Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

هل تدرب إسرائيل الإرهاب في كردستان؟

 

تكاثر الجدل في العراق حول علاقة كردستان بإسرائيل على إثر صدور تقارير غربية حول الموضوع، واتهامات من قبل سياسيين وصحفيين عراقيين لكردستان بإقامة تلك العلاقات. ولعل آخر من أثار الموضوع، الشاعر الكبير سعدي يوسف الذي أشار بمناسبة إشاعات (لا أساس لها) عن احتمال تولي السيدة العراقية الأولى "هيرو ابراهيم"، زوجة الرئيس جلال الطالباني، الرئاسة من بعده، إلى علاقة "عريقة" لها بالموساد الاسرائيلي وأنها صديقة حميمة لتسيبي ليفني، و (أنها) حضرت معها لقاءات خاصّة وعامّة في أكثر من عاصمة"، ونشر الخبر مع صور تجمع السيدتين (إن كان لنا أن نسمي ليفني "سيدة"!).(1)

وإن كانت العلاقة التاريخية بين الطرفين غير قابلة للإنكار، وموثقة بالصور، فأن الساسة الكرد بشكل عام أنكروا وجود أية علاقة في الوقت الحاضر. لكن طريقة تصرف هؤلاء الساسة عموماً، إضافة إلى التقارير ذات المصداقية الكبيرة، مثل الصحفي الأمريكي الكبير سيمون هيرش، الذي كان له فضل مشهود في فضح ووتركيت، وكذلك شكاوى إيران والعديد من المؤشرات الآخرى الداخلية مثل ظهور مجلة "إسرائيل كورد" وتصريحات كادرها بوجوب إقامة العلاقة المباشرة وتأكيدهم أن الشعب الكردي يريد ذلك،(2) ومصافحة طالباني لـ باراك في أثينا التي أثارت ضجة تستحقها،(3) وكذلك تصريحات صريحة من بعض الساسة الكرد مثل النائب عن كتلة التغيير في برلمان الإقليم عبد الله محمود الذي قال: "الإقليم أمامه فرصة لإقامة علاقات مع كل الدول بضمنها إسرائيل إذا كانت متجانسة مع مصالح شعب كردستان". وتابع محمود "إنا كمواطن كردستاني لا مانع لدي من زيارة أية دولة كانت إيران أو إسرائيل".(4)

ومن الطبيعي فأن تغلغل الإحتلال الأمريكي في كل مفاصل العراق من جهة، والعلاقة الإستثنائية بين كردستان وأميركا من ناحية ثانية (متمثلة بتأييد ممثلي كردستان لكل القرارات الأمريكية ووجهات النظر الأمريكية في العراق) وعلاقة أميركا غير الطبيعية مع إسرائيل من الجهة الثالثة، (وقد اعترف الرئيس طالباني بأنه يرى أن أمريكا احتلت العراق من أجل إسرائيل والنفط! (5)) يجعل من تلك العلاقة بين كردستان وإسرائيل أمر محتم، ومقلق. 

ما الذي تأمله إسرائيل من أحتلال العراق، وما الذي تخططه له، لكي تحتله أميركا من أجلها؟ لعل خير جواب على هذا يأتينا من محاضرة وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق (آفي ديختر) الذي قال: لقد حققنا في العراق أكثر مما خططنا و توقعنا! مشيراً إلى أهداف إسرائيل في العراق بقوله :"نّ تحييد العراق عن طريق تكريس أوضاعه الحالية تشكل أهمية استراتيجية للأمن الاسرائيلي". و قوله "ذروة اهداف اسرائيل هو دعم الاكراد بالسلاح والتدريب والشراكة الامنية من اجل تاسيس دولة كردية مستقلة فى شمال العراق تسيطر على نفط كركوك وكردستان". و"استمرار الوضع الحالى فى العراق ودعم الأكراد فى شمال العراق ككيان سياسى قائم بذاته، يعطى ضمانات قوية ومهمة للأمن القومى الإسرائيلى على المدى المنظور على الأقل" و"هناك إلتزام من القيادة الكردية بإعادة تشغيل خط النفط من كركوك الى خط IBC سابقا عبر الأردن ..وإذا ما تراجع الأردن .. مد خط كركوك ومناطق الإنتاج الأخرى فى كردستان تتم الى تركيا واسرائيل." (6)

هل يحق لنا أن نقلق أم لا؟ بل هل يتوجب علينا أن نقلق أم لا؟ 

كل هذا، إضافة إلى تقارير سرية محتملة، جعلت الساسة العرب (مثل عموم عرب العراق) يشككون بنهاية تلك العلاقة، خاصة وأن إسرائيل من الصعب جداً إنهاء علاقة معها إن هي بدأت. فهي سرعان ما تمد أذرعاً متشابكة وتنشر عملاء لها في المناطق الحساسة، وبدرجة أو أخرى تستولي على مركز القرار وتجعل اية إجراءات للتراجع عن تلك العلاقة أمراً عسيراً. 

