Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

هل تستحق قضية المطران باوي سورو كل هذه الضجة وهذا الإهتمام؟

 

كثر الحديث في الأونة الأخيرة حول المطران باوي سورو وظهرت مقالات عديدة ذات إتجاهات مختلفة رافقتها مئات التعاليق. أنا لست في خضم تقيم هذا الكم الهائل من الكتابة ولكنني كفرد من أبناء شعبنا كنت أحيانا أتمنى الموت عند قرأتي لبعض الأسطر.

لقد اظهر هذا السيل الجارف من الكتابات في هذه القضية – شأنها شأن أي مسألة أخرى تخص شعبنا – أننا لازلنا نخلط الكثير من المفاهيم التي لا توائم بعضها ولهذا أرى ان أغلب القراء لم يكن بإمكانهم  معرفة إن كان أصحاب المقالات او التعاليق ينطلقون من حرصهم على مسيحيتهم او مذهبهم او كنيستهم او مناطقيتهم او هويتهم او تسميتهم ام أنهم مجرد اشخاص يناصرون او يقاومون ما يرونه حسب وجهة نظرهم أنه قضية عادلة او خاسرة او انهم اشخاص لهم مواقف شخصية مؤيدة او معادية للرجل ولأسباب لا يعرفها إلا الله.

وأغرب شيء وقعت عليه عيناي كان محاولة البعض إضفاء طابع إيماني  مسيحي إنجيلي على القضية وكأن المسيحية لا زالت حتى اليوم تعتقد انه بإمكانها إصدار صكوك الغفران او صكوك الإدانة.

في رأي المتواضع ان المسيحية المستندة إلى الإنجيل بعيدة كل البعد عن هذه القضية. المسيحية اليوم بدأت تلبس حلة جديدة بقيادة البابا فرنسيس الذي يرى ان الألفاظ والنصوص عديمة الفائدة دون ممارسة الأعمل الصالحة. أي القرب من المسيح او  البعد عنه لا تقرره الألفاظ والنصوص بل الأعمال والممارسة.

وهذا الموقف يعد طفرة هائلة ليس في الفكر المسيحي بل الإنساني اقام دعائمه وشيد ارصفته هذا البابا الجليل الذي أدخلنا في زمن جديد وصار يدهشنا تقريبا كل  يوم. وأكثر دهشة كانت تصريحاته الأخيرة حول ملكوت السماء – اي الجنة – ومن سيدخله حيث قال بإمكان كل صاحب عمل صالح وممارسة صالحة الدخول إلى ملكوت الله حتى وإن كان ملحدا.

 اي كوني انا مسيحي كاثوليكي وشماس ملتزم لا يمنحني الحصانة من حيث يكون البكاء وصرير الأسنان وكون زميلي السويدي الملحد الذي لا يؤمن بالله والإنجيل ويستهزىء بالطقوس التي أمارسها كشماس والألفاظ التي أنطقها والنصوص التي أستشهد بها ليس معناه انه لن يجلس عن يمين المسيح.

ما يحدد الجلوس عن يمين المسيح هو العمل الصالح وما يضعنا عن يساره هو العمل الطالح وإنطلاقا من هذه المعادلة التي أتى بها البابا فرنسيس والتي هزت الدنيا (رابط 1) لا بل ادت وستؤدي ربما إلى إعادة كتابة اللاهوت المسيحي برمته (رابط 2) أرى اننا نخطىء كثيرا في إقحامنا لكل قضية ومن ضمنها القضية التي نحن في صددها في الإطار الإنجيلي والمسيحي.

يخطىء من يتصور اننا امام قضية مسيحة إنجيلية. التحول من مذهب إلى أخر لا علاقة له بالإنجيل ولا علاقة له بتفسير الإنجيل حسب منطلقات البابا فرنسيس الجديدة التي تعلمنا الأن ان الخلاص مرتبط بالأعمال الصالحة وليس الدين او المذهب.

قضية المطران باوي وليعذرني محبيه ومعاديه خرجت عن إطارها الإنجيلي منذ إقحامها في المحاكم الأمريكية التي لم يترشح عنها حتى الأن أي شيء رسمي لأنه يبدو ان المحكمة وتنازلا لرغبة أحد الأطراف وافقت على وضع وقائع ومحاضر الجلسات وما أدلى به الشهود وكل الوثائق والمستندات الخاصة بها تحت بند  ما يسمى ب "كاك اوردر" – أي طي الكتمان – والتي غالبا ما يتطلب امر رفع السرية عنها عدة سنوات. 

