليات التفتيش.

ماراثون المشي

وصلنا الى جسر القادسية المؤدي الى المنطقة الخضراء وهذا طبعا ليس طريقنا انما الشارع الآخر المؤدي الى منطقة اليرموك وكان الطريق جيداً ولا يوجد أي زحام كبير حيث كانت الساعة تشير الى التاسعة صباحا ،وما ان وصلنا الى تقاطع ساحة النسور وهي نقطة تقاطع الحارثية – المنصور، فكان المشهد اكبر مما يوصف فطابور السيارات كأنه عملاق من الحديد جاثم وسط الشارع لا يتحرك وان تحرك فهو لا يختلف عن حركة النمل وهي تحمل الغذاء الى مأواها. اضطر اغلب الركاب الى ترك عجلات الأجرة للمشاركة مع أقرانهم من البغداديين في ماراثون المشي ، ولكنه ماراثون مشي إجباري وليس اختيارياً كما يحدث في طقوس الزيارات الحسينية.

الساعة تشير الى التاسعة صباحا حين تركنا السيارة وهو موعد مباشرتنا في العمل كما هو معروف، لكن للسيطرات وزحامها احكام نتمنى من دوائرنا ان تتفهم الموضوع وتعطي العذر لموظفيها بدلا من صب اللعنة عليهم .

السابلة وهم يذرعون شوارع بغداد بتذمر وألم كانوا يلعنون اليوم الذي ذهبوا فيه الى صناديق الاقتراع ،وعدّوا ما يحصل هو خيانة من قبل الناس الذين انتخبوهم ونكثاً بالوعود التي قطعوها لهم . 

المواطن صالح وهو موظف في وزارة الخارجية قال : في كل يوم نخرج من الصباح الباكر قبل شروق الشمس فنرى زحامات ليس لها نظير وتزداد مع كل حدوث انفجارات. والشعب يعاني ولا احد يفكر به، فقد حرموا من أدنى حق لهم وهذا سيؤثر سلبا في تطور البلد فنحن اليوم قد تخلفنا إلى الوراء خمسين عاما فلا يمكن إن نجعل من الامور اكثر تفاقماً لأن المسؤولين لا يبالون لهذا الشعب اصلا هم غرباء ودخلاء ولا تهمهم مصلحة الشعب بقدر منافعهم ومكاسبهم ! كما يقول صالح.

إتركوا العراق للقاعدة

بينما قال صادق حسن ويعمل كاسباً: الحديث عن الزحام ذو شجون منهم مَن يعزوه الى كثرة السيطرات العسكرية، ومنهم من يبرره الى زحمة السيارات المنطلقة صباحا، والبعض يحيله الى كثرة السيارات المنفيست ، لكن الان هي تعمل بنظام الفردي والزوجي وكانت تتهم بأنها إرهابية ولابد من تطبيق عليها المادة (4 إرهاب). 

ويوضح حسن: ان الحكومة جعلت من نفسها أضحوكة امام شعبها والمجتمع الدولي بعد ان استطاعت القاعدة ان تخترق اسوار سجونها وتهرِّب السجناء بكل بساطة على الرغم من التواجد الأمني الحكومي قرب تلك السجون ،وهذا دليل واضح كما يقول حسن بأن الحكومة غير مبالية بما يحدث للوطن والمواطن ،ومشغولة تماما بمنافعها ومشاريعها الخاصة بحسب قول حسن. 

هجمات خارج السيطرة

اما نصير احمد سائق سيارة أجرة كان يقف ويتكىء على باب سيارته وينظر الى ما تفعله السيطرة الأمنية المرابطة قرب منطقة العلاوي بالركاب والسائقين حيث علـَّق قائلاً: خرجت من داري الساعة السابعة صباحا من اجل العمل والاسترزاق فموردي الوحيد هذه السيارة ،حيث اسكن منطقة البياع والساعة الان قاربت العاشرة ولا نعلم لماذا تفعل بنا الحكومة هذا؟ صدقوني لو استطيع قطع إصبعي الذي كان السبب في انتخابهم لقطعته. 