لذا فأن الإتهامات باستمرار تلك العلاقة لم تتوقف تجاه كردستان. ومؤخراً، كانت الإتهامات الأخيرة موجهة بشكل مباشر من عدد من النواب مثل النائب عن ائتلاف دولة القانون فؤاد الدوركي، الذي اتهم إقليم كردستان بـ"إقامة علاقات غير مشروعة مع دول عديدة بينها إسرائيل "، خلال احتجاجه على اعتراضات بعض قادة الكرد على صفقات الأسلحة التي عقدت مع روسيا(7) 

وكذلك اشار النائب سعد المطلبي إلى توغل إسرائيل في العراق وامتلاكها "وجوداً حقيقياً" في كردستان مضيفاً أن الدعم الذي تتلقاه منطقة كردستان بدأ يسبب مشاكل كارثية على باقي المناطق في العراق إضافة إلى التاثير السلبي للناخب العراقي وعدم ثقته بالاحزاب السياسية العراقية كونها لم تقف وقفة جادة ضد ما يحدث من تجاوزات في منطقة كردستان. (8)

وأشار النائب عن "ائتلاف دولة القانون" أمين هادي عباس إلى عدم عدم خضوع مطارات ومنافذ كردستان لمراقبة الحكومة المركزية "لذلك نحن على قناعة بأن الاسرائيليين يدخلون الاقليم بسهولة كرجال اعمال أو سياح, وربما يصل هؤلاء الى المدن العراقية المختلفة من دون ان نعلم بذلك".

واعتبر النائب أنه "من حق ايران" ان تراقب النشاط الاسرائيلي في اقليم كردستان بعد اغتيال عدد من علمائها النوويين, كما أن حكومة المالكي لديها شكوك قوية بدور اسرائيلي استخباراتي واقتصادي في الاقليم ...من دون ان يكون لدينا ادلة ووثائق تثبت ذلك".(9)

وقال كمال الساعدي أن "بعض قادة الكرد لديهم علاقات غير مشروعة مع إسرائيل"،(10)

كان الضباب يلف تلك "العلاقة" إلى أن حصلت "نيوزنايت" على أول اللقطات لجنود كرد يتدربون على أيدي الإسرائيليين في "شمال العراق"(*) ، وقامت بإجراء مقابلة مع كوماندو سابق كان يقوم بالمهمة. (11)

كان دورهم أن يقوموا بتدريب مجموعتين من الجنود الكرد، ستقوم إحداها بدور الحماية لمطار هولير الدولي، أما المجموعة الثانية فستدرب للقيام بـ "المهمات الخاصة". 

وعندما أرسلت القوات الخاصة الإسرائيلية إلى العراق عام 2004، قيل لهم أنه إذا اكتشف أمرهم فسوف يتم إنكارهم!

وانتحل المدربون الإسرائيليون صفة "شركات مسجلة في سويسرا"، وقاموا بتجهيز بعض المعدات الأمنية أيضاً. وكان يرأس أحدى "الشركتين" التدريبيتين داني ياتوم، رئيس الموساد السابق الذي ارتبط إسمه بعدد من الفضائح واشهرها محاولة الاغتيال الفاشلة لخالد مشعل، في عمان -1997(12)

وأخبر المدرب نيوزنايت أن المسؤولين الكرد كانوا يعرفون بهويتهم، ولكن الجنود المتدربين لم يعرفوها. وقال أن حساسية السلطة في كردستان كانت جدية، لأن "أعداءهم" السياسيون طالما أتهموهم بأنهم شركاء مع إسرائيل. وقد أنكرت السلطات الكردية في السابق السماح لأي من الإسرائيليين الدخول إلى "شمال العراق"(*) 

ويخبر المدرب الإسرائيلي نيوزنايت: "يوم بعد يوم يزداد توترك، لأنك تعلم حقيقة المكان الذي أنت فيه وحقيقة شخصيتك، ويحتمل أن تكشف في أي وقت". وقال: "كنا ندربهم على كل الدروس الخاصة بمحاربة الإرهاب، وأمن المطارات، وعلى استعمال الأسلحة المختلفة، وكيفية التعرف على إرهابي في الزحام، وهذه كلها تدريبات لقوات المهمات الخاصة."

ويستمر المدرب: لقد عبرنا الحدود من تركيا، وقام ضابط أمن بتمريرنا دون ختم جوازاتنا. لكن كما يمكنك أن تفهم أنه مادام اثنان من ضباط الأمن قد عرفوا أننا إسرائيليين ورأوا جوازاتنا، فلا بد أن قياداتهم تعرف بالأمر أيضاً.. هذا أمر طبيعي"!

