Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

هل الدولة الدينية مرغوبة في هذا العصر!

ان كتابتي في هذا الموضوع والخوض فيه لعدة اسباب يعود الئ . انني ارى واقرا واسمع في هذه الايام . بان هناك توجه او الميول لعدد لا باس به الى الاصوليه الدينيه او على ما تعرف بالصحوة الدينيه . ولا نعرف ان هم كانوا نائمين او من جماعة اهل الكهف . وبقدرة قادر رب العالمين قد فاقوا من النوم . وانا اراه نتيجة الاحباط والاحباطات والفشل وهذا معروف في التاريخ العالمي والاممي . حينما تنهار امة وتهزم في الحياة وكافة المجالات الرئيسيه والاساسيه في الحياة * تلجا الى الدين * وكان الله سوف يقوم بمعجزات وعجائب لانقاذ القوم المهزوم . ونحن نعرف ان زمن العجائب قد انتهى . ولم يبقى الان لهذه الشعوب سوى الشعوذة والسحر وقراءة الكف والبلورة والمعالجه بايات ولا يعرف مصدر وصحة تلك المعالجات الطبيه . ان فكرة قيام دولة على اسس ومبادئ دينيه . اتت او جاءت من خلال انظمة الحكم للحضارات القديمه والمعروفه وهي الفرعونيه الوثنيه والبابليه في العراق والصينيه وغيرها . ان فكرة اقامة نظام او دوله او كيان ليس لها اي مرجع او حتى اساس في اي كتاب ديني سماوي على الاقل ولا نقول الكتب العاديه الاخرى . ولم يكن في مخطط الله ابدا ان تقوم على بقعه من الارض مملكه او كيان او حتى قبيله لها مقومات الدوله بحدودها الجغرافيه ودستورها وجيشها وبرلمانها وقائدها او رئيسها والى ما ذلك . ..... بل على العكس من ذلك فاننا نجده اي - الله - يعارض هذه الفكرة من اساسها . ولنرجع الى التاريخ القديم وهنا انقل بعض ما قيل لهذه الفكرة وجذورها وفي هذه المساله تحديدا ومنذ عهد انبياء الله الاوائل ... مثال .. فحين جاء شيوخ الشعب الى احد الانبياء وكان قاضيهم ايضا .. طلبوا اليه ومنه قائلين فالان اجعل لنا ملكا يقضي لنا كسائر الشعوب . فساء الامر في عيني النبي . وحين حاول ان يحذرهم من عواقب قرارهم واختيارهم . / رفضوا / وانه من السخريه بمكان انهم حسدوا الشعوب الاخرى التي لم * تعرف الله * وارادوا ان يتمثلوا بها . وعلى ضوء هذا انا ارى ان الانسان قد حول علاقته الشخصيه مع الله الى مؤسسه سياسيه - دينيه . مفسحا المجال امام الملوك والمسؤولين والرؤساء ان يضعوا دساتيرهم وقوانينهم البشريه لتملئ عليه قواعد السلوك والتصرفات كشرطي يوجهه حيث يشاء ويريد وحسب الرغبات والشهوات . ..... ولا شك ان هذا يفتح الباب والابواب والشبابيك واسعا امام وجود وسائط بشريه بين - الانسان والله - . لكن الله وحسب ما اعتقد يتبنى كل من يؤمن به . اي بمعنى ان الله يقود الانسان بالروح الساكن فيه ويريد من الانسان كذلك ان يوجهه ويوجه قلبه اليه ويطيعه اي الله . ... وانقل كذلك ما تقوله الكتب االقديمه .. بدلا من ان يقتصر الدين على السلوك الاجتماعي وحيث يقول الله * اجعل شريعتي في داخلكم واكتبها على قلوبكم واكون لهم الاها وهم يكونون لي شعبا * اذا يريد الله ان نسترشد بقوانينه التي يطبعها على قلوب البشر . لا على اوراق او الواح حجريه . ولا بد ان اقول هنا اذا كانت علاقة الانسان صحيحه مع الله فانها ستكون بالتالي صحيحه مع - اخيه الانسان - ويجب ان نوضح اكثر لكي يفهم الموضوع . * ان قيام الدوله يستلزم اتخاذ قرارات فرديه او جماعيه ولها تاثيرات على حياة المواطن واي فرد من المجتمع . ولا يوجد اي ضمان ان تكون هذه وتلك القرارات المتخذة سواء كانت فرديه وجماعيه بغض النظر عن هوية اصحابها . هي قرارات موحى بها من الله . وكما ان المهم في الموضوع هو الروح الذي تنفذ فيه القرارات * . لانه من الطبيعي ان الانسان قد يطيع وصايا او اوامر معينه بدافع خاطئ وبدون احترام او محبه .. وهنا تاخذ تصرفاتنا قيمه اجتماعيه محدودة . وهذه التصرفات لا تعني شيئا بالنسبه لله . لانها لا تقربنا منه وكما يريد الله منا . فان الله يهمه الدافع اكثر من الفعل نفسه . ويهمه القلب اكثر من القالب . . اي ان فكرة وجود الدوله الدينيه - تفترض وتستلزم وجود الوصايا الروحيه والمدنيه على افرادها . . ومع ان الله يامر المؤمنين ان يطيعوا رؤسائهم . فقد يعمد هؤلاء الرؤساء والحكام الى تجاوز حدودهم والتسلط على رعاياهم اي المواطنين . وهنا نرى ان اخطر احتمال وارد هو ان يتحكم مسؤول من هؤلاء في علاقة شخص مع الله او بالله ويقوم بتحديد علاقته بخالقه من خلال الشروط والفرائض والواجبات التي يتوقع منه انجازها . وكذلك يقرر مدى تقصيره في علاقته بالله . .. ان الاهتمام بالامور المدنيه والانشغال بها فخ يقصد اي بهذه الوصايا هو الابتعاد عن الاهتمامات الاخرى وهذا ما يريده الحاكم الذي يحكم بالسلطه الالهيه . .. ان من يعتاد على ارغام رعايا دولته على طاعته - يسهل عليه محاولة الانطلاق بجيشه خارج بلاده واخضاع من يريد اخضاعهم باستخدام القوة والاخذ بالثار . .. - مثلا . لقد اساء اللذين قاموا بالحروب الصليبيه الى المسيحيه عامة . وساهموا في اعطاء صورة مغلوطه عنها . حين يسيس الدين . فلا بد ان يسئ الى كل من الدين والسياسه على حد سواء . ولا بد ان يظهر فشل هذا المشروع للعيان . وان تجربة الكنيسه عبر التاريخ مثال واضح لما نقول . فكم اتخذت من قرارات غير سليمه وطلعت بفتاوى دون اي سند او حتى ايه او كلمه من الكتاب المقدس .. وبقصد السيطرة واستعمال القوة وسيطرة الكنيسه على امور السياسه . وكم هو معروف اقامت محاكم التفتيش واصدرت صكوك الغفران وحللت وحرمت ما شاء لها ذلك . وكما يفعلون بعض من رجال الدين حاليا والذين يريدون او ينوون اقامة دولة دينيه وتطبيق الشريعة . .....نقول لهؤلاء ونعلمهم الدين وما يريد الله .. ان عيون المؤمن مثبتة على السماء حيث الوطن الدائم وحيث مسكن الله مع الناس . اي البيت الابدي والراحه الابديه . لان ليس لنا هنا مدينه وقريه ووطن باقي . ان مكان الملكوت هو في داخل المؤمنين الذين يسيطر عليهم ويقودهم الله بروحه . حيث يبدا الدخول في ملكوت الله بالايمان . ويصاحب هنا او هذا فقدان الجنسية السابقه في مملكة الشر والظلمه . .. واقول لبعض من يعتقد بان الجنه هي مخصصة لجماعه او فئه او امه . ان ملكوت الله تسع الجميع وهي ليست مقصورة على جنس دون اخر . ويتسع هذا الملكوت لا بالقوة كما تتسع الممالك الارضيه ذوات النوازع الانانيه والمصالح الوقتيه المحدودة . وانما بازدياد عدد المؤمنين الحقيقيين بالله ونموا ايمانهم فيه وطاعتهم له . وكذلك لا يتسع بالفتوحات العسكريه والدينيه والسيطرة الماديه لانها تخرج به عن طبيعته النقيه المسالمه . . هذا يعني بان سعادة المؤمن تكمن في الاستمتاع بمحضر الله والامور الروحيه الساميه . وليس في الامور الجسديه والملذات الدنيئه في الحياة . الله يريدنا ان نعيش حياة طاهرة . لان السماء طاهرة . . صحيح ان الانسان المؤمن يعتبر نفسه متغربا على هذه الارض . لان وطنه الحقيقي الدائم هو في السماء . . لكن هذا لا يعفيه باي حال من الاحوال من المسؤليه كمواطن وواجبه تجاه ابناء بلده اللذين يشترك معهم في مختلف وجوه الحياة . حيث هناك الروابط والمصالح المشتركه والثقافه والتاريخ واللغه والامال . بل يفترض فيه ان يكون اول الناس واكثرهم حبا للوطن وحماسا له وغيرة على مصالحه . ليكون قدوة في المجتمع ولغيره . اذن . قيام دوله او نظام او مملكه دينيه يفترض العمل على التخلص من سابقتها . فلا بد من العمل على مقاومتها والاطاحه بها . فالمؤمن لا يسعى للاستقلال عن سلطة الدوله ولا يشارك في انقلاب ضدها . لان وكما قلنا سابقا من يقاوم السلطان او الحاكم يقاوم ترتيب الله . فان الحكام ليسوا خوفا للاعمال الصالحه بل للشريرة . افتريد ان لا تخاف السلطان ! وكما قيل افعل الصلاح فيكون مدح منه . لانه خادم الله للصلاح . ولكن ان فعلت الشر فخف . لانه لا يحمل السيف عبثا . اذ هو خادم الله منتقم للغضب من الذي يفعل الشر . ..... لذلك يلزم ان نخضع له . ليس بسبب الضعف او الغضب . بل بسبب الضمير . . لهم الخير والبركه والحكمه والارشاد من عند الله حتى نستطيع ان نعيش في سلام . في القول هنا نقول . هو ان الله لا يريد او يدعوا لاقامة نظام او دولة دينيه . لكن الله يريد ان تمتلئ الارض من معرفته . وان يقبل الجميع خلاصه ويسلكوا في وصاياه متجاوبين مع محبته . ..! Opinions