وهذا معناه أن كل ما أثير وسيثار عن هذه القضية لا يمكن الوثوق به في غياب الشفافية. اليوم الذي سترفع المحكمة فيه السرية عن وقائع الجلسات وما أدلى به الشهود والوثائق الرسمية المقدمة من كل الأطراف عندها سيكون بإمكاننا إستيعاب هذه القضية وأبعادها وواقعها الإجتماعي.

ولهذا كان هناك مقالات اوتعاليق من الطرفين تهدد بكشف المستور – والله يستر – يوم ترفع المحكمة امر السرية على الوثائق والشهود وأقوالهم. 

وقضية المطران باوي قضية سياسية وإدارية وعقارية ومالية بإمتياز بدليل تدخل احد الأحزاب القومية الرئسية لشعبنا في مسيرتها وبدليل الصراع على الأبنية والمال الذي رافقها.

وقضية المطران باوي صارت مذهبية وطائفية بإمتياز والمذهبية والطائفية ألد اعداء المسيحية المستندة إلى الروح الإنجيلية الحقة.

وهذه القضية أيضا بدأت تؤثر سلبا على مساعي الوحدة التي جعلها البطريرك لويس روفائيل من أهم اولوياته.

ولهذا – وهذا رأي الشخصي – كون القضية خرجت من نطاقها المسيحي والإنجيلي أرى ان يتم التريث في البت فيها حتى تنكشف كافة اوراقها وما خفي منها ويكون  لدى كل أطراف شعبنا من المعلومات والوثائق ما يمكننا الوصول إلى واقعها الإجتماعي أي الأسباب الإدارية والمالية والسياسية والعقارية  والإجتماعية والمالية التي رافقتها.وأمل أن اي حل لهذه القضية في المسستقبل أن لا يتم دون إتفاق الطرفين وأن يتخذ الفرع الأشوري والفرع الكلداني لكنيسة المشرق قرارا حازما بإيقاف قبول هجرة الإكليروس من اي طرف إلى ان تستكمل مباحثات الوحدة التي لا اشك  للحظة واحدة ان بطريركنا المحبوب مصمم على إجرائها وإنجاحها.

رابط 1

http://arabic.cnn.com/2013/world/5/27/heaven.for.atheists_/


رابط 2


http://www.catholic.org/hf/faith/story.php?id=51077

 

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
استطلاع رأي: لماذا يشهد العراق ارتفاعاً مخيفاً في حالات العنف الأسري؟ استطلاع رأي: لماذا يشهد العراق ارتفاعاً مخيفاً في حالات العنف الأسري؟ في الآونة الأخيرة تفشت ظاهرة العنف الأسري بشكل لافت وغير مسبوق في مجتمعنا العراقي، ومعظم هذه الحالات تقع على عاتق ثلاثة فئات وهم النساء والأطفال وكبار السن وظهر حديثاً فئة الرابعة وهي تعنيف وتعذيب الرجال مؤتمر بروكسل لمصير السورايي بعد داعش انعقاد هكذا مؤتمرات هو حدث ايجابي على الاقل لتحريك المياه الراكدة حول حقوق ومصير السكان الاصليين في العراق الذين حولوا الى اقليات بمرور الزمن من قبل شركائهم في الوطن .بالرغم من كونه هزيلا لعدم مشاركة الاحزاب والمنظمات ذوي الثقل الجماهيري بل مشاركة دكاكين استرزاقية بغالبيتها باسم احزاب ومنضمات لا تمثل الا نسبة حوالي 10% من قومنا الا ان لوبقي مسيحيا خير له هادي جلو مرعي/ قد يكون هذا العنوان صادما لكثير من المسلمين الذين يعلنون فرحهم وبهجتهم بمن يشهر إسلامه وهو على دين غير الإسلام نظرة في الدين على ضوء ممارسات ودعوات البطريرك ساكو والبابا فرنسيس ليون برخو/ قلت في مقال سابق إن الخطر الذي تواجهه الأفكار النيرة والأديان التي تدعو إلى المحبة والتسامح، التي يربطها أصحابها بالسماء
Side Adv2 Side Adv1