يقول "خالد صالح" الناطق باسم حكومة الإقليم: "هذه إفتراءات ليست جديدة علينا، فمنذ الستينات والسبعينات كانوا يطلقون علينا إسم "إسرائيل الثانية" في المنطقة وأنه يجب إزاحتنا من قبل القوميين الإسلاميين، واليوم من قبل المجموعات الإسلامية." 

ولأن إيران صارت العدو الرئيس لإسرائيل، فقد أشارت تقارير إلى أن إسرائيل تسعى لإستغلال مساحات من العراق لزيادة خياراتها الستراتيجية. فأحدى أهم المشاكل التي تواجه إسرائيل في ضرب إيران هي المسافة الكبيرة ، خاصة وأن معظم طائرات إسرائيل من النوع القصير المدى، ولا تمتلك سوى عدد قليل من الطائرات التي يمكن تزويدها بالوقود في الجو. وقد أقترحت بعض الدراسات استخدام مطار في كردستان كنقطة توقف لتلك الطائرات للتزود بالوقود، كما يبين الفلم (والصورة أدناه).

http://almothaqaf.com/images/almothaqaf/Different/A/83-saieb.jpg

يعود كشف حقيقة التحالف القوية بين إسرائيل وكردستان إلى ما كتبته "ذي نيويوركر ماكازين" عام 2004. وكان الصحفي الشهير سيمور هيرش قد لاحظ أن الإسرائيليين قد انتقلوا إلى قواعد متقدمة يمكن أن تنطلق منها طائراتهم لضرب الأجهزة النووية الإيرانية. ويقول هيرش: "لقد نشطت إسرائيل في مساندة التمرد الكردي ضد العراق في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، كجزء من الإستراتيجية الإسرائيلية للبحث عن التحالفات مع "غير العرب" في الشرق الأوسط." 

وذكر "تقرير ويلش" في حزيران 2004: "كان الهدف من هذه الحرب (على العراق) دائماً تقوية المركز السترايتجي الإسرائيلي، ولا شيء آخر. لا النفط ولا الديمقراطية ولا أسلحة الدمار الشامل. كان الهدف هو توسيع مجال للتأثير الإسرائيلي، وهذا هو ما يحدث بالضبط!" (13)

ويتفق هذا الكلام إلى حد بعيد مع ما صرح به رئيس العراق، جلال طالباني، كما سيرد أدناه

يتساءل المعلق : "هل يتم تدريب هؤلاء من اجل مهمات كردية، ربما ضد فئات عراقية أخرى، أو ربما من أجل مهمات مشتركة مع الإسرائيليين داخل إيران. السلطات الكردستانية تنكر القيام بمهمات مشتركة مع إسرائيل، لكنها تنظر إلى إيران بعين الشك". 

ويقول خالد صالح، الناطق الرسمي باسم حكومة كردستان: "مع أخذ الخلفية التاريخية (لإيران) بنظر الإعتبار، فأن هناك ميل  إلى تصدير الثورة (الإيرانية) إلى الدول المجاورة. ومع تأثيرها في العراق فأن إيران أصبحت أقوى.... وربما تحلم ايضاً بدعم الشيعة في دول الخليج، وسوف يكون هناك تأثير شيعي أوسع. الشيعة وصلوا السلطة لأول مرة في العراق، ولذا فأن التوازن دقيق جداً. فإذا خسر الشيعة السلطة فلن يكون ذلك في مصلحة إيران."

يدير مشروع التدريب الإسرائيلي للقوات الكردية مظلي سابق وخبير في "محاربة الإرهاب" شلومي مايكلز، والذي رفض أن يتحدث إلى الصحفيين في الفلم. وتنكر الحكومة الإسرائيلية علمها بالموضوع، وهو ما يصعب تصديقه. 

وغادر الفريق كردستان على عجل عام 2005، عندما أبلغهم الكرد أن حقيقتهم قد كشفت.

ويتحدث المدرب الإسرائيلي عن مبالغ كبيرة من النقود تم شحنها من كردستان بواسطة طائرات خاصة إلى مطار الأردن، حيث تنتظر طائرات أخرى تأتي من إسرائيل لإستلام شحنات الأموال، وايصالها إلى إسرائيل، وكلها طائرات خاصة، ولا تستعمل الخطوط التجارية لذلك ابداً. 

هذا هو رابط الفلم على اليوتيوب،(14) ويمكن أيضاً تنزيل نسخة  مترجمة إلى العربية من الفلم ( لكنها أقل وضوحاً) من هذا الموقع: (15)

أقترح مشاهدة الفلم قبل إكمال المقالة...

