Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

هل ستكون المياه محور حروب القرن الحادي والعشرين ؟

01/05/2009

شبكة اخبار نركال/NNN/الموصل/
ما زال مليار شخص حول العالم يفتقرون إلى مياه مأمونة , ويفتقر مليار آخر إلى المياه التي تتوفر على نظافة صحية , يقول الدكتور ريان العباسي من مركز السدود وبحوث المياه في جامعة الموصل : ان معظم المياه العذبة المتوافرة على سطح الأرض موجودة في البلدان الصناعية التي لا تحوي سوى خمس سكان العالم بينما تشهد البلدان النامية شحا فعليا في المياه وبالمقابل فهي تحوي القسم الأكبر من السكان , حيث تضاعف عدد سكان الأرض مرتين منذ عام 1940 لكن استعمال المياه العذبة تضاعف أربع مرات وتوحي التقديرات ان ارتفاع استعمال المياه أربعة أضعاف أخرى مع تضاعف سكان الأرض عام 2025 , ويضيف العباسي , هناك 47% من مساحة اليابسة في العالم ما عدا القارة المتجمدة الجنوبية تقع ضمن أحواض مياه دولية يتقاسمها بلدان أو أكثر وهناك 44 بلدا يقع نحو 40% من مساحتها الإجمالية ضمن أحواض دولية وهناك أيضا 300 نهر وبحيرة يتقاسمها بلدان أو أكثر , وهذا يعني وجود احتمال كبير بأن تحدث منازعات حول المياه , كما ان الامن الغذائي العالمي مهدد أيضا لان الزراعة تستهلك ما بين 70 إلى 80 % من المياه العذبة ,

وبخصوص الآثار الناتجة عن مسألة شحة المياه أجاب الدكتور العباسي : سيكون الشعور بنتائج شح المياه أكثر حدة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة وفي المناطق الساحلية السريعة النمو وفي المدن الكبرى في العالم النامي وهي تشكل بمجملها 65% من الارض المسكونة اليوم , ووفق تقديرات منظمة الأمم المتحدة يتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى 8 مليار نسمة عام 2025 وهذا يعني تفاقم حدة التنافس على المياه بين القطاعات المعيشية والزراعية والاقتصادية , وان استمرار هذا الوضع يعني ان حاجة العالم الى المياه العذبة للاستخدامات الزراعية والصناعية والبلدية والمنزلية ستفوق كمية المياه المتوفرة وسيزداد هذا الوضع مأساوية بفعل مواسم الجفاف التي يتوقع أن تضرب بعض المناطق , كما ان ازدياد ظاهرة الاحترار العالمي سيؤثر في الموارد المائية الإقليمية حيث تشهد بعض المناطق ازديادا في الفيضانات فيما تشهد مناطق أخرى ازديادا بمواسم الجفاف والقحط .
هل ستكون المياه سببا في اندلاع حروب ونزاعات مسلحة ؟

من البديهي ان النزاعات على مصادر المياه أصبحت ومنذ الآن , فتيلا يهدد بتفجير صراعات محلية وإقليمية خاصة على المياه المشتركة بين دول عدة , وهكذا يتوقع كثيرون أن يكون الماء , لا النفط ولا السياسة محور حروب القرن الحادي والعشرين, وضمن هذه المعطيات التي قد تدفع إلى التشاؤم , تبدو أهمية وضع دراسات مستقبلية حول توافر مصادر المياه وتطور الطلب لتمديد أوضاع الأزمات المحتملة من خلال الارتباط بين إدارة المياه القارية العذبة والبيئة والربط بين المياه والصحة والأمن الغذائي والفقر , ورغم طرح قضية المياه كقضية أساسية في عدة مؤتمرات عالمية منها مؤتمر قمة الارض عام 1992 في البرازيل أو 2002 في جنوب افريقيا كذلك مؤتمر باريس الذي خصص للمياه , الا ان النتائج ظلت في إطار التوصيات والشيء الأكيد هو ان الدول الصناعية وهي الأكثر استهلاكا للمياه , لم تقم بخطوات فعلية جريئة لترشيد استهلاك المياه , والحقيقة ان الموضوع لا يعنيها كثيرا , فمعظم هذه الدول غنية بمصادر المياه من انهار وبحيرات , أما البلدان الفقيرة فهي التي سوف تتحمل العبء الأكبر والتي يجب ان تبحث عن حلول جذرية لدعم وتحسين اطر التنظيم الإداري والمالي والتقني في كيفية إدارة المياه .

Opinions