Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

هجرة مسيحيي نينوى تتصاعد جراء البطالة والخوف والحصار

29/07/2010

شبكة أخبار نركال/NNN/السومرية نيوز/ دهوك/
يحاول لؤي ناظم، الذي يسكن حاليا في منطقة القوش بسهل نينوى، والتي تسكنها غالبية من الكلدان المسيحيين الكاثوليك، بيع ما تبقى من مقتنياته المنزلية بأسعار زهيدة جدا، من اجل أن يوفر مبلغ السفر إلى بلد آخر، ويتساءل بقلق "إلى متى أقضى حياتي في هذا البلد المتوتر؟".

ويضيف ناظم، 40 سنة، لـ"السومرية نيوز"، "لقد اضطررت إلى بيع معظم أغراض المنزل بأسعار لا تذكر، بعدما تمكنت من بيع سيارتي بأقل من عشرة آلاف دولار لأتمكن من الهجرة إلى إحدى البلدان الغربية، لأنني لم أعد قادراً على مواصلة العيش هنا".
ويضيف أن "أهالي سهل نينوى (نحو40 كم شمال الموصل) في حكم المحاصرين، فنحن نخاف التجول بحرية في الموصل فقط لأننا مسيحيون".
ويتابع بقوله إن "هجرة المسيحيين من المنطقة مستمرة بشكل غير معلن، وبوتيرة بطيئة"، مبيناً أن "معظم المسيحيين المقتدرين يحاولون الهجرة أو إرسال أبنائهم إلى الخارج".
ويؤكد ناظم أن "غالبية مسيحيي المنطقة كانوا يعتمدون على مدينة الموصل في تأمين معيشتهم، لكنهم يخشون العمل فيها في الوقت الحاضر، ما اضطرهم إلى ترك أملاكهم حماية لأرواحهم"، متسائلاً في الوقت نفسه "إلى متى يمكن الاستمرار في العيش في حالة حصار وبطالة وخوف؟".
وبحسب المسؤولين المحليين، ومنظمات المجتمع المدني في منطقة سهل نينوى، فإن ظاهرة هجرة المسيحيين من تلك المناطق إلى خارج العراق مستمرة منذ العام 2003 بسبب أعمال العنف وعدم الاستقرار الأمني والسياسي، إلى جانب تهميش المنطقة خدمياً واقتصاديا.

هجرة المسيحيين مستمرة وتصاعدت خلال الشهرين الماضيين
من جهته، يشدد رئيس المركز الثقافي الكلداني في ناحية القوش، غزوان الياس، على أن "هجرة المسيحيين مستمرة لكنها بدأت تتصاعد في الأشهر الأخيرة بشكل ملحوظ بحيث سجلت خلال الشهرين الماضيين هجرة أكثر من خمسين عائلة مسيحية من ناحية القوش فقط، فيما يستعد عدد آخر من العائلات من الناحية نفسها للهجرة خلال الأيام المقبلة، ويعملون حالياً على بيع مقتنياتهم".
ويرى إلياس في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "هذه الظاهرة موجودة في جميع المدن والقرى المسيحية في سهل نينوى، بسبب عدم وضوح مستقبل المنطقة باعتبارها من المناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية، وإقليم كردستان، كما أنها تعاني تردي أوضاعها الاقتصادية ومن تهميشها خدميا".
وينقسم مسيحيو العراق إلى أربع طوائف رئيسة هي الكلدانية "أتباع كنيسة المشرق المتحولين إلى الكثلكة"، والسريانية الأرثوذكسية، والسريانية الكاثوليكية، والطائفة اللاتينية الكاثوليكية، والآشورية أتباع الكنيسة الشرقية، إضافة إلى أعداد قليلة من أتباع كنائس الأرمن والأقباط والبروتستانت.
ويشير رئيس المركز الثقافي الكلداني إلى أن "المركز يعمل حالياً بالتنسيق مع عدد من المنظمات الأهلية، على إجراء دراسة ميدانية لتحديد الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هجرة المسيحيين من المنطقة، تمهيداً لرفعها إلى الجهات المعنية لمعالجتها"، مبيناً أنه "تم توجيه دعوة لحكومة إقليم كردستان، ومؤسسات المجتمع المدني للتدخل للحد من حركة الهجرة، لأن المسيحيين هم إحدى المكونات العراقية الأصيلة في البلاد التي ينبغي الحفاظ عليها وحمايتها".
ويتألف سهل نينوى الذي يقع ضمن محافظة نينوى من ثلاثة أقضية هي الحمدانية والشيخان وتلكيف وغالبية سكان هذه الأقضية من المسيحيين والكرد الإيزيديين والشبك، وشهدت المنطقة خلال الأشهر الماضية عمليات استهداف متكررة للمسيحيين والشبك، من قبل الجماعات المسلحة، ليس آخرها عملية تفجير حافلات الطلبة المسيحيين في قضاء الحمدانية.
لا نستطيع إيقاف الهجرة فالأمر مرتبط بالأوضاع في العراق
من جانبه، يعتقد عضو قائمة عشتار بمجلس محافظة نينوى، سعد طانيوس، إن "هجرة المسيحيين من سهل نينوى مستمرة، ولكن بوتيرة بطيئة، لأنهم لم يتلمسوا حلولاً حقيقية لحمايتهم من تهديدات الجماعات المسلحة".
ويضيف طانيوس في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "المشاكل الأمنية والسياسية والاقتصادية التي يعاني منها العراق دفعت بالمسيحيين خلال السنوات الماضية للهجرة من البلاد، علما أن أوائل المهاجرين كانوا من أصحاب الإمكانيات الاقتصادية والكفاءات العلمية التي خسرها العراق".
ويواصل قائلا إن "الأحزاب المسيحية والكنائس والجهات المعنية الأخرى تحاول الحد من عملية الهجرة لكنها لا تستطيع إيقافها لأن الأمر كله مرهون باستقرار الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في العراق".
يذكر أن المسيحيين في العراق يتعرضون لمضايقات منذ حرب 2003، أدت إلى نزوح الكثير من الأسر من جنوب العراق وبغداد والموصل وكركوك إلى إقليم كردستان، وهجرة قسم آخر إلى خارج العراق، كما قتل كثيرون منهم على أيدي مسلحين وبخاصة في مدينة الموصل.