......

في الرد على منتقدي العلاقة بينهم وبين إسرائيل تكررت عبارة "لن يكون ملكياً أكثر من الملك" كثيراً في تصريحات المسؤولين الكرد...وكأن العلاقة مع إسرائيل قضية قومية للعرب فقط، وليست خطر على العراق يتضح من اعترافات مسؤولي إسرائيل بأهدافها فيه، وكأننا أيضاً مسؤولين عن أية ممارسات لأي عاهر عربي، وأنها يجب تعتبر حجة علينا وضوءاً أخضر لممارستها في العراق أيضاً!

أخبرني صديق سافر إلى قبرص عن طريق سليمانية، أنه وجد هناك مكاتب لثلاث خطوط جوية دولية فقط في المطار، وكان مكتب شركة العال الإسرائيلية واحداً منها، فأية أولوية عظيمة لإسرائيل إذن لدى كردستان لتكون واحدة من أهم ثلاث دول تتعامل معها كردستان في النقل الجوي، وما الذي يفعله مكتب خطوط جوية لولا وجود حركة نقل نشطة جداً ومستمرة بين البلدين، يعلم الله ما تنقله إلى داخل العراق عن طريق كردستان. فمثل هذه العلاقة الوثيقة ووجود مطارات وحدود (مع تركيا) لا تصلها الحكومة، تجعل من حدودنا المفتوحة مع كردستان ، حدوداً مفتوحة مع إسرائيل إذن!! هل من غرابة إذن أن ترفض كردستان سيطرة بغداد على مطاراتها؟ هل من غرابة أن يستمر الإرهاب في العراق كل هذه السنين؟

من المناسب هنا أن نتذكر ونقارن مع حقيقة أن مسعود وجلال والنواب الكرد، أقاموا الدنيا ولم يقعدوها، لمجرد أن رئيس الحكومة السابق إبراهيم الجعفري زار تركيا، وأعتبرها ساسة كردستان، سبباً كافياً للإصطفاف مع المؤامرة الأمريكية لعزله، وتم ذلك بالفعل! فكيف لو أن الجعفري استدعى قوات تركية لتدريب قوات خاصة عراقية، يشتبه الكرد في أنها موجهة ضدهم؟ كيف لو أنها كانت من دولة يصرح مسؤول كبير فيها عن مخططات حول إبقاء كردستان تحت التمزق والإرهاب لضمان أمن دولته، بمثل ما صرح به آفي دختر عن العراق؟ كيف علينا أن نتعامل مع شركاء لا يجدون من يتعاونون معه عسكرياً، خير ممن يقول وزير أمنه السابقة عن العراق أن "تكريس أوضاعه الحالية تشكل أهمية استراتيجية للأمن الاسرائيلي"؟ أليس من المتوقع إذن أن يستغل هؤلاء كل فرصة إذن "لتكريس الأوضاع الحالية" الممزقة، من أجل أمن بلادهم؟ أو ليس ما تقدمه كردستان لهم باستظافتهم وتسليمها أمر تدريب قواتها الأمنية، وتجهيزها بالمعدات، يمثل أكبر الفرص؟

هل يفترض على العرب لكي لا يتهموا بالشوفينية وبأنهم "يريدون إبادة الكرد"، أن يقبلوا ليس فقط بكل ابتزاز وظلم، بل ايضاً هذا الخطر داخل حدودهم، وينتظرون نتائجه بسلبية إنتحارية، دون أن يفتحوا فمهم بكلمة! فهل هناك ابتزاز أشد من هذا الإبتزاز وإذلال أشد من هذا الإذلال لمثل هذه الشراكة؟ 

لقد قرأتم ما جاء في المقالة، وشاهدتم الفلم الذي يحسم كل خلاف، وأترككم أخيراً مع قادة كردستان وما قالوه حول علاقة كردستان بإسرائيل. 

نائب التحالف الكردستاني فرهاد الاتروشي: 

" الحديث عن مشاركة اقليم كردستان مع بعض الدول الاقليمية واسرائيل في مؤامرة ضد سورية هو افلاس واضح ودليل على ان بعض الاطراف السياسية عقليتها لاتختلف عن عقلية حزب البعث البائد ومنطق الدكتاتور السابق في تسقيط خصومه السياسيين في ذلك الوقت وهذا هو ديدن من لايريد للشعب العراقي خيراً "(16)

نائب التحالف الكردستاني مؤيد الطيب : 

جميع الانظمة في العراق بررت حربها على الاكراد بعلاقتهم مع اسرائيل.. أن الأكرادَ أصبحوا يُدرِكون ما تُخفِيه هذه الاتهامات ُ التي صَدَرت سابقاً وتجدّدت الآن والتي طالَما تَبِعتْها حملات ُإبادة ٍ جماعية (17)

"موضوع تطبيع العلاقات مع اسرائيل لا أساس له من الصحة لان إقليم كرستان لم ولن يقدم على هذه الخطوة"، مشيرا الى إن "الإقليم لن يقيم علاقات مع أي دولة ما لم يكن للعراق ككل علاقات مع تلك الدولة".

