Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

هل أغاضكِ وزيرُ النقل أم النظامُ السياسي (الهجين) يادكتورة أزهار الفضلي 2-3

2 – تظاهرتِ الدكتورة بأن الموضوع يخص تصرفات وزير "أضحك الخليجيين علينا". ولو كان الأمر حقاً بهذه الحدود لما إحتاجتِ إلى ذلك الكلام الطويل العريض الذي وشى بفلسفتها وقيمها الفكرية والأخلاقية، من حيث لا تشعر، وفند إدعائها بكونها ديمقراطية. نعم، قد تكون هي مضطهدة من قبل حزب البعث الطغموي(1) و (2) لكن هذا لا يعني أنها ديمقراطية كما سأتطرق إلى ذلك أدناه. سأتناول طروحاتها تباعاً فيما يلي ( مقال الدكتورة الفضلي مدرج في نهاية هذه الحلقة في (3))، آملاً أن يستكمل هذا الردُّ الردَّ الآخرَ الذي أعددتُه بصدد دعاء الدكتور سيّار الجميل "سيدة النجاة... متى تنقذين العراق؟". إذ يُجمل هذان الدكتوران الكاتبان أفكار وطموحات طيف واسع من أعداء التغيير الديمقراطي في العراق وأصبح الرد التفصيلي عليهما وعلى أمثالهما واجباً تمليه ضرورات الدفاع عن محاولة إستكمال الديمقراطية العراقية التي مازالت في دائرة الخطر علماً أن الديمقراطية هي السبيل العملي الوحيد لحكم العراق، بفسيفسائه وتنوعه، على أسس العدالة والحرية، والكفيل بحماية أرواح العراقيين من الإبادة الجماعية والكفيل بالحفاظ على وحدة العراق والحيلولة دون تفككه، هذا على إفتراض أن تلعب الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والبرلمان والقضاء والحكومة وجميع الأفراد الحريصين على الديمقراطية أدوارَهم في مراقبة الوضع والدفع بإتجاه إستكمال بناء المؤسسات الديمقراطية وإحترام الدستور وعدم السماح بتجاوزه :

