Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

هل الغرب مسيحي؟


نطالع بين الفينة والأخرى كتابات بعض الأخوة الكتاب من هنا وهناك وخاصة من الأخوة المسلمين وكأنهم يعتبرون في كتاباتهم كلما هو نابع من الدول الغربية (أوربا وأمريكا) كونه مسيحيا !! وهذا جعلني أعود للمسك بالقلم وأكتب عددا من الجمل لكي أجعل من الأمر جليا لهؤلاء الأخوة ولمن ليس له الأمر هكذا أو لكي يكف عن أطلاق الأحكام جزافا دون التحقق منها وعلى الأقل يجب أن يضع الأمور في نصابها الصحيح.
هل كل من هو في المجتمع الإسلامي، مسلم؟
سؤال يجب أن نضع له الإجابة كي نستطيع فهم غاية هذه المقالة بوضوح، فنحن في الشرق العربي عشنا سياسات لحكام منها دكتاتورية ومنها رجعية ومنها تقدمية وكل هذه المسميات لا أخفيكم سرا لم أفهم معناها بوضوح تام وكنا نسمع من يقول أو ينعت غيره من الحكام بأنهم عرب في الجنسية!! وعلى هذا الأساس ممكن يكون الإنسان مسلما في الجنسية أو مسيحيا، لأنه قيل ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات بل كل من يعمل بكلام الله ومشيئته!! وهنا يصبح الجواب أن من يسكن في المجتمع الإسلامي ليس بالضرورة أن يكون مسلما حتى لو كان في دولة كامل سكانها يحملون الهوية التي تشير إلى كونهم مسلمون، بالإضافة لأن بعض الدول أو في كثيرها من التي تسمى بالإسلامية فيها من السكان الأصليون من هم ليسوا بالمسلمين، ويعتنقون ديانات مختلفة، فهذه تركيا أو العراق او لبنان أو ماليزيا أو أندونيسيا ... وغيرها من الدول فكيف نستطيع الجزم أن كلما يصدر من الدول الإسلامية هو إسلامي؟
هل أن كل من هو في المجتمع الغربي، مسيحي؟
سؤال آخر ليست الإجابة عليه صعبة، لأن دولا غربية كثيرة فيها من الجاليات المُسْلمة العدد الكبير، فهذه روما في جامعا لا مثيل له في كثير من الدول الإسلامية وهي عاصمة لإيطاليا، وهذا المرشح للرئاسة الأمريكية عن الحزب الديمقراطي، أوباما وهو من خلفيات مسلمة، كما ان بريطانيا وبلجيكا والسويد والولايات المتحدة الأمريكية فيها من المسلمين ما لا يعد ويصعب أحصاؤه، بل توجد أحياء في مدنها، هي مسلمة صرفة ناهيك عن الجوامع المنتشرة في مختلف أرجائها.
ولو أخذنا قوات التحالف في العراق نجد فيها مسلمون إلى جانب ديانات أخرى كما يوجد علماء مسلمون يرافقون الجنود المسلمين لتكملة الواجب الديني لهم وهم في خدمتهم العسكرية، فكيف نسمي الغرب كونه مسيحي؟
كما يوجد طروحات عند بعض مفكري آخر زمان من يقول أن للغرب المسيحي النية بجعل الحرب المستقبلية بين الغرب المسيحي والشرق المسلم لذلك يحاول أفراغ الشرق من المسيحيين حتى يتسنى له تنفيذ هذا المخطط تمهيدا للقضاء على الإسلام!!! إنه حقا تحليلا ساذجا لمن يذهب هذا المنحى، لأنه وبأبسط جواب لو كان هذا صحيحا كان بالحري على الغرب الذي يسمونه مسيحيا أن يُخرج المسلمين من أراضيه لأن هذا أسهل عليه وببساطة يمكنه إيجاد المبررات حتى يصبح الغرب مسيحيا قبل أن يخرج المسيحيين من الشرق الأمر الذي ليس بيده ولا يستطيع التحكم به لأنه خاضع لإرادة الأشخاص أنفسهم ولإرادة دول مستقلة ذات سيادة!!! بالإضافة إلى أن في هذا الغرب أديان لا تعد ولا تحصى وإن لم تكن الأديان بهذا الحجم فالطوائف أو الملل هي هكذا فقطعا هناك اليهودي والمسيحي والمسلم والبوذي واللاديني.