"اقليم كردستان لا يحتاج الى علاقات مع اسرائيل في اي يوم من الايام وليس له حدود تحده مع اسرائيل"، لافتا الى ان "الكرد  يؤيدون ويساندون الشعب الفلسطيني لأنه شعب عريق كالشعب الكردي".(18)

"نحن متأكدون جيدا والشعب العراقي وقواه السياسية تعلم بأن اقليم كردستان ليس له علاقات مع اسرائيل، ولا تربطه مع اسرائيل لا روابط جغرافية ولا تاريخية ولا سياسية ولا اقتصادية، وليس هناك اي داع لأن يكون لإقليم كردستان أية علاقات مع اسرائيل"(19)

النائب محمود عثمان:

 «حسب علمي وبعد ان تأكدت من القيادات الكردية في كردستان العراق فان هذه المعلومات لا صحة لها على الاطلاق».

«الاكراد ليسوا في حاجة اليوم الى ان يدربهم الاسرائيليون او غيرهم كونهم مدربين جيدا منذ سنوات طويلة»، مشيرا الى ان ما نشر في احدى المجلات الاميركية في هذا الشأن «لا يستند الى اية مصادر معروفة او غير معروفة بل يشير الى مصادر رفضت ذكر اسمائها وهذا يضعف الموضوع من جهة ويجعله مبهما وعرضة للتشكيك من جهة ثانية».

«اتصلت أمس بقياديين اكراد اثق بهم جدا واكدوا عدم وجود أي عنصر من المخابرات الاسرائيلية او من غيرها، ولو عرفت ان الحقيقة عكس ذلك لكنت اول من فضح الوجود الاسرائيلي في كردستان العراق, لكن أكثر من قيادي كردي ومن كلا الحزبين الرئيسيين هناك، الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني الى جانب شخصيات كردية مستقلة أكدوا لي عدم صحة هذه المعلومات وعدم وجود أي اسرائيلي.. وقد يكون هناك ضمن قوات التحالف او المنظمات الانسانية العالمية او الشركات العاملة بعض اليهود وهذا امر طبيعي لا علاقة له باسرائيل».

(هذا يأتي) «للاساءه الى اكراد العراق وشق الوحدة الوطنية بيننا وبين اشقائنا العرب في العراق وخارجه كما يسيء الى علاقاتنا مع دول الجوار ككل في وقت نريد ان نركز فيه على بناء العراق وتمتين وحدتنا الوطنية على اسس صحيحة»،

«علاقاتنا مع اسرائيل انتهت مع خراب علاقتنا مع شاه ايران عندما اتفق عام 1975 مع النظام العراقي في الجزائر» (20)

المتحدث الرسمي باسم حكومة إقليم كوردستان العراق سفين دزه يي:

 (حول تقرير ليديعوت احرونوت الإسرائيلية أن وفدا كرديا رفيع المستوى قام بزيارة لإسرائيل بسرية تامة لمناقشة إمكانية التعاون بين الجانبين الكردي والإسرائيلي، خاصة في المجال الزراعي. ) (21)

«هذا الخبر يفتقد إلى المصداقية تماما، ولا أساس له من الصحة مطلقا».

"أي علاقة تعقدها حكومة الإقليم مع أي دولة بالعالم محكومة بالسياسة الخارجية للدولة العراقية، وليست لدينا أي علاقات خارج هذا الإطار».

«أولا ليس لدينا شيء نخفيه عن علاقاتنا مع أي دولة بالعالم، مع إسرائيل ليس لدينا أي نوع من العلاقات الرسمية،ولسنا أكثر ملكية من الملك"(22)

اللواء جبار ياور وكيل وزارة شؤون البيشمركة :

نفى التعاون مع إسرائيل ضد إيران، وقال «علاقات الإقليم مع دول العالم تتم من خلال السلطات الاتحادية في بغداد، وطالما ان العراق لم يقم أي علاقة عضوية مع الدولة العبرية فإن الإقليم أيضا لن يكون له معها أي نوع من العلاقات».(23)

"ما ينشر بين فترة وأخرى عن وجود علاقات بين حكومة الإقليم ودولة إسرائيل أو وجود قواعد استخباراتية لهذه الدولة في الإقليم عار من الصحة"(24)