- "فتغاضت الحكومة العراقية عن الحادث كعادتها في كل مرة، ولم تبدِ أي تذمر، كما لو كانت متعودة على تلقي الصفعات والركلات":
أيهما الأهم: مكافحة الإرهاب، وإستكمال البناء الديمقراطي، ومعالجة الفقر ومعالجة قضايا ضحايا السجون والتعذيب والتهجير والفصل السياسي والتمييز العنصري والطائفي الطغموِيَيْن(1)و(2)، وبناء أجهزة الدولة وأجهزة الأمن والإستخبارات والقوات المسلحة، وطمأنة المحيط المرتعب من الآفاق الديمقراطية للعراق فيرسل أو يموِّل البهائم الإنتحارية بالمال والفتاوى الدينية، وإنهاء الإحتلال، وإعادة تأهيل وتطوير البنى التحتية للعراق إنتاجاً وخدمات كالنفط والزراعة والكهرباء والماء والتعليم التي دمرتها حروب ومغامرات الذين لم "يشوهوا صورتنا في المحافل الدولية"، ومكافحة الفساد، ومعالجة القضايا المفتعلة كقضية حبس مياه دجلة والفرات وإطلاق مياه البزل المالحة والإعتداء على آبار النفط الحدودية وقصف القرى الكردية الحدودية من الشرق والشمال وإخراج العراق من طائلة البند السابع وإطفاء الديون المليارية على العراق ومئات منهذه القضايا – أقول هل هذه أهم أم الإلتفات إلى تصرف أرعن سخيف من جانب قطر وعمان، الإمارتين الصغيرتين، لا يستحق للرد عليه سوى قصاصة ورق من وزارة الخارجية العراقية لوضع القضية في سجل الأحداث لقادم الأيام؛ بدلاً من الإنجرار وراء جهد قد يُقصد منه الإستفزاز وإلهاء الحكومة وبعثرة طاقتها!!! فأي "صفعات وركلات" يا دكتورة؟ ألم يكن على حق من قال "الأمور الصغيرة تريح العقول الصغيرة"؟ (Little things please little minds)
- "من يهن يسهل الهوان عليه ... ما لجرح بميت إيلام"؛ هذا ما رددته الدكتورة مخاطبةً الحكومة العراقية، وأقول لها:
أَوْقَفُوا حربَهم التي شَنَّها نيابةً عنهم على إيران بعد أن إستنفذت أغرأضها بتدمير البلدين والمنطقة. أرادوا تدمير السلاح الذي أعطوه إياه والخبرة القتالية المحدودة التي كسبها على حساب أرواح مليون بريء، وإستكمال تدمير البنية التحتية للعراق وإعادته للعصور الحجرية وإستكمال تمزيق المنطقة. أرسلوه ليحتل الكويت، هذه المرة، وحصلوا على ما أرادوه. أذلوه وزبانيته في خيمة صفوان وعبَّر عن ذُلِّهم ذلك الفلاح البسيط المسكين الذي إنتزعوه من أرضه وقذفوه في ساحة الحرب دون تدريب فرآه العالم أجمع على الشاشات الصغيرة، بعد الهزيمة المخزية، يقبِّل حذاء الجندي الأمريكي. أما هو ف "إنتصر" لمجرد أن أبقوه في كرسيه كدمية. لم تُحاسِبْهُ خِرافُهُ أي أعضاء حزبه من عاليهم إلى سافلهم. ولكنه ظن أنهم بحاجة ماسة إليه لإستعداده إشعال حرب في أي وقت يحددونه حماية لإسرائيل ضد السلاح النووي الإيراني المحتمل. أرادوا إستبداله بوجوه جديدة غير محترقة. لم يصدق وظل يتدلل عليهم، حتى هرب للحفرة وقنصوه كالجرذ. حوكم وأُعدم. عاد أيتامه يتوسلون بالأمريكيين والإسرائيليين لاعادتهم للكرسي مقابل شن حرب على إيران والأكراد. كان الأمريكيون ينتظرونهم. من هم؟ هم الذين فضحهم الدكتور عبد السلام الزوبعي
زعيم تنظيم أبناء الرافدين ضمن إئتلاف العراقية. إستعارت الدكتورة أزهار الفضلي سهماً نافذاً ولكنها أطلقته بالإتجاه الخاطئ (غلطان بالنمرة). ونحن، بدورنا، نقول للدكتورة ولمن قصدهم السيد الزوبعي:
"من يهن يسهل الهوان عليه... ما لجرح بميت إيلام."
وإن الشعب العراقي لهم بالمرصاد هذه المرة وهو حر طليق.....

- "كتب تفاصيلها مهندس المشاريع العراقية الفاشلة في زمن السقوط والتردي":

قد يكون وزير النقل مهندس مشاريع وزارته سواءاً كانت فاشلة أو ناجحة، وكان على الدكتورة تحديد تلك المشاريع الفاشلة؛ وإلا فيستطيع كل من تعلم القراءة والكتابة أن يسوق مثل هذه الإتهامات على عواهنها لأيٍ كان. ولكن لا يحق للدكِتورة الكلام عن "المشاريع العراقية الفاشلة". هل هو، وزير النقل، المسئول عن كل مشاريع العراق؟ كلا وألف كلا. فهناك وزارة التخطيط والحكومات المحلية المنتخبة في جميع المحافظات.
أما بصدد مقولة "زمن السقوط والتردي" فأقول إن الجماهير العراقية أصبحت تؤرخ الأحداث بدالَّةٍ لن ينساها التأريخ. فيقولون: "منذ السقوط حصل كذا وكذا..." وقصدهم معروف. أما حضرة الدكتورة فقد أضافتِ إلى السقوط كلمة "التردي" للتميز عن الجماهير ولتقول إن الزمن الذي جعل معدل الدخل الشهري للفرد العراقي (2) دولاراً لم يكن "متردياً" بل كان عصر "عز وشموخ" لذا فلم تنبس ببنت شفة ضده. أما المتردي فهو الزمن الذي جعل ذلك الدخل يرتفع إلى (240) دولارا. لا أريد أن أتكلم عن الدستور وتحكيم صناديق الإقتراع وإطلاق الحريات.
هل يمكن أن يصدر هكذا كلام من أستاذ جامعي؟ نعم، فنحن في الزمن الردئ الذي حلَّ منذ غزو أصحاب سياسات التطهير العرقي والطائفي والمقابر الجماعية والتهجير الجماعي والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية!!