ومما أتضح أعلاه:
هل يجب أن نسمي من رسم الرسوم المسيئة لرسول الإسلام مسيحا؟
وللمعلومات إن هذه المشكلة بدأت في الدانيمارك تلك الدولة الأوربية القصية في الشمال، والتي فيها من الجالية المسلمة العدد الكبير، ويحضرني هنا موقفا حدث قبل عدة سنوات عندما رفضت الجامعات التركية (دولة مسلمة) قبول فتاة محجبة في كلياتها كونه (محجبة) أي أنها مسلمة محجبة، لتقبلها جامعة دانيماركية هذه الدولة التي يسمونها مسيحية فيها وهي محجبة ولم تفكر أنها مسلمة مثلا، أو ستسبب أي ضرر في المجتمع الدانيماركي، كما أن فرنسا عندما منعت لبس الحجاب لطلاب المدارس أقام الأخوة المسلمون الدنيا ولم يقعدوها لكن الأمر الفرنسي كان يمنع ارتداء كافة الرموز الدينية لمختلف الديانات ومنها الصليب الذي هو رمز للديانة المسيحية، فأين الغرب من تقصد الإساءة؟
وأنا هنا لا أدافع عن الغرب بل أوضح مسائل دينية يحاول الكتاب لصقها جزافا بالدين، والدين عنها براء، فالرسام ممكن أن يكون مسيحيا لكنه قطعا ليس من المؤمنين المسيحيين كونه لا يطبق تعاليمه الدينية التي توصيه أن يحب بلا حدود وحتى أعداؤه!!! وأن يصلي من أجل مبغضيه!!! ومن يحب لا يسيء مطلقا لغيره، ويجب أن نسأل أنفسنا سؤالا آخر: لماذا رسم هؤلاء ضد الإسلام؟ مع أنهم لم يرسموا ضد الإسلام فقط بل ضد رموز مسيحية وضد رموزهم السياسية ورمز أديان أخرى!!! والجواب هنا أيضا بسيطا لأن المسلمون أنفسهم جعلهوم يذهبون هذا المنحى من خلال وسائل الأعلام عندما يعرضون صورا للتفخيخ والقتل والذبح على شاشات التلفزيون وأجهزة الكومبيوتر وعبارات (بسم الله الرحمن الرحيم) أو (لا إله إلا الله محمد رسول الله) خلفهم !!! فكيف يسمح الدين وآياته المباركة التي هي كلام الله العزيز بمثل هذه الأفعال؟ دون شك هم الذين يسمحون لأنفسهم وأقصد الفئة التي جعلت من الدين ستارا لأعمالها سمحت لنفسها بتشويه صورة الدين لدى الآخرين والذين يجهلون الاسلام وآياته وكتابه الكريم.
ومن هنا أجد بعض الأخوة يسمي المسيحيين (بعُباد الصليب!!!) وهذه أيضا جناية أخرى لا يستحقها المسيحيون لأن الصليب عندهم هو رمز فقط ويتباركون به لأن على هذا المثال صلب المسيح وهذه التي كان اسمها خشبة العار قبل المسيح تباركت بدم المسيح عندما علق عليها وسال دمه الكريم وأصبحت رمزا يضعونه المسيحيون في أماكن الصدارة في بيوتهم او اعمالهم أو أي مكان يتواجدون فيه تماما كما يفعل المسلمون بالسيف حيث نجده في راية السعودية وفي رايات حركات أسلامية عديدة منها حركة حماس وطالبان والاخوان المسلمون وغيرهم... فليست البركة عبادة.
أرجو أن نأخذ الأمور بعقلانية عندما نواجَه بتحديات الغرب الذي لا دين له بقدر ما له مصالح، كما ان هناك أعداء للإسلام وللمسيحية ومصلحته أن يُحطَم هذين الدينين كي يستأثر هو في التحكم بالعالم من خلال الدين الأوحد والعرق الصافي كونهم شعب الله المختار!!! ونجد هذه الزوبعة تثار كلما طفت إلى السطح محاولات التفاهم أوالحوار الإسلامي المسيحي، كما ان في الغرب شركات رأسمالية غايتها تحقيق أكبر قدر من المكاسب ولا يهمها أي شيء آخر أزاء هذا لأن عندها الغاية تبرر الوسيلة ودولها لا تستطيع ممارسة الضغوط عليها لوجود قوانين تعطي الحرية للجميع وتعمل وفق شريعة حرية الإنسان الدولية وغيرها من التشريعات.
إذا الغرب ليس مسيحيا.
عبدالله النوفلي
22 آذار 2008
Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
سر تطوير الجامعات يكمن في تطوير قابليات اساتذتها يحاول كثير من الكتاب في الشأن الاكاديمي القاء تبعية ازمة التعليم العالي في العراق على ما حصل للجامعات العراقية من تهديم وتخريب، وللاكاديمين العراقيين من قادة العراق يتفقون على وأد الفتنة بغداد /نينا/ اتفق قادة العراق من زعماء الكتل السياسية والاحزاب على جملة من الامور التي تصب في تهدئة الوضع وتقود الى حل الازمة الراهنة ووأد الفتنة الطائفية. احتفالية في بغداد بيوم المرضى العالمي احتفالية في بغداد بيوم المرضى العالمي احتفلت كنيسة العراق بيوم المرضى العالمي ،وهو يوم(11 شباط من كل عام) اسسه البابا يوحنا بولس الثاني قبل اربعة عشر وقد اقيمت الاحتفالية هذا العام في كنيسة سيدة النجاة الجريمة والعقاب الجزء الاول ـ الظاهرة الاجرامية كان لتمثال اله الحرب ( كانيوس Janus) في الامبراطورية الرومانية وجهين ، الاول يتجه الى خارج حدود روما حيث يتربص بها العدو الاجنبي . بينما يتوجه وجهه الاخر نحو روما حيث يتربص بأبنائها العدو المحلي (المجرم) (1) . وكان الرومان يؤمنون ايماناً راسخاً بأنهم لن
Side Adv2 Side Adv1