Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

هل الشاعر السوري أدونيس يستخدمه الطلباني كرقم النجدة 911 ؟

إن الشاعر السوري الرمزي علي أحمد سعيد* وزيارته للجيب الكردي العميل بهذه الصورة المذهلة تثير العديد من التساؤلات ، هل حقا جاء ليذرف دموع التماسيح لما جرى في حلبجة أم أن وراءها أهداف أخرى وفق عادة العرب في الجاهليةالقيام بالمديح الذي لم يبن عليه شهرته يوما لقاء شئ آخر ( للإستجداء ) ؟!
رحم الله شاعرنا الحبيب نزار قباني ** الذي تألم كثيرا على العراق وملحمته الطويلة عن حرب الخليج الأولى ستبقى في عقول العراقيين الى الأبد ، حيث يهجو فيها صدام حسين للإخفاق المشين في قصيدة طويلة وهاك مطلعها بهذه العبارات التي لا ولن تغيب عن ذاكرتي أبدا لأنه في ذلك الوقت العصيب ما كان منه الا مستنجدا بجلالة الأمبراطور الآشوري العظيم آشور بانيبال ، الوحيد القادر في انقاذ العراق ، حيث افتتحها بما يلي :

مضحكة مبكية معركة الخليج
فلا النصال انكسرت على النصال
ولا رأينا مرة " آشور بانيبال "
فكل ما تبقى لمتحف التاريخ
أهرام من النعال !

نعم يا شاعرنا الحبيب أين آشور بانيبال ؟ والعراق اليوم في حالة يرثى لها ... ليس هناك أدنى شك أن لشاعرنا الراحل – نزار القباني - رحمه الله ، مكانة فريدة عندي على الأقل ، والآن وبعد ما قام به أدونيس الذي كنت أكن له كل الاحترام والتقدير ، أسفي أدى الى سقوطه في الهاوية إلى الأبد لأنه كشف عن وجهه الحقيقي الدمث مع كل إحترامي له أمام الملأ في رابعة النهار بزيارته الجيب الكردي المغتصب في آشور ، شمالي العراق يا للعار والشنار !
إذا كان أدونيس حقا في زيارته لهذا الجيب الكردي الانفصالي جاء ليذرف الدموع على الأبرياء الذين سقطوا في حلبجة نتيجة مغامرات الأغوات الأكراد أولا ، حيث نشاركه على هكذا خطوة إنسانية ، ولكن المشكلة أنه أهمل أكثر من خمسة وعشرين ألف كردي قتلوا في الصراع الدائر بين هذين الآغوين الكرديين بينما حادثة حلبجة كان ضحيتها حوالي خمسة آلاف شخص فقط ، أم أنه غض الطرف عن أكثر من أربعة ملايين عراقي مشرد خارج العراق بعد حرب " التحرير !" عفوا الاحتلال وآلاف من الضحايا الإحتلال و القوى الظلامية من الإسلامويين ؟!
إن المستقبل دون أي شك سيكشف الكثير عن مغزى هذه الزيارة ، ولكن بنفس الوقت بإمكان الفرد كما يقولون في اللغة الانكليزية أن يقرأ ما بين الأسطر !
إن جمعيات حقوق الانسان جاءت مؤخرا بتقارير لاذعة للانتهاكات والخروقات التي تقوم بها العصابات الكردية في الجزء المحتل من بلاد آشور / العراق . أضف الى ذلك الفوضى والفساد المستشريين في حزبه وحزب غريمه " البرزاني " التي دون شك لهي إشارات ودلالات قاطعة لسقوطه هو الآخر من عرشه العاجي !
كما أن من المعروف أن مدته الرئاسية على وشك الانتهاء كل ذلك جعلته في ورطة وموقع صعب وخصوصا عندما يفقد منصبه ( الرئاسي ) الذي حصل عليه بالتزكية وبعدها ليس بمستبعد أبدا ليكون في عراك مع الآغا الآخر " البرزاني " كالعادة المتداولة عند الأكراد والذي ينفرد بالسلطة في أربيل المدينة الآشورية التاريخية المغتصبة ، وليس غريبا أيضا أن يتكرم على الآخرين مقلدا العرب في تكريم الشعراء وطرقهم الإستجدائية المعروفة ، كي ينتشل نفسه من الهوة المرتقبة والسقوط العظيم !
إن دعوة الشاعر السوري لهي بمثابة رقم 911 الذي يستخدمه الطالباني للنجدة ، ولكن لا ندري هل سينجده " أدونيس " أم أن الزيارة هذه ستكون بمثابة إشارة الى سقوطهما معا وهي الحالة الأرجح في مثل هذه المعادلة القذرة التي يمارسها الاثنان معا وفي هذا الظرف العصيب الذي الجميع يتكالبون على العراق ولكن ما علينا إلا الإنتظار !

تنويه :
لقد كتبت هذه المقالة عندما قام الشاعر السوري أدونيس بزيارة للأرض الآشورية المحتلة شمال العراق منذ أشهر .
..........................................................

* أدونيس أو علي أحمد سعيد ، من مواليد 1930 في قرية قرب اللاذقية – سوريا ، تخرج من جامعة دمشق في فرع الفلسفة عام 1954 ومنذ 1956 يعيش في بيروت وقد حصل على الجنسية اللبنانية . من المعروف أنه ينتمي الى الحزب السوري القومي الاجتماعي وهو السبب الذي جعله اتخاذ اسم " أدونيس ". ويعد من الشعراء الرمزيين وهو غزير بالمؤلفات العديدة والجدير بالذكر أنه منذ 1964 شرع بكتابة مقتطفات أدبية مختارة .
** نزار قباني ، من مواليد مدينة دمشق (1923 ) تخرج من جامعة دمشق – فرع الحقوق / المحاماة . لقد تقلد مناصب رفيعة في السلك الدبلوماسي السوري . مؤخرا أقام في بيروت حيث أسس دارا للنشر . اشتهر بكتابة الشعر الغزلي الحر ومن أعماله الأخيرة إنشغاله بالشؤون الاجتماعية والسياسية . موت أبنه المفاجئ ترك أثرا عميقا في نفسه ، لقد تزوج للمرة الثانية ب ( بلقيس ) من الأرومة العراقية بعد أن ماتت زوجته الأولى ، وللأسف لم يلق حظا بها حيث توفيت هي الأخرى إثر حادث السفارة العراقية في بيروت .


Opinions