- "هذه الأرض الطيبة التي حباها الله بكل العطايا والثروات، وأسبغ عليها من نعمته ما لم يمنحه لقارات بكاملها":

هل كان بإمكان الدكتورة، لو أرادت، أن تنطق، دع عنك أن تكتب، هذه الجملة المحايدة التي لا تذكر إلا حقيقة علمية مجردة (مع المبالغة الكامنة فيها طبعاً) في الزمن الذي سبق "زمن السقوط والتردي"؟ كلا وألف ألف كلا، لأنها كانت تخاف عواقب التأويل في ظل تردي الأوضاع المعيشية للعراقيين، وتحت ظل سلطة تقتل حتى على الغمز واللمز. مع هذا قالتها الدكتورة اليوم بملئ فمها وسرعة قلمها ونحن في "زمن السقوط والتردي" وقالت أكثر مما لا يُلبس عليه العقال بشأن الصبيان والغلمان والمنحرفين، دون خوف أو وجل أو خجل.
أنا تكلمت عن مجرد النطق بتلك الجملة ولم أطالب الدكتورة بالتوجه إلى الرفاق ل "معاتبتهم" على ما سببوه للعراق ولذلك الفلاح المسكين من مهانة وعلى الذل في خيمة صفوان وعلى ذلك المسكين الآخر الذي شاهده العالم على الشاشات الصغيرة وهو يشرب الماء من بركة ماء آسن في البصرة ثغر العراق الباسم ومن بين أهم مصادر الثروة للعراق!!!.

- "إن قلبي يكاد ينفجر من الغضب وأنا أشاهد ما فعله بنا هذا الوزير الطائش الذي يجهل أبسط مبادئ الدبلوماسية ويركب الطائرات والقطارات واليخوت...":

إنفجار قلب الدكتورة في "زمن السقوط والتردي" متوقع جداً ومفهوم أيضاً، لأنه، قلبها، تدرب على أن يصبح في غاية الرقة والحنو في زمن ما قبل"زمن السقوط والتردي". إذ كان العراق، آنذاك، من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه حديقة غناء كحدائق قصر الأليزيه مع إضافة رومانتيكية رقيقة وهي من لمسات الرفاق "الرهيِّفين" إذ كانوا يرشون الأجواء العراقية بعطور كريستيان ديور كما في حلبجة والأهوار!!!.

أكاد أقسم أنَّ قلب الدكتورة كاد بالفعل ينفجر يوم رأت أن وزارة النقل جعلت من يخت الإمبراطور صدام مزاراً للعامة من المواطنين العراقيين (الشروك، الصفويين، الشعوبيين ... إلخ) في شط العرب. وكان الزائرون هم أبناء الشعب، صاحب الأموال الطائلة التي صرفت لشراء اليخت لينعم به صدام، بينما أرسلهم حفاةً عراةً للحرب يشربون الماء الآسن. واليوم إقتحموا اليخت رغم حنق الحانقين!!!.

- "نظام هجين":
هنا وقعت الكاتبة في غموض المصطلحات. فلكلمة "الهجين" بالنسبة للوضع العراقي معنيان: أولهما تعني غير المتجانس قومياً أو دينياً أو مذهبياً أو فكراً سياسياً. وثانيهما جزء من مصطلح إعتمدته "وحدة إستخبارات مجلة الإيكونومست" التي قسّمت العالم إلى أربع مراتب من حيث مستوى الديمقراطية في كل دولة. وهذه المراتب هي: الديمقراطيات الكاملة والديمقراطيات الناقصة والديمقراطيات الهجينة والأنظمة السلطوية. وقع العراق ضمن مجموعة الديمقراطيات الهجينة.
وأي معنى قصدت الدكتورة من الأثنين لكلمة "هجين" فالإدانة ترتد عليها لا على النظام العراقي الجديد.