"ما نشرته صحيفة ديلي تلغراف من معلومات حول شراء وزارة البيشمركة وحكومة الإقليم السلاح من إسرائيل عار عن الصحة. أن الاسلحة الموجودة بأيدي قوات البيشمركة هي تلك الاسلحة التي كانت موجودة قبل عملية تحرير العراق"(25)

النائب في برلمان إقليم كردستان شفان أحمد:

 "أن حكومة بغداد هي الجهة التي تحدد علاقة الإقليم مع إسرائيل، مشدداً على أن سياسته الخارجية مرتبطة بسياسة الدولة العراقية، واعتبر أحمد أن "هناك مؤامرة جديدة تستهدف الإقليم"(26)

النائب عن "التحالف الكردستاني" حسن جهاد:

 نفى وجود اي صلة بين اغتيال العلماء النوويين في طهران وبين النشاط الاستخباراتي الاسرائيلي في اقليم كردستان، ...مؤكداً ان القرار السياسي وعلى اعلى المستويات في كردستان هو عدم التعامل مع اسرائيل لا بشكل علني ولا سري, وإنما التوجه الى دعم العلاقات مع العالم العربي(27)

محافظ مدينة اربيل نوزاد هادي :

 "ان المحافظة معنية بكل المعاملات والاجراءات الادارية ولذلك أنا على يقين بأنه لا يوجد اي مستند عن عمل استثماري اسرائيلي لا بأسماء اسرائيلية ولا بأسماء اخرى داخل الاقليم", 

"القرار السياسي الكردي هو عدم التعامل مع اسرائيل." (27)

عبدالوهاب طالباني:  "بين اونة واخرى يخرج علينا البعض بقصص وحكايات عن علاقة اسرائيلية كوردية ، اوما يسمونها تغلغلا اسرائيليا في العراق عبر كوردستان ، بعض تلك القصص لا تخلو من الغرابة ، والسخافة ايضا ....

ومن الذين (ابدعوا!!) في كتابة الحكايات المضحكة عن علاقات استخبارية كوردية اسرائيلية نذكر الكاتب الاميركي سيمون هيرش الذي الف قصصا ما بعدها قصص ولا تختلف عن افلام (جيمس بوند) المقرفة عن تعاون مخابراتي كوردي اسرائيلي" (28)

نيجيرفان بارزاني، رئيس حكومة اقليم كردستان:

"السياسة الخارجية للعراق ترسم في بغداد لا في كردستان" (29)

رئيس الجمهورية جلال طالباني:

 "في الماضي لا أنكر، الحاضر أنكر، والمستقبل لا أعرف". (30)

رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني:

 "الحقيقة أنني لا أعتبر أن العلاقات مع إسرائيل اتهام لنا ولكننا لن نقيم علاقات مع إسرائيل من دون بغداد ولا حاجة لحضور إسرائيلي لدينا" (31)

"بصراحة هذا السؤال يستفزني، فهناك عدد من الدول العربية لديها علاقات تجارية وسياسية مع اسرائيل، فلماذا تحرمون هذا الامر - لو كان حقيقيا - علينا؟(32)

هل قادة كردستان كلهم كذابون ومتفقون على الكذب بهذا الشكل؟ ليس مستحيلاً، لكنه افتراض يثير الشك..

فالسؤال يطرح نفسه بالفعل: ما حاجة كردستان لمدربين إسرائيليين لتورط نفسها؟ وسؤال آخر يطرح نفسه أيضاً: لماذا يكشف الإسرائيليون تلك التدريبات امام البي بي سي؟ لا نجد جواباً مقنعاً لذلك، سوى ان الأمر كله ربما يكون تغطية لقضية أخطر. فمن المحتمل أن يكون التدريب ليس للبيشمركه، وإنما للإرهابيين من "قاعدة" وغيرها تقوم به إسرائيل لحسابها وقد تم اكتشافه بشكل ما، ففضلوا "تقليل الخسائر" بالإعتراف به، ولكن على اعتبار أنه للبيشمركه! لن نعرف الجواب بشكل قطعي بالطبع وليس أمامنا سوى التكهن. فالحقائق التي أمامنا هي وجود شركات أمن إسرائيلية تدرب مجموعات في كردستان، لا نعلم شيئاً عنها، ويقول المسؤولين الكرد أن لا علم لهم بها! فإن كانو أمن مطار وبيشمركه فلا يمكن أن لا يعرف بالأمر أكثر المسؤولين الكرد. فإن كانوا صادقين فهذا يعني أن الأمر خطير إلى درجة منعت معرفته عنهم! قيادة كردستان وحدها تستطيع أن تفسر لنا هذا الفلم مع تبرير إنكارهم لوجود إسرائيليين في كردستان، وفي كل الأحوال ما نعرفه بشكل أكيد وموثق، فيه ما يكفي لإثارة أكبر القلق، وهو أن شركات أمنية إسرائيلية تدرب مجموعات على القتال في كردستان، ودخل أفرادها من تركيا بدون ختم جوازاتهم (وبدون علم بغداد طبعاً)، ويقول جميع المسؤولين الكبار الكردستانيين أنهم لا علم لهم بها، ولا تفسير لذلك سوى أن إسرائيل تدرب هؤلاء لحسابها وليس لحساب الحكومة الكردستانية، ولماذا تدرب إسرائيل بالذات مجموعات قتالية لحسابها وفي داخل العراق بالذات؟ وهي التي تعلن صراحة على لسان قادتها الأمنيين أن مصلحتها الأمنية الأساسية تقتضي أن يبقى العراق على حاله هذا؟ ليس أمامنا سوى التكهن، فأخشى أن الجواب الرسمي أخطر من أن يصلنا يوماً!