فيما اشار حارث محمود موظف في وزارة الإسكان والإعمار الى انه على الرغم من جميع المؤشرات والأدلة على فشل جهاز كشف المتفجرات إلا أن القوات الامنية من الجيش والشرطة لا زالت إلى الآن تستخدمه في نقاط التفتيش الأمر الذي وصفه بالسخرية من العقل العراقي، لذلك نرى فوضى مرورية وزحامات كبيرة وانقطاع طرق وسلسلة تفجيرات وهجمات عجيبة! وعلى الرغم من التشديد الأمني الذي ليس له مثيل فماذا نفسر هذا بغير فشل الخطة الأمنية والجماعات الارهابية باستطاعتها ان تخرق الوضع وتنفذ عمليات مسلحة مستغلة ضعف وثغرات القوات الامنية، وأخذ محمود يصيح بصوت مرتفع (والله لوما عيشتنا على هذا الراتب جان ما طلعنا من بيوتنا).

الجيش ولاؤه للأحزاب !

اما سناء محمد فكانت مثل الجميع مشاركة في ماراثون المشي الذي قادنا الى منطقة الصالحية والساعة 11 صباحا مطلوب من النخبة (الله ينتقم منهم ) التي تحكم البلد ان ترمم العلاقة مع الشعب العراقي بكل اطيافه بعد ان اصابها الضرر والخذلان في ظروف سيئة وقاهرة. اليوم أكثر من إنفجار خطف ارواح العراقيين والسياسي يسمع ويرى وكل العالم يشاهد ما يحصل من تحدٍ ، نحن نتحمل الموت والدمار وفقدان اعز الناس وتقطع الأجساد جراء خلافاتهم... لماذا لا نثور ونكون مثل دولة مصر؟ 

حقيقة سألت هذا السؤال الكثير من الناس جاءت الإجابة: ان الجيش المصري ولاؤه للوطن والشعب على عكس جيشنا والقوات الامنية ولاؤها للحكومة والاحزاب المتنفذة! كما تقول.

احد الزملاء الإعلاميين فضّل عدم ذكر اسمه علق قائلاً: السياسي العراقي بإستطاعته أن يغير وأن يملك امكانية قلب المعادلة لما هو افضل، لكن تمسكوا بالمناصب وتركوا الشعب تتقاسمه المصائب وكل من يتربص ويفرح لعذابات العراقيين، وتضع حداً للارهاب الذي يعبث بمصير الملايين وتعمل على تفعيل القانون وتنفذه (بحد السيف) وتبعث الثقة في نفوس الناس ولا تجعلهم مخيبي الآمال في الولاء لوطنهم.

توجد فرصة للخلاص

اما ناصر فلاح صاحب محل في منطقة الباب الشرقي وكان مستاءً جدا من الوضع الأمني وكثرة الزحامات التي تخلفها الإنفجارات التي ضربت العاصمة بغداد خصوصا بعد هروب السجناء من سجني ابو غريب والتاجي ، كما ان اﻟوﺿﻊ ﻓﻲ ﺷوارع ﺑﻐداد يزداد ﺳوءاً لأﺳﺑﺎب عدة اهمها ﺿيق اﻟﺷوارع اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺗﻐير ﺧﻼل ﺳﻧوات ﻛﺛيرة ﻣﻘﺎرﻧﺔ بسوء اﻟوﺿﻊ الأﻣﻧﻲ ﻓﺎﺻﺑﺢ اﻟﺷﺎرع ﻣرﺗﺑطﺎ ارﺗﺑﺎطﺎً وثيقا ً ﺑﺎﻻﺣداث اﻟﺳياﺳية ﻓﺗرى اﻟﺷﺎرع يتأﺛر ﺑﺄي ﺣدث ﺳواء ﻛﺎن اﻟﺣدث أﻣﻧيااو اﻧﺗﺧﺎﺑﺎت او وﺻول ﺿيف وﻋﻧدﻣﺎ يكون هناك ﺣدث ﺳياﺳﻲ او اﻧﻔﺟﺎر ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﻣﺎ يزداد الزﺣﺎم وﺗﻐﻠق اﻟطرق اﻟرﺋيﺳﺔ ﻣﺎ يؤدي اﻟﻰ الزﺣﺎم واﺿطر اﻟﻰ اﻛﻣﺎل اﻟطريق ﻣﺷياً ﻋﻠﻰ اﻻﻗدام، فهل هناك صورة حل، والى متى نبقى هكذا, وقطوعات احترازية للطرق مفاجئة جعلتنا نتمنى إن يمشي احد المسؤولين معنا ونحن نعبر كل هذه المسافات مشياً امام مشهد كهذا مملوءاً بشوارع تغص بالسيارات وهي مقطوعة.

