هل إرهاب منطقة الشرق الأوسط طائفي أم إرهاب مبرمج؟ 2 – 3
الحرب الكونية الثالثة في سوريا:
رغم إيماننا المطلق بان الإرهاب لا دين له ولا قومية ولا لون طائفي بل هو مودة كونية جديدة تلبسها البعض ، أو استغلها البعض الآخر للمتاجرة المادية والسياسية . كونه أصلا نتاج دوائر مخابرات أجنبية متعلقة بأوضاع العالم السياسية والاقتصادية ، وجزء مهم لتحريك وتدوير حركة العمل ورأس المال العالمي ، لمصانع إنتاج السلاح في العالم الراسمالي الجشع . وأصبحت هناك " جبهات للمقاومة " حسب الدفع وبموجب المكان أو الزمان ، وبتخطيط ودفع من مخابرات محلية ودولية تقودها جميعا وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA ، وبأموال خليجية عربية تقف على رأسها محمية قطر والسعودية . لكن كل هذا لا يعفي قوى وجماعات وأحزاب ومنظمات سنية سلفية أو وهابية ضمن محميات الخليج الأمريكية من كونها ركن مهم في دعم وتوجيه الإرهاب المبرمج وإيقاع اكبر عدد من الضحايا في كل من سورية والعراق مركز الثقل الشيعي الذي يقض مضجع السلفيين والوهابيين في دول ومحميات أمريكية عربية .
وقد أثبتت الحرب الكونية الثالثة المشتعلة في سوريا وامتداداتها في العراق أن لا قيادة مركزية عليا للقاعدة التي انفرط عقدها بعد سقوط دولة طالبان في أفغانستان ، ومن ثم التخلص من رمز منظمة القاعدة أسامة بن لادن في حركة أمريكية ممسرحة ادعت فيها بأنها فاجأت بن لادن في مخبئه وقتلته . هذه المنظمة التي تشكلت بأوامر ودعم أمريكي إثناء الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي السابق عند احتلاله لأفغانستان ، وأصبح مركز دعمها السعودية ومحميات الخليج حيث كان اللباس الاقغاني جواز المرور وبطاقة إقامة لكل من يرتديه آنذاك في دول ومحميات المنطقة .
فقد أظهرت هذه الحرب الدائرة منذ أكثر من سنتين إن هناك مخابرات دول عظمى وصغرى وأشباه دول تشبه في مساحاتها وسكانها حارات شعبية تزخر بها مدن تاريخية كبيرة مثل بغداد والقاهرة ودمشق . أصبحت هذه " الدول " لاعب رئيسي ومهم في هذه الحرب القذرة التي خربت سوريا وشردت شعبها في القارات ، ومجالا كبيرا لحركة القوادين العرب لاصطياد الفرائس من الفتيات الصغيرات لشيوخ عجز من الخليجيين بابخس ألاثمان ، وأخوف ما نخاف منه أن تطال هذه الحالة المخيفة بناتنا وأحبتنا في محافظات عراقية تجمع في ساحات ذلها ومهانتها جمع غفير ممن يقبض على الجاهز من دول العهر العربية ، والذين يهيئون لإلحاق محافظاتهم بـ " داعش " و " النصرة " .
الدكاكين " الثورية " الإسلاموية:
وبالعودة لحادثة تصفية بن لادن التي أظهرت كل القرائن على الأرض إن المغدور كان بانتظار من جاء لاغتياله بكل هدوء ودعة ، والدليل على ذلك إن المخابرات الباكستانية المعروفة بقوتها ونشاطها لم تعرف كما يقال عن الحادث ، رغم إننا نكذب هذا الادعاء كون المخابرات الأمريكية والباكستانية توآمتان . وتؤكد عملية فقدان الرأس المدبر للقاعدة ما حصل من تمرد من قبل أبو محمد الجولاني قائد جبهة النصرة في سوريا على أمر صادر بضم جبهة النصرة لما يسمى بـ " دولة العراق والشام الإسلامية " من ضابط المخابرات العراقي السابق وخريج الجامعة الإسلامية في بغداد وهي نتاج " الحملة الايمانية " الصدامية المدعو " إبراهيم عواد ابراهيم السامرائي " ، والمكنى بأبي دعاء ، او " أبو بكر البغدادي " كما يسمي نفسه . هذا الرفض القاطع والتمرد الصريح يظهر بكل وضوح غياب الرأس القائد للقاعدة ، والتي تشظت لجماعات ومنظمات محلية تؤسس من قبل أفراد من بقايا المقاتلين في بؤر ملتهبة سابقة كأفغانستان والشيشان والبوسنه والهرسك ، ومن تدرب وقاتل في العراق ، وكل من تسمى بـ " قائد اسلامي " من باعة الفول والحمص والطعمية ، وشقاوات الحارات وكل حثالات البروليتاريا الرثه ، الذين يكونون دائما السبب الرئيسي لفشل وسقوط الثورات الشعبية الحقيقية . وقتلة ولصوص وأصحاب الماضي المهين الذين باعوا مصانع حلب لتركيا وقبضوا ثمنها ، بينما قياداتهم تعيش بذخ العيش في اسطنبول وباريس والدوحة وبقية عواصم العالم . وبذا نستطيع تسمية كل هذه التشكيلات والجماعات الإرهابية بغطاء سلفي ديني " دكاكين ثورية اسلاموية" ، هي نتاج مخابرات إقليمية ودولية تتصارع في البؤر الملتهبة التي خلقتها وكالة المخابرات الأمريكية ، وبمساعدة كبيرة من الموساد الاسرائيلي الذي يلعب بكل خفة ومهارة وبالتعاون مع المخابرات القطرية والتركية والسعودية في المنطقة بكل دعة وهدوء في زرع الخوف والكراهية في النفوس وإقصاء الآخر. وانتقل هذا الوباء بشكل سريع وفعال للدول المجاورة فزاد من أوار التنابذ الطائفي ، والاقتتال المذهبي الظاهر والمستتر .