ختاماً أتوجه بالسؤال للجميع، ولكن بشكل خاص إلى أولاً: السنة المتحالفين مع قادة كردستان، وما رأيهم؟ وهل يدركون أنهم يتحالفون بشكل غير مباشر مع إسرائيل التي تريد ان تبقي العراق كما هو الآن، وعلى الحالة التي يحتجون عليها؟ هل يأمن السنة العلاقة مع قادة كردستان، وأنهم لن يكونوا الطريق إلى اختراق إسرائيل لهم، خاصة وقد صرح إسرائيلي آخر بوجود "مصالح مشتركة" مع السنة قبل فترة؟ هل ينكرالسنة أن كردستان تحتل أراضيهم؟ هل سيستطيع السنة الشرفاء الذين يريدون إغماض أعينهم عن هذه الحقائق من أجل الخلاص من وضع صعب، أن يفلتوا لاحقاً من قبضة إسرائيل إن هي أحكمت على مناطقهم، وهل يتردد الشلاتية من أمثال علي حاتم سليمان أن يبيع حتى عشيرته لإسرائيل، وأن ينفذ لها كل ما تريد إن هي اشبعت غروره الزائف؟ إلى اين يسير السنة، وتحت أية قيادة، وأين سيكون المصير؟

الجهة الثانية التي أتوجه بالسؤال إليها، هي "اليسار" العراقي (الذي لم يعد ممكناً كتابة اسمه بدون علامات اقتباس تبين الشك في يساريته) المقسم على الدفاع عن إقطاعيي كردستان وحكومتهم الفاسدة والمشبوهة والخطرة، والإمتناع حتى عن التلميح بنقدها، فهل تحول اليسار إلى مدافع عن ممثلي مشاريع إسرائيل في العراق؟ لقد قرأت ليساري سابق، ربما تحدثنا عنه في مقالة أخرى، يصرح من كردستان بأنه لا يمانع أبداً من أن يقيم العراق علاقات مع إسرائيل، فأي يسار هذا وإلى أين يتجه؟

الجهة الثالثة التي أتوجه بالسؤال لها، هي القراء من الكرد، وأسألهم إن كان هذا يرضيهم! وأسألهم إن كانوا يتفهمون قلقنا من تصرفات قادتهم وتحرشهم بالنار الإسرائيلية والإصرار على جلبها إلى العراق والتآمر معها من أجل "إبقاء العراق على حاله" تحت الإرهاب. أتمنى أن يدركوا أن إسرائيل بالنسبة لهم ليست إسرائيل بالنسبة لنا ولبقية العرب، ولأسباب تتعلق ليس فقط بوجود إسرائيل وتاريخها، بل وسياستها وطموحها شديد الخطورة، وليس ذلك لأننا مجانين في معاداتها. أسألهم إن كانوا سيقبلون بمثل هذا الخطر على كردستانهم، لو تبادل قادة العرب والكرد الأدوار!

وأخيراً أتوجه إلى قادة ومثقفي عرب العراق عن موقفهم، وهل يتركون وطناً تحطمه إسرائيل من خلال عملائها بدون تحريك ساكن أو صيحة احتجاج؟ أعلم أن الوضع صعب، وأن الإرهاب والإرهاق يمزق كل شيء وأول ما يمزقه هو الأمل والإرادة، لكن الأوطان لا تبنى بسهولة لتضيع بسهولة يا أخوان! 