فإذا قصدت المعنى الأول، فهذا يعني أنها لعنت الفسيفساء العراقي الجميل بقومياته وأديانه ومذاهبه التي إنطلقت حرة من قمقمها بعد أن تعرضت للتطهير العرقي والطائفي والإبادة الجماعية بدلالة المقابر الجماعية والجرائم ضد االإنسانية تحت حكم حزب البعث الطغموي الذي أراد تطبيق ستراتيجيته الرامية إلى محو التلون الفسيفسائي وقصره على قومية واحدة ودين واحد ومذهب واحد وفكر واحد وحزب سياسي واحد. زاد لعن الدكتورة عندما حلّت الثقافة الشعبية البسيطة (التي تنتظر مزيداً من التهذيب في المستقبل) محل الثقافة الطغموية (الهجينة أي الغريبة حقاً وحقيقةً) التي فرضتها النظم الطغموية قسراً على المجتمع العراقي لتوفر التبريرات اللازمة لإستلاب السلطة من صاحبها الشرعي وهو الشعب العراقي. وتلعن الكاتبة أيضاً التعددية السياسية وهي من أهم سمات المجتمعات الديمقراطية المتحضرة. لعنتْ الدكتورة الفسيفساء الإجتماعي العراقي والتعددية لأنها لم تعتدِ عليهما ويبدو أن نقيضهما أصبح هو المقبول لديها. هذه من أهم معايير الديمقراطية والديمقراطي وليس كافياً الإدعاء بها وحسب كما فعلت الدكتورة. إن معارضة صدام ليست كافية لتجعل من العراقي ديمقراطياً. فهناك كثيرون أرادوا إزاحة صدام وأقرب معاونيه مع الإبقاء على النظام الطغموي ومن هؤلاء (مؤسسة وزارة الخارجية الأمريكية ووكالة الإستخبارات المركزية سي. آي. أي. والدكتور أياد علاوي وحركة الوفاق). وهناك من أراد إجتثاث النظام الطغموي من الجذور ومنهم (وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون والمحافظون والليبراليون الجدد ومكتب نائب الرئيس ديك تشيني والدكتور أحمد الجلبي والمؤتمر الوطني). حلُ الفريق الأول لم يكن ديمقراطياً بينما قدم الفريق الثاني حلاً ديمقراطياً (بغض النظر عن الدوافع)، وهو النهج الذي سلكته أمريكا حتى إنتقال الملف العراقي، بعد شهور معدودة من سقوط النظام البعثي الطغموي، من يد وزارة الدفاع إلى يد وزارة الخارجية ووكالة الإستخبارات المركزية اللتين بدأتا بالميل نحو إعادة الطغمويين للسلطة ولكن عن طريق الإنتخابات المُمَهَّد لها بمصالحة مزيفة و محاولة تشتيت قوى الإئتلاف العراقي الموحد وضرب تحالفه مع الأكراد وإفشال حكومتهما عن طريق شل يدها وأخيراً ممارسة التزوير الذكي في إنتخابات 7/3/2010.