كثـرتهم كقلتهم

يذكر ان لدى العراق حاليا أكثر من 800 ألف عنصر امني في الجيش والشرطة حيث يتكون الجيش العراقي الحالي من 14 فرقة عسكرية موزعة على ثلاث قيادات (برية وجوية وبحرية)، لكن أغلبها فرق مشاة يقدر عديد أفرادها بأكثر من 300 ألف، كما يقدر عدد منتسبي وزارة الداخلية بنحو نصف مليون منتسب يتوزعون على تشكيلات أمنية عدة هي الشرطة الاتحادية وهي قوة عسكرية تتكون من ثلاث فرق تضم كل واحدة منها عشرة آلاف جندي مجهزة بلواء مدرع فضلا عن أفواج الطوارئ ولواء الرد السريع، كما يتكون جهاز مكافحة الإرهاب المرتبطة بمكتب رئيس الوزراء العراقي من عشرة آلاف جندي وهي قوة تحتوي عدداً من الوحدات الخاصة القادرة على مكافحة التمرد.

ضحايا الإرهاب والحكومة

أكدت احصائية جديدة عن عدد ضحايا العنف في العراق خلال شهر تموز الماضي إن معدل عدد القتلى في اليوم الواحد وصل الى 25 شخصا، فيما وصل عدد الجرحى الى نحو 52 شخصا،حيث

شهد شهر تموز تصاعداً في اعمال العنف اليومية المستمرة التي تصاعدت بشكل ملفت منذ الشهر الرابع وحتى الآن.

وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة التي تعتمد على مصادر امنية وطبية عراقية فإن شهر تموز خلف 719 قتيلا و1581 جريحا.

وزادت اعداد الضحايا بعد موجة التفجيرات المتتالية في جميع محافظات العراق سيما العاصمة بغداد، حيث سجل مقتل (2500) مواطن خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة التي سبقت تموز الماضي بحسب ارقام الامم المتحدة بينهم 761 في حزيران الماضي, فيما شهد الاسبوع الاول منه مقتل أكثر من 330 شخصا في هجمات في مناطق متفرقة ليعود ويرتفع عدد القتلى في الشهر ذاته بعد مرور عشرين يوم منه ليصل لنحو 525 ما يعني أن معدل ضحايا العنف في العراق بلغ نحو 25 قتيلا يوميا , بينما تؤكد المصادر ان احصائية القتلى ارتفعت بعد التفجيرات الاخيرة لتصل الى 719 قتيلا، أما الجرحى فهم اكثر من الف وخمسمئة مواطن، ونفذت اغلب عمليات العنف بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة وانتحاريين، مستهدفة المساجد والحسينيات والمقاهي والاسواق والسجون ونقاط التفتيش.

 

Opinions
الأخبار اقرأ المزيد
مجموعة أشخاص يضرمون النار بجسد امرأة في بغداد مجموعة أشخاص يضرمون النار بجسد امرأة في بغداد أفاد مصدر في الشرطة المحلية، يوم الجمعة، بتعرض امرأة لإضرام النار في جسدها من قبل أقرباء لها وذلك شرقي العاصمة بغداد الفريق الاغاثي التابع لمنظمة حمورابي لحقوق الإنسان يتفقد العوائل النازحة في قريتي منكيش و الداوودية • الفريق يزور المدرسة التي أقيمت بجهود الآباء الكهنة و بدعم إحدى المنظمات الفرنسية و يطمئن على سير الدراسة فيها • وفد من منظمات، حمورابي لحقوق الإنسان ، نينوى للإغاثة الإنسانية و Samaritian's Purse يتوجه الى المناطق المحررة في محافظة نينوى ويزور برطلة وبغديدا • الوفد يجري مداولة مع الفريق باسم الطائي المشرف على عمليات الاجلاء وتقديم الاغاثة الطارئة للعوائل النازحة • الوفد يتداول مع الفريق الطائي الاليات المطلوبة تمهيدا لدخول فرق من المنظمات لتقديم واجب الدعم وتوثيق مخلفات الاعمال الارهابية •	وفد من المشاركين في ورشة الجامعة الأمريكية في السليمانية عن أوضاع النازحين والمهجرين قسرا يزور مخيم عربد للاجئين في ضواحي مدينة السليمانية • وفد من المشاركين في ورشة الجامعة الأمريكية في السليمانية عن أوضاع النازحين والمهجرين قسرا يزور مخيم عربد للاجئين في ضواحي مدينة السليمانية • السيد وليم وردا : الزيارة التفقدية كانت مهمة لإطلاع بعض أعضاء الورشة ميدانيا على أوضاع النازحين خاصة الأجانب منهم
Side Adv2 Side Adv1