وقد انخفضت أعداد المسيحيين في العراق بعد حرب عام 2003 بحسب إحصاءات غير رسمية، من 1.5 مليون، إلى نصف المليون، نتيجة لتعرضهم إلى العديد من الهجمات في عموم مناطق العراق، وبخاصة في نينوى وبغداد وكركوك، حيث قتل العديد منهم كما نزحت المئات من الأسر المسيحية إلى إقليم كردستان فضلاً عن هجرتها إلى دول الجوار العراقي.
وكان المسيحيون يشكلون نسبة 3.1 بالمائة من السكان في العراق وفق إحصاء أجري عام 1947، وبلغ عددهم 149 ألف نسمة، في حين بلغ عددهم في الثمانينيات بين مليون ومليوني نسمة، وانخفضت هذه النسبة بسبب الهجرة خلال فترة التسعينيات وما أعقبها من حرب وأوضاع اقتصادية وسياسية متردية، كما هاجر الكثير من المسيحيين إلى الخارج بعد عام 2003.
Opinions

الأرشيف اقرأ المزيد
زيباري يقلل من خطورة تحشدات دول الجوار بغداد : قال هوشيار زيباري عضو مجلس النواب عن قائمة التحالف الكردستاني وزير الخارجية في الحكومة المنتهية ولايتها:"ان وزارة الخارجية تجري اتصالات مع دول الجوار والاطراف الدولية بشأن التحشدات على الحدود العراقية". قتل 12 ارهابياً بينهم اثنان يرتديان حزاماً ناسفاً والقاء القبض على 81 آخرين نركال كيت / تمكنت قوات قيادة عمليات بغداد من قتل 12 ارهابياً بينهم اثنان يرتديان حزاماً ناسفاً القاضي العبودي: مقترحات لتسهيل مشاركة الإعلاميين في الانتخابات شبكة أخبار نركال/NNN/ في معرض حديثه مع وسائل الإعلام تحدث عضو مجلس المفوضين القاضي قاسم العبودي الناطق الرسمي باسم المفوضية عن تيسير مشاركة الاعلاميين في الانتخابات فقال: استعدادات واسعة تحضيراً لمعرض الكتاب الدولي بالنجف الاشرف شبكة أخبار نركال/NNN/النجف الاشرف - فراس الكرباسي/ تستعد النجف الاشرف لإقامة معرض الكتاب الدولي الرابع والذي تقيمه العتبة العلوية المقدسة للفترة مابين
Side Adv2 Side Adv1