Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

هل ستتحول كنائسنا إلى مصارف . .. . ؟؟؟؟

في أحيان كثيرة نطرح التساؤلات وننتظر من يجيبنا عليها أو يناقش أستفساراتنا بحكمة وتروي على رجاء أن لا يتهم سؤالنا بالخبث أو بالسذاجة لأن خلف كل سؤال رغبة في فهم الموضوع أو الأحاطة بتفاصيله الحقيقية أو قد يكون القصد خدمة للصالح العام والله من وراء القصد .
لقد أثبت التاريخ مرارا بأن عملية رسملة الكنيسة ظاهرة غير محببة تؤدي إلى نفور المؤمنين منها وخير مثال على ذلك تحول الكنيسة في أوربا إلى أكبر مالك للأراضي والأقطاعيات في القرون الوسطى وما يلاحظه المراقب لساحتنا الأجتماعية هو بداية لظاهرة تحول الكنائس إلى مؤسسات أشبه ما تكون بالمصارف . والأمانة تفرض علينا هنا ان نقر بأن الحالة في السابق مختلفة عن صورة اليوم لأن كنائسنا طالما عانت مؤخرا من ضعف أمكانياتها المادية المتاحة وأذا فرجت اليوم أمامها بحجم معين من المساعدات فليس في الأمر من سوء فهي تتنفس قليلا وتنهض بواقع الخدمات المقدمة فيها للمؤمنين وخصوصا تلك التي وافقت على تلقي المساعدات من مصدرها الذي نعرفه جميعا عبر أية جهة كانت أو وسيلة لسنا الأن في صدد التعرض لها بالأنتقادات مطلقا ولكن الأخيرة كلها ستوجه للأسلوب الذي تقدم به هذه المساعدات لأنه ليس النموذج الأمثل ولا يتم بطرق مثالية .
ومما لا شك فيه فان أية مساعدة تقدم للكنيسة مرحب بها لأنها تصل إلى عموم جسم الكنيسة من الأباء والرعاة إلى الناس البسطاء ويتم من خلالها تغطية نشاطات هامة جدا كانت في السابق معدومة او معطلة وهذه المساعدات لا نقاش فيها وفي أهميتها ولكن زج الكنيسة في تلقي هذه المنح وتقسيمها وتوزيعها على الناس هو مصدر التشويه المستقبلي القادم لصورة هذه المؤسسة الدينية وكان بالأمكان تجاوز هذه النقطة بانشاء جمعيات مدنية محدودة ومستقلة عن الكنائس بحيث تكون هي المسؤولة عن استلام المنح من المصدر وتوزيعها على الكنائس وعلى المؤمنين او على تمويل النشاطات في كلا الجانبين.
ألا يكون الامر أسهل في حالة تبني تلك الجهات العملية بدلا من ان نسمع اليوم الكثير من الكلام في الشارع بعضه صائب وبعضه مغرض بعضه يتحامل على الراعي لعدم قبوله المساعدات والاخر يتهم الراعي بانه مجرد لص يسرق لنفسه ولحاشيته ولاقربائه واعتذر عن صراحتي في التعبير ولكنني صادق في نقل الصورة التي وجدتها في الشارع لكم وهذه من ابسط واجبات الكاتب .
الم يكن الامر اسهل في محاسبة التقصير اذا صدر من جمعية او هيئة مدنية معروفة الوظيفة بدل محاسبة الكاهن مثلا او احد موظفي الكنيسة او القائمون عليها او محاسبة الكنيسة ككل. اليس في الامر تشويه لصورة هذه المؤسسة الدينية التي يجب ان تبقى بابعاد روحية عالية بعيدا عن المال وسلطانه القادر على ادخال الضعف والشك في القلوب.
اذا كانت تلك الجهات مسؤولة عن تحديد المستحقين لتلقي الاعانات ولم تحسن حصر هؤلاء بشكل جيد. الم تكن عملية انتقادها وارشادها الى الصواب اسهل مما لو فعلنا ذلك مع الكنيسة. ماالفائدة من دفع مبلغ من المال لكل فرد شهريا اذا كان لايصل للجميع فبعض رعايا الكنائس يتسلموه وبمبالغ متفاوتة والبعض الاخر لا يعرف طريقا له بعد .
وما فائدة المبلغ برمته طالما سيذهب في الحال للأستهلاك ولا يخدم وجودنا كمسيحيين ولا مناطقنا كمدن عانت من محاولات لتغيير هويتها الديموغرافية ولا صوت يعلو في هذا الأتجاه ولا فلس يصرف على هذا الأساس .
كيف سنوجه المنح إلى النهوض بواقعنا إذا دفعت عدة رواتب لشخص واحد في أمر أشبه ما يكون بالأختلاس أو التلاعب بالأدوار والأشخاص وهل المساعدة تتم بهذه الصورة وتصل الى الجميع من خلال شخص واحد .
ما الفائدة من دفع رسوم الدراسة لطلبة مسجلين أصلا في كليات أهلية دون دراسة أستحقاق كل واحد منهم وهل ذهب الى كلية خاصة وهو عاجز عن دفع فواتير الأنضمام أليها أم هل بحثنا عن الكثير من الذين فضلوا البيت أو العمل على أكمال دراستهم لأنهم أصلا غير قادرين على دفع تلك الرسوم العالية .
نعم المساعدة مطلوبة ولكن لما لا تكون بأوجه هادفة وبطرق منظمة وعلى أساس الأستحقاق . نعم الظروف غير ملائمة والكثير ينزح من مناطق سكناهم لانها باتت خطرة والاكثر هم المتوقع لهم النزوح لانهم لايجدون في العراق ملتقى لطموحهم فاين المنطق اذا من توطين نازح ومساعدته وتجاهل مئة مشروع أنسان أخرين سيتحولون إلى نازحون جدد . وملخص الكلام الكنيسة ليست المكان الملائم لأنفاق المال وتوزيع المنح حفاظا عليها من الصورة المشوهة والمهزوزة والتي لا تخدم بالطبع رسالة المسيحية للعالم من أجل تحقيق الخلاص في المسيح . علما بأن طرق الأنفاق التي نشهدها اليوم ليست مثالية وعادلة بقدر كونها صرفا عشوائيا وغير مدروس لا يرجى منه نفع على المدى الطويل ولا يستعمل كأساس لبناء مصادر جديدة للدخل لأبناء المنطقة وفتح أفاق كبيرة أمام الفئات التي يستهدفها التوزيع . وإذا أستمرينا على ما نحن عليه الأن فربما يأتي يوم يختار فيه المؤمنين الكنيسة التي تدفع المساعدات والمنح على تلك التي لم تأخذها ولن تدفعها أو لربما سيختارون التناول المقدس على يد من سيدفع أكثر . Opinions