أما إذا أخذت الدكتورة بمصطلح "الديمقراطيات الهجينة" حسب تصنيفُ مجلة الإيكونوميست، فيقع العراق ضمنها ويصبح بلداً "ديمقراطياً هجيناً". غير أن الدكتورة أسقطت كلمة "الديمقراطية" وأبقت كلمة هجين" فقط؛ وهذا تضليل ويكشف عن كره للإعتراف بحقيقة أن العراق بلد ديمقراطي غير أن ديمقراطيته هجينة. وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها للأسباب التالية: أولاً: إن الديمقراطية مازالت غير مكتملة من حيث التشريع والمؤسسات والإستيعاب. ثانياً: تحوي هذه الديمقراطية في مؤسستيها التشريعية والتنفيذية وغيرهما خليطاً من مخلصين للديمقراطية ومن كارهين لها وهم على نوعين فهناك من يسعى لنزع الحريات الشخصية والحريات العامة عنها وهناك من يسعون إلى تخريبها بشتى الوسائل منها الإرهاب الدموي ومنها إستخدام الآليات الديمقراطية ذاتها لتدمير الديمقراطية أملاً بإستعادة السلطة الطغموية المفقودة. لقد نُزعت الحصانة البرلمانية عن نائبين وحوكما بتهمة الإرهاب إذ دبر أحدهما وهو محمد الدايني على سبيل المثال قصف مجلس النواب بالصواريخ وإستُشهد النائب محمد عوض وهو من كتلته. كان النائب الاخر هو عبد الناصر الجنابي المسئول عن مقتل أكثر من مائة مواطن برئ؛ وصدرت أحكام ثقيلة ضدهما ولكنهما هربا خارج العراق . أما وزير الثقافة أسعد الهاشمي فقد هرب، هو الآخر، بسبب ملاحقته قضائياً بتهمة التحريض على قتل الشهيدين ولدي الدكتور مثال الآلوسي زعيم حزب الأمة العراقية الجديدة.

- "نظام مراهق": تقصد الكاتبة أنه "نظام فتي" وهذه حقيقة. ولكنَّ نفسها لم تطاوعهاِ إلا أن تقولها بالصيغة الكارهة والمحتقرة لمضمونها أي الديمقراطية،

- "نظام قلق": الدكتورة هنا صحيحة أيضاً، وعيبها أنها تعيب على النظام صفة "القلق" الذي هو ليس من صنع يده ولا هو حالة دائمة طويلاً. فالقلق ناجم عن تدخلات جميع الجيران والأبعدين المرتعبين من آفاق الديمقراطية والفيدرالية فسخَّروا التكفيريين والطغمويين العراقيين الذين فقدوا سلطتهم (المسروقة أصلاً من صاحبها الشرعي) فشنوا أبشع إرهاب عرفه العالم المتحضر من أجل الإطاحة به. غير أن الشعب وحكومته قصموا ظهر ذلك الإرهاب ومن وراءه ولم يتبقَ إلا القليل.

