هل بدأت مرحلة الاحتراب مع البرزاني ..!
قد يبدوا هذا العنوان غريبا ومفاجئاً لبعض الذين لا يتابعون الأحداث ولا يقرؤون ما بين السطور ولا يربطون ما بين المستجدات ويستسلمون للرأي من الأمور لأنهم لا يدركون المخفي منها .إن ما شهدته البلاد في الأشهر الأخيرة يكشف لنا حقائق دامغة بعد أن كشف المستور إلى سطح المشهد السياسي ونقصد بذلك الأزمات التي حدثت مؤخرا والمتعلقة بإعلان صلاح الدين إقليما وبعد ذلك ديالى وربما محافظات أخرى ستعلن بعد حين وتم استكمال هذه المعلومات بعد إن تجرأت الحكومة وأعلنت البعض من الخفايا الخاصة بمؤامرة طارق الهاشمي على الدولة العراقية بإسناد خليجي وتركي ولكن الحكومة ولأسباب تتعلق بخطورة التحالف وحفاظا على التوافق الهش في العملية السياسية لم تكشف الأوراق الداخلية وهي الأكثر خطورة والتي كانت تقف وراء تحريك كل هذه الأحداث بهدف واضح وصريح مفاده تدمير الدولة العراقية والقضاء على أركانها ونقصد بذلك دور بعض القيادات العنصرية المتطرفة وفي مقدمتهم البرزاني ولا نستبعد الطالباني .
حيث كانت تجري في اجتماعاتهم الخاصة وأجهزة مخابراتهم الخطط السرية لضرب العراقيين العرب وإسقاط الحكومة المركزية والتعاون مع كل الأطراف لتحقيق هذا المخطط الشيطاني ويكفي إن نشير حول عقد اجتماعات سرية وعلنية بين الجبهة العراقية والكردستانية في اربيل وخانقين وبغداد لوضع برنامج إثارة الفتنة في محافظة ديالى مقابل انتزاع مناطق بل محافظات بكاملها وضمها لإمبراطورية البرزاني المنتظرة ولم يكن آخرها احتضان الإرهابي طارق الهاشمي وحمايته من القانون وتعميق الأزمة في البلاد حيث أعلن الهاشمي بنفسه بان من يقف معه ويحميه هم الطالباني والبرزاني .
إن هذه الشهادة المعلنة خير دليل على ما نقول ونضيف على ذلك ما أعلنه البرزاني بنفسه لأكثر من مرة بأنه يعد العدة لمواجهه مسلحة مع الحكومة العراقية ولعل الأيام المقبلة ستشهد مجريات خطيرة في مقدمتها ان مناطق كردستان ستكون ملاذا لكل الإرهابيين والانفصاليين والمعادين لحكومة المالكي والأصح لأي حكومة مركزية وان هذه التصرفات تؤكد النظرية التي طالما اشرنا إليها وهي اعتقاد البرزاني بان الدولة الكردية لن تقام الا على أنقاض العراق المدمر ولم تعد هذه النظرية حبراً على ورق بل دخلت حيز التنفيذ من خلال الحقائق التالية :
أولا : ما تقوم به الكتلة الكردستانية من دور خطير في موازنات تشكيل الحكومة والبرلمان ما يتيح لهم انتزاع مكاسب لن يكونوا يحلمون بها عبر كل مراحل تاريخهم .
ثانيا : تفعيل الأزمات ما يضعف الآخرين ويقوي الأحزاب الكردية المتطرفة .
ثالثا : استغلال مواقعهم في الحكومة العراقية المركزية في الرئاسات الثلاث وتمسكهم بالخارجية لاستثمار كل طاقات العراق وإمكانياته لخدمة مشروعهم القومي وليس العراقي .
رابعا : الشروع بتنفيذ نظرية المؤامرة الانفصالية لدعم الأقاليم البعثية ودعم المتآمرين لإسقاط العملية السياسية وإحداث فوضى تمنحهم المبرر لإعلان جمهورية كردستان الكبرى .
خامسا : وأخيرا وليس آخر مخططات رهيبة ومخجلة للاستحواذ على المناصب ونهب الثروات العراقية وتخريب الأمن وسحب الاستثمارات في البلاد إلى كردستان وكذلك الكفاءات والنخب .
وستؤكد الأيام كل هذه الادعاءات التي ذكرناها حيث إن القيادات الكردية لا تعمل من اجل مصلحة الشعب العراقي بعربه وأكراده ولا تتردد عن التعامل مع الشيطان وحتى مع كبار المجرمين البعثيين لتحقيق أحلامهم العنصرية وهي بالتأكيد لا تمثل أحلام كل العراقيين العرب ومنهم الأكراد وبقية الأطراف .
ولعل ضحيتهم الأولى هم فقراء الأكراد الذين ينظرون لبرزاني والطالباني وكأنهما الوجه الآخر لصدام حسين أو القذافي وهذا ما يفسر انتفاضة الغضب التي حدثت في كردستان وقمعتها الأجهزة الأمنية بكل الوسائل ولكنها ما زالت نارا تحت الرماد ولعل هذه الثورة الكردستانية سوف تلتقي حتما مع الانتفاضة العراقية الشاملة لإنهاء الوجه الآخر للدكتاتورية والعنصرية والانفصالية والصدامية وأصحاب الأجندات الإرهابية لتدمير الدولة العراقية .
firashamdani@yahoo.com