رجال وأموال وسلاح:
عشرات آلالاف من الرجال وأطنان من الأسلحة والمعدات الحربية ووسائل النقل الحديثة ، وأطنان من الأغذية والألبسة ووسائل إدامة العيش المختلفة ، وافرشة النوم وغيرها ، كل ذلك مسنود بوسائل إعلامية حديثة تأجج المشاعر وتستعدي الناس بعضهم على بعض في وسائل إعلامية مخادعة تساهم بشكل كبير في تشظي وتحطيم الشعوب العربية والإسلامية وبذر بذور العداء والشقاق فيما بينهم . والسؤال كيف يتم إنجاز كل هذه المهام اللوجستية والدعم المالي والدبلوماسي على الصعد العالمية والعربية ، وانتقال الأموال الأسطورية بهذه السهولة في العالم بعيدا عن أعين المخابرات العالمية وعيون رصد الأقمار الصناعية ؟،وما جرى من تجييش سياسي فاشل في ما يسمى بـ " الجامعة العربية " ، وتحريض لمجلس الأمن الدولي بإصدار قرار ضمن البند السابع ضد سوريا .
من كل هذا يظهر بوضوح إن هناك حرب شرسة وقذرة تجري بالوكالة في المنطقة ، حشر فيها المذهب السني حشرا بسبب أو بآخر ، ولظلوع دول سنية كبرى تشكل عند أهل السنة ثقلا كبيرا كتركيا والسعودية علاوة على ما يسمى بـ " دول الخليج " ، أو محميات الخليج الأمريكية التي تشكل ذيولا متحركة للسعودية . يتم فيها إدارة الحرب ونقل الرجال والأسلحة والمعدات أمريكيا والدليل على ذلك الفيديو التالي الذي يظهر بعضا من الحقيقة من مدينة هاتاي التركية :
http://www.youtube.com/watch?v=1d61Umok2FY
سقوط الرهان السعودي:
ومشكلة النظام السعودي إنه نظام وهابي متخلف يقوده شيوخ طاعنين في السن ، يعانون من أمراض عدة بدءا من الملك الطاعن في السن " 93 عام " ، وولي عهد مصاب بمرض الزهايمر ، ووزير خارجية يعاني من الشلل الرعاشي
" الباركنسن " ، ومؤسسة دينية وهابية متخلفة قرونا عن العصر الحديث تتقاسم السلطة بموجب اتفاق الدرعية مع العائلة المالكة حسب اتفاق بين محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب بتقاسم السلطة الدينية والدنيوية . وصراع سيصل يوما من الأيام وعند حصول فراغ في السلطة بسبب موت الملك الذي يصارع الموت ، إلى اقتتال بين " الإخوة الأعداء " الطامعين في المال والجاه والسلطة في دولة شاخت وهرمت منذ زمان مؤسسها " طيب الذكر " الإنكليزي جون فيلبي . فعدد كبير من أبناء عبد العزيز من الشيوخ الهرمين لا زالوا بانتظار وصول السلطة إليهم – َخلفَ عبد العزيز آل سعود 45 ولدا ذكرا ، ولا يعرف للآن عدد الإناث من بناته - ، يقف معهم في الصف الطويل أبنائهم وأحفادهم من سلالة عبد العزيز بن سعود .
لهذا السبب وأسباب أخرى منها الحلم السعودي بتمثيل دور شرطي المنطقة الذي شغر منذ سقوط شاه إيران ، ووقع في هذا المطب الدكتاتور صدام وكان سبب نهايتة المهينة . كل ذلك أدى لوقوع النظام السعودي ومن وراءه ما يسمى بـ
" المعارضة السورية " ، وملحقاتها من جبهة النصرة وداعش في الوحل السوري الذي لم تستطع أمريكا نفسها انتشاله ومريديه من هذا الوحل حتى الآن ، فالمقولة المعروفة تقول " إن أمريكا تصنع أزمة ولكنها لا تستطيع إدارتها " . فهي صاحبة نظرية الفوضى الخلاقة التي جرت الويلات والدمار على المنطقة العربية. فماذا تفعل السعودية وسط فشل سياسي وعسكري سريع ، وخسائر مادية هائلة ، وتشرذم لما يسمى بـ " المعارضة السورية " التي ضاقت الفنادق بروادها ؟؟.
والحل القادم في المنطقة هو مؤتمر جنيف 2 الذي يعيد الأمن والاستقرار للمنطقة بعد إن تسحب أمريكا ومن خلفها السعودية " رجال مقاومتها " وتعيد صناعتهم من جديد في بؤرة ملتهبة جديدة في العالم ، فالمصالح الدولية أصبحت أهم وأقوى من النزق السعودي وطائفيتها المقيتة ، وأماني مغامر فاشل اسمه اردوكان في إعادة العثمنة التركية البالية .
مقال ذو صلة :
هل إرهاب منطقة الشرق الأوسط طائفي أم إرهاب مبرمج؟ 1 – 3
http://www.alsaymar.org/my%20articels/20092013myarticle18b.htm
* ناشط في مجال مكافحة الارهاب
www.alsaymar.org
alsaymarnews@gmail.com