لقد قال عرب كركوك أنه إن سمح بضم كركوك إلى كردستان فسيعيشون مثل عرب إسرائيل، أي أن يعيشون كمواطنين من الدرجة الثانية ويتم التمييز ضدهم، ولا ندري إلى أي مدى هم محقين. لكن ما يحدث الآن هو أن جميع العرب في العراق يكادون يعيشون كأنهم عرب إسرائيل! فالتمييز ضد العرب في العراق قد بدأ منذ "تحرير" العراق ومستمر وينمو! واحتلال الأرض بالقوة مستمر، والعربي يأخذ من الخزينة ومن مقاعد البرلمان والحكومة ثلثي ما يأخذه الكردي في كردستان، والإرهاب الذي جاء مع فصائل الجيش الأمريكي ، لا يعلم أحد من أين ينطلق اليوم، ومن أين يحصل على الدعم. 

لقد قال كالبريث لقادة كردستان أن في كل خلاف مصلحة لكم، وقال آفي دختر أنه يجب أن يبقى العراق على هذه الحال، أي تحت الإرهاب، وإحدى شركات "التدريب" تابعة لرئيس موساد سابق، أي زميل لآفي دختر، أليس في هذا ما يثير القلق الشديد أن الإرهاب إذن يتدرب ويأخذ استدامته من مقرات إسرائيلية في كردستان؟ هل يهتم مسعود حقاً بضحايا الإرهاب ماداموا من العرب ومادام الإرهاب يسهم في خلق المشاكل وضعف الحكومة ويجعلها سهلة الإبتزاز أمام أية مشكلة يثيرها، تماماً كما أشاره كالبريث؟ (33)

(وعدت في المقالة السابقة أن أنشر ما يبين اتباع كردستان لنصائح كالبريث بالترحيب بالخلافات مع بغداد، لكني أجلت ذلك لمقالة قادمة لأهمية هذا الموضوع، وتطور الأحداث في العراق)

(*) عبارة "شمال العراق" من بي بي سي وليست مني، فلا يغضب أحد

(1) http://www.qeraat.org/news.php?action=view&id=1852 

(2) http://www.iba.org.il/arabil/arabic.aspx?entity=661521

(3) http://www.aawsat.com/details.asp?issueno=10626&article=477163

(4) http://www.alsumaria.tv/Alsumaria-news/45744/Iraq%20politics%20news/ar

(5) http://www.lahona.com/show_news.aspx?nid=204088&pg=2

(6) http://alrayy.com/77889.htm  

(7) http://nasiriyah.org/ara/post/23009

(8) http://aliraqnews.com

(9) http://www.iraq4allnews.dk/ShowNews.php?id=35963

(10) http://www.iraqicp.com/2010-11-22-05-28-38/27041-2012-11-26-14-02-22.html 

(11) Kurdish soldiers trained by Israelis

http://news.bbc.co.uk/2/hi/programmes/newsnight/5363116.stm

(12) http://alrawwya.blogspot.be/2008/07/blog-post_7161.html

(13) Israel and the Peshmerga

http://newsbusters.org/node/8565

(14) Israeli government training kurds in Kurdistan Regional - YouTube

https://www.youtube.com/watch?v=ZcKSH4a8bJo

(15) http://www.targamh.com/index.php?page=pages&id=7

(16) http://www.shababek.de/s3/modules/xnews/article.php?storyid=188

(17) http://www.albaghdadia.com/index.php?option=com_k2&view=item&id=9167

(18) http://www.uragency.net/index.php/2012-03-11-16-31-52/2012-03-11-16-33-35/5308-2012-06-24-08-08-01

(19) http://www.almashriqnews.com/inp/view.asp?ID=32758

(20) http://www.aawsat.com/details.asp?issueno=9165&article=240989

(21) http://www.albaghdadianews.com/reports/item/26313-PYOEASnk-bgZZ-kLeAEI-Jn-PjknL-KEDYObAl.html

(22) http://www.krg.org/a/d.aspx?l=14&a=46752

(23)  http://www.sea7h.net/vb/showthread.php?t=25660

(24) http://www.almawsil.com/vb/showthread.php/105298-

(25) http://www.ikhnews.com/index.php?page=article&id=59032

(26) http://www.alsumaria.tv/Alsumaria-news/45744/Iraq%20politics%20news/ar

(27) http://www.iraq4allnews.dk/ShowNews.php?id=35963

(28) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=203293

(29) http://www.aawsat.com/details.asp?issueno=10626&article=470115

(30) http://iraqicp.com/2010-11-22-05-28-38/27314-2012-12-02-13-07-09.html

(31) http://ww.lahona.com/show_news.aspx?nid=385729&pg=31

(32) http://www.shafaaq.com/sh2/index.php/reports-investegations/51381-2013-01-17-16-10-41.html

(33) صائب خليل: من أين استوحى قادة كردستان السياسة العدوانية مع العراق؟

http://almothaqaf.com/index.php/qadaya/74751.html

23 أيار 2013 

Opinions