نيبرو بحجم مآسينا؟!
Raghdan_emara@yahoo.comكثيرا ما تطرق اسماعنا اخبار تصدر عن وكالات الفضاء العالمية عن اكتشاف كواكب جديدة تتمتع بمواصفات متنوعة مثل الحجم والجاذبية وامكانية الحياة عليها وغيرها.. تلك الانباء يمر عليها اغلبنا مرور الكرام لأننا (غير معنيين بها) وجل ما يشغل بالنا هو همومنا وملاصقات حياتنا اليومية.
اما بالنسبة لمحبي وهواة الفضاء وعلومه فإن تلك الانباء عادة ما تأتي لهم بمعلومات تبعث فيهم روح الامل باكتشافات جديدة وكواكب اخرى قد تكون شبيهة بكوكبنا وقد تكون كأرض اخرى (احتياط) اذا لم تسع الارض من عليها؟!
وكالعادة وحسب نظرية المؤامرة المترسخة في عقول الكثير منا والتي نوعز اغلب ما نمر به من ازمات الى الآخر والذي غالبا ما يبعد عنا آلاف الكيلومترات، ذلك الآخر الذي علقنا على شماعاته الكثير من اخطائنا وهفواتنا مدعين ان الاحداث الكبرى في تاريخنا قد هيمن عليها المتآمرون وأداروا الاحداث السياسية من وراء الكواليس وخطوا لنا مسارات حياتنا الماضية والحالية والمستقبلية.
الا ان التوثيق جاء هذه المرة من داخل بيتنا الكبير.. من جامعة بغداد التي عقدت كلية العلوم فيها ندوة مؤخراً حملت عنوان (نهاية الارض حقيقة ام خيال)، حيث اكدت الدراسات والبحوث والافلام والصور التوضيحية التي قرأت وعرضت خلال الندوة وشارك بها باحثون وأكاديميون وتدريسييون من قسم الفلك في جامعة بغداد إلى أن مرور كوكب "نيبرو" (بتاريخ 21/12/2012م) سيصاحبه تغير في الأقطاب المغناطيسية كما توقعه العالم " انيشتاين" وهذا التغير المغناطيسي على كوكب الأرض سيؤدي إلى حدوث كوارث كبيرة منها زلازل وتصدعات أرضية وبراكين ضخمة وتغيرات مناخية خصوصا في حركة الرياح لقرب الأعاصير والزوابع في كل مكان وارتفاع مفزع في طبقات الأمواج قد يطبق على دولة كاملة، كما أكد الباحثون في دراساتهم إلى ارتفاع منسوب الماء من (23) متر إلى (300) متر في بعض الأماكن، الأمر الذي ينبئ حسب بعض المصادر إلى فناء 70% من سكان الأرض عند الساعات الأولى ثم 20% بسبب تصاعد أبخرة البراكين وحدوث الإمراض والمجاعات.. وخلص الباحثون إلى أن المصادر تشير بان أكثر المناطق أمانا هي أفريقيا والجزيرة العربية وبعض مناطق وسط العراق وتلك المناطق البعيدة عن السواحل.
وبتجريد انفسنا (جزافاً) عن كل ما نؤمن به من معتقدات دينية واجتماعية ونركن الى منطق العلم والعقل نستطيع ان نخلص الى اننا امام مفترق طرق ولحظات حاسمة قد لا يرى بعضنا الآخر بعدها، فتاريخ وصول نيبرو ليس بعيداً عن اليوم وما هي الا فترة وجيزة حتى تنقلب الارض رأساً على عقب، وحتى من يعش منا بعد لحظات الوصول الاولى فإنه وحسب الخبر اعلاه قد يفنى بسبب الاثار الاخرى.
ما يثير الانتباه هو السكوت المطبق الذي يلف بلدان العالم الاول عن هذه الكارثة الوشيكة الحدوث، فتلك الدول المتقدمة لم تفعل شيئاً حتى الان لابعاد هذا الشبح المخيف، تلك الدول التي تملك من التقنية العلمية والعسكرية ما قد يستطيع ان يبعد (الغمة عن الامة)، هذا بالاضافة الى ان تلك البلدان معنية اكثر من غيرها بذلك الحدث، بل قد تكون بلداننا اكثر اماناً؟!
اما في العراق فاعتقد بأننا بحاجة اليوم وليس غداً الى نيبرو بحجم مآسينا كي يغسل اقطابنا الصدئة ويفجر فينا براكين الانقضاض على الواقع المؤلم بجميع مدياته حتى نستمتع ونعيش برفاه لآخر ما تبقى من لحظات دنيانا الموشكة على النهاية، ومن يعلم فقد نكون مصداقاً للكلام الرباني (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، وبذلك قد نجنب انفسنا وغيرنا الكارثة.
المهندس رغدان الامارة
مدير تحرير صحيفة بنت الرافدين