(1)
الطغمويون والنظم الطغموية: هم أتباع الطغم التي حكمت العراق وبدأت مفروضة من قبل الإحتلال البريطاني في عشرينات القرن الماضي، ومرت النظم الطغموية بمراحل ثلاث هي: الملكية السعيدية والقومية العارفية والبعثية البكرية-الصدامية. والطغمويون لا يمثلون أيا من مكونات الشعب العراقي القومية والدينية والمذهبية بل هم لملوم من الجميع ، رغم إدعائهم بغير ذلك لتشريف أنفسهم بالطائفة السنية العربية وللإيحاء بوسع قاعدتهم الشعبية. مارستْ النظمُ الطغمويةُ الطائفيةَ**والعنصريةَ والدكتاتوريةَ والديماغوجيةَ كوسائل لسلب السلطة من الشعب
وإحكامالقبضة عليها وعليه. بلغ الإجرام البعثي الطغموي حد ممارسة التطهير العرقي والطائفي والإبادة الجماعية والمقابر الجماعية والجرائم ضد الإنسانية كإستخدام الأسلحة الكيمياوية في حلبجة الكردستانية والأهوار. والطغمويون هم الذين أثاروا الطائفية العلنية، بعد أن كانت مُبَرْقعَةً، ومار سوا الإرهاب بعد سقوط النظام البعثي الطغموي في 2003 وإستفاد الإحتلال من كلا الأمرين، فأطالوا أمد بقاءه في العراق بعد ثبات عدم وجود أسلحة الدمار الشامل. كان ومازال الطغمويون يتناحرون فيما بينهم غير أنهم موحدون قي مواجهة الشعب والمسألة الديمقراطية؛
كماإنهم تحالفوا مع التكفيريين من أتباع القاعدة والوهابيين لقتل الشعب العراقي بهدف إستعادة السلطة المفقودة.
(2)
الطائفية: للطائفية معنيان: أحدهما عقائدي وهي طائفية مشروعة إذ تبيح لائحة حقوق الإنسان الصادرة عن الأمم المتحدة حق إعتناق أية ديانة وأي مذهب ومعتقد ديني أو سياسي أو إيديولوجي شريطة ألا يدعو إلى الكراهية والعنف والحرب. إن محاولة توحيد أصحاب المذاهب من الديانة الواحدة هو ضرب من الخيال. فالطريق الأسلم والحل الصحيح هو أن يحترم كلُ شخصٍ قوميةَ ودينَ ومذهبَ وفكرَ الآخر على ما هو عليه دون قمع أو إقصاء أو تهميش أو إكراه على التغيير القسري؛ ويتم كل ذلك في إطار الدولة المدنية الديمقراطية التي يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات. أما
الطائفية المقيتة والمدانة فهي الطائفية السياسية، بمعنى إضطهاد وإقصاء وتهميش طائفة على يد طائفة أخرى أو على يد سلطة طغموية لا تمت بصلة لأية طائفة. لو تعمقنا في موضوع الطائفية السياسية لوجدناها ترتبط بمصالح طبقية. والطائفي هو من يمارس الطائفية بهذا المعنى أو يؤيدها أو يدعو لها.طائفية السلطة الطغموية ضد الشيعة وغيرهم هي التي حصلت في العراق إبان العهد الملكي السعيدي والقومي العارفي والبعثي البكري- الصدامي؛ ولم يحصل إضطهاد طائفة لطائفة أخرى. وعلى يد تلك النظم الطغموية مورست العنصرية، أيضا، ضد الأكراد والتركمان والقوميات الأخرى،
كما مورس إضطهاد الأحزاب الديمقراطية واليسارية وخاصة الحزب الشيوعي العراقي والحزب الوطني الديمقراطي بسبب أفكارها الديمقراطية والوطنية والتقدمية. وقد حوربت الأحزاب الدينية الديمقراطية بوحشية خاصة أثناء الحكم البعثي الطغموي. الحل الصحيح للقضاء على الطائفية السياسية يكمن بإعتماد الديمقراطية بكامل مواصفاتها اساساً لنظام الدولة وعدم حشر الدين في الشئون السياسية. لا نجد اليوم في الدستور العراقي والقوانين ما ينحو بإتجاه الطائفية. وحتى برامج الأحزاب الدينية لا تحتوي على هكذا إتجاهات. وهو أمر يدعو إلى التفاؤل والتشجيع، آخذين
بنظر الإعتبار ضرورة التمييز بين ما هو شأن سياسي وما هو شأن ثقافي تراثي شعبي قابل للتطوير في أشكاله الطقوسية.
(3)
أصل مقال الدكتورة أزهار علي الفضلي:
كان من المتوقع أن تتجاهل الحكومة العراقية الفضيحة المزدوجة, التي جلبها لنا وزيرها المدلل عامر عبد الجبار في مطار الدوحة ومطار مسقط, فقد صفعه القطريون على خده المفلطح الأيمن, وصفعه العمانيون في اليوم نفسه على خده الآخر, فتغاضت الحكومة العراقية عن الحادث كعادتها في كل مرة, ولم تبد أي تذمر, كما لو كانت متعودة على تلقي الصفعات والركلات.
صفعتان خليجيتان في يوم واحد, كانت الأولى في الدوحة والثانية في مسقط, اغلب الظن أن الخليجيين كانوا يتفرجون على هذه المسرحية الساخرة, التي كتب تفاصيلها مهندس المشاريع العراقية الفاشلة في زمن السقوط والتردي, وأكاد اجزم أنهم استلقوا على قفاهم من شدة الضحك, على الطائرة العراقية وهي تحوم فوق دول مجلس التعاون الخليجي, وتبحث لها عن عش يؤويها, فلم تلق غير الهش والنش والطرد,
وأُغلقت المطارات الخليجية كلها بوجه الوزير الطائش, وتعاملت معه بتعال وعجرفة كما كانت تتعامل مع الشغالات السريلانكيات في ثمانينات القرن الماضي, أما اليوم فالمطارات الخليجية تتعامل معهن بأسلوب حضاري, وتستقبلهن بأفضل بكثير مما استقبلت به وزير النقل العراقي, الذي احتجزته في مقعده داخل الطائرة, مثلما تحتجز المشبوهين بالاتجار بالمخدرات, وحولته إلى مادة للسخرية والأخبار الطريفة النادرة, وجعلته أضحوكة للرايح والجاي, ولم تسمح له بملامسة أرضها وتربتها.
وجهت له الدوحة اهانة ما بعدها اهانة, وصفعته مسقط صفعة قاسية شعرنا بها جميعا, وتصرفت معه بأساليب مبتذلة جرحت كرامتنا, وأساءت ألينا كلنا, لكنها لم تجرح مشاعر الوزير الطافش أبدا, ولم تجرح مشاعر الحكومة المطنشة الفاسدة التي ينتمي إلى حظيرتها, والتي كانت ولا تزال سخية جدا في فتح منافذها الحدودية على مصراعيها, من مخفر صفوان الى مخفر ربيعة, ولم تكن بخيلة أبدا مع أبناء الأمراء القطريين الباحثين عن متعة صيد الصقور وطيور الحبارى في البوادي العراقية العذراء.
ألم اقل لكم ان النظام العراقي الجديد لا نظير له البتة, ولا شبيه له في عموم أقطار الشرق والغرب, انه نظام هجين مراهق قلق متخبط, لا تحس معه بالفخر كمواطن ينتمي إلى هذه الأرض الطيبة, التي حباها الله بكل العطايا والثروات, وأسبغ عليها من نعمته ما لم يمنحه لقارات بكاملها.
ان قلبي يكاد ينفجر من الغضب وانا أشاهد ما فعله بنا هذا الوزير الطائش, الذي يجهل ابسط مبادئ الدبلوماسية, ويركب الطائرات والقطارات, واليخوت, ويصطحب معه في جولاته الصبيانية أفواج من الإعلاميين والمطبلين والمزمرين, وتحف موكبه جوقة من المهرجين, تراه يتنطط في كل مكان مثلما يتنطط الأطفال, ويتحرك على هواه من غير رادع ولا وازع, ويتصرف حسبما تملي عليه نزواته وشطحاته من دون ضوابط ولا قواعد.
لقد كتبت عنه الصحف الخليجية, بعد فضيحة الدوحة, مئات المقالات الساخرة, وكانت تتندر في كتاباتها على ما آلت إليه السياسات العراقية الارتجالية التي شاءت الأقدار ان تكون بيد الصبيان والغلمان والمنحرفين والجواسيس.
ووصلت السخرية بالصحف الخليجية إلى المستوى الذي جعلها تشوه صورة شعار الخطوط الجوية العراقية بعبارة (خطوط الحرامية العراقية), بل انها كتبت تحت الشعار عبارة بالانجليزية مخدشة للحياء, لا يسمح لي حيائي كامرأة ان أترجمها لكم, لكنني اترك لكم حرية ترجمتها على انفراد, فقد كتبوا تحت شعار الخطوط الجوية العراقية, عبارة:
(Ass Airways)

يا للعار, يا للمصيبة, ويا للخسة, ويا للنذالة, اللهم اخسف الأرض بكل من جلب لنا الهم والغم والحزن, اللهم اهلك كل من شوه صورتنا في المحافل الدولية, ولا تؤاخذنا بما فعله هؤلاء السفهاء والمنحرفون. وصدق من قال:
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام


الجزء الأول من المقال
http://www.akhbaar.org/wesima_articles/articles-20101217-101883.html
هل أغاضكِ وزيرُ النقل أم النظامُ السياسي (الهجين) يا دكتورة أزهار الفضلي؟ 1-3
محمد ضياء عيسى العقابي
Opinions